في تصنيف مناهج تعليمية بواسطة

شرح درس الشعور بالانا والشعور بالغير مادة الفلسفة شرح جميع المواقف الفلسفية الشعور بالانا والشعور بالغير 

ملخص درس الشعور_بالانا_و_الشعور_بالغير

مرحباً اعزائي الزوار في موقع النورس العربي alnwrsraby.net يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم أصدق المعلومات والاجابات الصحيحة على أسالتكم التي تقدمونها ولكم الأن إجابة السؤال ألذي يقول شرح درس الشعور بالانا والشعور بالغير مادة الفلسفة شرح جميع المواقف الفلسفية الشعور بالانا والشعور بالغير

الإجابة هي 

#الشعور_بالانا_و_الشعور_بالغير 

سنتبنى و نشرح جميع المواقف الفلسفية الخاصة بهذا الدرس مع اهم الاقوال الفلسفية 

#مقدمة الانسان كائن مدني بطبعه يعيش مع غيره و يتفاعل معه أى أن وجوده يحكمه تفاعل عقلاني مع الآخر 

#مفاهيم_اساسية_في_هذا_الدرس 

#الانا=تطلق على الذات المفكرة و العارفة لنفسها

#الذات= جوهر الشيئ و عينه القائم الذي لا يتغير

#الغير= هو كل ما كان مغايرا مستقلا عن الذات

سنشرح الموقف الأول القائل: 

#الوعي_هو_الذي_يحدد_معرفة_الذات

يتبنى هذا الموقف فكرة أن الإنسان يعرف ذاته بالوعي و بواسطته يدرك انه موجود تبناه #برغستون بالحدث النفسي أما ديكارت فقال "أنا أفكر إذا أنا موجود " في حين ذهب سارتر إلى القول "الشعور شعور بالشئ و لا يمكن إلا ان يكون واعيا لذاته"

#نقد_الموقف_الاول_القائل_ان_الوعي_اساس_معرفة_الذات: 

قد وجهت عدة إنتقادات لهذا التصور: 

* الشعور لدى ديكارت عبارة عن قلعة داخلية تعزل الأنا عن العالم إذ يقول غوسدروف : هو مجرد خيال و انتاج للاوهام 

*وعي الذات لذاتها ما يعرف بالاستبطان هو أمر مستحيل

الشعور كمؤسس للانا مصدر خداع فقد يكون انطباع خاطئ 

#ملاحظة : على الرغم من أننا نقع في قصور عند تبني هذا الموقف إلا أن الوعي يبقى شرط كل معرفة

شرح الموقف الثاني: 

يعرف الأنا ذاته عن طريق الغير و ذلك ب: 

*على أساس المغايرة و التناقض: يرى العقلانيون أمثال سارتر أن الذات تتعرف على ذاتها مباشرة بمعرفة الآخر و الإتصال به حيث ان التواصل مع الآخر و معاشرته عاملان يتمان بالعقل إذ يقول سارتر: " الآخر شرط لوجودي "

*على اساس التنافر: يعتقد هيجل أن الآخر ضروري لوجود الذات و الوعي بها فالانا لا يكون أنا إلا بعلاقته بغيره

و قد جسد هذا الموقف بجدلية العبد و السيد حيث ان السيد لا يعرف ذاته إلا بوجود العبد و العكس أيضا صحيح

#نقد_الموقف_الثاني: 

*لكن الغير لا يعني الأن

*لا يمكن ان نثق في الغير تمام الثقة بسبب الغيرة و الحسد

*رغم تشابه الحاصل بين الأنا و الغير إلا ان كل شخصية تتميز ببذرة خير او شر عن الاخرى

*كينونة الغير لا تعني كينونتي

نختم موضوعنا و نقول: 

أن معرفة الذات معرفة حقة لا تتوقف على ذاتها فقط و لا على غيرها فقط و انما على ذاتها و غيرها كذلك فهي رابطة وثيقة الصلة بين منطق الذات و منطق الغير لأنه إذا كان ضروري لمعرفة الذات فهو شعور لا يكتمل إلا بوجود الآخرين و العمل معهم بإحترام

