ماهي الفلسفة السوفسطائية تعريفها وما نظرة السوفسطائيين للإنسان تعريف السوفسطائيين بحث عن الفلسفة السوفسطائية
تعريف الفلسفة السوفسطائية
رواد المدرسة السفسطائية
الخطابة السفسطائية
مدرسة سقراط
المدرسة الكلبية pdf
الشخصية السفسطائية
الفلسفة السفسطائية PDF
تعريف السوفسطائيين في الفلسفة
تعريف المدرسة السفسطائية pdf
رواد الحركة السوفسطائية
مدارس الفلسفة اليونانية pdf
نشأة المدرسة السوفسطائية
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ تعريف السوفسطائيين في الفلسفة ماهية الفلسفة السوفسطائية ونظرةالسوفسطائيين للانسان
الإجابة
(ماهية الفلسفة السوفسطائية ونظرةالسوفسطائيين للانسان)
لكي نقف عند أهم الأفكار التي تنبني عليها الفلسفة السفسطائية لا بد في البداية أن نعطي ولو تعريفا مبسطا لمفهوم الفلسفة السفسطائية .
يقول ويل ديورانت في كتابه قصة الفلسفة (.. ولكن التطور العظيم الخصيب في الفلسفة اليونانية اتخذ شكلا له في السفسطائيين، معلمي الحكمة المتجولين والطوافين، الذين وجهوا اهتمامهم الى طبيعتهم وأفكارهم ، بدلا من توجيهه الى عالم الأشياء. وكانوا جميعا من اهل البراعة والحذق، ونخص بالذكر منهم على سبيل المثال جورجياس وهيبياس، وكان الكثير منهم على جانب كبير من الادراك والعمق مثل بروتاغوراس وبروديقوس، ومن النادر أن تجد مشكلة أو حلا في فلسفتنا الحالية العقلية والمسلكية، لم يتحققوا منه أو يتناولوه بالبحث، لقد وجهوا أسئلة عن كل شيء، ووقفوا بلا وجل أمام الحرمات الدينية والسياسية، وأخضعوا كل عقيدة ونظام ومذهب للعقل ..)
من خلال ما قاله ديورانت في حق السفسطائيين، يتبين أن السفسطائيين قد قدموا الشيء الكثير للانسانية من خلال فلسفتهم، فقد وجهوا اهتماماتهم للبحث والتنقيب في الطبيعة والأفكار، كما أنهم لعبوا دورا مهما في مجتمعهم، اذ تذكر لنا كتب التاريخ فاعلية هؤلاء من خلال تبنيهم لمشاكل المجتمع، فقد كانوا مثقفين عضويين بامتياز بلغة انطونيو غرامشي اذ كانوا منخرطين في مشاكل المجتمع من خلال خطابهم الموجه الى عامة الناس، أي ان اهدافهم كانت تتمثل في اقامة مجتمع عادل وذلك بعيدا عن الاقامة في البرج العاجي كما فعل افلاطون بل عن طريق الانخراط في السجال العامي في الأماكن العمومية من معابد وأسواق ..الخ. وهذا ما جعل العامة من الناس ينبهرون بهذه الفلسفة السفسطائية، وقد عرفت اقبالا مهما بسبب احتكاكها مع المشاغل اليومية للناس وكان رد فعل أفلاطون ردا عنيفا من خلال تهجمه عليهم حيث قال (السفسطائي ليس فيلسوفا وانما هو متشبه بالفيلسوف فهو لا يمكن اعتباره حكيما الا بالنسبة للعامة ).
ومن أجل توضيح ادق للفلسفة السفسطائية لا بد ان نقف عند ركائزها الاساسية او بمعنى آخر سنحاول اعطاء فكرة عن الابستيميه السفسطائي، فما المقصود بالابستيميه؟
(ان ابستيميه عصر من العصور تعني الطريقة التي يتمثل بها شعب من الشعوب، في عصر من العصور، العالم والانسان والسياسة..كان نتحدث مثلا عن الابستيميه القروسطية..)
وهكذا فان المقصود من البستيميه السفسطائي ان صح التعبير هو الطريقة التي تمثل بها السفسطائيون العالم والانسان والسياسة..الخ.
