هل التخلف في الفلسفة هو بالضرورة تخلف في العلم
تحليل نص فلسفي من #الكتاب_المدرسي
هل التخلف في الفلسفة هو بالضرورة تخلف في العلم
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ هل التخلف في الفلسفة هو بالضرورة تخلف في العلم
الإجابة هي كالتالي
تحليل نص فلسفي
نص السؤال هل التخلف في الفلسفة هو بالضرورة تخلف في العلم
المقدمة:(طرح المشكلة)
يندرج هذا النص ضمن مجال الدراسات الأكسيولوجية كونه يعالج مكانة الخطاب الفلسفي، أو ذلك الخطاب العقلي التأملي الذي حاول الكشف عن حقيقة المعرفة، القيم والوجود، ذلكالخطاب الذي ارتبط في الوجود بإبداعات حكماء أثينا. لكن وكما حدد سابقا فإن التباين بين الدارسين قد شكل حول تحديد قيمة الفلسفة في ظل التقدم الذي يحققه العلم، حيث أكد البعض منهم أنها افتقدت أسباب وجودها مادامت قد بقيت مقيدة بمعالجة القضايا الميتافيزيقية، في حين أكد البعض الآخر أنها نمط متميز من التفكير وتعد منطلقا لكل بحث إنساني. لذا فهل من صواب بين الطرحين وهل التقدم العلمي مرهون بالتقدم الفلسفي، أم أن قيمة العلم لا نقاش فيها حتى في حالة عدم اعتماده على الفلسفة؟
بل ما هو الموقف الذي أسسه الدكتور عبد الرحمان مرحبا، انطلاقا من أنه صاحب النص الذي نحن بصدد التعامل معه؟ وما هي أهم الحجج والبراهين التي اعتمدها لدعم موقفه؟
التوسيع:(محاولة حل المشكلة)
1- موقف صاحب النص:
أكد المفكر محمد عبد الرحمن مرحبا - مفكر لبناني معاصر تخرج من جامعة باريس،اهتم بالفلسفة وتاريخها، من مؤلفاته: قبل أن يتفلسف الإنسان، المرجع في تاريخ العلوم عند العرب، النظرية النسبية لأينشتاين، من الفلسفة اليونانية إلى الفلسفة الإسلامية. أكد في نصه هذا أن الفلسفة نمط متميز من التفكير، و تميزها ناتج عن طبيعة المواضيع التي تعالجها، تميز جعلها منطلق للرقي الحضاري و الجتماعي، أكد أن التقدم العلمي مرهون بالتقدم العلمي ، انطلاقا من ان المجتمكعات التي تعاني تأخرا فلسفيا تعاني ايض التأخر في مجال العلم. و النص يحتوي على جمل تعبر عن الموقف، إذ يقول الدكتور عبد الرحمان مرحبا:" إن تأخرنا العلمي من تأخرنا العقلي والفلسفي". و يقول أيضا:" وهذا سر الفلسفة ولبابها ، وفيه تنحصر مهمتها في الحياة."
2- الحجج والبراهين من النص:
و من أجل التأكيد على طرحه استدل صاحب النص بجملة من الحجج و البراهين. والحجة الأولى تتمثل في قوله: "إن علوم اليونان لم تدخل أرض الخلافة لو لم تدخلها فلسفة اليونان وعقلية اليونان،كما أن علوم العرب لم تدخل أوربا اللاتينية لو لم تدخلها فلسفة العرب وعقلية العرب، وكذلك لا أمل لعلوم أوربا أن تغزو بلادنا اليوم ما لم نتقبل الفلسفة الأوربية،وطريقة التفكير الأوربي، وما ذلك إلا لأن الفلسفة، إنما هي أساس العلم". هي حجة تجلت في إبراز قيمة الفلسفة كأساس للعلم ، لأن اضطلاع الفلاسفة المسلمين على إبداعات حكماء أثينا سمح لهم أيضا بنيل النصيب الكافي من العلم، حيث أن تأمل بن سينا مع فلسفة أريسطو سمح له بحقيق الفهم الحقيقي لإبداعات جالينوس في الطب. كما أن تعامل رواد الفكر الغربي مع فلسفة بن رشد و بن سينا... سمح لهم باقتباس الاكتشافات العلمية التي حققها العلماء العرب. ومن ذلك فإن الرقي العلمي العربي متوقف على ضرورة تعاملهم مع الفلسفة الغربية المعاصرة.
والحجة الثانية تتمثل في قوله: "ولأنه ما من ثورة اجتماعية أو دينية أو سياسية قامت إلا وكان وراءها فلسفة ما". حجة مؤكدة لمكانة الفلسفة كمنطلق لتغيير واقع الإنسان، والتاريخ شاهد على أن فلسفة فولتير و جون جاك روسو ساهمت في انعتاق المجتمع الأوربي من استبداد الكنيسة والحكم الديكتاتوري. التاريخ شاهد على مساهمة فلسفة كارل ماركس في ثورة الطبقة العاملة ضد مساوئ الاقتصاد الحر.