حقائق القلب و حقائق العقل باسكال
نص باسكال (ص 109)
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ ما هي حقائق القلب و حقائق العقل باسكال
الإجابة
**** حقائق العقل وحقائق القلب لدى باسكال *****
الوصلة الثالثة
"للقلب أسبابه التي لا يعرفها العقل" بليز باسكال "خواطر"
نواصل الفسحة القرائية في قولة الفيلسوف والعالم ورجل الدين الفرنسي بليز باسكال، ونذكر مجددا بمسألة هامة:
داخل التداول الواسع للأقوال والاقتباسات ،قد يتم تنصيب معاني بعيدة عن فكر او فلسفات أصحاب هذه الاقوال او الاقتباسات.
حاولنا إظهار ذلك من خلال الاشارة لاول حقل، تميل القراءات السائدة،الى ربط أفق القولة به،أي حقل الحياة الوجدانية العاطفية ،إذ به تظهر ثناىبة العقل والقلب بشكل مباشر.وسنشرح هذا الافق ،ليس لتبنيه،بل لفهمه.
فلنتذكر أن قولة باسكال مجالها أكبر وأعمق،
إنه يطرح القلب كمصدر هام لنوع من المعارف التي لا يمكن ان تحصل بالعقل،وداخل هذا الافق ،يصالح ،بشكل ما ،بين الحكمة والشريعة(كما طرحت المشكلة في سياقنا العربي الاسلامي ) بين العقل والدين.لن يتعلق الأمر بمجرد التسليم بحقيقة الله كاحساس وجداني للقلب،بل والدفاع عن كون هذه الحقيفة بداهة بالنسبة للقلب ،بداهة من نوع مغاير يتوقف عمل العقل ذاته عليها.
لكن لنعد الى المعنى المتداول والذي يربط القولة بمجال الحب.فما الذي يقع للانسان حين يقع في الحب؟
،يبدو الحب إحساسا لاعقلانيا بإمتياز،كما يفلت من قبضة العقل :فهو يدفعنا لفعل ما لم يكن ممكنا أن نفعله لو لم نكن نعيش حالة الحب.بل حتى اللغة تتضمن هذا التوثر ،"نقع" في الحب تتضمن معنى السقطة وتهاوي كل اشكال التحكم التي ينتجها العقل(وربما هذا يبرر دعوة الرواقية الى أهمية جعل العقل يستمر في التحكم في مشاعر الأنسان).
حين نحب لانفهم الكثير مما يقع لنا ،وقد ندرك انه غريب عن فكرتنا عن ذواتنا قبل هذه التجربة ،اي كما لو ان امرا غريبغ وسحريا يقع،تحت أنظار العقل ،لكن خارج سلطته .الحب ،بهذا المعنى،ينفلت عن منطق العقل والياته في انتاج المعنى وتحديده،وربما نفهم ايضا ،ضمن التاريخ البشري،الصراع بين الحب والعقل/القانون/الواجب/المعنى..ألم يكن سيبا في حروب لامعنى لها بالنسبة للعقل؟
الحب لاعقلاني من حيث انه اقرب لقوة غريبة تسيطر علينا لتزيل السلطة عن العقل ،ولتغتال منطقه،..
فهل من العقل أن يحب الانسان شخصا يسيء له؟
نسمع العديد من الاشخاص يحكون قصصا تبدو غريبة لنا ،ونحن من خارج التجربة ،قصصا فيها كل التوابل التي تجعل العقل والحس السليم،يتحهان الى الكراهية او اقلها ترك ذاك الشخص الذي يتعمد جعلك تتألم.ومع ذلك يبقى تشيتهم وحبهم الذي قد يدنو من استحالة الحياة بدونهم..
لكن تعارض القلب في "منطقه" مع العقل،لايظهر في ماهية الحب فحسب ،بل يظهر ايضا في امر دقيق..فلا ينجم الحب ،عادة،عن قرار للعقل،او حتى إقتناع منه بعد تفكير ،فليس الحب نتيجة لحساب رياضي لمجموع مواصفات من نحب ومزاياه. فليس الوقوع في الحب قرارا العقل ،علما أنه في العمق ،المسالة مغايرة:
اننا نحب, اولا ،ودون سبب عقلاني ،ولعيدا عن آليات الحكم التي قد تصدر عن العقل،وبعد ذلك نصنع ،بشكل ما،صفات ومزايا المحبوب.فكما بين اسبينوزا ،الرغبة هي التي تحول الموضوع الى موضوع مرغوب فيه،ولا يوجد موضوع مرغوب فيه قبليا.
بلغة أخرى ،نحب،وعين العاشق ترى ما تراه .
تخيلوا عاشقا يحدثك عن معشوقته،قد يتحدث عن مزايا لها،عن ما يشعر به معها ،ونحن ننصت ،اكثر ما سيثيرنا ليس وصفه الذي لن يقود ايا منا لعشق معشوقته!
ما سيثيرنا هو وميض عينيه،ذاك اللهب الذي يخرج منهما ،نبرة صوته،حماسه واندفاهه: أنه يرى ما يراه لانه عاشق.
بهذه المعاني ،القلب تمرد على العقل ومنطقه،ويفرض منطقه الخاص .
لكن باسكال يتجاوز هذه العنبة،اذ ليس القلب لامعقولا يمعى الجنون واللامعتى،بل انه مصدر من مصادر معارف يقينية ،ولله الياته الخاصة تماما كما العقل الياته.
تتعدد طرق بلوغ الحقيقة حسب نوعيتها ومجالها....
يتبع
حقائق القلب و حقائق العقل