في تصنيف مناهج تعليمية بواسطة

ملخص درس الشعور بالأنا والشعور بالغير السنة الثانية 2 اداب وفلسفة

درس الشعور بالأنا والشعور بالغير --خاص بالاقسام العلمية واللغات ثم السنة الثانية اداب وفلسفة

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم  في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية  والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ ملخص درس الشعور بالأنا والشعور بالغير السنة الثانية اداب وفلسفة

الإجابة هي كالتالي 

درس الشعور بالأنا والشعور بالغير الثانية اداب وفلسفة

طرح المشكلة 

من أنت ؟ أنا احمد . هل احمد اسم يشير إلى ذاتك كلها أم هو مجرد اسم يشير إلى جزء من الذات فقط؟ وإذا أضفت انك تلميذ في القسم النهائي هل تكون قد لخصت ذاتك كلها في هذه الإجابة ؟ ربما تضيف أيضا انك ابن فلان وانك جزائري ومسلم ، هل تكون بهذا قد أفصحت عن ذاتك الحقيقية كما تحس بها . وقد تحضر مرآة وتشير إلى الشخص الذي يقابلك فيها وتقول أنا هو هذا ، لكن هذه صورتك التي تعبر عن جانبك الفيزيولوجي فقط . فأين هي ذاتك التي تضم الجوانب الأخرى والتي لا يمكن أن تكشف عنها المرآة ؟

I ـ الطريق إلى معرفة الذات

الطريق إلى معرفة الذات لا يكتفي فيه بالجانب المادي الفيزيولوجي ، بل يشمل الجانب النفسي والجانب الاجتماعي ، إن الإنسان الذي يشعر بذاته هو من يعرف انه موجود وانه يدرك ذاته من خلال حدس يسمح له بتمثل ذهني عنها ، ولمعرفة الذات يجب التعرف أولا على الفرق الموجود بينها وبين الأنا والغير . 

الأنا :يستعمل في الاصطلاح للإشارة إلى النفس المدركة أو الذات المفكرة العارفة لنفسها في مقابل الموضوعات التي تتميز عنها . أوهي الوعي الدائم بوحدة الذات من خلال شعورها ، بأنها محل واحد لأحوال معينة ، ومصدر واحد لأفعال معينة ، وبأنها هي هي مع تغير هذه الأفعال وتغير هذه الأحوال عبر الزمان والمكان ، وترادفها النفس والشعور .

الذات : ذات الإنسان هي نفسه العاقلة العارفة من جهة ما هي قوام ومتلقى المعارف المتنوعة التي تسمى بهذا الاعتبار موضوعا لها . وتعبر الذات عند بعض علماء النفس عن جميع الأفكار والمشاعر والمعتقدات المتكونة لدى الفرد عن ذاته والتي تعبر في الغالب عن خصائصه الجسمية والعقلية ، كما تعبر عن معتقداته وقيمه وقناعته وطموحاته وخبراته السابقة ، أو هي مجموعة من الأفكار التي يحملها الفرد عن نفسه و يعرفها جود بأنها إدراك الشخص لنفسه كشخص مستقل له كيان منفصل عن غيره.

الغير : غير الشيء هو كل ما هو سواه ، والغير في علم النفس هو ما يقابل الأنا لدى الأشخاص الآخرين ، فالغير هو ما ليس أنا ، انه الآخر. فالغير هو المختلف عن الأنا، هو الذي لا يشاطر الأنا في الانتماء الطبقي أو الوطني أو الديني أو العائلي . والغير هو أيضا المستثنى ـ المتغيرـ المتحول ـ المخالف ـ المعارض ـ المختلف ـ المتميز ونلاحظ أنه ليس هناك تمييز بين الغير والآخر، فهما يطلقان على المختلف بوجه عام سواء كان من الناس أو من باقي الأشياء . والغير في معجم أندري لالاند. " هو آخر الأنا، منظورا إليه ليس بوصفه موضوعا ، بل بوصفه أنا آخر". وتكرر هذا المعنى عند جون بول سارتر فالغير عنده هو " الأنا الذي ليس أنا " أي أن الغير بمعنى من المعني هو أيضا ذات تتمتع بنفس مقومات الأنا ، وهي أساسا الوعي والحرية والكرامة والمسؤولية. 

