في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة

مقالة استقصاء بالوضع حول العلاقة بين الأنا والغير تأخذ طابعا تواصليا دافع عن صحة هذه الأطروحة    

دافع عن الأطروحة القائلة العلاقة بين الأنا والغير تأخذ طابعا تواصليا استقصاء بالوضع 

مرحباً بكم زوارنا الكرام في موقعنا التعليمي (( النورس العربي ))يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم من الحلول وملخصات النصوص والدروس الفلسفية وجميع المناهج التعليمية باك 2024 2025 كما سنطرح لكم الان إجابة السؤال ألذي يقول...العلاقة بين الأنا والغير تأخذ طابعا تواصليا -دافع عن صحة هذه الأطروحة    

الجواب هو كالتالي.

العلاقة بين الأنا والغير تأخذ طابعا تواصليا

-دافع عن صحة هذه الأطروحة    

طرح المشكلة : بما أن الإنسان كائن عاقل بطبعه، فان هذا الأخير لا يعيش إلا في وسط اجتماعي يفرض عليه التواصل مع غيره. لكن حول طبيعة هذا التواصل ساد اعتقاد لدى بعض الأوساط الفلسفية بانا أساس العلاقة بين الأنا والغير أساسها الصراع والتناحر ، في حين هناك من اعتقد بان الأصل في هذه العلاقة هو التواصل والمحبة . فإذا كانت هذه الأطروحة صحيحة وصادقة ولها ما يبررها من الناحية المنطقية . فكيف يمكن إثباتها وتبنيها ؟ بعبارة أخرى كيف يمكننا أن نثبت أن العلاقة بين الأنا والغير أساسها التواصل ؟

محاولة حل المشكلة : 

عرض منطق الأطروحة : )العلاقة بين الأنا والأخر أساسها التواصل والمحبة( ينطلق أنصار هذه الأطروحة من مسلمة مفادها أن العلاقة التي تربط الأنا بالغير تبنى على أساس من التواصل والمحبة ، باعتبار المبادئ الإنسانية موجودة بين البشر .

الحجة : إن أساس العلاقة مع الغير وجود الروابط الايجابية والتي تبنى الصداقة والتعاطف والمحبة باعتبار الصداقة فضيلة مدنية تبنى على مبادئ ذاتية وأخلاقية ومن ابرز الداعمين لهذا الطرح أفلاطون وأرسطو يقول أرسطو : )لا احد يتقبل أن يعيش وحيدا بلا أصدقاء ولو كانت في متناوله جميع الخيرات الأخرى( كما أن الكمال الأخلاقي المطلق ينص على ضرورة المعاملة الإنسانية يقول كانط : )يا أيها الإنسان لا تتخلى عن إنسانيتك (. وهو ما يعني وجوب معاملة الآخر كغاية لا كوسيلة . أي الضامن الوحيد في ذلك هو الجانب الخلقي المطلق والكامل الموجود في أعماق الإنسانية أما اوغيست كونت فقد اعتبر الغير كل معنى يتخلى عن حب الأنانية والذات ، بل لا بد بان يتصف بمعاني التضحية والسعي للعيش في تفاني والوجود من اجل الآخرين يقول كونت : )إذا كنا نعيش بفضل الغير فعلينا أن نحيا من اجله (. هذا وقد قال أيضا في موضع آخر:) إن دوافع التعاطف وحدها هي من تصنع الانطلاقة الحقيقية للحياة من اجل الغير ( . وهو ما يحتم على الإنسان العيش مع غيره ، هذا وقد أكد الفيلسوف موران أن الذات ليس في استطاعتها أن تستغني عن الذي يساهم في تحقيق اكتمالها واغتنائها عبر منحها الحب .يقول في هذا الصدد : )إن الحاجة إلى الآخر مسالة جذرية ( .مما يعني أن الأنا تكون فقيرة وغير مكتملة حالما يتم الاعتراف بها

عرض منطق الخصوم ونقده : ) تاريخ البشرية أساسه الصراع والحروب (.يؤمن أنصار هذا الموقف بمسلمة أساسها العلاقة بين الأنا والآخرين علاقة تنافر وصراع

