خطبة بعنوان لماذا قبل الله تعالى توبة آدم عليه السلام ولم يتب على إبليس. لماذا لم يسامح الله الشيطان
لماذا قبل الله تعالى توبة – آدم عليه السلام – ولم يتب على إبليس ملتقى الخطباء اسلام ويب
لماذا لم يسامح الله الشيطان
هل طلب إبليس التوبة إسلام ويب
توبة آدم في القرآن
لماذا تاب الله علي سيدنا آدم
هل حاول إبليس التوبة
كيف تاب الله علي آدم
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء في موقعنا النورس العربي يسرنا بزيارتكم أن نقدم خطبة الجمعة مكتوبة قصيرة ومؤثرة عن قبول التوبة من الله تعالى لآدم عليه السلام ولم يقبلها من ابليس اللعين وهي كالتالي خطبة بعنوان لماذا قبل الله تعالى توبة آدم عليه السلام ولم يتب على إبليس
الإجابة هي
الخطبة الأولى ( لماذا قبل الله تعالى توبة – آدم عليه السلام – ولم يتب على إبليس؟ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18) وَيَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ) (11) :(25) الأعراف ،وقال الله تعالى : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (37) البقرة
إخوة الإسلام
يتبين لنا من خلال التأمل والتدبر لهذه الآيات وغيرها : أن أبا البشر – آدم عليه السلام – قد عصى ربه بأكله من الشجرة المحرمة عليه ، وأن (إبليس) عليه اللعنة ، قد عصى ربه بالتكبر وبعدم الطاعة والمثول لأمر الله بالسجود لآدم ، والسؤال الذي قد يتبادر إلى الأذهان : إذا كان كلاهما قد عصى ، فلماذا تاب الله على (آدم عليه السلام) ولم يتب على إبليس؟يقول العلماء : أولا : يجب على المسلم أن يعتقد بأن الله تعالى يفعل ما يشاء ويختار، ويحكم ما يريد ،وأنه لا معقب لحكمه، قال الله تعالى : (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) الأنبياء (23)، ويجب على المسلم أن يعتقد أن الله تعالى عدل ، لا يظلم أحداً من خلقه مثقال ذرة ، قال الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ) النساء 40، وقال الله تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) (46) فصلت ،ثانيا : ليكن معلوما لدينا : أن توبة الإنسان إلى الله تعالى معناها : الرجوع إليه من الكفر إلى الإيمان، ومن المعصية إلى الطاعة، وتوبة الله تعالى على الإنسان معناها: قبول رجوعه إليه ، والتجاوز عمَّا تاب منه ، بمعنى عدم معاقبته عليه، والرجوع لا يكون إلا بترك ما تاب الإنسان منه، ثم الندم على فعله ،والعزم الأكيد على عدم العود إليه، ولا يتم الترك إلا بإرجاع الحقوق المغصوبة إلى أصحابه ،أو طلب تنازلهم عنها ، ولا تقبل التوبة إلا إذا وقعت قبل الغرغرة ساعة الاحتضار، وقبل أن تطلع الشمس من مغربها يوم القيامة، فإن لم يتب إلا بعد ذلك ، لم يتب الله عليه إن كان كافراً، وأما إن كان عاصياً بغير الكفر ، فأمره مُفوَّض إلى ربه -إن شاء عاقبه ، وإن شاء عذَّبه- ، قال الله تعالى: ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا(17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآَنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) (17)، (18) {النساء}. وفي سنن الترمذي : (عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ ». والله سبحانه وتعالى يقبل توبة التائب ،حتى لو كان أشرك معه سبحانه إلهاً آخر ، بل ويبدِّل سيئاته حسنات ، كما قال تعالى : ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً . إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ) الفرقان 68 – 70 . وروى مسلم في صحيحه : (عَنْ أَبِى مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ».، وقال الله تعالى: [إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ] {النساء:48}. وقال الله سبحانه: [وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ] {البقرة:217}.