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
ﻧﺺ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ: ﻫﻞ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﺑﺎﻷﻧﺎ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻴﺮ ؟

ﺍﻹﺟﺎﺑﺔﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺟﻴﺔ : ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺠﺪﻟﻴﺔ

01 ﻣﻘﺪﻣﺔ : ﻃﺮﺡ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ

ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﺗﺆﺭﻕﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ

ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺼﻬﺎ ؛ ﺑﺤﻴﺚ ﺍﺗﺠﻪ ﻣﺤﻮﺭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺇﻟﻰ

ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻷﻧﺎ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦﻓﻲ

ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﻘﺴﻤﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻧﺰﻋﺘﻴﻦ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺗﻌﺘﻘﺪ

ﺃﻥ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔﺍﻷﺧﺮ ﺃﻱ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺃﺿﺤﺖ ﺃﻣﺮﺍ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ

ﻭﺟﻮﺏ ﺃﻥ ﻳﺘﺸﻜﻞ ﺍﻷﻧﺎﺑﻤﻔﺮﺩﻩ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﺡ

ﻧﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ : ﻫﻞﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻷﻧﺎ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻴﺮ ؟

ﻭﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﻭﺿﺢ ﻭﺃﺣﺴﻦ ﻫﻞ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻷﻧﺎ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻷﺧﺮﺃﻡ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﻌﺪﻯ

ﺍﻟﺸﺨﺺ؟

02 ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔﺣﻞ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ

ﺃ -ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺔ: ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﺑﺎﻷﻧﺎ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮ ﻳﺮﻯ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ

ﺑﺎﻷﻧﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮ ﻓﻼ ﻭﺟﻮﺩﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﺑﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻌﻮﺭ ﺟﻤﺎﻋﻲ ﻣﻮﺣﺪ

ﻭﻳﻘﺘﻀﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻷﺧﺮ ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﻪ.

ﺍﻟﺒﺮﻫﻨﺔ:ﻳﻘﺪﻡ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦﺍﻟﺒﺮﺍﻫﻴﻦ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﻟﻤﻮﻗﻔﻬﻢ

ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻷﻧﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮ ﻫﻮ ﺍﻧﻪ ﻻﻣﺠﺎﻝ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ

ﻋﻦ ﺍﻷﻧﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻷﺧﺮ

ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻷﻧﺎﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﻳﺮﺓ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﺷﻌﻮﺭ ﺃﺳﺎﺳﻪ

ﺍﻷﺧﺮ ﻋﺒﺮ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ﺑﺎﻟﻌﻘﻞﺍﻟﺬﻱ ﺑﻮﺍﺳﻄﺘﻪ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﺑﻴﻦ

ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻛﻴﻔﻴﺎﺕ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﺷﺨﺎﺹﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ

ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ “ ﻫﻴﻐﻞ ” ﺃﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻟﻮﺟﻮﺩ

ﺍﻟﻮﻋﻲﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺃﻧﺎﻗﺾ ﻏﻴﺮﻱ ﺃﺗﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﺎﻱ ﻭﻫﺬﺍ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ

ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻪ ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻭﻋﻲﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺫﺍﺕ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮﺓ

ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﺘﻀﺢ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﺑﺎﻷﻧﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﻣﻘﺎﺑﻠﻪ

ﺷﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮ ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻪ ﻻﺑﺪ ﻟﻼﻧﺎ ﺃﻥ ﻳﻌﻲ ﺍﻷﺧﺮ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻷﺧﺮ ﻟﻴﺲﺧﺼﻤﺎ ﻭﻻ

ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺷﻲﺀ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺪﻣﻴﺮﻩ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺎﻝ

