تحليل قصيدة عابرون في كلام عابر
محمود درويش
عن قصيدة عابرون في كلام عابر
إعراب نص قصيدة عابرون في كلام عابر
كتاب عابرون في كلام عابر PDF
أيها المارون بين الكلمات العابرة شرح
شرح قصيدة ايها المارون
قصيدة أيها المارون بين الكلمات العابرة
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ تحليل قصيدة عابرون في كلام عابر
محمود درويش
الإجابة هي كالتالي
تحليل قصيدة عابرون في كلام عابر
محمود درويش
تمهيد:
يعتبر الشاعر محمود درويش من اكبر شعراء هذا العصر، بدليل ما خلفه من قصائد شعرية مهمة، تشهد له بالعبقرية الفذة و الشاعر الفلسطيني هذا كان من الطبيعي أن تنصب مواضع جل أعماله الأدبية في الدفاع عن القضية الفلسطينية القضية الوطنية بالنسبة للشاعر و التي شغلت ذهنه طوال حياته كغيره من المحبين لوطنهم و من خير النماذج الشعرية التي تشهد لما سبقت الإشارة إليه، هذا النص الذي بين أيدينا، و الذي سنحاول مقاربته على ضوء قواعد النص و النصية و الحجاج.
قواعد النص و النصية:
المقامية:
السياق الثقافي و الاجتماعي اللذان قيلت فيهما القصيدة يتجلان في تجسيد الشاعر للواقع المؤلم، الذي يعيشه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الصهيوني المغتصب للأراضي المقدسة.
القصدية:
تأكيد الشاعر على صمود شعبه داخل وطنه، واعتباره العدو عابرا مهما أطال في البنيان فانه سيأتي يوم و يرغم على الرحيل والانصراف لا محالة.
المقبولية:
في النص الثاني من القرن العشرين، ظهرت قصيدة الشعر الحر، و لجأ كثير من الشعراء إلى النسج على منوالها، و عبروا عن مشاعرهم من خلالها ولا شك أن القارئ عندما يقرأ هده القصيدة لأول مرة، تبدو له غريبة - عما يعرفه من نظام الشطرين - وهي مكتوبة على هذا الشكل، إلى أن أصبح هدا النوع من الشعر فيما بعد مألوفا لدى الناس ، و أقبلوا على قرائنه و تدبره، و من تم امتلك مقبولية واسعة.
التناص:
يمكن اعتبار شكل النص تناصا، لأنه نظم على منوال النصوص التي سبقته، لأن الشاعر سبق إلى النظم على هذا الشكل. و أما التناص داخل النص فإنه لا توجد عبارات واضحة مقتبسة من نصوص أخرى.
الإعلامية:
ليس هناك إخبار صريح داخل النص، و لكن من الممكن أن نلمسه من خلال إخبار الشاعر العدو آن الأوان للانصراف و للرحيل، في العبارة التي تكررن في أخر القصيدة " آن أن تنصرفوا" كما يمكن أن نلمس هذه الخاصية في افتخار الشاعر بنفسه و قومه " و لنا ما ليس يرضيكم هنا، و لنا الماضي، و لنا الحاضر".
السبك:
يمكن التمييز بين نوعين من السبك: السبك المعجمي و السبك النحوي، و لرصد هذه الخاصية، لابد من الاعتماد على ظاهرتين لغويتين هما:
1) التكرار:
و التكرر يمكن أن يكون تكرارا للكلمة نفسها:
الأسماء: " المارون " " الكلمات" " الحاضر".
الأفعال: "انصرفوا " "خذوا " " مروا" " تعمل " " شئت".
شبه مرادف: " انصرفوا" " انسحبوا " " احملوا ".
إيراد مرادف: " النسيان – الذاكرة " " الدنيا – الآخرة " " البر – الحر ".
و هذا التكرار بأنواعه يتولد عنه ما يسمى بالإحالة و هي نوعان:
إحالة قبلية: الضمير في: " احملوا" " انصرفوا" " انسحبوا" يحيل على كلمة " المارين " المذكورة قبله. ( انربية، و نسقية) الضمير يعود على ( القمح ) المذكور قبله.
إحالة بعدية: مثل: " فلنا في أرضنا ما نعمل " ثم ذكر بعدها "و لنا قمح نربيه و نسقيه".
أما الإحالة خارج النص: فهي موجودة أيضا مثل: ( أيها المارون) بالإضافة إلى تكرار ضمير الجمع المخاطب، و ذلك كله إحالة على المحتلين الإسرائيليين المخاطبين في النص دون ذكرهم.
أما ضمير الجمع المتكلم، فهو إحالة على الشاعر و شعبة – فلسطين – الصامد ضد الاحتلال، و ذلك كله لإحالة خارجية.
