مقالة جدلية حول الذاكرة 2023
هل الذاكرة فردية أم اجتماعية
أهلاً بكم اعزائي طلاب وطالبات علم الفلسفة وكل تخصصات البكالوريا شعبة آداب و فلسفة في موقع النورس العربي alnwrsraby. التعليمي المتميز بمعلوماته الصحيحة والمتفوقة في جميع مواضيع الفلسفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم أروع المقالات الفلسفية المقترحة لهذا العام لكل الشعب الجزائري كما نقدم لكم الأن إجابة السؤال الفلسفي بمنجية صحيحة بطريقة مقالة وهي إجابة السؤال ألذي يقول.....هل الذاكرة فردية أم اجتماعية مقترح بك 2023 2024 حيث وقد قمنا بنشر جميع المقالات ودروس الفلسفة المتوقعة لهذة العام في صفحة موقعنا النورس العربي alnwrsraby. يمكنكم البحث عن أي مقال أو أي سؤال فلسفي تبحثون أو يمكنكم طرح أسئلتكم المتنوعة علينا في موضعها اعلا الصفحة أو من خلال التعليقات ومربعات الاجابات اسفل الصفحة ونحن سنقدم لكم الأجابة على سؤالكم على الفور والان أحبائي الطلاب والطالبات كما عودناكم أن نقدم لكم إجابة سوالكم هذا وهي كالتالي....... هل الذاكرة فردية أم اجتماعية
الإجابة هي
هل الذاكرة فردية أم اجتماعية؟.
طرح المشكلــــــــة:
نلجأ في كثير من المواقف التي تعترض حياتنا، وأيضا لمواجهة مشاكلها إلى مكتسبات وخبرات الماضي، إذ أننا لا نبقى في مستوى اللحظة الراهنة وإمكانياتها، فحياة الإنسان ليست مقتصرة على منطق الحاضر لوحده، فهو ينظم حياته داخل شبكة نسيجها الماضي والحاضر والمستقبل، كما يمكن للإنسان أن يقوم بعملية تركيب لصور الماضي بدون أن يكون ذلك الماضي كما هو، وذلك عن طريق بنائه من جديد إما بالإضافة أحيانا أو بالحذف أحيانا أخرى، كما أنه له القدرة على تجاوز الحاضر والماضي معا، والذي يقوم بهذه العملية وظيفتان نفسيتان وعقليتان هما الذاكرة والخيال اللتان ترتبطان معا وتتداخلان، لكن إذا كنا لا نستغني عن العالم الخارجي في نشاطاتنا الذهنية فإننا في استحضار ذكرياتنا وتحريك خيالاتنا، نبني ونبدع، ولكن لماذا لا يسعنا في بنائنا أو إبداعنا، إعادة معطيات الماضي ولا مدركات الحاضر كما هي؟
الموقف الأوّل: الذاكرة فرديّــــــــــــة
يرى أنصار كلّ من الاتجاهين: المادي والنّفسي أنّ الذاكرة ذات طبيعة فرديّة
حيث يردّ أصحاب الاتجاه العضوي ( المادي ) الذّاكرة إلى خصائص عضوية مادية، فعملية تثبيت وحفظ الذكريات واسترجاعها، مرتبطة بأجهزة عضوية بيولوجية، موجودة على مستوى الدماغ، وهي المسؤولة عن مختلف عمليات الذاكرة، ولهذا اعتبر " ريبو " أن : (( الذاكرة ظاهرة بيولوجية بالماهية، وظاهرة سيكولوجية بالعرض )). ويؤكد هذا الاتجاه المادي، محاولا تفسير عملية التذكر تفسيرا علميا، إلى إرجاع حدوثها إلى مجموع الارتباطات الديناميكية بين الخلايا العصبية التي تسجل الانطباعات، وتحتفظ بآثارها في الدماغ على شكل آثار مادية تركتها الحوادث على خلايا القشرة الدماغية، ويزيد تثبيت وحفظ هذه الذكريات أكثر عن طريق التكرار، فثني الوراقة مثلا عدة مرات يبرز أثر الثني أكثر، كما أن الذكريات تزول من الدماغ، كلما أصيبت منطقة فيه بأي نوع من أنواع التلف، فيصاب بالتلف ما كانت تحتفظ به جزئيا أو كليا. وعليه استنتج ريبو (( أن الذاكرة وظيفة عامة للجهاز العصبي ))، لذلك فإن طبيعة الذاكرة أساسها الفاعلية العضوية المرتبطة بالجسم ووظائفه.
ويردّ أنصار الاتجاه النفسي الشعوري ( الروحي ) من أمثال: برغسون طبيعة التذكر ووظائفه المختلفة وعلى رأسهم " برغسون " يرد إلى الخصائص الشعورية النفسية، فالذاكرة عملية نفسية واعية قوامها الشعور، فهي جوهر روحي محض، وديمومة شعورية، تسجل كل ما عشناه وما مر بنا، ويبقى محفوظا وحيا كصور في أعماق النفس، ولا يعود إلى ساحة الشعور، إلا عند الحاجة، وأداة استرجاع الماضي وربطه بالحاضر هي الدماغ أو الجهاز العصبي. ولتوضيح هذا الأساس، والرد في نفس الوقت على أصحاب التفسير العضوي، يميز برغسون بين نوعين من الذاكرة :
ـ ذاكرة حركية: وتكون في شكل عادات آلية مرتبطة بالجسم ، وهي تشمل الأنشطة الحركية المكتسبة
بالتكرار، وهي مجرد عادة آلية نفعية فقط، ولا تعبر عن حقيقة التذكر.