ﺿﺮﻭﺭﻱ ﺍﻻﻫﺘﺪﺍﺀﺇﻟﻴﻪ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺫﺍﺕ ﻗﻮﻳﺔ ﻓﻘﺪ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺬﻭﺍﺕ ﻭﺗﺘﻨﻮﻉ ﺭﺅﻯ

ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻔﺴﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﺩﺍﺟﻤﺎﻋﻴﺎ ﻭﺣﺘﻰ ﻭﺍﻥ ﺍﺳﺘﻨﻄﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ

ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻏﺮﺍﺋﺰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﺎﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻳﻨﺎﺳﺐ

ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻭﻣﻨﻄﻖ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻐﺎﺏ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ

ﺧﻠﻘﻮﺍﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻑ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻥ ﻭﻋﻲ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻻ

ﻳﺼﺒﺢ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔﺇﻻ ﺑﻔﻌﻞ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻷﺧﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺟﻮ ﻣﻦ

ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻭﺍﻟﺒﺮﻭﺯ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞﻣﻊ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮ

ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺰﻳﺰ ﻟﺤﺒﺎﺑﻲ ” ﺇﻥ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺃﻥﻳﺮﺿﻰ

ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺿﻤﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ : “ ﺍﻷﻧﺎ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺤﻦ ﻓﻲ

ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ “

ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﻤﻐﺎﻳﺮﺓ ﺗﻮﻟﺪ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﻭﻳﻘﻮﻝﺗﻌﺎﻟﻰ : ” ﻭﻟﻮﻻ ﺩﻓﺎﻉ

ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺒﻌﺾ ﻟﻔﺴﺪﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻭ ﻓﻀﻞ

ﻋﻠﻰﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ.

ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﺎﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻷﺧﺮ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤﺘﻮﻗﻊﺩﺍﺧﻞ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮ ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻝ

ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺑﺎﻷﺧﺮ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻯ ﻣﺎﻛﺲ ﺷﻴﻠﺮ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ﻭﻣﻨﻪﻻ ﻏﻨﻰ

ﻟﻼﻧﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻴﺮ .

ﻧﻘﺪ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺔ: ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺔ ﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ

ﺇﻥﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻷﻧﺎ ﻳﺘﺄﺳﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﺆﻛﺪ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﺋﻘﺎ

ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺤﻔﺰﺍﻟﺘﻜﻮﻥ ﺫﺍﺕ ﻗﻮﻳﺔ ﻓﻜﻞ” ﺃﻧﺎ ” ﻳﻌﻴﺶ ﻣﺠﺎﻻ ﺧﺎﺻﺎ ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ

ﺭﻏﺒﺔ ﻓﺮﺩﻳﺔ ﻭﺷﺨﺼﻴﺔ .

ﺏ – ﻧﻘﻴﺾ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺔ ”: ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻷﻧﺎﺷﺨﺼﻲ

ﻳﺮﻯ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺔ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺎ ﻳﻌﻴﺶ ﻣﻊ ﺫﺍﺗﻪﻭﻳﺤﻴﺎ ﻣﺸﺎﺭﻳﻌﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ

ﻭﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺣﺮﺓ ﺃﻱ ﻛﻔﺮﺩ ﺣﺮ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺘﻼﻙ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻤﻘﺪﻭﺭﻩ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ

ﻣﻊﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﺴﺠﻢ .

ﺍﻟﺒﺮﻫﻨﺔ:ﻳﻘﺪﻡ ﺃﻧﺼﺎﺭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﺍﻫﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﺄﻛﻴﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ

ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻷﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ﺷﺨﺼﻲ ﻭﻻ ﻣﺠﺎﻝﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮﻩ ﺃﻧﺼﺎﺭ

ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻘﺒﺔ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ؛

ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ﻳﺆﻛﺪ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﺎﻱ ﺩﻭﺑﻴﺮﺍﻥﻋﻠﻰ ﺃﻥ

ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﺫﺍﺗﻲ ﻭﻛﺘﺐ ﻳﻘﻮﻝ : ” ﻗﺒﻞ ﺃﻱ ﺷﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺸﻲﺀ ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ

