الموضوع : تحليل مقال فسلفي
نص المقال: هل بالضرورة التدين يؤدي إلى العزوف التام عن شؤون الدنيا ؟
الطريقة: جدلية
أهلاً بكم اعزائي طلاب وطالبات علم الفلسفة وكل تخصصات البكالوريا شعبة آداب و فلسفة في موقع النورس العربي alnwrsraby. التعليمي المتميز بمعلوماته الصحيحة والمتفوقة في جميع مواضيع الفلسفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم أروع المقالات الفلسفية المقترحة لهذا العام لكل الشعب الجزائري كما نقدم لكم الأن إجابة السؤال الفلسفي بمنجية صحيحة بطريقة مقالة وهي إجابة السؤال ألذي يقول.....هل بالضرورة التدين يؤدي إلى العزوف التام عن شؤون الدنيا مقترح بك 2023 2024 حيث وقد قمنا بنشر جميع المقالات ودروس الفلسفة المتوقعة لهذة العام في صفحة موقعنا النورس العربي alnwrsraby. يمكنكم البحث عن أي مقال أو أي سؤال فلسفي تبحثون أو يمكنكم طرح أسئلتكم المتنوعة علينا في موضعها اعلا الصفحة أو من خلال التعليقات ومربعات الاجابات اسفل الصفحة ونحن سنقدم لكم الأجابة على سؤالكم على الفور والان أحبائي الطلاب والطالبات كما عودناكم أن نقدم لكم إجابة سوالكم هذا وهي كالتالي......هل بالضرورة التدين يؤدي إلى العزوف التام عن شؤون الدنيا
. الإجابة هي
الموضوع : تحليل مقال فسلفي
نص المقال: هل بالضرورة التدين يؤدي إلى العزوف التام عن شؤون الدنيا ؟
الطريقة: جدلية
مقدمة: في الحقيقة عندما نتأمل الحياة في العصر الجاهلي، وهذا قبل مجيء الإسلام، نرى منطق الحياة الذي كان سائدا آنذاك هو المادة، حتى في قضية التعبد تتجلى الأشياء المادية والأوثان وحتى الحيوانات، ولكن بمجيء الإسلام تغير منطق الحياة لدى الشعوب والأمم، وأصبح هناك دين جديد صحح مسار حياة الجاهلية، وأعطى حياة جديدة ملؤها العبادة الخالصة لله عزوجل دون سواه، ولكن لم يبق الإسلام كما هو، بل هناك بعض الاجتهادات ظهرت من قبل بعض العلماء والفلاسفة فيما يسمى بالتصوف، ومن هنا يمكننا طرح التساؤل التالي: هل التصوف الحقيقي يتجلى في التدين المعتدل أم في التدين المطلق ؟ بعبارة أخرى: هل التصوف يوازن بين حياة الدنيا وحياة الآخرة ؟
التحليل :
الموقف الأول: يرى هذا الموقف أن التصوف الحقيقي هو التصوف المعتدل بحيث لا إفراط ولا تفريط، فهذا التصوف يوازن بين الحياة الدنيا والآخرة، بحيث هناك اعتدال محكم بدون الخروج عن منطق الحياة الدنيا والآخرة ومن أبرز أنصار هذا الطرح المعتدل حجة الإسلام " أبو حامد الغزالي " الذي نادى بحقيقة التصوف المعتدل لا المتطرف، وقد حارب أولئك المتصوفة الذين بالغوا في التصوف إلى درجة الانحراف، فرد عليهم الغزالي بالتصوف المتوازن بالنظرة الذوقية الروحية التي توازن بين حياة الدنيا والآخرة، ولقد بين الغزالي أن السعادة الحقة هي معرفة وإدراك الله عز وجل وهو الوحيد الذي يستحق هذه المحبة الكاملة. وإلى جانب هذا الطرح هناك رأي الفيلسوف " ابن سينا " الذي وضح أن التصوف حتى يكون حقيقيا وجب أن يسلك طريق العقل لأنه المحدد لمعالمه، والمنبه إليه هو الشرع.
