ملخص درس الشعور بالأنا والشعور بالغير السنة الثانية 2 اداب وفلسفة
درس الشعور بالأنا والشعور بالغير --خاص بالاقسام العلمية واللغات ثم السنة الثانية اداب وفلسفة
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ ملخص درس الشعور بالأنا والشعور بالغير السنة الثانية اداب وفلسفة
الإجابة هي كالتالي
درس الشعور بالأنا والشعور بالغير الثانية اداب وفلسفة
طرح المشكلة
من أنت ؟ أنا احمد . هل احمد اسم يشير إلى ذاتك كلها أم هو مجرد اسم يشير إلى جزء من الذات فقط؟ وإذا أضفت انك تلميذ في القسم النهائي هل تكون قد لخصت ذاتك كلها في هذه الإجابة ؟ ربما تضيف أيضا انك ابن فلان وانك جزائري ومسلم ، هل تكون بهذا قد أفصحت عن ذاتك الحقيقية كما تحس بها . وقد تحضر مرآة وتشير إلى الشخص الذي يقابلك فيها وتقول أنا هو هذا ، لكن هذه صورتك التي تعبر عن جانبك الفيزيولوجي فقط . فأين هي ذاتك التي تضم الجوانب الأخرى والتي لا يمكن أن تكشف عنها المرآة ؟
I ـ الطريق إلى معرفة الذات
الطريق إلى معرفة الذات لا يكتفي فيه بالجانب المادي الفيزيولوجي ، بل يشمل الجانب النفسي والجانب الاجتماعي ، إن الإنسان الذي يشعر بذاته هو من يعرف انه موجود وانه يدرك ذاته من خلال حدس يسمح له بتمثل ذهني عنها ، ولمعرفة الذات يجب التعرف أولا على الفرق الموجود بينها وبين الأنا والغير .
الأنا :يستعمل في الاصطلاح للإشارة إلى النفس المدركة أو الذات المفكرة العارفة لنفسها في مقابل الموضوعات التي تتميز عنها . أوهي الوعي الدائم بوحدة الذات من خلال شعورها ، بأنها محل واحد لأحوال معينة ، ومصدر واحد لأفعال معينة ، وبأنها هي هي مع تغير هذه الأفعال وتغير هذه الأحوال عبر الزمان والمكان ، وترادفها النفس والشعور .
الذات : ذات الإنسان هي نفسه العاقلة العارفة من جهة ما هي قوام ومتلقى المعارف المتنوعة التي تسمى بهذا الاعتبار موضوعا لها . وتعبر الذات عند بعض علماء النفس عن جميع الأفكار والمشاعر والمعتقدات المتكونة لدى الفرد عن ذاته والتي تعبر في الغالب عن خصائصه الجسمية والعقلية ، كما تعبر عن معتقداته وقيمه وقناعته وطموحاته وخبراته السابقة ، أو هي مجموعة من الأفكار التي يحملها الفرد عن نفسه و يعرفها جود بأنها إدراك الشخص لنفسه كشخص مستقل له كيان منفصل عن غيره.
الغير : غير الشيء هو كل ما هو سواه ، والغير في علم النفس هو ما يقابل الأنا لدى الأشخاص الآخرين ، فالغير هو ما ليس أنا ، انه الآخر. فالغير هو المختلف عن الأنا، هو الذي لا يشاطر الأنا في الانتماء الطبقي أو الوطني أو الديني أو العائلي . والغير هو أيضا المستثنى ـ المتغيرـ المتحول ـ المخالف ـ المعارض ـ المختلف ـ المتميز ونلاحظ أنه ليس هناك تمييز بين الغير والآخر، فهما يطلقان على المختلف بوجه عام سواء كان من الناس أو من باقي الأشياء . والغير في معجم أندري لالاند. " هو آخر الأنا، منظورا إليه ليس بوصفه موضوعا ، بل بوصفه أنا آخر". وتكرر هذا المعنى عند جون بول سارتر فالغير عنده هو " الأنا الذي ليس أنا " أي أن الغير بمعنى من المعني هو أيضا ذات تتمتع بنفس مقومات الأنا ، وهي أساسا الوعي والحرية والكرامة والمسؤولية.
أولا : معرفة الذات من خلال الوعي بها
نتعرف على ذاتنا عن طريق الوعي بها ، إي شعورنا بها ، وهذا بواسطة حدس عقلي مباشر كما يرى ديكارت . قال مين دو بيران قبل أي شعور بالشيء ، فلا بد من أن للذات وُجود" . وقال سقراط من قبل : اعرف نفسك بنفسك
مناقشة .النتيجة المنطقية لمعرفة الذات عند ديكارت ، هو وقوع الأنا في نوع من العزلة والوحدانية التي تجعله ينكفئ على ذاته، ويعيها، فيثبت وجودها إثباتا حدسيا، يقينيا ومباشرا ، دون أية حاجة إلى وجود الغير. كما أن هذا التفسير الذي يربط اكتشاف الأنا بالوعي يعتمد في ذلك على الاستبطان ، لكن نتائج الاستبطان غير علمية إذ كيف يمكن أن تعرف النفس نفسها وتكتشفها ، فالمعرفة تفترض وجود عارف وموضوع للمعرفة ، ولا يمكن الجمع بينهما . ثم من يضمن مصداقية الشعور ؟ ألا يمكن أن يكون مجرد خداع ؟ ثم إن الشعور كما هو عند علماء النفس التحليلي يعجز عن الوصول إلى اللاشعور ، والذي بنظرهم يمثل الجزء الأكبر من الذات .