ﺃﻥ ﺍﻟﺬﺍﺕﻭﺟﻮﺩ ” ﻭﻣﻦ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﺸﻚ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻞ

ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞﻣﻊ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﻭﻋﻴﻬﺎ ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺳﺎﺭﺗﺮ ﺍﺻﺪﻕ

ﺗﻌﺒﻴﺮﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻝ ” ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﻫﻮ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺷﻌﻮﺭ ﺑﺸﻲﺀ

ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺍﻋﻴﺎ ﻟﺬﺍﺗﻪ ” ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺘﻘﺪﻡﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﻛﺄﺳﺎﺱ

ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻛﻘﻠﻌﺔ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺶ ﺍﻷﻧﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﻋﺎﻟﻢ ﺷﺒﻴﻪ

ﺑﺨﺸﺒﺔﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﻭﺗﻌﻲ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺫﺍﺗﻬﺎ

ﻋﻦ ﻃﺮﻱ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻻﺳﺘﺒﻄﺎﻥﻓﺎﻟﺸﻌﻮﺭ ﻣﺆﺳﺲ ﻟﻼﻧﺎ ﻭﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﻋﻴﺔ

ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﺪﺱ ﻭﻳﺴﻤﺢﻟﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﺑﺘﻤﺜﻴﻞ

ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﻭﻗﻮﻑ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻘﻊﻓﻴﻬﺎ

ﻭﻟﻘﺪ ﺗﺴﺎﺀﻝ” ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ“

ﻗﺪﻳﻤﺎ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﻣﻪ ﻟﻨﺎ

ﻭﻋﻴﻨﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﻇﻼﻝ ﻭﺧﻠﻔﻬﺎ ﻧﺨﺘﺒﺊ ﺣﻘﻴﻘﺘﻨﺎﻛﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ” ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺬﺭ

ﺳﺒﻴﻨﻮﺯﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﺎﻟﻂ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺍﺿﺤﺎﺧﺎﺻﺔ

ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﻫﻢ

ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ﻓﻴﺮﻳﺪ ﺍﻷﻧﺎ ﻓﺮﺽ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﺇﺛﺒﺎﺗﻪ

ﻭﻳﺪﻋﻮ ﻓﺮﻭﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻣﻦ ﺇﻛﺮﺍﻫﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ

ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻷﻧﺎ ﻓﻲ ﺇﺗﺒﺎﻉ ﺭﻏﺒﺎﺗﻪﺭﻏﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺷﻌﻮﺭﻳﺔ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﺄﻻﻧﺎ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻧﺎ

ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺿﺮﺍ ﺇﺯﺍﺀ ﺫﺍﺗﻪ ﺃﻱ ﺫﺍﺕﻋﺎﺭﻓﺔ.

ﻧﻘﺪ ﻧﻘﻴﺾ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺔ: ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﺭ ﻳﺆﻛﺪ ﺩﻭﺭ ﺍﻷﻧﺎ ﻓﻲ

ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻧﻼﺣﻈﻪ ﻗﺎﺻﺮﺍ ﻓﻲﺇﺩﺭﺍﻛﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﻑ

ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻭﺭ ﺍﻷﻧﺎ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﺗﺴﻴﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊﺍﻷﺣﻮﺍﻝ

ﻓﻔﻲ ﺫﻟﻚ ﻗﺼﻮﺭ.

ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ: ﻣﻦ ﺧﻼﻝﻟﻌﺮﺽ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺘﻴﻦ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺎ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﺮ ﻛﻤﺎ

ﺍﻧﻪ ﺷﺨﺼﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻴﻪﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻏﺎﺑﺮﻳﺎﻝ ﻣﺎﺭﺳﻴﻞ

ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺃﻱ ﺭﺳﻢ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔﻋﻦ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺃﻱ

ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻟﻼﻧﺎ ﺟﻤﺎﻋﻲ ﻭﻓﺮﺩﻱ ﺃﻱ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺛﻨﺎﺋﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﺍﺕ ﺷﺎﻋﺮﺓ ﻭﻣﻔﻜﺮﺓ

ﻓﻲ ﻧﻔﺲﺍﻟﻮﻗﺖ.