أيها المسلمون
بعد هذا نقول : إنَّ مخالفة إبليس لله تعالى كانت كفراً، لأنَّه رفض أمر الله وتكبَّر، وأصرَّ على العناد ، ولم يتبْ، بل لم يفكر في التوبة، فقد طلب إبليس من الله تعالى أن يطيل عمره إلى يوم القيامة ، حتى يثأر من آدم وذريته ، ويحارب الله بعنف ،حتى يصرف الناس عن شكره، لهذا طرده الله تعالى من رحمته طرداً أبدياً ، قال الله تعالى: [وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ] {البقرة:34} ،وقال الله سبحانه: [قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ] {الأعراف:13}. ،وقال جل وعلا: [قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ(77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ] (77) ،(78). {ص}. ومن هنا نرى أن معصية إبليس كانت كفراً، وأصرَّ عليه ، ولم يتبْ ،بل لم يفكر في التوبة، فكان الجزاء طرده من رحمة الله تعالى إلى الأبد. أما ما وقع من سيدنا آدم عليه السلام ، فليس كفراً ، لأنه لم يرفض التكليف بعدم قربان الشجرة، بل قبله ، ودخل الجنة ، وتمتَّع بنعيمها ، ولم يقرب الشجرة فترة من الزمن ، ولم يكن عنده عزم على مخالفة أمر الله سبحانه وتعالى ، ولكن ، شاءت إرادة الله تعالى أن يكون آدمُ أولَ ضحيَّة لإبليس ، في تنفيذ مخططه الذي أقسم عليه، فنسي آدم عليه السلام عهد الله تعالى له بعدم طاعة الشيطان، وصدق إبليس من حلفه وقسمه بالله ، أن من الخير له أن يأكل من الشجرة، وبحسن الظن أكل هو وحواء منها، وعندما شعرا بآثار المخالفة، وبدت لهما سوآتهما ،تنبَّها إلى مخطَّط الشيطان. وبعد عتاب من الله تعالى لهما ،وتذكيرهما بعهده ، ألهمهما كلماتٍ قالاها ، مُقرِّين فيها بارتكاب ما يضرُّ ، طالبين عفوَ الله ومغفرته، فقبل الله تعالى منهما التوبة. قال الله تعالى: [ فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الجَنَّةِ فَتَشْقَى] {طه:117} ، وقال الله سبحانه: [ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا] {طه:115}. وقال الله تعالى: [فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ] {الأعراف:22} . وقال الله سبحانه: [فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ] {البقرة:37} ، وهذه الكلمات هي كما في قوله تعالى : [قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ] {الأعراف:23}. ومن هنا نعلم : أنَّ مخالفةَ آدمَ عليه السلام كانت نسياناً ،ولم تكن كفراً، والنسيان وإن كان الله تعالى لا يؤاخذ على آثاره ، رحمةً بعباده، إلا أنَّ الله سبحانه سمَّى ما وقع من آدم معصية ، لأنه على صورتها، ولأن مقام آدم ليس كمقام بقية الناس، ولكن إبليس لما عصى الله تعالى :استكبر ،ولم يطلب المغفرة من الله، ولكن آدم لما عصى الله :اعترف بذنبه ،وندم، واستغفر ،وتاب إلى الله، ومن يتب إلى الله ، يتبِ اللهُ عليه ، ويغفر له،
أيها المسلمون
ويتبين لنا كذلك من خلال التأمل والتدبر في الآيات الواردة في هذا الشأن : أن آدم عليه السلام كانت معصيته بفعل المحظور ، وكانت معصية إبليس بترك المأمور ، وبينهما فرق شاسع ، وأن سبب معصية آدم الشهوة ، وسبب معصية إبليس الكِبر والغرور ، وآدم عليه السلام تاب ، واعترف أنه ظلم نفسه ، وإبليس أبى ، واستكبر ، بل وتوعَّد الناس أن يُضلَّهم ، ويغويهم . فإبليس لم يتب أصلاً ، ولم يستغفر ربَّه تعالى ، ولم يطلب من الله تعالى الصفح والعفو ، فكيف يغفر الله تعالى له ،وهو مصر على كبره ،وغروره وعناده وصلفه ،وعصي أمر ربه تعالى المباشر له؟ ، فانظر ماذا قال إبليس بعد علمه بسخط الله تعالى عليه لمخالفته أمره : قال الله تعالى – عنه – : ( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ) الحِجر 39 . وقال الله تعالى : ( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ . ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) الأعراف 16 ، 17 . فانظر لهذا العدو الخبيث ،كيف يصف ربه بأنه أغواه ، وأضلَّه – حاشا لله – ، وكيف أنه طلب طول العمر ، لا لكي يراجع نفسه ويتوب ، بل ليضل من يستطيع إضلاله من الناس ؛ لئلا يكونوا مهتدين . قال الامام الطبري – رحمه الله – في تفسيره : وأما قوله : (لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) فإنه يقول : لأجلسنَّ لبني آدم (صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) ، يعني : طريقك القويم ، وذلك دين الله الحق ، وهو الإسلام ، وشرائعه ، وإنما معنى الكلام : لأصدَّن بني آدم عن عبادتك ، وطاعتك ، ولأغوينهم كما أغويتني ، ولأضلنهم كما أضللتني .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
تابع قراءة الخطبة الثانية على مربعات الاجابات اسفل الصفحة