تمثل السفسطائيين للعالم
(يعتبر السفسطائيون العالم دائم الحركة أي مسكون بالصيرورة والتبدل والتغير المستمر، فالأشياء لا يمكن أن تبقى على حال، بهذا المعنى استعاد السفسطائيون شعار هيراقليتس ـ نحن لا نستطيع ان ننزل النهر مرتين ـ وـ نحن موجودون وغير موجودون ـ)
يتبين من خلال النص أن نظرة السفسطائيين للعالم واضحة، وربما جاز لنا أن نقول ان نظرتهم تتفق مع العلوم الحديثة بشأن حركية العالم، اذ ان الحركة من المفاهيم الأساسية التي تنبني عليها العلوم الحقة الحديثة خاصة الفيزياء.اما مفهوم الصيرورة فهو المفهوم الذي يكاد نجده عند جل الفلاسفة خاصة في حقل العلوم الانسانية فالحركة هي التي تحكم وجود العالم، والصيرورة والتغير أمران متعلقان بالضرورة بالحركة، كما ان السفسطائيون ينظرون الى العالم الذي يخضع لمبدأي التكون والفساد، اذ ان الصراع بين الشيء ونقيضه هو سر الوجود، وهذه هي فلسفة هيجل بعينها أذ أن المنطق الجدلي الهيجيلي ما هو الا اعادة لقراءة المنطق السفسطائي وتطويره، بل ان المادية الجدلية عند ماركس لا تخرج عن سياق فلسفة السفسطائيين في خطوطها العامة، ويمكن وفق هذا أن نقول أن لفلسفة السفطائيين فضل كبير على ظهور الفلسفات الأخرى خاصة المادية منها. وهكذا فان السفسطائيين قد وجهوا فلسفتهم نحو مشاكل الواقع محاولين ايجاد حلول نسبية بتمحورهم حول الواقع والانسان والسياسة.
في مقابل الفلسفة السفسطائية نجد الفلسفة المثالية الافلاطونية غارقة في البحث عن الحقيقة والمثل مبررا بذلك بقوله (ان العلم الذي يجعل من العالم الحسي موضوعا له لا يمكن له أن يترفع الى مستوى المعرفة الفلسفية). لكن يتساءل وليم جيمس فيلسوف البراغماتية الحديثة، اذا لم تكن للفلسفة غاية جعل الانسان يعيش في احسن نظام اجتماعي فما الغاية منها؟، نحن اذ نشاطر رأي جيمس ونقول على ان الفلسفة يجب ان تكون لها قيمة عملية أي أن تبحث عن الأمور المتعلقة بالانسان في حياته وصراعه مع الطبيعة. وقد كان أفلاطون واعيا تمام الوعي بالخطورة التي تشكلها الفلسفة السفسطائية على فلسفته المثالية، وفي هذا الصدد بالذات يقول برتراند رسل (ان أفلاطون أمر بحرق جميع كتب الفلاسفة السابقين له الذين أنتجواعلوما ملحدة حسب تعبيره)، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا أمر أفلاطون باحراق كتب الفلسفة السابقة له؟ الجواب ربما لأن أفلاطون أراد ان يحدث قطيعة معرفية مع الفلسفة السفسطائية باعتبار هذه الأخيرة نقيضا لفلسفته المثالية.
تمثل السفسطائيين للانسان
كيف ينظر السفسطائيين الى الانسان؟
(تنظر السفسطائية الى سائر البشر على انهم سواسية، أو على أقل تقدير يملكون نفس الاستعدادات الفكرية والذهنية، فان من حقهم الطموح والتطلع الى ممارسة السياسة. اما أفلاطون فيميز وفقا لاختيار نخبوي أرسطقراطي بين البشر)
يتضح اذن ان السفسطائية متفقة تماما مع ما جاءت به المواثيق الدولية لحقوق الانسان الحديثة، والتي لم يتوصل اليها الانسان الا بعد حروب طويلة وتفكير عميق، خاصة بعد أن رفع شعار الانسان هو الكائن الاسمى للانسان بعد النهضة الأوروبية، لتحدث قطيعة مع فكر الاقطاع والنخبة والأرسطوقراطية، لهذا لا يمكن الا ان نحكم على السفسطائية بانها الروح الحقيقية لتطور فلسفة حقوق الانسان عكس الافلاطونية التي تستثني العامة خاصة النساء والعبيد والغرباء من المشاركة في الفعل السياسي كحق التصويت في الانتخابات مثلا باعتبار الديموقراطية عمليا هي التنافس عن طريق الانتخابات، فالسفسطائية تؤمن بالمساواة بين البشر، وهذا يمثل قمة الديموقراطية التي توصل اليها البشر بعد صراع مرير توج بالاعلان العالمي لحقوق الانسان.