ـ ذاكرة نفسية شعورية: وهي المعبرة عن حقيقة الذاكرة لأنها تشمل الماضي، وتستحضره وتعيد إحيائه في آن واحد، فهي ذاكرة الصور النفسية المرتبطة بديمومة الشعور، والمستقلة عن الدماغ وعن ذاكرة العادة. ومن هنا تكون الذاكرة خاصية شعورية تعبر عن الصور النفسية التي تعيش الماضي وتستحضرهن وتملك القدرة على إحيائه في الحاضر. كما اعتبر لالاند أنّ للذّاكرة : (( وظيفة نفسية تتمثل في إعادة بناء حالة شعورية ماضية مع التعرف عليها من حيث هي كذلك )).
نقـــــــــــد: غير أننا نلاحظ تفسير طبيعة الذاكرة بالخصائص الفردية فيه الكثير من المبالغة ذلك أنّ أنصار الاتجاه المادي لم يذكروا أنّ هناك اضطرابات وصدمات نفسية تؤدي إلى فقدان القدرة على التذكر رغم سلامة الدماغ والجهاز العصبي. كما أن ربط الذكريات بمراكز معينة في الدماغ فكرة لا تثبتها أبحاث العلماء، بل يبرهنون على أن الجهاز العصبي نظام دقيق ومتشابك يشمل جميع الوظائف الحسية والفكرية لدى الإنسان، مما يعني أن الفاعلية العضوية مقتصرة على توضيح الجانب المادي في آلية الذاكرة فقط، أما الذاكرة كوظيفة حيوية وكيفية فقد ترتبط بخصائص أخرى شعورية.
وأنصار الاتجاه النفسيّ، تغافلوا عن حقيقة مفادها أنّ استرجاع بعض الذكريات يحتاج إلى سند حركي، وإلى وضعية نفسية، مندرجة في وضعية جسمية، كما أنه من الصعب أن نفهم أن الذاكرة كشعور نفسي خالص، وتستخدم الدماغ كآليات مادية من أجل استحضار الذكريات، كما انّ الحياة الاجتماعيّة تفتح المجال أمام ذكرياتنا للآخرين لصنعها.
الموقف الثاني: الذاكرة ذات طبيعة اجتماعيّة.
إن الذاكرة ومهما اتسمت بالصبغة الفردية، لارتباطها بالشعور الفردي المتميز، فإنها تبقى متينة الصلة بالحياة الاجتماعية التي يستمد منها الفرد وجوده وعلاقاته، كمواد وخبرات لذاكرته، لذلك كانت ملامح الذاكرة الفردية لا تحدد إلا من خلال طبيعة الموقع الذي يأخذه الإنسان في مجتمعه، وأن الجماعة التي ننتمي إليها هي التي تحفظ الخبرات الماضية، وتقدم لنا الوسائل التي تساعدنا على استرجاعها، ولهذا يؤكد " هالفاكس " أننا حينما نتذكر فإن الغير هو الذي يدفعنا إلى ذلك لأن ذاكرته تساعد ذاكرتنا، في نطاق الأطر العامة للذاكرة الاجتماعية، واللغة هي الإطار الأول والأكثر ثباتا للذاكرة الاجتماعية، من هنا كان الفرد ضمن الجماعة لا يعيش ماضيه الفردي الخاص، بل يعيش ماضيه الجماعي المشترك، كالاحتفالات الدينية، والوطنية.
نقــــد: غير أن هذا الكلام لا يعني تعويم الذاكرة الفردية في نطاق الذاكرة الاجتماعية، لأنه بالرغم من أن المجتمع قد يشكل إطارا عاما لتكوين الذكريات، فإن هناك الكثير من الذكريات الفردية الخاصة المرتبطة بميولاتنا، واهتماماتنا، ورغباتنا، لا دخل للمجتمع فيها.
ـ إن الذاكرة ليست مجرد وعاء لتسجيل الخبرات، بل هي وظيفة حيوية، تعبر عن حضورها الفردي في شعورنا الراهن وليست بمعزل عن العالم الخارجي، والبيئة التي نعيشها.
التركيـــــــــــــــب:
الذّاكرة محصلة لتفاعل العوامل الفردية: الذاتية والمادية، والعوامل الاجتماعيّة هذا الأخير يساهم في استرجاع الذكريات كما قال هالفاكس:" عندما أتذكّر فإن الغير هم الذين يدفعونني إلى التذكر" ولكن بشرط سلامة الدماغ فقد أكد الأطباء استحالة استرجاع الذكريات دون تدخل الدماغ ودون تدخّل العوامل النفسية وهذا هو الحل التوفيقي وقد لخّصه دولاكروا في مقولته الشهيرة: الذاكرة نشاط يقوم به الفكر ويمارسه الشخص".
حل المشكلة: مجمل القول أن الذاكرة قدرة تدل على الحفظ والتخزين والاسترجاع ولكن الإشكالية لا ترتبط بمفهوم الذاكرة بل بالأساس الذي ينبني عليه فهناك من ربطها بشروط نفسية وكمخرج للمشكلة نستنتج أن الذاكرة محصلة لتفاعل العوامل المادية والاجتماعية والنفسية.