مقالة حول التمييز بين الإحساس والإدراك
تحليل نص فلسفي حول التمييز بين الإحساس والإدراك بطريقة جدلية
مقالة حول التمييز بين الإحساس والإدراك شعبة آداب و فلسفة بكالوريا 2022 - 2023
مقالة حول التمييز بين الإحساس والإدراك بطريقة جدلية 2022 - 2023
أهلاً بكم اعزائي طلاب وطالبات علم الفلسفة وكل تخصصات البكالوريا شعبة آداب و فلسفة في موقع النورس العربي alnwrsraby.net التعليمي المتميز بمعلوماته الصحيحة والمتفوقة في جميع مواضيع الفلسفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم أروع المقالات الفلسفية المقترحة لهذا العام لكل الشعب الجزائري كما نقدم لكم الأن إجابة السؤال الفلسفي بمنجية صحيحة بطريقة مقالة وهي إجابة السؤال ألذي يقول.....مقالة حول التمييز بين الإحساس والإدراك مقترح بك 2022 حيث وقد قمنا بنشر جميع المقالات ودروس الفلسفة المتوقعة لهذة العام في صفحة موقعنا النورس العربي alnwrsraby.net يمكنكم البحث عن أي مقال أو أي سؤال فلسفي تبحثون أو يمكنكم طرح أسئلتكم المتنوعة علينا في موضعها اعلا الصفحة أو من خلال التعليقات ومربعات الاجابات اسفل الصفحة ونحن سنقدم لكم الأجابة على سؤالكم على الفور والان أحبائي الطلاب والطالبات كما عودناكم أن نقدم لكم إجابة سوالكم هذا وهي كالتالي....... مقالة جدلية حول التمييز بين الإحساس والإدراك
الإجابة هي
التمييز بين الإحساس و الإدراك بطريقه جدلية
الطريقة: جدلية
مقدمة المقال:
إن الإنسان وبحكم وجوده الطبيعي يعيش في اتصال دائم مع العالم الخارجي، وتكون أبسط صور هذا الاتصال بواسطة الحواس أو ما يعرف بالإحساس، حيث يعتبر هذا الأخير السبيل الأول والنافذة التي نطل من خلالها على العالم الخارجي. لكن يوجد عدد من الفلاسفة وعلماء النفس من يعتبر الإحساس مجرد حادثة أولية بسيطة لا تقدم سوى انطباعات حسية، فهو بحاجة دائمة إلى نشاط العقل أو ما يصطلح على تسميته بالإدراك الذي يتم من خلاله تأويل وتفسير مختلف الإحساسات، وانطلاقا من هذا التمايز القائم بينهما برزت إلى الوجود مشكلة فلسفية تعد – بلا جدال – واحدة من أقدم وأهم المشكلات الفلسفية والمتعلقة بنظرية المعرفة والمطروحة في الفلسفة الكلاسيكية والحديثة على حد سواء، وهي مشكلة طبيعة العلاقة القائمة بين الإحساس والإدراك. إذ هناك من يقيم تفرقة حاسمة بين الإحساس والإدراك ويذهب إلى درجة الفصل التام بينهما ويجعلهما يقفان على طرفي نقيض بالنظر إلى اختلافهما من حيث الطبيعة والقيمة، بينما هناك من يرفض هذه التفرقة ويذهب إلى درجة اعتبارهما وجهين مختلفين لعملية نفسية واحدة يتعذر بل يستحيل فصل أو عزل أحدهما عن الآخر، وأمام هذا الجدل القائم تبرز التساؤلات الدقيقة التالية:
ما طبيعة العلاقة القائمة بين الإحساس والإدراك؟ وهل هي علاقة تمايز وانفصال أم تكامل واتصال؟ وبتعبير آخر هل يمكن الفصل بين الإحساس والإدراك؟
الأطروحة:إمكانية التمييز بين الإحساس والإدراك:
يتفق كل من الفلاسفة العقليين والحسيين على أن هناك ما يدعو إلى الفصل والتمييز بين الإحساس والإدراك حتى وإن اختلفوا في طبيعة تبرير هذا التمييز.
إذ يعتقد كبار الفلاسفة العقليين (قديما وحديثا) أن الإحساس يختلف عن الإدراك ليس من حيث الطبيعة فقط بل من حيث القيمة أيضا، فالإحساس حسبهم لا يمد الإنسان بمعرفة كاملة، فهو لا ينطوي على أي يقين، ولعل هذا ما عناه الفيلسوف اليوناني سقراط بقوله: "إن الحواس تخدعنا خداعا كبيرا"، وهو الطرح ذاته الذي تبناه ودافع عنه تلميذه أفلاطون الذي رأى في المعرفة الحسية أنها معرفة لا تثبت على حال وهي متغيرة، لا ترتقي إلى مصاف المعرفة العقلية ذات الحقائق الثابتة والأزلية، وهذا الذي جعل أفلاطون يميز بين عالمين أساسيين وهما عالم المثل والمعقولات الثابتة وعالم المحسوسات والمتغيرات، وفي العصر الحديث يرى رائد الفلسفة الحديثة ديكارت أن الحواس تكون في كثير من الأحيان مطية لخداعنا، وقد بين كذلك أن الإحساس لا يمدنا بمعرفة كاملة ويقينية، وأن العقل هو أعدل قسمة بين الناس بما ركب فيه من أفكار فطرية هو أساس كل معرفة، وفي هذا الصدد يقول ديكارت: " لقد رأيت الحواس تخدعني، وليس من الحكمة أن نطمئن كل الاطمئنان إلى من يخدعنا ولو لمرة واحدة ".