أولا : معرفة الذات من خلال الوعي بها

نتعرف على ذاتنا عن طريق الوعي بها ، إي شعورنا بها ، وهذا بواسطة حدس عقلي مباشر كما يرى ديكارت . قال مين دو بيران قبل أي شعور بالشيء ، فلا بد من أن للذات وُجود" . وقال سقراط من قبل : اعرف نفسك بنفسك  

مناقشة .النتيجة المنطقية لمعرفة الذات عند ديكارت ، هو وقوع الأنا في نوع من العزلة والوحدانية التي تجعله ينكفئ على ذاته، ويعيها، فيثبت وجودها إثباتا حدسيا، يقينيا ومباشرا ، دون أية حاجة إلى وجود الغير. كما أن هذا التفسير الذي يربط اكتشاف الأنا بالوعي يعتمد في ذلك على الاستبطان ، لكن نتائج الاستبطان غير علمية إذ كيف يمكن أن تعرف النفس نفسها وتكتشفها ، فالمعرفة تفترض وجود عارف وموضوع للمعرفة ، ولا يمكن الجمع بينهما . ثم من يضمن مصداقية الشعور ؟ ألا يمكن أن يكون مجرد خداع ؟ ثم إن الشعور كما هو عند علماء النفس التحليلي يعجز عن الوصول إلى اللاشعور ، والذي بنظرهم يمثل الجزء الأكبر من الذات . 

ثانيا ـ الغير و معرفة الذات

1ـ معرفة الذات تتأسس على التنافر مع الغير 

لا أحد يولد عادلا والإنسان ذئب لأخيه الإنسان هوبز ـ الأسماك الكبيرة خلقت لتآكل الأسماك الصغيرة . الآخرون هم الجحيم سارتر ـ إن معنى أن نعيش هو جوهريا أن ننهب ونجرح ونعتدي على الضعيف والغريب نيتشه . 

هذه الأقوال تنظر إلى الأخر باعتباره مصدر شر وخطر يهدد وجود الذات ، مما يعني وجود علاقة متوترة بين الأنا والغير ، علاقة مسمومة ، إن الأخر غريب يجب التعامل معه بمنطق الهوية المغلقة فنعتبره عدوا ، وإنه مريب يدفع إلى الرغبة والعمل على تدميره أو على الأقل تجاهله ، هذا ما نفهم من الأقوال السابقة . فهل يمكن أن يكون الغير وهو على ما هو عليه ، ضروري لمعرفة الذات ؟ بل هل يمكن التعرف على الذات في غياب الأخر ؟ 

مناقشة .إن الصراع ليس مفهوما أخلاقيا بين الناس خاصة ، إذا تحول إلى عنف ، إن الاختلاف لا يبرر التناحر والصراع ، ومنه إن معرفة الذات لا تعتمد بالكلية على الذات من خلال الاستبطان ، والمعرفة الحدسية كما هو عند ديكارت ، ولا يمكن الاكتفاء بالعلاقة الجدلية بين الأنا والآخر القائمة على الصراع . فهل يمكن اكتشاف الذات من خلال التواصل مع الغير بشرط المحافظة على خصوصية الذات ، بحيث يصدق القول ان معرفة الذات تكمن في أن يرضى الشخص بذاته كما هو ضمن هذه العلاقة الـ (أنا) كجزء من الـ ( نحن ) في العالم . 

2 ـ معرفة الذات من خلال التواصل مع الغير .

إن البشر جميعًا يمكن أن يدخلوا في المستوى الأعلى لـ(نحن) حين يكون المقصود بـ(هم) سكان كوكب المريخ أو غيرهم من الكائنات الفضائية مثلاً. ويستدعى هذا بالضرورة التخلي عن فكرة (نحن) المغلقة المتعصبة الاستعلائية، وطرح الموقف المتشكك في (هم) لمجرد اختلافهم. وليست هذه دعوة إلى عولمة الذات والتخلي عن الجذور والتراث والخصائص المشتركة التي تميّز أي (نحن) عن أي (هم). ومن ناحية أخرى، فإن التمسك بالخصوصية الثقافية، أو حتى الحضارية، لا يعني رفض الآخر، وإنما يعنى أن قبوله والتسليم باختلافه وغيريته، يمكن أن يؤديا إلى التعاون والاعتماد المتبادل. وصيغة القبول والاعتراف والحوار هي ما يعنيه البعض بمصطلح التسامح . 

3 ـ بين الطرح المجرد والممارسة العملية

 فليحذرْ من جعل أناه مركزا للعالم أو مجرد شيء ينفلت من إرادته ، فليحذر من ذوبان أناه في ( النحن ) أو جعلِ الأنا يعيش في خلوة وحشية ، وليحذر أيضا ، من إصدار أحكام على الغير وهو مدرِك بصعوبة معرفة نفسه . ولنتجهْ إلى محبة الغير وفتح أبواب الحوار لنشر ثقافة التعايش ، وتوقيف العنف وتأكيد التساوي في الاعتبار بين ( الأنا ) و( الأنت ) ، وهو حوار لا يبحث عن اندماج الذوات، وسحقها واستبدالها بـ ( النحن ). وإنما القصد منه توفير أسباب السعادة بحيث يحب الواحد منا للآخرين ما يحب لنفسه ، ولا يعاملهم بما لا يريد أن يعامل به . وهي حكمة موجودة في كل التقاليد والديانات والفلسفات الإنسانية . 