03 ﺧﺎﺗﻤﺔ ﻭﺣﻞ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ

ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺘﺎﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻷﻧﺎ ﻳﻜﻮﻥﺟﻤﺎﻋﻴﺎ ﻋﺒﺮ ﺍﻷﺧﺮ ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻪ

ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻷﻧﺎ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩﻳﺎ ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﻓﺎﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺑﻴﻦﺍﻷﻧﺎ ﻭﺍﻷﺧﺮ ﻳﻜﻮﻥ

ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻮﻳﺘﻬﺎ ﺑﺈﻧﺘﺎﺝ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﻣﻊﺍﻟﻐﻴﺮ

ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻨﺤﻬﺎ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﺰ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻷﺻﻴﻞ ﻭﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻤﺂﺳﻲ ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ . ﺩﺍﺧﻞ

ﻣﺠﺎﻝ ﻣﻦﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ
0 تصويتات
بواسطة
مقالة الشعور بالأنا والغير مكتوبة

مقالة الشعور بالأنا والغير

الإنسان كائن مدني بالطبيعة، يعيش مع غيره من الناس في تفاعل وتكامل وفي تجاذب وتنافر. وفي حركته هاته، يحصل له إدراك ذاته، وفي الوقت نفسه يتميز بها عنهم. وفي هذا يبرز جدال بين موقفين يرى الأول أن إدراك الذات لذاتها متوقف على الشعور، في حين يرى الموقف الآخر أن الإدراك يتم عن طريق المغايرة والتناقض، ومن هنا نتساءل: هل معرفة الذات تكمن فيما يراه الغير فينا أم فيما نراه في أنفسنا؟ أو بعبارة أخرى هل معرفة الذات تتوقف على وجود الغير أم وجود الوعي ؟

حجج القسم الاول:

عرض الموقف كفكرة: يرى أنصار هذا الموقف الذي يمثله أصحاب الاتجاه الحدسي ومن بينهم: سقراط، بارغسون، ديكارت وبيران أن الوعي أساس معرفة الذات مادام أنه ذاتيا والموضوع المراد معرفته هو الذات وبالتالي لا دخل للغير في معرفة الذات، يقول سقراط: "اعرف نفسك بنفسك".

1) إن الإنسان ليس كتلة من الغرائز كما هو الشأن لدى الحيوان بل هو كائن واع لأفعاله بواسطته يحس بما في ذاته من أفكار وعواطف وذكريات وبالوعي يعلم أنه موجود، له ماض ومستقبل ، وأن العالم يوجد من حوله كذلك.

2) يثبت الفيلسوف الفرنسي ديكارت أن الوعي أساس معرفة الذات من خلال التفكير بقوله : " أنا أفكر إذا أنا موجود" ، فجميع العمليات الذهنية من تخيل وتأمل وشك هي أشكال من التفكير الذي لا تتوقف النفس عنه مادام أنه يتطلب لزوما وجود الذات.

3) يؤكد الفيلسوف برغسون على أن الحدس وسيلة تسمح للذات بتمثيل نفسها عقليا لتشاهد ذاتها بذاتها فتتعرف عليها.

4) إنه بإمكان الانسان أن يعرف ذاته بواسطة الاستبطان (التأمل الذاتي) وهو ملاحظة داخلية لما يحدث في النفس، حيث ينقلب الإنسان إلى شاهد على نفسه فيعلم أن له ذات حقيقية يبدو بها أمام الناس تختلف عنهم جسميا ونفسيا وأخلاقيا.

