في تصنيف مناهج تعليمية بواسطة

تحضير درس الشعور بالأنا والشعور بالغير 3 ثانوي

تحضير درس الشعور بالأنا والشعور بالغير 3 ثانوي

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم  في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية  والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ تحضير درس الشعور بالأنا والشعور بالغير 3 ثانوي

. الاجابة هي كالتالي على مربع الاجابة اسفل الصفحة تحضير درس الشعور بالأنا والشعور بالغير 3 ثانوي

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
درس الشعور واللاشعور

مقدمة : يحدث أن تخاطب إنسان ولا يتجاوب معك ، وتقرا ولا تفهم ما تقرأ ، وفي كلا الحالتين يكون الذهن قد شرد وغاب الوعي والشعور وبالتالي فان تعاملنا مع المحيط يتطلب حضور الشعور فماذا نعني به وما هي طبيعته ؟

الشعور

مفهوم الشعور

الشعور بالشيء هو إدراكه والعلم به على سبيل الفطنة لا على سبيل الاستدلال ويرادفه الحدس ، فهو حدس الذات لأفعالها وأحوالها . فأنا اكتب وأدرك أنني اكتب وأفكر وأدرك ذلك ، كما اعلم أن كنت حزين أو مسرور . إلا أن هذا الحدس يكون متراوحا بين الشدة والضعف وبين الوضوح والإبهام فهو نشاط نفسي يتميز بوعينا بما نقوم به من أفعال . يعرفه موريس برادين Mourice Pradines ( 1874 ـ 1958 ) بقوله يعتبر الانتباه بصفة خاصة جهدا نفسيا غايته تركيز أفكارنا نحو هدف عقلي أو إدراكي " ويعرفه لالاند : " الشعور على وجه التقريب كما يلي: هو حدس العقل التام الواضح لأحواله وأفعاله "  

وظيفة الشعور

يحدد نوع المنبهات الخارجية والداخلية التي نتعامل معها ، ونحتاج إليه لتنسيق وضبط الأداء ، وبه نحدد الأولويات التي نقوم بها ويمكننا من الأداء الذكي.

مستويات الشعور

هل يكون الشعور دائما على درجة واحدة من الانتباه والتركيز ؟ أليست له درجات ومستويات تتراوح بين القوة والضعف ؟ إن الاهتمام بالدرس لا يمنعك أحيانا من سماع بعض الأصوات في الخارج ، فهل يكون الشعور في نفس المستوى بين الدرس والأصوات الخارجية ؟ لا ، إن الشعور متفاوت وهذه مستوياته .

الشعور التلقائي ( العفوي )   

ويحدث بشكل عفوي فنطلع على أحوالنا وأفعالنا النفسية ، أو نتعرف على ما تنقله لنا الحواس ، دون بدل أي مجهود فكري .

الشعور التأملي

التأمل هو النظر المركز الطويل نسبيا حول موضوع واحد ، أو حالة نفسية عن طريق الاستبطان عندما تنعكس الذات على نفسها مصحوبة بالانتباه واليقظة والتركيز .

الشعور الهامشي  

هو مجال الحياة النفسية التي ليست موضوع للشعور التأملي والتي سبق أن كانت موضوعا له ، ويمكن أن تعود إذا توجه الانتباه إليها بشكل إرادي .أو تفرض نفسها حسب توفر العوامل التي تساعدها على الطفو على ساحة الشعور ، مثل شدة المنبه وتكراره وتغيره المفاجئ وحركته .

خصائص الشعور

1 ـ متغير

أي لا يثبت على حال ، يقول باسكال بليز (1623 ـ 1662 ) pascal blaise " الزمن يشفي من الآلام والمنازعات والضغائن لأن الإنسان يتغير ويتبدل من حال إلى حال فلا الجارح ولا المجروح بباقيين على حالتهما الأولى " وفي نفس المعنى يقول وليام جيمس William James (1842 ـ 1910 ) فيلسوف أمريكي : " فنحن على الدوام ننتقل من إحساس بصري إلى إحساس سمعي ...ومن استدلال إلى بث ومن تذكر إلى رجاء ومن الحب إلى البغض ...وباختصار فإن شعورنا يتخذ عدة أشكال متعاقبة "

2 ـ متصل

تغير الحالات الشعورية لا يعني وجود فراغات تفصل بين الحالات المختلفة بل هو متصل رغم النوم وحالة الغيبوبة فالشعور يستأنف مجراه ويندمج ، فهو عند وليام جيمس متصل بشكل محسوس ويعبر برغسون Bergson عن الاتصال في الشعور بالديمومة ويعني بها اتصال الأحوال الشعورية واندماج اللاحق منها بالسابق أثناء جراينها بحيث تصحبها فكرة الكيف لا فكرة الكم التي تجزئ المتصل ويعمد إليها الإنسان عند التفكير أو التواصل مع الغير .

