مقالة فلسفية حول التاريخ. هل يمكن دراسة الحادثة التاريخية دراسة تجريبية؟
مقالة #التاريخ لاقسام 3اف. 3عت. 3تسيير و تقني
هل يمكن دراسة الحادثة التاريخية دراسة تجريبية؟
أهلاً بكم اعزائي طلاب وطالبات علم الفلسفة وكل تخصصات البكالوريا شعبة آداب و فلسفة في موقع النورس العربي alnwrsraby.net التعليمي المتميز بمعلوماته الصحيحة والمتفوقة في جميع مواضيع الفلسفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم أروع المقالات الفلسفية المقترحة لهذا العام لكل الشعب الجزائري كما نقدم لكم الأن إجابة السؤال الفلسفي بمنجية صحيحة بطريقة مقالة وهي إجابة السؤال ألذي يقول..... هل يمكن دراسة الحادثة التاريخية دراسة تجريبية؟ مقالة فلسفية حول التاريخ مقترح بك 2022 حيث وقد قمنا بنشر جميع المقالات ودروس الفلسفة المتوقعة لهذة العام في صفحة موقعنا النورس العربي alnwrsraby.net يمكنكم البحث عن أي مقال أو أي سؤال فلسفي تبحثون أو يمكنكم طرح أسئلتكم المتنوعة علينا في موضعها اعلا الصفحة أو من خلال التعليقات ومربعات الاجابات اسفل الصفحة ونحن سنقدم لكم الأجابة على سؤالكم على الفور والان أحبائي الطلاب والطالبات كما عودناكم أن نقدم لكم إجابة سوالكم هذا وهي كالتالي....... مقالة فلسفية حول التاريخ. هل يمكن دراسة الحادثة التاريخية دراسة تجريبية؟
الإجابة هي
مقالة #التاريخ لاقسام 3اف. 3عت. 3تسيير و تقني.
هل يمكن دراسة الحادثة التاريخية دراسة تجريبية؟
طرح المشكلة:
- تمهيد وظيفي يخدم الموضوع...الإنسان كائن متعدد الأبعاد.........له ماض يحاول استرجاعه....
- إبراز العناد الفلسفي والقلق الفكري: ولقد اختلف الفلاسفة والمفكرون حول موضوع إمكانية تحقيق الموضوعية في دراسة الحوادث التاريخية......اتجاه يقر بتعذر تطبيق المنهج التجريبي على الحادثة التاريخية، واتجاه يؤكد إمكانية ذلك..
- صياغة السؤال بأسلوب مغاير: هل يمكن أن تكون الحادثة التاريخية موضوعا للدراسة التجريبية؟
الاتجاه الأول: لا يمكن لوجود عوائق.
المسلمة: الحادثة التاريخية ظاهرة إنسانية تتعلق بالإنسان دون غيره فهي ظاهرة معنوية تختلف عن الظواهر الطبيعية الجامدة.
الأدلة: العوائق.
يمكن أن نعرف التاريخ بأنه: "العلم الذي يدرس الحوادث البشرية الماضية". لكن الحديث عن علمية التاريخ يقتضي الحديث عن العوائق والعقبات التي تقف أمام دراسته تجريبيا ومنها:
*الحادثة التاريخية ظاهرة إنسانية. تتعلق بالإنسان دون غيره لامتلاكه الوعي والإرادة والقصدية...
*الحادثة التاريخية ظاهرة معنوية تختلف من حيث طبيعتها عن الظواهر الطبيعية.
*يتعذر ملاحظتها مباشرة لأنها حدثت وانقضت. لذلك فهي تعرف بطرق غير مباشرة عن طريق الآثار والمصادر...
*فريدة من نوعها تحدث مرة واحدة ولا تتكرر.
*ظاهرة زمكانية أي أنها مرتبطة بزمان ومكان خاصين بها وفصلها عنهما يفقدها قيمتها.
*لها إطارها الاجتماعي الذي حدثت فيه.
* التجريب عليها أمر متعذر باعتبارها حادثة مضت وانقضت لذلك يستحيل العودة إلى الوقائع نفسها، مما يعني انعدام أداة التحقق والتأكد من الحوادث.