2) النظام أو المصاحبة:
و هي أن يكون ذكر أحد الألفاظ داعيا لذكر الأخر ك " المارون – المقيمون / نحيا – نموت"
هذا ما يتعلق باختصار بالسبك المعجمي أما للسبك النحوي :
يمكن رصده بالاعتماد على النقط التالية:
الربط و الوصل: بين الجمل بواسطة الأدوات و يمكن التمييز فيه بين نوعين هما:
ربط ضمني: مثل : " لنا قمح نربيه و نسقيه ندى أجسادنا " لنا المستقبل، و لنا في أرضنا ما نعمل . . .
ربط صريح: و ذلك بواسطة أدوات الربط المتنوعة:
- حروف العطف: تكرار حرف الواو. "انصرفوا، و انسحبوا" و هي كثيرة في النص للدليل على الترابط الموضوعي داخل النص.
- حروف الجر: " من زرقة البحر" " في أرضنا" " للهدهد"
الاستبدال:
الحذف:
حذف الاسم: "ن أن تنصرفوا": آن الأوان أن تنصرفوا.
"كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء".
حذف الفعل: " أيها المارون" يمكن تقدير فعل محذوف من بداية الكلام: " اسمعوا أيها المارون".
الحبك:
و هو خاصية داخلية في النص عكس السبك، تتمثل في سبر أغوار النص و يتجلى في عدد من المظاهر هي:
الترابط الموضوعي:
في النص الذي بين أيدينا قضية واحدة، و هي:
القضية الفلسطينية، و قد عالجها المؤلف بطريقة منطقية تتجلى فيما يلي:
من السطر 1 إلى السطر 5 يدعو فيه الشاعر مخاطبيه إلى الاستعداد إلى الرحيل:
و في الفقرة الثانية يفصح الشاعر، عن التحدي الذي سيواجه به العدو، مهما كانت قوته المتطورة، فانه سيظل و شعبه قادرين على تحدي هذه القوة المغتصبة لأراضيهم و شعبهم، و لو بالشهادة.
و في الفقرة الثالثة يفتخر فيها الشاعر بصموده بأرضه و يرى عدوه لا يساوي شيئا أمام عينه، و يعتبره مارا أو عبير سبيل فقط مهما زاد في الطغيان و القتل.
و في الفقرة الأخيرة يؤكد فيها الشاعر صموده و شعبه و يكرر فيها دعوة العدو إلى الرحيل و الانصراف فورا و أن يقيم في مكان آخر المهم أن لا يقيم بيننا.
التدرج:
نلاحظ أن الشاعر بنا هذه القصيدة بناء محكما، بطريقة منطقية متدرجة، حيث بدأ بالحديث عن عدوه، تم تحدث عن صموده في تحديه لهذا العدو، تم انتقل إلى الافتخار و الاعتزاز بنفسه و شعبه و قوته البسيطة التي يواجه بها عدوه.
و في الأخير يمكن القول إن هذا النص الشعري غني بمسائل النص و النصية من حيث الشكل الخارجي و غني بقضايا وطنية فلسطينية من حيث المضمون الداخلي للنص.
عناصر النص الحجاجي
إذا نظرنا إلى النص على أساس أنه رسالة تواصلية و اعتبرنا طرفي هذه الرسالة المرسل ( الشارع) و المتلقي ( العدو ) و علما أن الطرف الأول سيسعى إلى إقناع الطرف الثاني بفكرة الرحيل، فإنه لابد أن يكون المرسل قد اتبع إستراتيجية محكمة لقيادة المتلقي إلى الإقناع و الأخذ بوجهة نظره، فإذا كان الأمر كذلك فأين تتجلى هذه الإستراتيجية؟
للإجابة على هذا السؤال لابد من مقاربة النص بالاعتماد على أدوات تحليل النص الحجاجي.
السياق:
بالرجوع إلى الظروف و الواقع اللذان قيلت فيهم القصيدة فإنه يمكن تحديد سياق النص في كون المخاطب جاحد منكر على اعتبار أن الاحتلال الصهيوني هو اغتصابا للأراضي الفلسطينية بدعوى أرض الميعاد و الأحقية.
و بناءا على هذا النحو فإنه يمكن تحديد عناصر النص فيما يلي:
الموضوع: هو القضية الفلسطينية و الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
الأطروحة: تتمثل في إصرار المؤلف بالتشبث بوطنه و مواجهة العدو حتى الرحيل، و دافع المؤلف عن أطروحته بحجة: أن الآخرين هم مارون و محتلون فقط و وعدهم بيوم ينسحبون و ينصرفون فيه مخزيين و منهزمين.
و اعتمد الشاعر لإقناع خصمه على تقديم صورة حسنة عن نفسه( ethos ) فهو لا يرغب في مواجهته و لكن متى ما تكالب فهو له بالمرصاد و بكل ما يملك و لو كان بسيطا، و ذلك واضح في الفقرة الثانية من القصيدة.
كما استهدف الشاعر أيضا عقل المخاطب و تفكيره بذكر مجموعة من الحجج- السالفة الذكر – (logos ) و ذلك كله لتحقيق خاصية التأ ثير، و بالتالي تحقيق الانصراف و الانسحاب.