3 ـ انتقائي

انتقال الوعي من موضوع إلى آخر لا يعتمد على عنصر المفاجأة ، بل هو عملية قصدية انتقائية حسب الاهتمام يقول وليام جيمس : " إن الشعور يهتم اهتماما غير متساوي الدرجات بمختلف عناصر مضمونه فيقبل البعض ويرفض البعض الآخر . فالتفكير هو القيام باصطفاءات " وتتجلى هذه الخاصية في العمليات العقلية العليا وهذه الخاصية هي سبب اختلاف الناس في تسجيل انطباعاتهم حول شيء ما .

4 ـ كيفي

الأحوال النفسية التي تشعر بها غير قابلة للتقدير الكمي وإنما توصف فقط من حيث الشدة والضعف والوضوح والغموض .

5 ـ ذاتي

الشخص هو المؤهل لمعرفة أحواله النفسية ومحاولة معرفة ذلك عند الغير لا يعدو مجرد تخمين وهذا ما يفسر اختلاف ردود أفعال بين الأشخاص حول مثير معين .

النظرية التقليدية في الشعور

يرى مين دي بيران Maine de Biran أن الشعور يستند إلى التمييز بين الذات الشاعرة والموضوع المشعور به وهو شرط مشترك وضروري لكل ما سواه من الفعاليات الذهنية وهذا ما نجده عند ديكارت René Descartes ( 1596 ـ 1650) حيث يرى أن كل ما هو نفسي هو شعوري .

إن التسليم بثنائية الجسم والنفس ، يقود إلى التسليم بأن النفس تعي جميع أحوالها ، وأن الشعور والحياة النفسية مفهومان متكافئان ، وأنه لا يوجد خارج الحياة النفسية إلاّ الحياة العضوية (الفيزيولوجية) ، فالنفس لا تنقطع عن التفكير إلاّ إذا تلاشى وجودها والشعور حدس بل هو صورة للظواهر النفسية ، وهو بذلك معرفة أولية مباشرة مطلقة ، صادق الحكم لا يخطئ أبداً ، على عكس الإدراك الذي هو نسبي من حيث أنه يقوم على الإحساس ، أمّا الشعور فلا واسطة بينه وبين الحوادث النفسية، فإذا شعرت بحالة ما ، كان شعوري بها كما هي ، لا كما تصورها لي حواسي . وبذلك فإن الشعور يتّسع لكل الحياة النفسية وهو مستقل عن البدن ، وليس وراءه شيء . ويرى ديكارت أنه من التناقض القول بأن النفس تشعر بما لا تشعر ، فهي تشعر لأن الحادثة التي تشعر بها موجودة ، أمّا إذا كانت الحالة النفسية غير موجودة فإنه يستحيل الشعور بها .

ونفس الرأي نجده عند بيار جاني Pierre Janet (1859 ـ 1947) فالشعور عنده مجموعة من الارجاع وردود الأفعال التي يقوم بها الشخص تجاه أفعاله لتنظيمها ومراقبتها . وهو عند سارتر Jean Poul Sartre (1905 ـ 1980) . شعور بشيء دائما ، بمعنى أن الشعور موجود ولكنه مرتبط في وجوده مع الموضوع المشعور به . إلا أن ابن سينا يرى إمكانية وجود الشعور بشكل مستقل فلا علاقة له بالموضوع المشعور به ولا علاقة له حتى بالجسم حتى انه يمكن تصور جسم مفرق إلى أجزائه ومع هذا يبقى على شعوره يقول : " إذا تجرد ـ الإنسان ـ عن تفكيره في كل شيء من المحسوسات أو المعقولات حتى عن شعوره ببدنه فلا يمكن أن يتجرد عن تفكيره في أنه موجود وانه يستطيع أن يفكر " وإجمالا يرى العقليون أن الشعور حقيقة موجودة وله وظيفة نفسية فعالة وليس إضافي يمكن التخلي عنه . وان الحياة النفسية متطابقة مع الحياة الشعورية.