وفي هذا السياق يرى "ألان" أن الإنسان يدرك ولا يحس" لان المعرفة الحسية لا تقدم معرفة كاملة فرؤية المكعب بالعين المجردة تجعلنا نجزم بأنه شكل هندسي مؤلف من ثلاثة أوجه وستة أضلاع، بينما هو مؤلف في الحقيقة من ستة أوجه واثني عشر ضلعا....
*على الرغم من الاختلاف المذهبي وتباين الطرح فإن الفلاسفة الحسيين بدورهم يوافقون الفلاسفة العقليين في القول بالفصل بين الإحساس والإدراك، فالعقل – حسبهم – صفحة بيضاء تكتب عليه التجربة ما تشاء ومنه فالمدركات العقلية ما هي سوى انطباعات وخبرات حسية وأنه "لا وجود لشيء في الأذهان ما لم يوجد في الأعيان " لهذا أنكر الفيلسوف الانجليزي جون لوك وجود الأفكار الفطرية – القبلية السابقة للتجربة – واعتبر الإحساس أساس كل معرفة وهذا ما تعكسه مقولته الشهيرة " لو سألت الإنسان متى بدأ يعرف لأجابك متى بدأ يحس "، وقوله أيضا : " التجربة هذا هو الأساس الوحيد لجميع معارفنا "، ويعززه مواطنه "دافيد هيوم " حينما قال: " لا شيء من الأفكار يستطيع أن يحقق لنفسه ظهورا في العقل ما لم تكن هناك انطباعات حسية مقابلة له "، وعليه فالإحساس هو جسر كل معرفة وهو النافذة التي يطل بها الإنسان على العالم الخارجي.
النقد:رغم هذا الاختلاف الظاهر والذي لا يجب –إغفاله أو تغافله - بين الإحساس والإدراك، إلا أنه لا يستلزم أبدا الفصل بينهما كما ذهب إليه كل من العقلانيين والحسيين، فالاختلاف لا يستوجب بالضرورة الفصل، فقد يكون مرد هذه التفرقة التي أقامها أنصار النزعتين لها خلفياتها المذهبية والفكرية، فالعقلانيين ينصبون العقل بوصفه السيد في بناء المعرفة – جاهلين أو متجاهلين – انه ليس بالملكة المعصومة من الخطأ فكثيرا ما تطغى الأهواء والعواطف على سلطة العقل، والحسيين الذين بدورهم قد غالوا غلوا كبيرا في اعتبار"أن الفاقد للحس هو فاقد بالضرورة للمعرفة".
نقيض الأطروحة:عدم إمكانية الفصل والتمييز بين الإحساس والإدراك:
وخلافا لما قدمه الفلاسفة العقليين والحسيين يرفض عدد كبير من علماء النفس المحدثين والمعاصرين إمكانية الفصل بين الإحساس والإدراك فالجشتالتيون – على سبيل المثال- يرون أن الإدراك ليس مجموعة من الإحساسات فقط بل هو صورة إجمالية وكلية، وهذا ما تدل عليه كلمة "جشتالت " التي تعني ' الصورة ' أو ' الشكل والصيغة ' فالإنسان لا يدرك الأجزاء بل يدرك الموضوع في صيغته وصورته الكلية، هذه الأخيرة هي التي تعطي للأجزاء معناها، فالأنغام الموسيقية مثلا لا قيمة ولا معنى لها إلا في تواصلها ضمن قطعة موسيقية واحدة وكلية، وما يدعم موقف الجشتالتيين هو صياغتهم لقوانين تنظيم المجال الإدراكي أهمها:
قانون الشكل والأرضية (البروز): ومعناه أن لكل شيء أو موضوع مدرك خلفية كلما كان الموضوع المدرك مخالفا للخلفية كان الإدراك أوضح، ومثال ذلك إدراك نقطة سوداء في خلفية بيضاء.
قانون التقارب: ومعناه أن الأشياء والموضوعات المتقاربة في الحجم واللون والشكل يكون إدراكها أفضل من الأشياء والموضوعات المتباعدة.
قانون الإغلاق: مؤداه أن الناس قد اعتادوا رؤية النمط غير المكتمل على انه كليات مكتملة او موحدة، ووفقا لهذا القانون نجد الدائرة المجزاة دائما دائرة مكتملة.
قانون التشابه: فالأشياء المتشابهة يدركها العقل دفعة واحدة، فنحن في القسم مثلا ندرك التلاميذ كمجموعة دفعة واحدة وكذلك الطاولات..