الافلاطونية ترى ان الانسان يمثل صورة الاله فوق الارض وبالتالي فان مفهوم العدالة عنده مرتبطة بالسماء والعدل هو هبة من عند الالهة كما يرى أفلاطون، في حين ترى السفسطائية ان العدل قيمة من القيم الاجتماعية التي انتجها البشر والعدل مفهوم نسبي تطور مع التاريخ اذ ان جميع القيم ترتبط بحركية التاريخ، وهكذا فالعدالة في صيرورة ولن تبلغ قيمتها الا بتكافل جهود البشر عن طريق النضال من اجل مجتمع عادل تسود فيه قيم الديموقراطية والعدل الاجتماعي، ويذهب علماء الاجتماع المعاصرون الى ان الظواهر الاجتماعية الموجودة في مجتمع ما لا يمكن القضاء عليها نهائيا، لكن يمكن التخفيف من حدتها عن طريق معالجتها مثل ظاهرة السرقة فهذه الظاهرة ظاهرة انسانية عالمية لكن تختلف حدتها من مجتمع الى آخر، حيث نجدها متفشية في بعض المجتمعات ونادرة في مجتمعات أخرى، وهذا المبدأ مبدأ سفسطائي النشأة اذ اعتبر السفسطائيون الانسان كمعيار للحقيقة فالحقيقة ما يعتقده الناس ولو كان خاطئا، في حين ان الافلاطونية كانت دائما تحط من قيمة الفرد والعامة، باعتبار أن الفلسفة الحقة عنده هي الفلسفة التي ترفع المعرفة من الارض الى السماء، يقول سلامة موسى (فقد كان الاغريق يعتمدون في النظر الفلسفي على المنطق، وكانهم كانوا يتجاهلون حقائق الحياة، كما تدل على ذلك جمهورية أفلاطون حيث قال فيها بشيوعية النساء والاموال ولم يقف ينظر لحظة هل تنطبق مبادئه المنطقية على احوال الحياة الراهنة في زمنه).الخلاصة ان الفلسفة الشفشطائية هوجمت من طرف الافلاطونية لأنهم (أي السفسطائيون) نظروا الى الانسان كقيمة القيم وهذا ما يشكل خطرا على الارسطوقراطية التي كانت تستغل العبيد والنساء، وكان هم السفسطائيين هو نقاش الامور المتعلقة بالحياة فوق الأرض ولم تكن تعنيهم امور السماء، طبعا لان العيش في اطار حسن البقاء هو الشاغل الاساس للفكر السفسطائي، عكس الافلاطونية التي اعتقلت الفكر في مدينة فاضلة وهمية .
السفسطائيون يرون ان الرجل والمراة فردان متساويان من حيث الحقوق في المجتمع، في حين يرى أفلاطون ان الرجل متفوق على المراة، فقد قيل أن افلاطون كان يردد دائما(الحمد لله الذي خلقني يونانيا لا بربريا، حرا، لا عبدا، رجلا لا امراة ولكن فوق الجميع انني ولدت في عصر سقراط).
فافلاطون كان يميز بين الرجل والمرأة بالاضافة الى تمييزه بين الحر والعبد وقد انعكست فلسفة أفلاطون على مجموعة من العقول عبر التاريخ. وهكذا يتبين أن أفلاطون ذو نزعة ذكورية عنصرية عرقية، عكس السفسطائيون الذين يؤمنون بالديموقراطية بمفهوم القرن الواحد والعشرون للديموقراطية، وليس الديموقراطية الاثينية التي انتجت لنا اعدام سقراط.