علم النفس الممتع على عتبة الوعي
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ علم النفس الممتع على عتبة الوعي
الإجابة هي كالتالي
# علم النفس الممتع
11– على عتبة الوعي
في "عاصمة المنعكسات الشرطية"، كما كان إيفان بافلوف يسمي معهده في منطقة كولْتوش، ظهر في سنة 1933 ثنائي من الأصحاب: رافائيل وروزا. كان هذان اثنين من الشمبانزي اللذين أصبحا موضوع الدراسة الأكثر دقة.
من المعروف أن القرود الشبيهة بالبشر تذكرنا كثيراً بسلوكها في الظروف الطبيعية بالبشر. أما في شروط التواصل مع الإنسان فإنها بتقليدها إياه تتعود بسرعة على الأكل بالملعقة والسكين والشوكة، وعلى تنظيف أسنانها، وتكسير الجوز بالكسّارة، والنوم على وسادة، والتغطية بلحاف، وارتداء الثياب وخلعها. وليس من قبيل المصادفة أن بعض القبائل الإفريقية كان يعتبر أن الغوريلات تستطيع حتى الكلام، لكنها تخفي هذا لأنها تعرف أنه لو علم الناس بذلك لأجبروها على العمل.
وقد دل العدد الكبير من التجارب التي أجريت على القرود الشبيهة بالبشر على أنها تستطيع حل مهمات بالغة التعقيد. كان الشمبانزي رافائيل يستخدم عموداً كدعامة أو جسر لكي يَعبر من طوف إلى طوف في بحيرة كولتوش. وكان رافائيل يركب الزورق للوصول إلى طوف ثالث لكي يأخذ هذا العمود من هناك. وعلى الرغم من فزعه الغريزي من النار فقد تعلم الشمبانزي إطفاء النار المشتعلة أمام صندوقٍ فيه طعام شهي بسكب الماء عليها.
لكن يبدو أن سلوك الشمبانزي ليس مستبصِراً بقدر ما هو مستدرِك. وإن أمكن التعبير هكذا، فإن الشمبانزي يصبح فطيناً بعد أن تجري الأحداث: في الممارسة فقط بعد أن يَخبر (يجرب) طرق الحل يبدأ باستخدامها بشكل صحيح، هذا ما أشارت إليه نادْيجدا لاضيغينا-كوتْس التي أجرت عدداً كبيراً من التجارب على الشمبانزي إيوني الذي كان لديها.
... أنتم تشهدون بوضوح عياني تام تَشكل تفكيرنا، وترون كل عثراته المغمورة وكل أساليبه.... إيفان بافلوف
لذلك يُعتبر تعريف الإنسان الذي قدمه بنجامين فرانْكلين Franklin قاصراً: الإنسان هو الحيوان الذي يصنع الأداة. وبالطبع، فإن الأدوات التي يصنعها الإنسان لا يستطيع أي حيوان صنعها. لكن رافائيل عند بافلوف، على سبيل المثال، استطاع أن يتخذ من العصا "مفتاحاً" بسيطاً يفتح به القفل.
من كتاب "علم النفس الممتع" - ترجمة: د. عمر ألتُنجي