مناقشة: بالفعل إن التصوف المعتدل هو المعترف به لأنه لا إفراط ولا تفريط، فالإسلام جاء لنشر دعوة خاصة من خلال الأنبياء والرسل لدعوة أقوامهم وشعوبهم إلى الحياة الروحية وإلى فهم حياة الدنيا والآخرة معا دون تغليب أحدهما على الآخر.
الموقف الثاني : في الحقيقة أن هناك تصوف آخر وهو غير معتدل، ومن الفلاسفة والعلماء والفقهاء الذين قادوا لواء هذا التصوف نجد الأوائل السابقين لهذا النوع من التصوف أمثال " البسطامي " و " الحلاج "، بحيث بث هذا الأخير أقوالا غريبة مثل " سبحاني ما أعظم شأني " و " أنا الحق، أي أنا الله " فهذه الأفكار الصوفية مغالية إلى درجة عالية، نظرا لمبالغته في التدين. وكما نجد من بين المتطرفين في التصوف الفيلسوف " ابن عربي " الذي يرى أن الله مصدر الوجود وخالقه، ويؤكد على أن الإنسان العادي قاصر عن إدراك كنه الله، ولكن المتصوف العارف الذي ينظر بعين الله عن طريق المجاهدة والرياضة الصوفية هو وحده الذي يعي حقيقة الله، لا العقل ولا الشرع.
مناقشة: لقد تسرب إلى هذا الطرح آراء كثيرة من الأفكار المتطرفة الدخيلة كالحلول والعرفان والفناء... وبعض الحماقات السلوكية الشاذة، وغالى فريق منهم نظريا بالعلم ومعرفة ما لا يقدر عليه الناس، وغالى آخرون عمليا بالطرائق السلوكية وإدعاء الكرامات، مما حمل الكثير من الفقهاء والمتكلمين للوقوف ضد انحرافاتهم، وإبطال مفاسدهم، وأشهر من رفع هذا اللواء "أبو حامد الغزالي".
التركيب: إن ما يتميز به الإسلام خصوصا كديانة سماوية، أنه يرفض الرهبانية والانقطاع عن الدنيا، فالإسلام كشريعة وعقيدة، يعنى بالنواحي المادية والنواحي المعنوية الروحية، وجه إلى الآخرة ورغب فيها، ونبه إلى الأخذ بنصيب الدنيا، حيث كان رسول الله أزهد خلق الله في الدنيا وزخارفها، وأصحابه على سيرته وطريقته، يعدون الدنيا وما فيها لهوا ولعبا، زائلة فانية، والأموال والأولاد فتنة ابتلى المؤمنون بها، فلم يكونوا يجعلون أكبر همهم إلا ابتغاء مرضاة الله، يرجون لقاءه وثوابه، ويخافون غضبه وعقابه، آخذين من الدنيا ما أباح الله لهم أخذه، ومجتنبين عنها ما نهى الله عنه، سالكين مسلك الاعتدال. فعن أنس ( رضي الله عنه ) قال: " جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي يسألون عن عبادة النبي، فلما أخبروا كأنهم تقالوها وقالوا : أين نحن من النبي قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبدا، وقال الآخر: وأنا أصوم الدهر أبدا ولا أفطر، وقال الآخر: وأنا اعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله إليهم فقال : أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني " متفق عليه.
الخاتمة:
في الأخير يمكن أن نؤكد أن التدين الحقيقي في الإسلام هو الذي يقوم على الاعتدال والوسطية، وهنا بالضبط يكمن التصوف المعتدل المسموح به دون الأخذ بالتصوف المبالغ فيه إلى درجة الخروج عن الدين، فمنطق التدين يأخذ بميزان عدل بين حياة الدنيا والآخرة.