موقف النظرية المادية

لكن التجربة النفسية تكشف بوضوح أننا نعيش الكثير من الحالات دون أن نعرف لها سبباً ، والمنطق السليم يقول أن عدم وعي السبب لا يعني عدم وجوده. فالسبب موجود ولكنه مجهول فنحن نخضع للجاذبية ولكننا لا نشعر بها،ونحبّ أشياء دون أن نعرف لماذا؟ ونكره أشياء دون وعي الأسباب ، ونميل إلى أفكار دون أن نفقه العلة ، والعقل يقرّ أنه لا تحدث ظاهرة أو واقعة أو حادثة إلاّ بوجود سبب كاف يُوجدها .

لذلك رفض التجريبيون هذه النظرة للشعور ، لأن الشعور عندهم لا يزيد عن كونه تلك الانطباعات الحسية ، والدليل على هذا أن زوال الانطباع الحسي يؤدي إلى زوال الشعور ومنه فلا وجود للانطباع الذي يسبق الانطباع الحسي ، فهو مجرد استجابة لمؤثر ما وليس وظيفة . يرى مودسلي Moudsley أن الشعور قد يشهد الحادثة النفسية لكنه لا يحدثها ، وهكذا اعترضت المدرسة السلوكية بزعامة واطسون John Watson (1878 ـ 1958) على ما جاء في النظرية التقليدية . فالشعور عندهم خرافة ميتافزيقية وهذا تماشيا مع مذهبهم المادي الذي ينكر وجود النفس والروح فإنكار الشعور حسب بيار نافيل يعود إلى عدم إمكانية ملاحظته يقول : " حل الشعور والأحوال الشعورية محل النفس ، لكنها كانت تفلت من الملاحظة مثل النفس" بمعنى ، لا داعي لمواصلة البحث في هذا الميدان ، ميدان الشعور والأحوال الشعورية فهي لن تحقق أي نجاح يذكر وهذا بالقياس مع الأبحاث السابقة حول النفس والروح ذلك لبعدهما عن الملاحظة الحسية التي يتمتع بها الجسد .

وتدعمت هذه النظرية بأبحاث ريبو Théodule Armand Ribot (1839 ـ 1916) الذي جعل كل أحوال النفس تابعة للدماغ . فالشعور عنده هو مجرد انعكاس للنشاط الكهربائي في الدماغ عند قيامه بوظيفة عقلية . إلا أن ما يؤخذ على هذا الموقف التجريبي المادي انه لم يقدم تفسير مرضي لعملية تخدير المريض أثناء العملية الجراحية ، فالمعلوم أن الغاية من ذلك هي جعله يفقد الوعي أي الشعور وليس القصد منها فقدانه للجملة العصبية وهذا ما يؤكد وجود الشعور. ثم إن الانطباع الحسي لا يزول بزوال الانطباع الحسي انه متصل ومتغير وبالتالي ينتقل إلى موضوع آخر وهذا لا يعني زواله .

 اكتشاف اللاشعور

ماذا عن اللاشعور بوصفه مجالا أعمق لا يدركه الوعي ولكنه يؤثر على السلوك ؟

ملابسات اكتشاف اللاشعور

1 ـ وجود اللاشعور

اللاشعور في لغة التحليل النفسي هو جملة الفعاليات التي تؤثر في السلوك دون أن تبلغ ساحة الشعور ومجاله ، ولا تصير شعورية إلا عند ضعف المقاومة في الأحلام أو في حالات العصاب névrose أو أثناء العلاج النفساني ويقابله الشعور . ويتمثل اللاشعور أيضا في تلك الأفعال التي نقوم بها بشكل آلي دون تدخل الانتباه الواعي ، فبعض الأفعال لا تستدعي الشعور وأحيانا تصدر عنا أفعال ليست غريزية وليست عادات ، بل نجهل أسبابها . وأحيانا يصاب البعض بمرض عضوي ويكون سببه غير عضوي .