الخاتمة : حل المشكلة

متوقف على معرفة الآخرين باعتبارهم كائنات تستحق المعاشرة والاحترام والتزكية ومغايرته لهم ، إن كانت ضرورية لتثبيت الذات وتأكيد خصوصياتها ، لا تكتمل ولا تزدهر إلا بوجود الآخرين والعمل معهم في ظل التعاضد والمحبة .

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
مقالة الشعور بالأنا والغير. مقالة الشعور بالأنا والغير

الإنسان كائن مدني بالطبيعة، يعيش مع غيره من الناس في تفاعل وتكامل وفي تجاذب وتنافر. وفي حركته هاته، يحصل له إدراك ذاته، وفي الوقت نفسه يتميز بها عنهم. وفي هذا يبرز جدال بين موقفين يرى الأول أن إدراك الذات لذاتها متوقف على الشعور، في حين يرى الموقف الآخر أن الإدراك يتم عن طريق المغايرة والتناقض، ومن هنا نتساءل: هل معرفة الذات تكمن فيما يراه الغير فينا أم فيما نراه في أنفسنا؟ أو بعبارة أخرى هل معرفة الذات تتوقف على وجود الغير أم وجود الوعي ؟

حجج القسم الاول:

عرض الموقف كفكرة: يرى أنصار هذا الموقف الذي يمثله أصحاب الاتجاه الحدسي ومن بينهم: سقراط، بارغسون، ديكارت وبيران أن الوعي أساس معرفة الذات مادام أنه ذاتيا والموضوع المراد معرفته هو الذات وبالتالي لا دخل للغير في معرفة الذات، يقول سقراط: "اعرف نفسك بنفسك".

1) إن الإنسان ليس كتلة من الغرائز كما هو الشأن لدى الحيوان بل هو كائن واع لأفعاله بواسطته يحس بما في ذاته من أفكار وعواطف وذكريات وبالوعي يعلم أنه موجود، له ماض ومستقبل ، وأن العالم يوجد من حوله كذلك.

2) يثبت الفيلسوف الفرنسي ديكارت أن الوعي أساس معرفة الذات من خلال التفكير بقوله : " أنا أفكر إذا أنا موجود" ، فجميع العمليات الذهنية من تخيل وتأمل وشك هي أشكال من التفكير الذي لا تتوقف النفس عنه مادام أنه يتطلب لزوما وجود الذات.

3) يؤكد الفيلسوف برغسون على أن الحدس وسيلة تسمح للذات بتمثيل نفسها عقليا لتشاهد ذاتها بذاتها فتتعرف عليها.

4) إنه بإمكان الانسان أن يعرف ذاته بواسطة الاستبطان (التأمل الذاتي) وهو ملاحظة داخلية لما يحدث في النفس، حيث ينقلب الإنسان إلى شاهد على نفسه فيعلم أن له ذات حقيقية يبدو بها أمام الناس تختلف عنهم جسميا ونفسيا وأخلاقيا.

5) يؤكد الفيلسوف الفرنسي مين دو بيران على أن الاحساس هو دائما إحساس بشيء وأن الاحساس لا يكون إلا إذا كانت الذات موجودة، لذلك يقول: " قبل أي شعور بالشيء فلا بد من أن للذات وجود". وقد أكد على هذا الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر بقوله: "إن الشعور هو دائما الشعور بشيء ولا يمكنه إلا أن يكون واعيا لذاته".

6) إن الانسان يمشي بناء على أحواله الداخلية كالأحوال العاطفية والوجدانية والانفعالية وهي أفعال تنبع من داخله ولا تأتي من الآخرين وهذا ما يؤكد أن الوعي الداخلي للإنسان يتم بناؤه انطلاقا من نفسه لتحقيق معرفتها.

7) إن التأمل والشك والوعي هي عوامل أساسية في معرفة الذات، ذلك أن هاته تعد صورا من صور التفكير ولا تفكير من غير أن أكون بالفعل موجودا.

8) إن الإنسان يملك من الامكانيات الذاتية والاستعدادات الجبلية والكفاءات والمواهب ما يمكنه من معرفة ذاته، كالذي لا يحتاج إلى الآخرين من أجل أن يعرف بأنه ذكي كما أن الانسان الموهوب يوجه أفعاله بإحساسه الخاص، وهذا ما يؤكد اعتماد الانسان على الوعي في معرفة نفسه.