5) يؤكد الفيلسوف الفرنسي مين دو بيران على أن الاحساس هو دائما إحساس بشيء وأن الاحساس لا يكون إلا إذا كانت الذات موجودة، لذلك يقول: " قبل أي شعور بالشيء فلا بد من أن للذات وجود". وقد أكد على هذا الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر بقوله: "إن الشعور هو دائما الشعور بشيء ولا يمكنه إلا أن يكون واعيا لذاته".

6) إن الانسان يمشي بناء على أحواله الداخلية كالأحوال العاطفية والوجدانية والانفعالية وهي أفعال تنبع من داخله ولا تأتي من الآخرين وهذا ما يؤكد أن الوعي الداخلي للإنسان يتم بناؤه انطلاقا من نفسه لتحقيق معرفتها.

7) إن التأمل والشك والوعي هي عوامل أساسية في معرفة الذات، ذلك أن هاته تعد صورا من صور التفكير ولا تفكير من غير أن أكون بالفعل موجودا.

8) إن الإنسان يملك من الامكانيات الذاتية والاستعدادات الجبلية والكفاءات والمواهب ما يمكنه من معرفة ذاته، كالذي لا يحتاج إلى الآخرين من أجل أن يعرف بأنه ذكي كما أن الانسان الموهوب يوجه أفعاله بإحساسه الخاص، وهذا ما يؤكد اعتماد الانسان على الوعي في معرفة نفسه.

النقد:

1) إن الوعي كمؤسس للأنا قد يوقع الانسان في مغالطة مع نفسه إذ الماهية التي يشكلها وعيه حولها تكون خادعة وهذا ما أكد عليه أفلاطون من خلال "أسطورة الكهف" بقوله:" إن ما يقدمه لنا وعينا ما هو إلا ظلال وخلفه تختبئ حقيقتنا كموجودات" .

2) يؤكد سبينوزا أن الوعي وهم ومغالطة فاعتقاد الناس باستقلالية أفعالهم اعتقاد خاطئ لعدم وعيهم بسلطان رغباتهم إذ لا يعلمون شيئا عن الأسباب المتحكمة فيهم ، مثل السكير يتوهم أنه يتحدث بأمر حر صادر عن ذهنه عن تلك الأمور التي كان يود في صحوه ألا يقول عنها شيئا، لكنه في الواقع تحت تأثير الخمر.

3) إن الوعي ليس الوسيلة الوحيدة لمعرفة الذات وهذا ما أكد عليه زعيم مدرسة التحليل النفسي الطبيب النمساوي سيغموند فرويد عندما أثبت أن الحياة النفسية قوامها اللاشعور وبالتالي كل أفكارنا وردود أفعالنا في نتاج تربية أكرهنا عليها من طرف الوسط الاجتماعي والعائلي.

4) إن الاستبطان أو التأمل الذاتي هو معرفة ذاتية ضعيفة من الناحية العلمية لأنها متحيزة وخالية من النزاهات فمقياس الصدق هو الشخص الواحد لأنه هو الملاحظ، والملاحظ عندما يتأمل نفسه يبوح بالأشياء الحسنة ويخفي الأشياء السيئة المستنبطة.

حجج القسم الثاني:

عرض الموقف كفكرة: يرى الفلاسفة العقلانيون وعلى رأسهم جون بول سارتر، بركلي، هيقل...أن معرفة الذات تتوقف على التقابل والمغايرة ، فالانسان لا يتعرف على ذاته إلا في وجود الآخر (الغير) الذي يمكن النفس من إدراك ذاتها وذلك لإدراكها بالاختلاف الحاصل عند مقارنتها بالآخرين .

1) إن معرفة الذات لا تصبح ممكنة إلا في وجود الآخر والتواصل معه في جو من التنافس من غير صراع ولا تطاحن في محاولة تحقيق معرفة الذات، وهذا ما عبر عنه المفكر العربي لحبابي :"إن معرفة الذات تكمن في أن يرضى الشخص بذاته كما هو ضمن هذه العلاقة "الأنا جزء من النحن" في هذا العالم".