*ظاهرة اجتماعية ولا يمكن للحوادث الفردية أن تكون تاريخية إلا إذا تمكن أصحابها من التأثير على سير مجرى الأحداث.(الأنبياء والعلماء والمخترعين...).
* لا يمكن تعميمها.
* لا يمكن تحديد بدايتها بدقة.
* لا يمكن التنبؤ بها. ( فقد تتوفر نفس أسباب حدث تاريخي مضى وانقضى لكنه لا يتكرر لأن التاريخ لا يعيد نفسه).
* لا تخضع للحتمية فقد تتوفر نفس الأسباب والشروط ولا تحصل نفس النتائج.
* صعوبة تحقيق الموضوعية فيها لأن الدارس والمدروس واحد هو الإنسان له ميول، رغبات وإيديولوجية...
* قد يتعرض المؤرخ لنفوذ السلطة أو الطائفة...
النقد: تعرض أنصار هذا الاتجاه لانتقادات عديدة أهمها:
* أنصار هذا الاتجاه يقوا سجناء التصور الكلاسيكي عن مفهوم المنهج التجريبي وكأنه قواعد ثابتة وصارمة لكنه في الحقيقة منهج مرن ومفهوم التجربة مفهوم واسع يتسع ليشمل مختلف الميادين..
* كما أن هذه العوائق هي مجرد عوائق تاريخية لازمت علم التاريخ في بداياته ومراحله الأولى و سرعان ما تم تجاوز العديد منها...
* إذا كانت الملاحظة المباشرة للظاهرة التاريخية متعذرة وغير ممكنة فبإمكاننا ملاحظتها بطرق غير مباشرة من خلال الإطلاع على المصادر والآثار والوثائق....
* الواقع العلمي يؤكد وجود العديد من المؤرخين من استطاعوا تحقيق جانب كبير من الموضوعية وعلى رأسهم "ابن خلدون"...
* كما أن أحكام هؤلاء (أنصار العوائق) تتسم بنوع من التشدد لأنهم أرادوا قياس علمية علم التاريخ بمقياس وضع أساسا لقياس علمية العلوم الطبيعة والتي موضوعها ظواهر الطبيعة...
الاتجاه الثاني: يمكن بتجاوز العوائق. (ابن خلدون، رينان، تين، فوستال دي كولانج، فيكو...).
المسلمة: المنهج التجريبي منهج مرن يمكن تكييف خطواته مع طبيعة الموضوع المدروس وهو الحادثة التاريخية.
الأدلة: *إن دراسة الحادثة التاريخية وفهمها وتفسيرها علميا ينطلق من تناولها من خلال الآثار والمصادر التي تعبر عنها. (مصادر إرادية الهدف منها التأريخ للأجيال القادمة كالكتب والمذكرات والاتفاقيات والمعاهدات....، ومصادر لا إرادية بغرض الحاجة والاستعمال كالأبنية والأسلحة والنقود....).
* التدقيق والتحقق من صدق تلك المصادر (نقد داخلي باطني، ونقد خارجي شكلي..).
* النظر إلى الحادثة التاريخية على أن لها أسبابها الاجتماعية والنفسية وظروفها الطبيعية التي وقعت فيها.
* القدرة على إمكانية إحياء وإعادة بناء الحادثة التاريخية من خلال آثارها ومصادرها.
* بالإمكان تحديد بداية الحادثة التاريخية من خلال النظر إليها على أنها أحداث مترابطة ومتسلسلة، نأخذ بأقربها إلى الموضوعية.
* الأخذ بالمفهوم والمعنى الواسع للتجربة حتى تنسجم مع طبيعة الحادثة التاريخية وتلائمها.
* وقد كان العلامة "عبد الرحمان بن خلدون" سباقا في وضع الأسس المنهجية للدراسة التجريبية للحادثة التاريخية وتذليل عقباتها، وتبعه في ذلك علماء أوروبيين أمثال: "فيكو" الايطالي، و"رينان" الفرنسي وغيرهم.
