نبذة عن تاريخ الأوضاع العامة في الجزائر 1830 - 1870 الوضع السياسي والوضع الاجتماعي و عنصر اليهود في الجزائر
بحث حول الأوضاع العامة في الجزائر 1830 - 1870
أهلاً بكم زوارنا في موقع النورس العربي يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم إجابة سؤالكم القائل..
الإجابة هي
الأوضاع العامة في الجزائر 1830 - 1870
1 - الوضع السياسي في الجزائر
تميّزت الفترة الممتدة من 1830- 1870م بالحكم العسكري الفرنسي للجزائر و الذي تضمن ثلاث فترات متعاقبة ، هي فترة تردد الساسة الفرنسيون في احتلال الجزائر مابين 1830- 1833م ، ثم أعقبها فترة الاحتلال الضيق ما بين 1833 – 1840 ، ثم فترة الاحتلال الشامل التي بدأت عام 1840م، و استمرت على عهد الحكم المدني بالتوغل في الصحراء الجزائرية
و تعتبر اللجنة الإفريقية التي أوفدتها حكومة باريس بعد موافقة الملك لويس فيليب ، لتقصي الحقائق في الجزائر بتاريخ 7 جويلية 1833م و معاينة الوضع ، من أهم مميزات هذه الفترة من الحكم العسكري ، و ذلك لعدة أسباب منها النقاش الحاد الذي جرى في البرلمان الفرنسي حول تخصيص ميزانية لمواصلة الحرب في الجزائر ، و الحملة التي قام بها بعض الجزائريين المنفيين و خصوصا حمدان خوجة ، و ضغط الرأي العام الأوربي على فرنسا للإعلان عن موقفها الرسمي من الاحتفاظ أو التخلي عن الجزائر ، و الجدير بالذكر أن الحكومة قد أعطت للجنة ( تعليمات ) ، تتضمن النقاط التي تريد منها التعرف عليها ، و تطلب منها إيجاد حلول للمشاكل الهامة التي كانت تواجهها الجزائر ، كما أعطتها ( برنامج ) عمل مفصل تسير على ضوئه ، و من السهل أن يستنتج المرء أن الحكومة الفرنسية كانت قد قررت مسبقا ماذا ستفعل بالجزائر ، لتعود اللجنة بعد سلسلة من الجولات الميدانية و اللقاءات إلى فرنسا في 9 نوفمبر 1833 ، و تعلن في تقريرها بضرورة الاحتفاظ بالجزائر
و مما جاء في التقرير المفصل : (( .. لقد اغتصبنا ممتلكات الأحباس و حجزنا الممتلكات الخاصة ، بدون أي تعويض بل أرغمنا أصحاب الممتلكات التي تم الاستيلاء عليها بالقوة على دفع مصاريف هدم منازلهم و كذلك دفع مصاريف هدم أي مسجد من مساجدهم ... لقد قتلنا أناسا كانوا يحملون رخص التجول و ذبحنا سكان المدن و القرى المشكوك فيهم ، و تبين فيما بعد أنهم كانوا أبرياء ، و قمنا بمحاكمة رجال مشهورين في البلاد بورعهم و تقواهم ، و رجالا محترمين لا ذنب لهم ، إلا تقربهم منا قصد الشفاعة لأبناء وطنهم فتعرضوا لبطشنا و غضبنا و بناء على هذا التقرير قررت حكومة باريس في 22 جويلية إلحاق الجزائر بفرنسا تحت سلطة حاكم عام
2 - الوضع الاجتماعي و عنصر اليهود في الجزائر
أ – الوضع الاجتماعي
كان المجتمع الجزائري قبل الاحتلال العسكري الفرنسي على غرار المجتمعات العربية آنذاك قائما على القبيلة و العشيرة ، فحاول الفرنسيون من خلال دراساتهم الواسعة للمجتمع الجزائري قبل الاحتلال أن يقسموه إلى فئات اجتماعية على أساس عرقي ، فهناك فئة الأتراك ، ثم فئة العرب و البربر و هم سكان الجزائر الأصليين و أخيرا فئة اليهود ، كما يحصر بعض الباحثين التركيبة الاجتماعية في الجزائر خلال العهد الاستعماري في طبقتين مهمتين : عليا و تشمل الفئة الارستقراطية الدينية كالأشراف و المرابطين و زعماء الطرق الصوفية و كبار التجار و ملاك الأراضي الواسعة ، و طبقة اجتماعية سفلى تشمل أكثرية الشعب الجزائري
و قد استطاع الاستعمار الفرنسي ابتداءً من سنة 1830 أن يقضي على البنية الاجتماعية المتماسكة للمجتمع الجزائري ، حيث اختفت نهائيا فئتان اجتماعيتان و هما الأتراك و الكراغلة و هي الطبقة السياسية الأرستقراطية آنذاك ، على أساس أنها هي التي وقفت في وجه الحملة العسكرية الفرنسية عام 1830 عسكريا ، و عليه فإن انهيارها كان وراء تفكيك المجتمع الجزائري الذي لم يستطع مواكبة المقاومة و بقي متذبذبا بسبب فقدانه لفئة تحملت مسؤولية هذه المواجهة فكانت عبارة عن قيادة تقليدية بالنسبة له و هذا ما انعكس سلبا على تطوره ، و حتى الطبقة الاجتماعية السفلى لم تسلم من أعمال الفناء و المسخ ، فالأرياف التي كانت تعتبر مصدرا أساسيا لحياة غالبية المجتمع الجزائري ، أصبحت مع بداية الاحتلال معرضة للنهب و السلب مما دفع بالفلاحين تحت طائلة الفقر و الحاجة إلى بيع أراضيهم للمعمرين الجدد خاصة و أنه ما بين 1830 و 1847 شهدت الجزائر سياسة تدميرية استيطانية قائمة على سياسة الاستيطان الحر الذي يعني في مضمونه النهب و السلب و المتاجرة في كل شيء . و في الوقت الذي كان فيه المستوطنون يتلقون الدعم الكامل من دولتهم و معفون من كل الضرائب و الرسوم كان الفلاح الجزائري رغم وضعيته المزرية يخضع لكل القوانين الجائرة.
من جهة أخرى أدت عملية التهجير القسري و النفي و الإبعاد لطبقة التجار التي كانت طبقة غنية إلى تقليص الحركة التجارية ، و بالتالي يمكن القول أن الوضع الاجتماعي تأثر كثيرا بالسياسة الاستعمارية التي كانت قائمة على إبادة المجتمع الجزائري بكل الوسائل ، مما أدي إلى تقليص عدد الجزائريين بشهادة العديد من الكتاب و الباحثين الفرنسيين أنفسهم على أن عدد السكان الأصليين انخفض إلى نصف ما كان عليه قبيل الاحتلال و أن مدينة الجزائر وحدها فقدت ثلثي سكانها خاصة تحت تأثير القمع الاستعماري التهجير القسري و النفي المقصود