بحث عن البيوانيقا المقياس الفلسفة والبيوانيقا المستوى السنة الثالثة فلسفة (5)مفهوم البيواتيقا
المقياس الفلسفة والبيوانيقا
مقدمة عن البيوانيقا
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ المقياس الفلسفة والبيوانيقا المستوى السنة الثالثة فلسفة (5)مفهوم البيواتيقا
الإجابة هي كالتالي
المقياس الفلسفة والبيوانيقا
المحاضرة الأولى: مفهوم البيواتيقا.
مقدمة
لاشك أن التطورات التي عرفتها مجالات الطب والبيولوجيا، قد حملت معها الكثير من الأزمات والمشاكل الأخلاقية التي لم يعهدها أي مجتمع إنساني من قبل. فموازاة مع التطور العلمي الذي عرفته هذه المجالات وكان هناك تعثر قيمي كبي أبان عن قتل الإنسان في التوفيق بين والمعرفة العلمية والقيم الأخلاقية، ودليل ذلك هو تلك التجاوزات التي حدثت في حق الإنسان وكرامته بسبب الاستعمال اللاعقلاني للمعرفة العلمية والتقنية في مجالات الطب والبيولوجيا وعلى هذا الأساس كان ميلاد ما. يعرف بالبيواتيقا أو أخلاقيات الطب والبيولوجيا ، كمبحث أخلاقي جديد يؤكد في متونه على إعادة النظر في العلاقة المتوترة بين المعارف العلمية والقيم الإنسانية خصوصا الأخلاقية منها، كما يؤكد على ضرورة تسبيح عمل الأطباء والعلماء مما يضمن
للإنسان كرامته وإنسانيته.
1- في معنى البيواتيقا .
بداية يمكن القول بأن المصطلح الجديد (بيواتيقا) باللغة العربية، هو ترجمة حرفية للمصطلح الإنجليزي (Bioethics). ومن حيث الاشتقاق اللغوي يتكون هذا المصطلح من الكلمة اليونانية bios وتعني الحياة، وكلمة ethos وتعني الأخلاق . هكذا تحدنا إزاء مصطلح جديد يهتم في متونه بالأخلاقيات الحياتية، ويعيد النظر في كل ما تحقق من إنجازات في مجالات علوم الصحة والحياة، ضمن رؤية جديدة تؤسس لما يجب أن يكون عليه الأطباء والعلماء في ممارساتهم وأبحاثهم التي أضحت تثير الشك والقلق، بفعل المشاكل والأزمات الأخلاقية التي باتت تطرح في هذا المجال. من هنا ذلك "الانتقال الذي يقودنا من الدلالة اللغوية إلى الدلالة المفهومية، حيث الدراسة الفلسفية للمسائل الأخلاقية المنبثقة عن التطبيقات العلمية التي تجري على الحياة بوجه عام. ولذلك يكون مفهوم البيوتيفا كما يرى Laurent Mayet هو الوعي بالممارسات المقلقة للعلوم البيو- طبيبة على الجسد البشري ومن وجهة النظر هذه يمكن التعامل مع البيواتيقا باعتبارها مبحثا جديدا يهتم في دراسته بالمشاكل الأخلاقية والقانونية التي تعرفها المجالات البيوطبية". 2
و يمكن الإحالة إلى العالم الأمريكي المختص في أمراض السرطان فان انسلاير بوثر Van Rensselear Poter (2001-1911)، الذي تحت مصطلح بيواتيفا " ضمن كتاب له صدر سنة 1971 بعنوان Bioethics Bridge To The Future ". ومن خلال هذا الكتاب يمكن الوقوف على الغاية الأساسية للمؤلّف، بنيانه لحقيقة الأزمة التي تسبب. 4 فيها الانفصال التام بين المعارف العلمية والقيم الإنسانية، حيث الاستقلال التام لكل ما هو علمي عما هو أخلاقي، ضمن
_____________________________________________
.Colas Diflo, Sebastien Bauer et autres, Dictionnaire des concepts philosophiques, sous la
direction de: Michel Blay, CNRS Edition, Paris, 2013, p.87. نورة بوحناش الأخلاق والرهانات الإنسانية، أفريقيا الشرق، المغرب، ط1، 2003، ص 246. -Eliette Abecassis, Fabienne Abbou et autres, Encyclopédie de la philosophie, sous la direction de: Jean Montenot, Librairie générale française, 2002, p180.