النقد:

1) إن الوعي كمؤسس للأنا قد يوقع الانسان في مغالطة مع نفسه إذ الماهية التي يشكلها وعيه حولها تكون خادعة وهذا ما أكد عليه أفلاطون من خلال "أسطورة الكهف" بقوله:" إن ما يقدمه لنا وعينا ما هو إلا ظلال وخلفه تختبئ حقيقتنا كموجودات" .

2) يؤكد سبينوزا أن الوعي وهم ومغالطة فاعتقاد الناس باستقلالية أفعالهم اعتقاد خاطئ لعدم وعيهم بسلطان رغباتهم إذ لا يعلمون شيئا عن الأسباب المتحكمة فيهم ، مثل السكير يتوهم أنه يتحدث بأمر حر صادر عن ذهنه عن تلك الأمور التي كان يود في صحوه ألا يقول عنها شيئا، لكنه في الواقع تحت تأثير الخمر.

3) إن الوعي ليس الوسيلة الوحيدة لمعرفة الذات وهذا ما أكد عليه زعيم مدرسة التحليل النفسي الطبيب النمساوي سيغموند فرويد عندما أثبت أن الحياة النفسية قوامها اللاشعور وبالتالي كل أفكارنا وردود أفعالنا في نتاج تربية أكرهنا عليها من طرف الوسط الاجتماعي والعائلي.

4) إن الاستبطان أو التأمل الذاتي هو معرفة ذاتية ضعيفة من الناحية العلمية لأنها متحيزة وخالية من النزاهات فمقياس الصدق هو الشخص الواحد لأنه هو الملاحظ، والملاحظ عندما يتأمل نفسه يبوح بالأشياء الحسنة ويخفي الأشياء السيئة المستنبطة.

حجج القسم الثاني:

عرض الموقف كفكرة: يرى الفلاسفة العقلانيون وعلى رأسهم جون بول سارتر، بركلي، هيقل...أن معرفة الذات تتوقف على التقابل والمغايرة ، فالانسان لا يتعرف على ذاته إلا في وجود الآخر (الغير) الذي يمكن النفس من إدراك ذاتها وذلك لإدراكها بالاختلاف الحاصل عند مقارنتها بالآخرين .

1) إن معرفة الذات لا تصبح ممكنة إلا في وجود الآخر والتواصل معه في جو من التنافس من غير صراع ولا تطاحن في محاولة تحقيق معرفة الذات، وهذا ما عبر عنه المفكر العربي لحبابي :"إن معرفة الذات تكمن في أن يرضى الشخص بذاته كما هو ضمن هذه العلاقة "الأنا جزء من النحن" في هذا العالم".

2) إن المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه الانسان ويتفاعل معه هو الذي يمكنه من معرفة نفسه، وذلك باختلافه عن الآخرين، فالغير الذي يواجهنا يصدر أحكاما حول ذواتنا مما يدفعنا إلى التفكير في أنفسنا حيث يقول الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر : "وجود الآخر شرط وجودي وشرط لمعرفتي لنفسي وعلى ذلك يصبح اكتشافي لدواخلي اكتشافا للآخر ".

3) إن قياس ذواتنا مع غيرنا يعرفنا على نقائصنا وعيوبنا ومحاسننا، كما أن وجود الغير يقدمه لنا جون بول سارتر من خلال المثال المتعلق بالنظرة المتبادلة بين الأنا والغير في حين يكون الإنسان وحده يتصرف بعفوية وما أن ينتبه إلى وجود من يراقبه حتى تتجمد حركاته وأفعاله ويفقد العفوية والتلقائية .

4) إن استقراء علاقة الإنسان بغيره يثبت ما للمجتمع دور فعال في تنظيم نشاط الفرد وتربيته منذ الوهلة الأولى، يقول واطسون: "الطفل مجرد عجينة يصنع منها المجتمع ما يشاء، وذلك من خلال الوسائل التي يوفرها ، فكلما كان الوسط الاجتماعي أرقى وأوسع كانت الذات أنمى وأكثر اكتمالا " وعليه يمكن التمييز بين الأفراد من خلال البيئة التي يعيش فيها، يقول دور كايم : " الفرد ابن بيئته ومرآة تعكس صورة مجتمعه فمن غير الممكن أن يتعرف على نفسه إلا من خلال اندماجه داخل المجتمع واحتكاكه بالغير" ، فنحن نتعرف على الأنا من خلال تعايشه مع الغير. فلو عاش الفرد منعزلا في جزيرة بعيدة لما علم عن نفسه شيئا، وهذا ما يؤكد دور الآخر والغير في معرفة الذات لذاتها.

