في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة

ما موقف السوفسطائيين من العدالة تحليل نص موقف السوفسطائيين من العدالة

ما هو موقف السوفسطائيين من العدالة

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم  في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية  والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ ما موقف السوفسطائيين من العدالة

الإجابة هي 

نموذج للإستئناس:

موقف السوفسطائيين من العدالة:

"لقد وضع القانون من أجل الضعفاء ومن أجل سواد الناس. إن هؤلاء الضعفاء في وضعهم للقانون يحمون أنفسهم، ويحافظون على مصالحهم الشخصية، وهم الذين يقررون في ما هو جدير بالثناء أو القدح، ومن أجل ترهيب الأقوياء والأكثر قدرة، ومنعهم من التغلب والسيطرة عليهم، ومن هنا يتحدثون عن كل تفوق بأنه مذموم وجائر. وأن الظلم هو أساسا في التعالي عن الآخرين: إنه بالنسبة لهم يكفيهم - فيما أتصور (Calliclès)- أن يكونوا على قدم المساواة معهم. ولهذا فكل محاولة لتجاوز الآخرين تعتبر في نظر القانون جورا.

ولكن الطبيعة ذاتها -في نظري- تبين أن العدالة الحقيقية هي أن من هو أدنى شأنا عليهأن يخضع لمن هو أكثر شأنا، والأقل قدرة للأكثر قدرة. وتدلنا الطبيعة في جميع الأحوال بالنسبة للإنسان وكذلك بالنسبة للحيوان (...) أن ميزة العدالة هي سيطرة وهيمنة القوي على الضعيف، بحيث تكون هذه السيطرة مقبولة من طرف هذا الأخير (...)

يسلك الأقوياء إذن -حسب رأيي- وفقا للقانون الطبيعي، رغم أنه يتعارض مع القانون، الذي يظل الضعفاء، والذي بموجبه يتشكل المتميزون والأشداء منا منذ سن مبكرة كأشبال لتسخيرهم، وذلك عن طريق إخضاعهم لأساليب تربوية مقصودة. 

Platon. Gorgias. Garnier. Flammarion. 

حلل النص مبينا قيمته الفلسفية.

الطرح الإشكالي:

يتمحور النص حول أطروحة أساسية وهي: التقابل بين مفهوم القانون ومفهوم الطبيعة، القانون الذي هو من وضع الضعفاء لحماية أنفسهم من الأقوياء، والطبيعة التي هي مجال لسيادة القوة والعنف، ومن ثم يمكن أن نطرح تساؤلا جوهريا: هل يمكن أن نؤسس القانون على مبدإ القوة؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما هو التصور الذي يقترحه النص للعدالة انطلاقا من هذا المبدأ؟

العرض:

تحليل النص:

تعتبر أطروحة التقابل بين القانون والطبيعة أطروحة أساسية عند الفلاسفة السوفسطائيين اليونان، وعلى أساسها اعتبروا أن القوانين مجرد اتفاق ومواضعة، أي أنها اصطناعية. ويتخذ هذا التقابل في النص، انطلاقا من منظور كاليكليس وهو أحد السوفسطائيين، معنى خاصا، حيث يؤسس عليه نظرية قانون القوى.

- في الجزء الأول من النص يحلل كاليكليس أصل القانون ويعرفه بأنه القاعدة العامة الآمرة التي تنظم من الخرج النشاط الإنساني، كما أنه يجب أن نسجل أن القانون عنده ليس وحيا إلهيا ولا موضوعا من طرف الآلهة، إنه بمعنى ما قانونا وضعيا لا ئكيا. فما هو الأصل العميق لهذا القانون؟ إنه يرى أن القانون من إبداع الضعفاء الذين لا قدرة جسدية أو أخلاقية لهم. إنه تعبير عن فقدان القوة والبأس والحياة. لقد أبدعت الأغلبية القوانين لكي تحمي نفسها من بطش النخبة القوية. ومن هنا يشكل كل من القانون والمدح، والثناء، أسلحة في يد الضعفاء للدفاع عن أنفسهم، فبواسطتها يحكمون على الأفعال المقبولة وغير المقبولة. إنها قيم يستعملونها في استراتيجيتهم. والقانون أيضا يبدع والشر التي تنظم الوجود الاجتماعي، ولكن ما الهدف من هذا كله؟ إن الدف هو إرهاب الأقوياء (الأسد كما يسميه كاليكليس) ومنعهم من استعمال قوتهم، وذلك من أجل البقاء في مأمن من تفوقهم. إن الضعفاء يعطون الشرعية لكل ما هو رديء وينشرون أخلاقيهم. وبعبارة أخرى، إن القوانين والقيم الأخلاقية ما هي إلا نتاج إحساس الضعفاء تجاه الأقوياء، هذا الأحساس الذي يترجم في فكرة الضغفاء والأقوياء من الوجهة القانونية أنهم في نفس المستوى. يضع الضعفاء إذن القوانين وكل ما يمثل القيم الأخلاقية، ويبلورون أيضا نظرية حول العدل والجور، ويحولون إلى جور كل ما هو ضد الحق وكل ما يبدو متفوقا. وينعث القانون كل من يريد أن يتجاوز الرداءة بانه خارج عن الحق. إن خطاب كاليكليس هو خطاب تركيبي لأنه يجمع بين مفاهيم القانون، والعدل، والجور، والحق ليضعها كعلامة عن الضعف وفقدان القوة. إن الذين يفتقدون إلى المؤهلات الجسدية والفكرية يخترعون القوانين والقيم والعدالة للتعويض عن فقرهم الوجودي. إن العدالة عندهم هي احترام القانون، ولكنهم لا يتحدثون عن احترامه إلا خوفا من تفوق الأقوياء. إن القانون إذن، حسب كاليكليس، من صنع الضعفاء والغير المقتدرين: إنه أنانية هؤلاء الضعفاء الذين تصدر عنهم هذه القيم (والذين يلقبهم بالخرفان).