2) إن المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه الانسان ويتفاعل معه هو الذي يمكنه من معرفة نفسه، وذلك باختلافه عن الآخرين، فالغير الذي يواجهنا يصدر أحكاما حول ذواتنا مما يدفعنا إلى التفكير في أنفسنا حيث يقول الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر : "وجود الآخر شرط وجودي وشرط لمعرفتي لنفسي وعلى ذلك يصبح اكتشافي لدواخلي اكتشافا للآخر ".

3) إن قياس ذواتنا مع غيرنا يعرفنا على نقائصنا وعيوبنا ومحاسننا، كما أن وجود الغير يقدمه لنا جون بول سارتر من خلال المثال المتعلق بالنظرة المتبادلة بين الأنا والغير في حين يكون الإنسان وحده يتصرف بعفوية وما أن ينتبه إلى وجود من يراقبه حتى تتجمد حركاته وأفعاله ويفقد العفوية والتلقائية .

4) إن استقراء علاقة الإنسان بغيره يثبت ما للمجتمع دور فعال في تنظيم نشاط الفرد وتربيته منذ الوهلة الأولى، يقول واطسون: "الطفل مجرد عجينة يصنع منها المجتمع ما يشاء، وذلك من خلال الوسائل التي يوفرها ، فكلما كان الوسط الاجتماعي أرقى وأوسع كانت الذات أنمى وأكثر اكتمالا " وعليه يمكن التمييز بين الأفراد من خلال البيئة التي يعيش فيها، يقول دور كايم : " الفرد ابن بيئته ومرآة تعكس صورة مجتمعه فمن غير الممكن أن يتعرف على نفسه إلا من خلال اندماجه داخل المجتمع واحتكاكه بالغير" ، فنحن نتعرف على الأنا من خلال تعايشه مع الغير. فلو عاش الفرد منعزلا في جزيرة بعيدة لما علم عن نفسه شيئا، وهذا ما يؤكد دور الآخر والغير في معرفة الذات لذاتها.

5) يؤكد الفيلسوف باركلي أن معرفة الذات تتوقف على المقارنة بين أفعالنا وأفعال الغير، فإدراك حقيقة الذات يقوم على العلاقة الجدلية بين الأنا والغير لأن وجوده يساهم في وعي الذات.

6) إن الذات تعلم أنها متميزة عندما تقابل الآخرين لأن الغير يعتبر أحد مكونات الوجود، والأنا جزء من هذا الوجود ما يعني أن الغير يساهم في وعي الذات فكل موضوع يعتمد على نقيضه مادام أن الأشياء تعرف بأضدادها فلولا السوء ما عرفنا الحسن.

7) إن وجود الآخرين معنا يساهم في معرفة مستوى ومكانة وقناعة كل واحد منا ما يؤدي إلى المعرفة الحقيقية لذات الإنسان فيعلم خصائص ذاته انطلاقا من غيره.

النقد:

1) صحيح أن الانسان يعيش مع غيره من الناس لكنهم لا يعلمون إلا المظاهر الخارجية، أما ما في دواخلنا من عواطف وميول فلا يمكن أن يعلموها.

2) إن الانسان يمكن أن يصطنع المظاهر الخارجية كما الحال لدى الممثل الذي يصطنع حالات معينة تختلف نهائيا عن حقيقة نفسه.

3) إن أحكام الغير تتم بواسطة اللغة واللغة عاجزة عن وصف كل معطيات النفس ،كما لا توجد بنفس الكيفية لدى جميع الناس.

خاتمة:

إن شعور الإنسان بذاته متوقف على معرفة الآخرين باعتبارهم كائنات تستحق المعاشرة والاحترام والتزكية ومغايرته لهم إن كانت ضرورية لتثبيت الذات وتأكيد خصوصيتها لا تكتمل ولا تزدهر إلى بوجود الآخرين والعمل معهم في ظل التعاضد والمحبة

#منقول_عن_قنشوبة

اسئلة متعلقة

...