5) يؤكد الفيلسوف باركلي أن معرفة الذات تتوقف على المقارنة بين أفعالنا وأفعال الغير، فإدراك حقيقة الذات يقوم على العلاقة الجدلية بين الأنا والغير لأن وجوده يساهم في وعي الذات.

6) إن الذات تعلم أنها متميزة عندما تقابل الآخرين لأن الغير يعتبر أحد مكونات الوجود، والأنا جزء من هذا الوجود ما يعني أن الغير يساهم في وعي الذات فكل موضوع يعتمد على نقيضه مادام أن الأشياء تعرف بأضدادها فلولا السوء ما عرفنا الحسن.

7) إن وجود الآخرين معنا يساهم في معرفة مستوى ومكانة وقناعة كل واحد منا ما يؤدي إلى المعرفة الحقيقية لذات الإنسان فيعلم خصائص ذاته انطلاقا من غيره.

النقد:

1) صحيح أن الانسان يعيش مع غيره من الناس لكنهم لا يعلمون إلا المظاهر الخارجية، أما ما في دواخلنا من عواطف وميول فلا يمكن أن يعلموها.

2) إن الانسان يمكن أن يصطنع المظاهر الخارجية كما الحال لدى الممثل الذي يصطنع حالات معينة تختلف نهائيا عن حقيقة نفسه.

3) إن أحكام الغير تتم بواسطة اللغة واللغة عاجزة عن وصف كل معطيات النفس ،كما لا توجد بنفس الكيفية لدى جميع الناس.

خاتمة:

إن شعور الإنسان بذاته متوقف على معرفة الآخرين باعتبارهم كائنات تستحق المعاشرة والاحترام والتزكية ومغايرته لهم إن كانت ضرورية لتثبيت الذات وتأكيد خصوصيتها لا تكتمل ولا تزدهر إلى بوجود الآخرين والعمل معهم في ظل التعاضد والمحبة.
بواسطة
مفهوم الغير المحور الثالث: العلاقة بالغير



تـــمهـــيد:



رغم الاختلاف الحاصل بخصوص مدى إمكانية معرفة الغير وإداركه من طرف الأنا، إلا أنها تجد نفسها في مواجهة هذا الغير، سواء في تأملها أو تعاملاتها اليومية، لذلك نتساءل:



مالعلاقة التي قد تجمع بين الأنا والغير؟ هل العلاقة تقوم على التنافر والحيطة والعداء والصراع، أم تقوم على التعاون والصداقة والتكامل؟



موقف "ألكسندر كوجيف"



يعتقد "كوجيف" أن العلاقة بين الأنا والغير ليست قائمة على الصداقة، ولا على الشفقة، وإنما على مبدأ الهيمنة. فالإنسان إما سيد الغير أو عبد له، وهو لا يخرج عن هذه العلاقة التراتبية القائمة على الصراع من أجل نيل الاعتراف وفرض الهيمنة.



يقول: ينبغي للمرء أن يعترف بالآخر دون أن يعترف الآخر به. والحال هكذا معناه الاعتراف بالآخر كسيد، والاعتراف بالذات كعبد لذلك السيد.



إن الإنسان ومنذ نشأته دائما وبالضرورة إما عبد وإما سيد.



تساؤل:



إلى أي حد يمكن الاتفاق مع هذا الطرح؟ هل بالضرورة أن تكون العلاقة هي صراع بين الأنا والغير؟



موقف "م.ميرلوبونتي"



إذا كان "سارتر" يعتبر أن العلاقة بين الأنا والغير تشييئية مما يستحيل معه قيام علاقة وجدانية بينهما؛فإن "ميرلوبنتي"عكس دلك، يدعوا إلى ضرورة النظر إلى الغير كذات مماثلة تتمتع بكامل وعيها وحريتها وإنسانيتها.وبالتالي قيام علاقة اعتراف متبادل بينهما على أساس التعاطف والتعاون والمشاركة الوجدانية، و"ميرلوبنتي" بهذه الأطروحة يرفع ذلك العدم وتلك الهوة التي أقامها " سارتر" بين الأنا والغير، ليضع مكانها روابطا تربط بينهما، وتحقق نوعا من التواصل الوجداني والعاطفي، إنه يؤكد على ضرورة الحفاظ على خصوصياته كغير مختلف، مع احتضانه والتعايش معه، وعدم اعتباره موضوعا للإقصاء.إن "بونتي" يؤكد على ضرورة فتح قنوات للحوار مع الغير والتواصل معه، وعدم اعتباره موضوعا قابلا للأقصاء.