إذن فالإدراك لا يحدث بالمعطيات الحسية فقط – كما يرى الحسيون – لتجمع في إدراك حسي مركب، وإنما يحدث نتيجة تأثيرات موضوعية يفرضها شكل وبنية الموضوع المدرك، فمعنى ذلك أن الإحساس مسبوق بفعالية الذهن على نحو ما، وبالتالي نجد المدرسة الجشتالتية تركز على ما يلي:
• الإدراك الحسي يبدأ من الصورة الكلية ثم ينتقل إلى الأجزاء.
• الإدراك الحسي ناتج عن انتظام الأشياء في المجال.
• نشاط الذهن في الإدراك الحسي شكلي.
وفي هذا الاتجاه يذهب كل من (هوسرل) و (ميرلوبونتي ) أقطاب المذهب الظواهري إلى رفض الفصل التعسفي بين الإحساس والإدراك. وردوا عملية الإدراك إلى تفاعل الشعور والموضوع المدرك معا، لان كل شعور على حد تعبير 'ميرلوبونتي' هو شعور بموضوع فيقول: " إن الكيفية لا يقع الإحساس بها مباشرة أبدا فكل شعور إنما هو شعور بشيء ما "، كما ان النظرية الظواهرية تنتقد التفسير العقلي الذي يعتبر الإدراك حكما عقليا وتؤكد ان الإدراك حالة نفسية تابعة للشعور وتتغير بتغير أحواله، إذ أن "هوسرل" يعتبر الإدراك متغيرا فيقول: " أرى بلا انقطاع هذه الطاولة سوف اخرج وأغير مكاني ويبقى عندي بلا انقطاع شعور بالوجود الحسي لطاولة واحدة هي في ذاتها لم تتغير وأن إدراكي لها ما فتئ يتنوع إنه مجموعة من الادراكات المتغيرة ". وهذا ما دفع الظواهريين إلى الاعتقاد أن " الثابت هو الأشياء نفسها والمتغير هو الإدراك ". لهذا يجب الاكتفاء بوصف ما يظهر دون الاعتماد على فروض ونظريات ودون الفصل بين الإحساس والإدراك، حيث لا وجود لإحساس خالص غير مسبوق بشعور ذهني، كما لا يوجد إدراك ذهني غير مرتبط بالحواس، وهذا ما يعزز فرضية استحالة الفصل بينهما.
إذن النظرية الظواهرية تقوم على:
• لا إدراك إلا بموضوع: فليس ثمة ما يبرر الحديث عن إدراك عقلي خالص ومجرد. فحسب الظواهريين نحن لا نعرف غير الظواهر، فإدراكنا الحسي مشروط بموضوع ما.
• لا موضوع مدرك إلا من حيث هو مقصود.
فالإدراك إذن هو امتلاك المعاني لان: "العالم الموضوعي ليس ما نفكر فيه وإنما هو ما نعيشه ونحياه ". فهو متوقف على العوامل النفسية كالشعور والإرادة، ومن هنا فأنه لا يكون ثابتا بل متغيرا حسب أحوالنا النفسية، ففي حالة الحزن نرى العالم كئيبا، وفي حالة الخوف نراه مرعبا...
النقد:لكن ومع أهمية التصور الذي جاء به كل من الجشتالتيون والظواهر يون إلا أن موقفهم هذا بدوره لم يرتق إلى مصاف الحل المتكامل، فأنصار النظرية الجشتالتية قد نبهوا إلى أهمية العوامل الخارجية في تشكيل عملية الإدراك، إلا انهم قللوا من أهمية العوامل الذاتية ودور العقل. فتأثير البنيات المنظمة والصور الكلية في الذهن لا يعني أن الذات لا تؤثر في الأشياء المدركة، فالذهن لا يكون مجرد إطار سلبي.
كما أن أصحاب المذهب الظواهري قد غلبوا كفة الشعور الذاتي وهذا ما يؤدي إلى الابتعاد عن الموضوعية بالنظر إلى اختلاف الذوات المدركة.
التركيب: إذن وبعد التعرف على مختلف وجهات النظر نصل إلى أن الفصل بين الإحساس والإدراك مستحيل في الواقع لان الذات البيولوجية لا تنفصل عن الذات السيكولوجية، رغم إمكانية التمييز بينهما نسبيا من حيث الطبيعة والوظيفة. فهما وجهين مختلفين لعملية واحدة، فلا يمكن حدوث الإدراك إلا بوجود الوسائط الحسية، ولا يمكن للإحساسات أن تكون ذات معنى ما لم تتوج بتفسير وتحليل النشاط الذهني.
الخاتمة: نستنتج في الأخير بناءا على كل ما سبق أن التمايز القائم بين الإحساس والإدراك لا يجعلهما يقفان على طرفي نقيض، لأن الدراسات النفسية والعلمية قد برهنت وأثبتت استحالة الفصل بينهما، لهذا فما يبرر الفصل بينهما لدى أنصار الطرح الكلاسيكي هو التشيع للنسق والمذهب لا غير، وبالتالي فهو فصل نظري، أما من المنظور العلمي فإنه يتعين تجاوز مأزق الفصل بين ما هو حسي وما هو عقلي.