ثانيا ـ الغير و معرفة الذات
1ـ معرفة الذات تتأسس على التنافر مع الغير
لا أحد يولد عادلا والإنسان ذئب لأخيه الإنسان هوبز ـ الأسماك الكبيرة خلقت لتآكل الأسماك الصغيرة . الآخرون هم الجحيم سارتر ـ إن معنى أن نعيش هو جوهريا أن ننهب ونجرح ونعتدي على الضعيف والغريب نيتشه .
هذه الأقوال تنظر إلى الأخر باعتباره مصدر شر وخطر يهدد وجود الذات ، مما يعني وجود علاقة متوترة بين الأنا والغير ، علاقة مسمومة ، إن الأخر غريب يجب التعامل معه بمنطق الهوية المغلقة فنعتبره عدوا ، وإنه مريب يدفع إلى الرغبة والعمل على تدميره أو على الأقل تجاهله ، هذا ما نفهم من الأقوال السابقة . فهل يمكن أن يكون الغير وهو على ما هو عليه ، ضروري لمعرفة الذات ؟ بل هل يمكن التعرف على الذات في غياب الأخر ؟
مناقشة .إن الصراع ليس مفهوما أخلاقيا بين الناس خاصة ، إذا تحول إلى عنف ، إن الاختلاف لا يبرر التناحر والصراع ، ومنه إن معرفة الذات لا تعتمد بالكلية على الذات من خلال الاستبطان ، والمعرفة الحدسية كما هو عند ديكارت ، ولا يمكن الاكتفاء بالعلاقة الجدلية بين الأنا والآخر القائمة على الصراع . فهل يمكن اكتشاف الذات من خلال التواصل مع الغير بشرط المحافظة على خصوصية الذات ، بحيث يصدق القول ان معرفة الذات تكمن في أن يرضى الشخص بذاته كما هو ضمن هذه العلاقة الـ (أنا) كجزء من الـ ( نحن ) في العالم .
2 ـ معرفة الذات من خلال التواصل مع الغير .
إن البشر جميعًا يمكن أن يدخلوا في المستوى الأعلى لـ(نحن) حين يكون المقصود بـ(هم) سكان كوكب المريخ أو غيرهم من الكائنات الفضائية مثلاً. ويستدعى هذا بالضرورة التخلي عن فكرة (نحن) المغلقة المتعصبة الاستعلائية، وطرح الموقف المتشكك في (هم) لمجرد اختلافهم. وليست هذه دعوة إلى عولمة الذات والتخلي عن الجذور والتراث والخصائص المشتركة التي تميّز أي (نحن) عن أي (هم). ومن ناحية أخرى، فإن التمسك بالخصوصية الثقافية، أو حتى الحضارية، لا يعني رفض الآخر، وإنما يعنى أن قبوله والتسليم باختلافه وغيريته، يمكن أن يؤديا إلى التعاون والاعتماد المتبادل. وصيغة القبول والاعتراف والحوار هي ما يعنيه البعض بمصطلح التسامح .
3 ـ بين الطرح المجرد والممارسة العملية
فليحذرْ من جعل أناه مركزا للعالم أو مجرد شيء ينفلت من إرادته ، فليحذر من ذوبان أناه في ( النحن ) أو جعلِ الأنا يعيش في خلوة وحشية ، وليحذر أيضا ، من إصدار أحكام على الغير وهو مدرِك بصعوبة معرفة نفسه . ولنتجهْ إلى محبة الغير وفتح أبواب الحوار لنشر ثقافة التعايش ، وتوقيف العنف وتأكيد التساوي في الاعتبار بين ( الأنا ) و( الأنت ) ، وهو حوار لا يبحث عن اندماج الذوات، وسحقها واستبدالها بـ ( النحن ). وإنما القصد منه توفير أسباب السعادة بحيث يحب الواحد منا للآخرين ما يحب لنفسه ، ولا يعاملهم بما لا يريد أن يعامل به . وهي حكمة موجودة في كل التقاليد والديانات والفلسفات الإنسانية .
الخاتمة : حل المشكلة
متوقف على معرفة الآخرين باعتبارهم كائنات تستحق المعاشرة والاحترام والتزكية ومغايرته لهم ، إن كانت ضرورية لتثبيت الذات وتأكيد خصوصياتها ، لا تكتمل ولا تزدهر إلا بوجود الآخرين والعمل معهم في ظل التعاضد والمحبة .