3-موقف "أفلاطون" و "أرسطو" : - الغـــــير كصــــديــق



يمكن اعتبار الصداقة من العلاقات الإيجابية التي تربطنا بالغير، حيث يمكن أن تسمو بالأفراد إلى علاقات من الود تصل إلى التآخي والتضحية والإيثار... فما هو الدافع إلى الصداقة ؟ هل هو دافع المنفعة ؟ أم دافع الفضيلة ؟



**أطروحة "أفلاطون":



يرى "أفلاطون" أن الصداقة علاقة من المحبة والمودة، لا يمكنها أن توجد بين الشبيه وشبيهه، ولا بين الضد وضده. فالطيب لا يكون صديقا للطيب، ولا يكون الخبيث صديقا للطيب. فلكي تكون هناك صداقة بين الأنا والغير، لابد أن تكون الذات في حالة من النقص النسبي الذي يجعلها تسعى إلى تحقيق الكمال مع من هو أفضل. ولو هيمن الشر على الذات فإنها ستكون في حالة نقص مطلق لا تستطيع معه أن تسمو إلى الخير. ولو كانت الذات في حالة خير مطلق لعاشت نوعا من الاكتفاء الذاتي. فالدافع إلى الصداقة هو الرغبة في تحقيق سمو الذات وكمالها من خلال الغير.



**أطروحة "أرسطو":



 



أما أرسطو فهو أكثر واقعية من "أفلاطون"، حيث يرى أن الدوافع إلى الصداقة ثلاثة هي : المنفعة، والمتعة، والفضيلة. لكن الصداقة الحقيقية هي صداقة الفضيلة لما تتسم به من نبل أخلاقي، وخصوصا لأنها تحقق التلاحم الاجتماعي بين أفراد المجتمع، باعتبار الإنسان "حيوانا مدنيا" ؛ لذا يقول "أرسطو" : "إن المواطنين لو تعلق بعضهم ببعض برباط الصداقة لما احتاجوا إلى العدالة". إن صداقة الفضيلة هي ذلك الوسط الذهبي الذي لا يمنع تحقق المنفعة والمتعة، في حين أن الصداقة القائمة على المنفعة أو على المتعة صداقة زائلة بزوال نوعية الرغبة في الغير...



نقد:



إن قيام هذا النوع من الصداقة التي يدعو إليها أرسطو، قد يكون سهل التحقق في مجتمعات صغيرة، ويصعب تحققه في المجتمعات المعاصرة حيث تكثر الكثافة السكانية، ويسود فيها الشعور بالغرابة. فمن هو الغريب ؟



-الغـــير الــغريــب



4-أطروحة "جوليا كريستيفا":



تحدد كريستيفا الغريب في مفهومين أساسين ؛ أحدهما ذلك الذي يفيد الافتقار إلى حق المواطنة. وهذه دلالة حقوقية تحاول بها الجماعة أن تمنع انحشار الغير الغريب في شؤونها الداخلية. وهذا في اعتقادها تعريف سطحي للغريب، لأنه هو تلك القوة الخفية التي تسكننا جميعا والتي تعبر عن التناقضات والاختلافات الداخلية التي غالبا ما يتم السكوت عنها، لأن هذا الغريب " يجعل ال"نحن" إشكاليا وربما مستحيلا ". إن الغريب إذن يوجد فينا، " إن الغريب يسكننا على نحو غريب ".



تساؤل:



إذن، وإذا كان هذا الغير غريبا عن الجماعة، فكيف يتم التعامل معه؟ هل يتم قبوله داخل الجماعة،أم أنه يتعرض للأقصاء والنبذ؟



جواب:



إنه من هذا المنطلق تكون الغرابة شعورا قد يدفع الأنا (الفردية والجماعية) إلى إقصاء الغير أو تدميره أو الشعور بالعدوانية تجاهه أو على الأقل مقابلته باللامبالاة والتهميش... إن الدوافع نحو الغريب هي في الغالب دوافع سلبية... إنها تلك المواجهة الدائمة التي تؤدي إلى إذابة الاختلاف لصالح الذات، وقد كان آخر ما التجأت إليه المجتمعات الغربية في إقصاء الغير هو الاستعمار والاستيعاب الثقافي. هكذا أصبحت "عملة الغيرية" عملة مفقودة. وهذا فيما يرى كل من "جيوم "Guillaume و"بودريار" Boudrillard وضع لابد من القضاء عليه. حيث لابد أن يعيش كل "كائن مبدأ نقص وعدم كفاية"، لأن الشعور بالنقص يولد بالضرورة "الغيرية الجذرية". فالاحتفاظ بهوية الغير ينعش وعي الذات لنفسها. وهذا يستدعي ـ حسب ليفي ستروس ـ احتفاظ الكل بهويته الثقافية، ويجب القضاء على أسطورة التفوق القومي القائمة على اعتبارات إتنية .