الحجة: وجود الحروب بين الناس ، كما نجد حضور وضرورة الوعي المخالف بدعوى إثبات الذات . إذ الاعتراف الصريح هو من يؤجج الوعي الذاتي ويغذيه ويجعله ينهض ويزدهر . ومن خلال ذلك تنشا جدليات التسلط والصراعات بين العبد والسيد يقول هيغل : ) لكي يكون الإنسان إنسانا يجب أن يسعى ليس لإخضاع شيء ما ، وإنما إلى إخضاع رغبة إنسان آخر( كما يرى أيضا الفيلسوف جون بول سارتر أن الآخر يمثل الجحيم، فهو يشكل خطرا على مقومات وجودي ويسلب حريتي وكياني لذا . فقد اعتبر هيغل العلاقة بين الأنا والآخر أي بين الإنسان والإنسان علاقة صراع حتى الموت . أما الألماني توماس هوبز فقد صرح قائلا :) الإنسان ذئب لأخيه الإنسان ( وهو ما يدعو إلى اخذ الحيطة والحذر وفي نفس المنحى أكد الفيلسوف غوسدروف وجود صراع دائم ومستمر بين البشر لا ينتهي ، إلا بموت احد الأطراف . وهذا الصراع الدائم والأبدي لا ينتهي إلا بفناء البشرية قاطبة . أما الفيلسوف كوجيف فقد أكد هو الآخر بان أساس العلاقة بين الأنا والآخر لا تبنى على الصداقة ولا الشفقة ، وإنما الأساس فيها هو الهيمنة والسيطرة ، أي لا بقاء إلا للأقوى .وهو ما عبر عنه أيضا نتشه في فلسفته التشاؤمية . في حين نجد بركلي رد وجود الآخر إلى مواجهة فعلية مع الذات، وهو ما يشكل عائقا أمام الأنا . هذا وقد أكد عالم النفس التحليلي سيغموند فرويد في إحدى حواراته مع العالم الفيزيائي انشطاين أن سبب الحروب والويلات وكل الضغائن هو الغريزة العدوانية الموجودة في الإنسان منذ ولادته ، ذلك لاعتبار الإنسان شرير بطبعه بحسب ما أشار إليه فرويد . إما العالمة جوليا كريستيفيا من هذا الموقف فقد أقرت بان الآخر هو الغريب بالنسبة إلينا .                

نقد منطقهم شكلا ومضمونا : لكن التسليم بان الواقع الإنساني يقوم على الصراع . ليس مفهوما أخلاقيا بالمعنى الفلسفي والإنساني .إذ يكون دائما أساسا في جل العلاقات الموجودة بين الناس ، وخاصة إذا تحول إلى عنف فالصراع قد يؤدي بالإنسان إلى المرتبة الحيوانية ، فالحيوانات هي من تتقاتل وتتصارع من اجل البقاء وفرض الذات . إذ الواقع يؤكد بان الكثير من المشاكل قد تم حلها عن طريق المنظمات أو الهيئات أو غيرها .   

 الدفاع عن الأطروحة بحجج شخصية : يمكننا أن ندافع عن الأطروحة بحجج جديدة وهي : وجوب مشاطرة الآخرين جميع ما هم فيه من مشاركتهم في الأفراح والأحزان ، باعتبار الإنسان جزء من النحن كما أن الإنسان لا ينتفع إلا من أخيه الإنسان، وذلك من جميع النواحي المادية والمعنوية . وهو أيضا ما تبناه الفيلسوف العقلاني سبينوزا , أما جون جاك روسو صاحب العقد الاجتماعي فقد اعتبر الآخر هو الإنسان المقابل الذي قد يستحق منا الشفقة والرأفة ، فإذا ما تم تجريد الإنسان من جانبه الإنساني الخيري المتمثل في الشفقة والإحسان . كان هو الجحيم . إن الإنسان ذات لابد أن يتعايش مع الذوات هذا ما عبر عنه في أكثر من مناسبة الفيلسوف هيدوغارد  

أما مير لوبونتي فقد ربط العلاقة بين الأنا والآخرين بأساس التفاهم والقبول . 

حل المشكل 

التأكيد على مشروعية الأطروحة : نستنتج في الأخير أن علاقتنا مع الآخرين أساسها التواصل والوفاق والمحبة ، وليس الصراع والتناحر ، فالتواصل هو السبيل الأمثل لمعرفة الذات ، إذ فكرة الصراع لا تتماشى مع تعاليم الانفتاح والتحضر التي تقوم عليها الحياة الجماعية المعاصرة وفي الأخير وكخلاصة يمكن تأكيد الأطروحة القائلة : العلاقة بين الأنا والغير تقوم على أساس التواصل . أطروحة صحيحة في صياغها الفلسفي ونسقها يمكن أن نتبناها وان نأخذ برأي أنصارها باعتبارها صحيحة منطقيا متسقة نسقيا

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
مقالة استقصاء بالوضع حول العلاقة بين الأنا والغير تأخذ طابعا تواصليا دافع عن صحة هذه الأطروحة

اسئلة متعلقة

...