في المستوى الثاني من النص يركز كاليكليس على مفهوم الطبيعة، فماذا تعني بالنسبة إليه؟ على النقيض من القانون الذي يخضع للتحول والاتفاق، فإنها تمثل كل ما هو فطري وتلقائي، وهي مجموعة من الخصائص التي يتميز بها كل فرد. إن النظام الطبيعي هو تقريبا شبه بيولوجي يحيلنا إلى القوة التي تفهم هنا كمرادف للعنف. إن هذا العنف الذي ينتمي إلى الطبيعة هو القانون الأعلى. إن الأقوى، بحسب هذا القانون، هو الذي يكون له حظا أعلى. إن ما هو قانوني وشرعي يعادل القوة. والقوة في حالة الطبيعة هي السائدة، وهي التي تضفي الشرعية على كل قانون. إن النظام الإنساني، كما هو الشأن بالنسبة للنظام الحيواني، يعبر عن القوة والنصر، وباختصار فإن علاقة "السيطرة والخضوع" التي تتأسس بواسطة العنف الشرعي هي أساس كل قانون.

وفي نهاية النص يضع كاليكليس موضع تساؤل التربية التي ترسخ في أذهان الأقوياء الشعور بالخضوع، والتي تقتل فيهم كل رغبة للتفوق، ويستدل على ذلك بالتربية التي يخضع لها الأشبال، حيث تستخدم التربية خطابا سحريا وكاذبا ليمنح للبعض القوة وينزعها من البعض الآخر. إن الطبيعة تريد التفوق لما هو طبيعي، ولكن التربية تزيف ذلك.

القيمة الفلسفية للنص:

يكتسي النص قيمة وجودية، إذ أن دفاع كاليكليس عن أطروحته (التقابل: قانون- طبيعة) هو ضمنيا مواجهته لموقف أفلاطون الذي كان له موقف سلبيا من السوفسطائيين. إنه يرفض بكل احتقار القوانين التي تيرد أن تجعل من الضعفاء أقوياء، وكذلك يتضمن النص قيمة أخرى تتمثل في كونه يوضح لنا أن أصل القوانين والقيم الأخلاقية التي هي من وضع الضعفاء.

ونجد في الفترة المعاصرة إعادة إنتاج لهذه الأطروحة من طرف نيتشه الذي يعتبر بدوره القيم الأخلاقية هي ثمرة لقيم الضعفاء التي تجعل السيادة لكل ما هو سلبي في الحياة. إنها إحساس العبيد اتجاه السادة. وهذه الأطروحة النتشوية قريبة من الموقف السوفسطائي إزاء القيم الأخلاقية في العصر اليوناني. إن هذا النص الأفلاطوني يحافظ على راهنيته رغم مرور قرون عليه ما دام يرجع أصل القوانين إلى عوامل ذاتية ونفسية.

ولكن سقراط في موقع آخر من كتاب "جورجياس" لأفلاطون يقلل من شأن هذه الأطروحة (أطروحة كاليكليس)، حيث يعتبر أنه إذا استطاع الضعفاء أن يفرضوا قوانينهم فهذا دليل على أنهم أقوياء.

خلاصة:

في الحقيقة، إنه من الصعب أن نؤسس القانون الذي هو أسمى تعبير عن العدالة على أساس القوة، لأن القوة وحدها بدون قيم تدعمها من العسير أن تفرض نفسها. ومع ذلك، فإن أطروحة كاليكليس اكتسبت نوعا من الشرعية التاريخية لأنها تتكرر عبر تاريخ الفلسفة، بشكل أو بآخر، عند كثير من الفلاسفة نذكر منهم هوبس الذي تناول نفس الاطروحة التي تقول بأن القوة تؤسس القانون، وبالتالي العدالة. 

 مأخوذ من كتاب:"دروس في الفلسفة والفكر الإسلامي، مع تمارين تطبيقية للسنة الثانية من التعليم الثانوي (أدبي وعلمي)"، عبد المالك مالكي والحسين اختار.

   

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
ما موقف السوفسطائيين من العدالة تحليل نص موقف السوفسطائيين من العدالة

اسئلة متعلقة

...