فالتراكم الثقافي ليس ملكا خاصا لبعض الإتنيات ولا لبعض الثقافات، فليس هناك ثقافة معزولة. ومن ثمة لابد أن تنشأ بين الأنا والغير علاقة من الاحترام المتبادل وبالتالي الاعتراف للغير بخصوصيته الثقافية ونوعيتها وتميزها. أي لابد من الاعتراف بشرعية الاختلاف حتى في الحالة التي لا ندرك فيها طبيعة ذلك الاختلاف.



كتخريج عام نقول : إن الغير مفهوم فلسفي مجرد وإشكالية فلسفية حديثة، حاول التفكير الفلسفي في إطارها أن يتعامل مع مفهوم الغير كوجود عقلي يتم بناؤه من خلال فردية الأنا أو الدخول معه في صراع من أجل الوعي بالذات ؛ بل الدخول معه في علاقة تتنوع بين تشييئه واعتباره موضوعا، أو باعتباره ذاتا، أو كلية، أو بنية... إن تحديد طبيعة العلاقة مع الغير تدعو إلى الانفتاح على علاقات أخرى، أهمها : علاقتا الصداقة والغرابة



نص السؤال: هل التواصل مع الغير أساس كاف لمعرفة الأنا وإثبات الذات؟

إن الإنسان حيوان اجتماعي بطبعه، وليس في استطاعته أن ينعزل عن الآخرين، لأن حقيقة الأنا لا يمكنها أن تعيش إلا من خلال علاقتها بأنا الغير، فالإنسان يحيا مع الآخرين وبالآخرين وللآخرين، وليس ثمة ذات دون الغير، سواء كان هذا الغير هو الخصم الذي أصارعه وأتمرد عليه، أم كان الصديق الذي أتعاطف معه وأنجذب إليه، وأتواصل معه، وبناء على هذا نتساءل: هل التواصل مع الغير ومشاركته أساس كاف لمعرفة الأنا، وإثبات حقيقة الذات؟ بمعنى آخر: هل معرفة الذات لذاتها متوقف على التواصل مع الغير؟

الموقف الأول: إن الأنا الإنساني ليس منغلق على ذاته، بل يعيش صيرورة الحياة ومسايرة الوجود، كما أنه يعترف أنه ليس الأنا الوحيد، بل معه الأنا الآخر، الذي يشاركه الوجود، وهذا ما يقتضي التفاعل معه والاعتراف به والتواصل معه، مما يعني أن الغير ضرورة لوجود الأنا وأساس حقيقي لمعرفة وإثبات حقيقتها، لهذا يؤكد "سارتر" ذلك قائلا: "لكي أحصل على حقيقة ما عن ذاتي، لزمت واسطة الآخر، فالآخر ضروري لوجودي من جهة، قدر ما هو ضروري من جهة أخرى لتحصيل المعرفة التي لي بذاتي". فالوعي بالمماثلة والتشابه بين الأنا والآخر والإحساس المشترك في الوجود، يدفع للتواصل والحوار، وتبادل الخبرات والتأثيرات، ومعرفة كل "أنا" لنفسه ولـ "الآخر" والتوافق معه، يقول "سارتر": "إني في حاجة إلى وساطة الغير لأكون ما أنا عليه" وكأن الغير شرط لمعرفة الأنا لنفسه، فلا شيء أنفع للإنسان من الإنسان على حد قول "سبينوزا". ويؤكد "برغسون" أن التواصل مع الغير يعتمد غالبا على اللغة كإطار لتبادل الأفكار المشتركة والتعبير عن الأغراض، وبناء العلاقات والتعرف على ذواتنا وعلى الغير. يقول "سارتر": "إننا لا نكشف أنفسنا في عزلة ما، بل في الطريق، في المدينة، وسط الجماهير، شيئا بين الأشياء".

كما يعتقد "ماكس شيلر" أن التعاطف والحب و مشاركة الغير مشاعرهم وآلامهم وأفراحهم، يعبر عن تواصل إنساني حقيقي يمكن لمبدأ الوجود الواحد، وإقرار منطق التعادل بين الأنا والغير واعتراف كلاهما بالآخر كضرورة لمعرفة ذاته...

لأن المشاركة العاطفية عمل قصدي، نزوعي يتجه نحو الغير. وعلى هذا كانت كل ذات سواء أرادت أو لم ترد، تتواصل مع مجتمعها (كغير) الذي تعيش فيه، وتأخذ منه لغته التي تتكلم بها، ومعاييره التي تدافع عنها، وأهدافه التي تعمل من أجلها، وعواطفه التي تحملها في صدرها من هنا كان التواصل أساس حقيقي يمكن لمعرفة الأنا وإثبات حقيقة الذات.