ويمكن تلخيص خطوات المنهج التاريخي فيما يلي:
*مرحلة جمع الآثار والمصادر إرادية كانت (مباشرة) أو غير إرادية (غير مباشرة).
*مرحلة تحليل المصادر والتحقق منها ونقدها نقدا خارجيا (ظاهريا شكليا)، أو نقدا باطنيا (المضمون)..."لأن كل المصادر والآثار تبقى مدانة ومتهمة إلى أن يثبت العكس".
*مرحلة تركيب الحادثة التاريخية وإعادة بنائها عن طريق تصنيفها وترتيبها زمنيا.
*مرحلة التفسير والكشف عن الأسباب التي أدت إلى وقوع الحادثة وتبيان قيمتها التاريخية.
النقد: * رغم النتائج المحققة في مجال الدراسات العلمية الموضوعية على الحادثة التاريخية إلا أنها تبقى نتائج نسبية ولا ترقى إلى مستوى ضمان الدقة واليقين المحققين على المادة الجامدة.
* كما أن هناك العديد من العوائق لا تزال قائمة أمام علماء التاريخ خاصة ما تعلق منها بعائق الموضوعية. فالمؤرخ وحينما يصل إلى مرحلة الترتيب الزمني للأحداث قد يجد فراغات وفجوات مما يضطره إلى ملء وسد تلك الثغرات بإعمال خياله وعقله وهنا تتدخل الذاتية مما يحيد بالمؤرخ عن الدراسة الموضوعية....
* كما أن آراء المؤرخين قد تختلف حول الموضوع التاريخي الواحد، وأن بعضهم ينتقد بعضا وهذا دليل على ضرورة الاعتراف بوجود العنصر الذاتي في التفكير التاريخي.
* كما أن الدراسات التاريخية موضع تعديل مستمر إذ يتوقع أن تظهر في المستقبل وجهات نظر جديدة تفسر الوقائع الماضية على نحو جديد، بسبب الكشف عن وقائع جديدة وبسبب اختلاف عقلية العصر الذي يعيش فيه المؤرخ.
التركيب: نتيجة للانتقادات الموجهة لكلا الاتجاهين يمكننا التوفيق بينهما بالقول: أنه يمكن دراسة الحادثة التاريخية دراسة علمية تجريبية. وتظهر قيمة ذلك في أن:
* المعرفة التاريخية لا شك في أنها تخدمنا من حيث أنها تطلعنا على أن الأحداث تتشارك في إنتاجها عوامل متعددة تعبر عن أبعاد الإنسان المختلفة التي يجب مراعاتها إذا أردنا فهمه.
* كما تعرفنا عن طبيعة الحراك الإنساني وصيرورة الأحداث والأحوال في شكل أدوار وجب احترامها ومعرفة قوانينها.
* كما تخدمنا المعرفة التاريخية في معرفة كيفية التحكم في في الأحداث وطرق التعامل معها بنزاهة وعدل لفهم دلالتها الحقيقية.
* كل هذا يجعل من المعرفة التاريخية أرقى وسائل التكوين الثقافي والتوعية واستخلاص العبر واعتماد الحكمة في النظر إلى المستقبل وعدم تكرار عثرات الماضين.
* من خلاله نعرف التحضر والاستقرار، وأسباب النزاع والصراع وفنون السياسة والحروب، وعوامل الزوال والانحلال.
* إنه يعطي للإنسان هويته ويعرفه بمقوماته وجذوره وأصوله وأبعاد هويته. لأن الأمة التي ليس لها تاريخ أمة بلا جذور. فمن التاريخ يصنع الحاضر ويستشرف المستقبل.
* التمكين من فضاءات التحرر ورسم معالم المستقبل وحدود المصير المشترك مع الغير.
* ورغم كل ذلك يجب مراعاة خصوصية الحادثة التاريخية أثناء محاولة دراستها دراسة علمية موضوعية.
وعليه يمكن القول أن التاريخ علم على منواله.
الاستنتاج: يمكن دراسة الحادثة التاريخية دراسة علمية لكن شرط مراعاة خصوصيتها.