ملخص مفهوم العنف في الفلسفة أشكال العنف العنف في التاريخ العنف و المشروعية اقول الفلاسفة عن العنف
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول.....ملخص مفهوم العنف في الفلسفة أشكال العنف العنف في التاريخ العنف و المشروعية
الإجابة هي كالتالي
ملخص مفهوم العنف
المحور الأول: أشكال العنف.
1- موقف ميشو: تكنولوجيا العنف المادي وأشكاله.
يمكن الحديث مع إيف ميشو عن أشكال مختلفة من العنف المادي التي ميزت المجتمعات البشرية في القرن العشرين؛ كالحروب والإبادات والاضطهاد ومعسكرات الاعتقال والإجرام وغير ذلك. وقد ساهمت التكنولوجيا في تطوير وسائل العنف المادي؛ حيث عملت التجارة الدولية للأسلحة على نشر وسائل العنف وجعله أكثر تخريبا وفتكا، وفي متناول كل الأفراد والجماعات. كما ساهم التقدم التقني في تطوير الآلات والأسلحة المستخدمة في العنف، مما جعل هذا الأخير مختلفا عما كان عليه في السابق، سواء من الناحية الكمية أو من الناحية الكيفية والنوعية.
ويشير ميشو أيضا إلى ارتباط العنف المادي بوسائل الإعلام التي أدت إلى انتشاره والإخبار عنه.
2- موقف بيير بورديو: طبيعة العنف الرمزي ووسائله.
يتحدث بيير بورديو عن العنف الرمزي الذي هو عنف غير فيزيائي، يتم أساسا عبر وسائل التربية وتلقين المعرفة والإيديولوجيا، وهو شكل لطيف وغير محسوس من العنف، وهو غير مرئي بالنسبة لضحاياهم أنفسهم. وينتقد بورديو الفكر الماركسي الذي لم يولي اهتماما كبيرا للأشكال المختلفة للعنف الرمزي، مهتما أكثرا بأشكال العنف المادي والاقتصادي. كما أشار بورديو إلى أن العنف الرمزي يمارس تأثيره حتى في المجال الاقتصادي نفسه، كما أنه فعال ويحقق نتائج أكثر من تلك التي يمكن يحققها العنف المادي أو البوليسي.
المحور الثاني: العنف في التاريخ
1- الصراع جوهر التاريخ: كارل ماركس
لا يخلو التاريخ البشري من تعاطي ظاهرة العنف، بمختلف أشكاله وأحجامه، فمنذ بدايات ظهور العلاقات والتفاعلات البشرية على وجه الأرض والمواجهة كائنة ومستمرة بين الأفراد فيما بينهم كما بين الجماعات أيضا (النقابات، الإديولوجيات..)، إذ الصراع الطبقي حسب ماركس هو الذي يحرك تاريخ المجتمعات، هذه الأخيرة التي تتصارع فيها -في الغالب- طبقتان متعارضتان من حيث الوضعيات و المصالح، طبقة الأسياد المالكين لوسائل الإنتاج (البورجوازية)وطبقة العبيد المستخدَمين (البروليتاريا)، ولم يتمكن المجتمع الحديث من القضاء على الصراع بين الطبقات، بقدر ما أقام طبقات جديدة وبالتالي أعاد إنتاج الصراع وتجديد الاضطهاد.
2- الرغبة سبب العنف: روني جيرار
باعتبار الانسان كائن راغب، تُوجِّه تفكيره وسلوكه مجموعة من الرغبات، فإن إشباع هذه الرغبات يلتصق بموضوعات معينة وتكاد تكون موحدة بين البشر، مما يجعل الناس جميعا يتوجهون إلى نفس الموضوعات، فيظهر بينهم التنافس والتدافع ويتحول الأمر إلى النزاع والصراع ثم إلى حربٍ مفتوحة تأتي على الأخضر واليابس، ولا يتوقف العنف بين بني الإنسان إلى الأبد، نظرا لعدم انقضاء الرغبة المرتبطة بالموضوع المتنازع حوله من جهة، ونظرا لظهور سيكولوجية الانتقام الجماعي المؤجل من الخصم من جهة ثانية. على خلاف الحيوانات التي يخمد الصراع بين أفرادها بمجرد الغلبة وخضوع الأضعف للأقوى.
المحور الثالث: العنف والمشروعية
1- موقف ماكس فيبر: إعطاء مشروعية قانونية لممارسة العنف.
يتحدث ماكس فيبر عن مشروعية العنف المادي الممارس من طرف الدولة، وعن حقها في احتكار هذا النوع من العنف، مستشهدا بتروتسكي الذي يرى “أن كل دولة هي جهاز مؤسس على العنف”. فالدولة هي التجمع السياسي الذي يحتكر العنف المادي الذي تعطى له الشرعية القانونية، المتمثلة أساسا في المحافظة على النظام الداخلي من جهة، والدفاع عن المجتمع ضد الأخطار الخارجية من جهة أخرى. هكذا يرى فيبر أن جوهر السلطة هو ممارسة العنف، وأن هذا الأخير هو الوسيلة المميزة لها، وأن بينها وبينه علاقة وطيدة وحميمية؛ ذلك أن ما سيبقى في حالة اختفاء العنف من ممارسة الدولة هو الفوضى وضياع مصالح الناس.
وإذا كان العنف هو الوسيلة العادية التي استخدمت من طرف السلطة لدى الجماعات السياسية المختلفة، فإن الدولة المعاصرة هي الوحيدة التي تحتكر العنف المادي المشروع، بحيث لا تسمح لأي فرد أو جماعة ما بممارسته إلا بتفويض منها. وإذا كان للدولة الحق في استعمال العنف، فلأنها في جوهرها، شأن أي تجمع سياسي سابق، ترتكز على علاقة السيطرة والسيادة التي يمارسها الإنسان على الإنسان.
2- موقف غاندي: العنف رذيلة وتعبير عن الحقد، وبالتالي فلا مشروعية له.
يتبنى غاندي موقف اللاعنف باعتباره يمثل ذلك الحب أو الإرادة الطيبة تجاه كل الناس. ولذلك فهو يرفض السلوك العنيف لأن وراءه نية من أجل إلحاق الأذى والألم بالآخر، كما أنه تعبير عن نشيد الحقد الذي تعبت الإنسانية من عواقبه الوخيمة. هكذا يدعو غاندي إلى تعميم الصداقة بين كل الناس، ومكافحة العنف والشر بسلاح الذهن والفكر الأخلاقي، وهو ما يقتضي مواجهة العنف بمقاومة روحية تمكن من خلق خيبة أمل لدى الممارس للعنف بأن لا أواجهه بسلاحه من جهة، وتمكن من الرفع من مستواه الإنساني والأخلاقي بأن يصبح هو الآخر رافضا للعنف من جهة أخرى..