هل الفلسفة أهم من العلم ؟ هل يمكن الإستغناء عن الفلسفة في ضل العلم ؟هل الفلسفة ضر ورية في حياة الإنسان ؟
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ هل الفلسفة أهم من العلم ؟ هل يمكن الإستغناء عن الفلسفة في ضل العلم ؟هل الفلسفة ضر ورية في حياة الإنسان ؟
الإجابة هي كالتالي
هل الفلسفة أهم من العلم
أ – طرح المشكلة :
تعد الفلسفة من اقدم البحوث التي توصل إليها الإنسان في بدايته الفكرية و في دراسة شاملة للوجود الإنساني ، و قد كانت كل العلوم تحت كنفها ، و لكن مع مطلع القرن 17 انفصلت عنها العلوم مع ظهور المنهج التجريبي ، لذلك كان الجدل بين الفلاسفة في ظل التطور العلمي، فرأى البعض أن الفلسفة ضرورية لأنها نمط من أنماط التفكير و نقد فلسفيي في فائدة العلوم ، بينما رأى البعض الآحر أنها بحث عبثي لا طائل منه و، وحقق العلم ما لم تحققه الفلسفة طيلة هذه .
طرح السؤال : هل الفلسفة ضرورية ؟ هل الفلسفة أهم من العلم ؟
ب - محاولة حل المشكلة :
1 / الأطروحة :
منطقها : الفلسفة ضرورية ، ولا يمكن الإستغناء لأنها ملازمة لوجود الإنسان .
المسلمات و الحجج :
من ممثلي الإتجاه: أرسطو، ديكارت ، راسل ، يعتبر التفلسف ظاهرة طبيعية في الإنسان ، و ميزة من مميزات التفكير الإنساني ،فهي ضرورة فكرية تتعلق بوجود الإنسان و هذا جعل ديكارت يقول :" أنا أفكر إذا أنا موجود " باعتبار الإنسان لا يتوقف عن التفكير ، فهي كذلك منتوج فكري فلسفي يساعد في تقدم الأمم يقول ديكارت :" إن الفلسفة تميزنا عن الأقوام المتوحشين و الهمجيين و حضارة كل أمة تقاس بقدرة أناسها على التفسلف " ،فالإنسان لا يتوقف عن التسائل فهو سلوك فطري لأننا نتسائل عن كل كبيرة و ضغيرة فيقول أرسطو :" لا نستطيع التوقف عن التفلسف إلا إذا توقفنا عن التنفس " فهي توسع قدراتنا العقلية فتوسع و خيالنا و تنمي ذكائنا و تحثنا على الإبداع و ترفع من طموحاتنا الفكرية فيقول راسل : " إن الفلسفة توسع عقولنا و تحررها من عقال الفكر التقليدي " فالفلسفة تساهم في تطور الواقع غلإجتماعي السئ و تساهم في إصلاح الأوضاع السياسية و الإقتصادية و الدينية من خلال الطبع النقدي الذي تمتاز به، و التاريخ أكبر شاهد على ذلك يقول راسل :" هناك قضايا خطيرة في الحياة لا يستطيع العلم أن يعالجها "
نتيجة : إن الفلسفة ضرورية في حياة الإنسان ، و هامة بالنسبة للعلم .
نقــــــد :
للفلسفة جانب إيجابي و قدمت للإنسان و العلم اسهامات عديدة إلا أنها تراجعت في ظل التطور العلمي ، و أصبح الإنسان ينفر منها و أصبحت مجرد شعارات للتخلف و الرجعية ،و لا تصل إلى نتائج مادية تحقق منفعة .
2 / نقيض الأطروحة :
منطقها : يرى أنصار هذا الإتجاه أن الفلسفة ضرورية و هي عديمة الفائدة و يجب التخلي عنها لأن العلم أهم منها .
المسلمات و الحجج : من بين الذين دافعو عن هذا الطرح غوبلو، باشلار ، كونت ، بحيث انطلقوا من فكرة أن العلوم انفصلت عن الفلسفة و إتصلت بالمنهج التجريبي و العلم الذي أصبح يلبي حاجات الإنسان المعاصر الذي أصبح ينفر من الفلسفة فهي لا تصل إلى نتائج قطعية و الآراء فيها متناقضة و يكثر فيها الجدل العقيم في حين العلم ينطلق من الواقع الذي يعترف بالنتائج الملوسة يقول بيرس :" إن الفكر هو أولا و آخرا و دائما من أجل العمل " ، و حتى الواقع يبين أن التقدم و الإزدهار إنما مرهون بتقدم العلم و مثال ذلك الدول المتقدمة مثل اليابان تحتل الصدارة ، لذلك يرى أوغيست كونت أنه يجب التخلص منها فيرى أن العلم مر بثلاث مراحل : المرحلة اللاهوتية ( الدينية ) ، هي التي تفسر الظواهر تفسير عبثي لاهوتي ، ثم المرحلة الميتافيزيقية ( الفلسفية ) التي تفسر الظواهر تفسير عقلي و تبحث في عللها الأولى ، ثم تطور العلم لينتهي إلى المرحلة العلمية : التي تهتم بالكشف عن القوانين العلمية و الأسباب المباشرة للظواهر عن طريق الملاحظة و التجربة الحسية ففي هذه المرحلة تخلى العلم عن الإعتبارات الميتافيزيقية الفلسفية كما أن أكثر إنتاجات الفلسفة تلقى أنتقادات لاذعة مثل: المنطق الصوري الذي اعتبره الفلاسفة الحاجز الذي منع الإنسان من التقدم لذلك قال باشلار : " الحقائق الأولى أخطاء أولى " .
نتيجة : الفلسفة غير ضرورية ، و يمكن الإستغناء عنها و استبدالها بالعلم .
نقـــــد:
لا يمكن انكار دور الفلسفة و كل تهجم أو إنكار لدورها بحد ذاته تفلسف ،فلا يمكن انكارها باعتبارها نمط من أنماط التفكير ، فالباحث يتسائل دائما عن بعض القضايا ، و هذا يؤدي الى تطور العلم ، و القضاء على الجهل ، وإزاحة الغموض و حل القضايا العالقة .
التركيب : لا نستطيع انكار دور الفلسفة ، و لا انكار دور العلم، باعتبارهما متولدان من فضول الإنسان ، و في خدمته في نفس الوقت لذلك فيقال :" لكي تولد الفلسفة او تجدد نشاتها لابد لها من وجود العلم "،و هذا يعنى أن كل منهما يكل الآخر .
الرأى الشخصي :
الفلسفة ضرورية و لايمكن إنكار دورها ، سواءا بالنسبة للإنسان أو حتى للعلم بحد ذاته ، نظرا للطابع التكاملي الموجود بينهما .
ج - حل المشكلة:
ان موضوع اهمية الفلسفة ارتبط ارتباطا وثيقا بالتصورات العلمية والنقد المذهل الذي افرزته نتائج العلم ونظرياته لكن هذا التقدم لا يلغي اهمية الفلسفة انطلاقا من ان السؤال الفلسفي هو سؤال هادف له نتائج معينة قد يؤدي الى تغيير فكرة ما او الغائها ،أو الاضافة اليها والفلسفة عموما هي قاعدة العلوم والعلم بدوره قاعدة للفلسفة، فالفلسفة هي البحث العملي والنظري في الموجودات لذلك قيل ان الفلسفة ام العلوم .