-Didier Sicard, L'éthique médicale et la bioéthique, p.u.f, Paris, 2009, p.11.
..........................1 ...................
ممارسات وتطبيقات لا إنسانية يغذيها الطموح اللامشروع للإنسان العلمي في مجالات العلم المتعددة، وخاصة مجالات الطب والبيولوجيا. وعلى هذا الأساس كان تأكيد بوثر في كتابه هذا على وجوب إقامة تحالف بين الثقافة العلمية والتكنولوجية والثقافة الأخلاقية وكي يتحقق ذلك وبالتالي نجاة الإنسانية من الكوارث المحتملة، طالب بوثر بإعداد حقل دراسي واسع ووسط ملائم التطبيق هذا الفكر الأخلاقي الجديد بحيث يغطي مجالات وأنشطة متعددة على رأسها تنظيم النسل وتحقيق السلم ومحاربة الفقر والحفاظ على البيئة وحماية الحياة الحيوانية والدفاع عن سعادة الأفراد. وبالتالي ضمان بقاء الإنسانية على قيد الحياة
واستمرار الكوكب الأرضي في الوجود.
ما يمكن ملاحظته من خلال هذا الطرح الذي قدمه ،بوتر هو الرؤية الشمولية التي أرادها لهذا المشروع، بحيث لم يقتصر على المجال الطبي فقط أو البيولوجي، بل تجاوز ذلك ووسع من دائرة مهامه التي أصبحت تمس حتى المجال البيئي الذي لم يعد في مأمن بفعل الانتهاكات التي طالت البيئة التي يعيش الإنسان في كنفها، وبصورة عامة أراده مشروعا يضمن سلامة الحياة الإنسانية ويحمي مكان إقامتنا (الأرض)، من كل التجاوزات التي أضحت تمارس على الإنسان والطبيعة على حد سواء، وكل ذلك يتم باسم العلم، خصوصا وأن العلوم المعاصرة قد دخلت في عهد أصبحت فيه قادرة على الإخلال بنظام الحياة والبيئة، وتدمير العوامل التي تضمن إمكانية تحسين ظروف الحياة على هذه الأرض. وبات من غير المعقول تماما غض الطرف عن هذا الواقع الجديد ومسايرة العلماء في اعتقادهم بأن أبحاثهم وتجاربهم وعلومهم محايدة وذات طابع علمي ،صرف، وليس لها أي تأثير على الحياة وعلى كوكبنا الأرضي وعلى البشر الذين يعيشون فيه "2.
ويمكن القول بأن البيواتيقا كمبحث جديد من مباحث الفلسفة الأخلاقية المعاصرة، يهتم بالأسئلة المحرجة والمشاكل الأخلاقية، التي أبانت بحق عن حجم الضرر الذي لحق الإنسان بفعل التجاوزات التي حدثت في حقه، والتي طالت بالخصوص كرامته وقدسية حياته. وفي هذا كلام عن الوضعية المقلقة والحرجة، التي وجد الإنسان نفسه فيها، بفعل الممارسات والتطبيقات العلمية اللاعقلانية في مجالات علوم الصحة والحياة والحجم المشاكل والأسئلة التي باتت تُطرح في هذا المجال، "فإن الكثير من الأطباء ينتظرون من هذه الأخلاقيات أن تنير تفكيرهم وعملهم حول الحدود التي ينبغي لهم أن يضعوها لسلطتهم... فقد أصبحوا يصطدمون بحالات ضمير غير مسبوقة: كيف يمكن الفصل مثلا بين مصلحة المريض والإصرار العلاجي، بين هذه المصلحة ذاتها وقتل رحيم يجازف منطقه بالدفع إلى الانتحار المازر أو إلى الجريمة المقنعة البسيطة؟".
يتبع في الأسفل