لكن مهما كنا نحيا في المجتمع، ونحقق ضربا من الاتصال بيننا وبين الغير، عن طريق اللغة والتعاطف والمواقف المشتركة، ولكن لا يمكن لأحد أن ينفذ إلى أعماقنا ويعبر عن حقيقتنا ويفهمها، كما أن الآخر أقصى ما يقدموه للأنا قد لا يكاد يتجاوز العلاقات الظاهرية، والمجاملات اللفظية السطحية، كما أن الغير لا يمكن أن يشاركنا عواطفنا حقيقة مهما كان قريبا منا، لأنها مشاعر خاصة لا يحياها إلا صاحبها. ولذلك مهما كان للتواصل من أثر فإنه لا يكفي لمعرفة الأنا وإثبات حقيقة الذات، بل إن الغير قد يصير مواجها للذات ومحاربا لها.

الموقف الثاني: إن علاقة "الأنا" "بالغير" لا تقوم على أساس التواصل، بل الواقع يشهد أنها تقوم على أساس التناقض والصراع والتصادم والمواجهة، لذلك على كل ذات أن تعرف نقيضها لتعرف حقيقتها، وتثبت وجودها بالفعل، لهذا يقول "مان دوبيران": "يفرض الأنا نفسه من خلال معارضته الآخرين". ويؤكد "هيجل" أن الشعور بالأنا يقوم على مقابلته بشعور الغير – كنقيض – وعندئذ يتعين على كل من الشعورين أن يتغلب على الآخر، والدخول في صراع عنيف يحاول فيه كل منهما أن يفرض نفسه على الآخر كموضوع رغبة وانتصار أحدهما هو زوال للآخر. يقول "هيجل": "إن الإنسان مستعد لأن يخاطر بحياته، ويقضي بالتالي على حياة الآخر، كي ينال اعتراف الآخر، ويفرض نفسه كقيمة عليا على الآخر، فإن مواجهتهما لا يمكن أن تكون إلا صراعا حتى الموت". وهذا ما يوضحه "هيجل" في جدليته الشهيرة المعبرة عن علاقة التناقض التي تجمع "السيد" "بالعبد"، فالسيد لا يكون سيدا إلا بإجبار عبده على الاعتراف به، ذلك العبد الذي فضل التخلي عن حريته بدل المخاطرة بحياته، وبذلك يتخلى عن صفته كإنسان، أو يخاطر العبد وينخرط في العمل ويسخر قدراته للتأثير في الأشياء وبمرور الوقت ينسى السيد طريقة التأثير في الأشياء ويصير تابعا لعبده. فالصراع هو منطق الوجود وكل كائن يحاول إثبات ذاته على حساب الآخر كمنازع ومواجه يسعى لتحطيم الذات والقضاء عليها، وسلب حريتها، يقول "سارتر": "إن وجود الآخر على مسرح حياتي، لا يعني إلا شيئا واحدا، هو أنه وجد لكي يسلبني حريتي...فالجحيم هو الآخرون".

وعلى هذا فمعرفة الذات وإثبات حقيقة الأنا يقوم على التناقض بين الأنا والآخر كل يسعى لإثبات ذاته باعتماد الصراع بكل أنواعه.

لكن هذا الأساس لا يسعى لمعرفة الذات بل هو دعوة للصراع وإثارة الفتن والقضاء على الغير، وفق غريزة حيوانية فيها البقاء للأقوى. كما أن كرامة الإنسان وقيمته، وسمو عقله تدعوه للتوافق مع الآخر، ووعي ذاته وقيمتها، وليس العمل للقضاء على أخيه.

ثم إن العلاقات الإنسانية لا تؤسس على منطق الغالب والمغلوب، بل تقوم على مبدأ التعادل في الاعتبار، والعيش المشترك والمصير الواحد وهذا ما يظهر فساد هذا الأساس في معرفة الذات.

التركيب: إن معرفة الأنا وإثبات حقيقة الذات لا تتوقف على أساس التواصل وحده رغم اعتباره من الأبعاد التي تؤسس لمعرفة الذات وانفتاحها على الغير، فهناك أيضا: أساس النقيض المهذب الدافع إلى التنافس النزيه، وإثبات الذات الإيجابية عن طريق ما تبدع، وليس بالقضاء على الآخر، إضافة إلى مبدأ الوعي المصاحب للذات في كل أحوالها والذي يعتبر المحرك لكل تلك الأسس مجتمعة. (الرأي الشخصي)

ختاما ومما سبق نستنتج أن الأنا الإنساني متشابك الأبعاد ويحمل الكثير من المتناقضات والمعرفة الحقة للأنا تتأسس على وعي وتهذيب تلك الأبعاد والمتناقضات في إطار إنساني وأخلاقي سواء كان تواصل أو تناقض و مغايرة.

اسئلة متعلقة

...