تحليل المشكلة الجزئية الثانية الشك في الايمان بالحسيات الى الشك بالعقل
مرحلة الشك الفلسفي
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ تحليل المشكلة الجزئية الثانية الشك في الايمان بالحسيات الى الشك بالعقل
الإجابة هي كالتالي
تحليل المشكلة الجزئية الثانية: الشك في الايمان بالحسيات الى الشك بالعقل
*مرحلة الشك الفلسفي : الازمة الشكية الاولى التي انتابته
يبدأ من قوله :" فلما خطرت لي هذه الخواطر ....."
*الرجوع الى اليقين ، والنور الالهي هو سند المعرفة المباشرة ومضمونها :
الشفاء بعد طول المدة وعودت نفسه الى الصحة والاعتدال وقبول الضروريات العقلية وهذا ما لم يتم بترتيب ودليل، بل بنور قذفه الله في صدره وهو مفتاح أكثر المعارف .
أصناف الطالبين أربعة فرق : وهم الذين خاض الغزالي في علومهم حتى يصل إلى اليقين .
ا- علم الكلام :
ب- الفلسفة:
ج- مذهب التعليم أو الباطنية :
د- الصوفية :
ملاحظة : هذه الاصناف سيتم الحديث عنها في المشكلة الجزئية الثالثة .
المشكلة الجزئية الثالثة :
البحث عن الحقيقة تحت محك العلم اليقيني .
واذا تم تحديد ميزان البحث عن الحقيقة ، وتقرر البحث عن العلم الذي يناسبه ، فهل علم الكلام هو العلم الذي يرشدنا الى الحقيقة ؟
ولما شفاني الله من هذا المرض بفضله وسعة جوده ، انحصرت أصناف الطالبين عندي في أربعة فرق :
المتكلمون : وهم يدعون أنهم أهل الرأي والنظر ؛
الباطنية :وهم يزعمون أنهم أصحاب التعليم والمخصوصون بالاقتباس من الإمام المعصوم ؛
الفلاسفة :وهم يزعمون أنهم أهل المنطق والبرهان ؛
الصوفية: وهم يدعون أنهم خواص الحضرة وأهل المشاهدة والمكاشفة .
*فقلت في نفسي : الحق لا يعدو هذه الأصناف الأربعة ، فهؤلاء هم السالكون سبل طلب الحق ، فان شذ الحق عنهم ، فلا يبقى في درك الحق مطمع ، اذ لا مطمع في الرجوع إلى التقليد بعد مفارقته ، اذ من شرط المقلد ان لا يعلم انه مقلد ، فاذا علم ذلك انكسرت زجاجة تقليده ، وهو شعب لا يراب وشعث لا يلم بالتلفيق والتأليف ، الا ان يذاب بالنار ، ويستأنف له صنعة اخرى مستجدة. فابتدرت لسلوك هذه الطرق، واستقصاء ما عند هذه الفرق ، مبتدئا بعلم الكلام ، ومثنيابطريق الفلسفة ، ومثلثا بتعلم الباطنية ، ومربعا بطريق الصوفية .
ثم اني ابتدأت بعلم الكلام ، فحصلته وعقلته ، وطلعت كتب المحققين منهم ، وصنفت فيه ما اردت ان اصنف ، فصادفت علما وافيا بمقصوده ، غير واف بمقصودي ؛ وانما مقصوده حفظ عقيدة اهل السنة وحراستها عن تشويش اهل البدعة . فقد القى الله تعالى الى عباده على لسان رسوله ، عقيدة هي الحق ، على ما فيه صلاح دينهم ودنياهم ، كما نطق بمعرفته القران والاخبار. ثم القى الشيطان في وساوس المبتدعة امورا مخالفة للسنة ، فلهجوا بها وكادوا يشوشون عقيدة الحق على اهلها . فانشا الله تعالى طائفة المتكلمين ، وحرك دواعيهم لنصرة السنة بكلام مرتب ، يكشف عن تلبيسات اهل البدع المحدثة ، على خلاف السنة المأثورة ؛ فمنه نشا علم الكلام واهله . ولقد قام طائفة منهم ،بما ندبهمالله تعالى اليه ، فاحسنوا الذب عن السنة ، والنضال عن العقيدة الملقاة بالقبول من النبوة ،والتغيير في وجه ما احدث من البدعة ؛ ولكنهم اعتمدوا في ذلك على مقدمات تسلموها من خصومهم ، واضطرهم الى تسليمها : اما التقليد او اجماع الامة او مجرد القبول من القران والاخبار . وكان اكثر خصومهم في استخراج مناقضات الخصوم، ومؤاخذاتهم بلوازم مسلماتهم .وهذا قليل النفع في حق من لا يسلم –سوى الضروريات –شيئا اصلا ، فلم يكن الكلام في حقي كافيا ، ولا لدائي الذي كنت اشكوه شافيا
*نعم لم نشأت صنعت الكلام وكثر الخوض فيه وطالت المدة ، تشوق المتكلمون الى محاولة الذب عن السنة بالبحث عن حقائق الامور ، وخاضوا في البحث عن الجواهر والاعراض واحكامها . ولكن لم يكن ذلك مقصود علمهم ، لم يبلغ كلامهم فيه الغاية القصوى ؛ فلم يحصل منه ما يمحق بالكلية ، ظلمات الحيرة في اختلافات الخلق ؛ولا ابعد ان يكون حصل ذلك لغيري . بل لست اشك في حصول ذلك لطائفة ، ولكن حصولا مشبوها بالتقليد في بعض الامور التي ليست من الاوليات .
والغرض الان حكاية حالي ، لا الانكار على من استشفى به ، فان ادوية الشفاء تختلف باختلاف الداء ، وكم من دواء ينتفع به مريض ويستضر به اخر .