وهذه مشكلة أتنبه لها الفلاسفة في القرن السابع عشر ومنهم ليبنتز Gottfried Willhelm Leibniz (1646 ـ 1716 ) فيلسوف ألماني ، الذي قدم أدلة عقلية يثبت بها وجود أحوال نفسية غير مشعور بها ومن ذلك ، دليل الادراكات الصغيرة . إننا نسمع أصوات الأمواج وهي تتكسر على الصخور ، وان كل موجة تتكون من موجات صغيرة ، اجتماعها يتولد عنه ذلك الصوت ولكن لا يمكن سماعها منفردة لصغرها ، وبما أننا لا نسمعها ، هل هي غير موجودة ؟ إن سماعنا لصوت الموج ينفي ذلك . إذن هي موجودة رغم عدم شعورنا بها. وفي هذا يقول تين: " إن إدراك الآلاف من الاهتزازات الصوتية مثلا ينحل إلى ادراكات بسيطة لا تقع وهي منحلة تحت محك الشعور ، لأن الإحساسات بدورها تنحل إلى إحساسات اقل في الشدة والمدة ، ولا يقف الشعور إلا على تداخلاتها " . وهذا يصدق تماما على أحوالنا النفسية . وإلى مثل هذا ذهب كل من شوبنهاور Arthur Schopenhuer (1788 ـ 1860) وهاملتون William Hamilton (1805 ـ 1856) وكلهم برهنوا على وجود الشعور بأدلة عقلية.

لكن هذه الأدلة لا تثبت أمام النقد ، فالادراكات الصغيرة التي استند إليها ليبنتز يمكن رد عدم سماعها إلى ضعف قدرات الأذن وليس صغر الموجات . إلا أن الإثبات الحقيقي لوجود اللاشعور جاء مع أبحاث أطباء الأعصاب حول مرض الهيستيريا . وهو مرض عصبي يتجلى في شكل هيجان وأحيانا الشلل والقابلية للإيحاء هذا المرض كان تفسيره الشائع هو اضطرابات تحدث على مستوى المخ ، هكذا كان يعتقد اميل كرابلي (1855 ـ 1926) وبيار جاني Pierr Jeanet (1859 ـ 1947 ) وكان العلاج عندهم يتم بالعقاقير ، ثم تبين لهم أن أسباب المرض ليست عضوية . ومن القائلين بهذا بيرنهايم Bernheim (1837 ـ 1919 ) الذي كان يعالج مرضاه مستعملا التنويم المغناطيسي Hypnotisme ، وهو جملة الطرق والوسائل المستعملة لإحداث النوم بصورة غير طبيعية من اجل العلاج . والذي يرجع اكتشافه إلى فرانز انتون مسمر Franz Anton Mesmer (1734 ـ 1815 ) وتطورت هذه الطريقة على يد شاركو Charcot (1825 ـ 1893 )إلا أن نتائج هذا العلاج لم تكن مشجعة فالمرض يعود مرة أخرى كما ان بعض المصابين لا يستجيبون للتنويم.

2 ـ ظهور التحليل النفسي

ثم جاء عالم النفس النمساوي سيجموند فرويد Sigmund Freud ( 1856 ـ 1939) واستبدل طريقة التنويم المغناطيسي بالتحليل النفسي ، وتقوم هذه الطريقة على التداعي الحر وهو وسيلة المحلل النفساني فيهيئ الجو الملائم لذلك ، ويشرع في استجواب المريض ويلح في أسئلته وينبهه إلا يخفي أي فكرة حتى لو كانت غير لائقة ، وإذا توقف المريض عن مواصلة الكلام فمعنى ذلك أن الكبت مازال يحاول إخفاء بعض الأفكار ، فيسيطر عليه المحلل بخبرته ويركز على الكلمة المفتاح ، فيزيل هذا الكبت حتى يفصح المريض عن سبب مرضه ، ومن ثم يتماثل للشفاء .

كما يعتمد فرويد في التحليل النفسي على تفسير الأحلام وينتبه إلى فلتات اللسان وينبغي للمحلل أن يعرف أن المكبوتات تتحايل للخروج إما على شكل نكوص وعودة إلى الطفولة أو إسقاط ، فنرى في الناس ما نراه في أنفسنا ، أو التقمص أو التبرير .

ويتمحور التحليل النفسي عند فريد على ما أطلق عليه الليبيدو أو غريزة الجنس وهي عنده المحرك الأساسي ومصدر كل الأحوال والأفعال النفسية ، سوية كانت أو مرضية يقول : " إن أسباب الاضطرابات الهيستيرية توجد في الدخائل الحميمية للحياة النفسوجنسية للمريض ، وان الأعراض الهيستيرية هي التعبير عن رغباتهم المكبوتة الأكثر سرية ، فعندئذ يتحتم على المريض المكتمل لحالة هيستيريا أن ينطوي على كشف لهذه الدخائل الحميمية وفضح لهذه الأسرار "

.
بواسطة
ومن أشكال اللاشعور :

1 ـ اللاشعور الفيزيولوجي : التنفس ، الهضم ...

2 ـ اللاشعور الجمعي : المعتقدات والأساطير التي تؤثر في السلوك ...

الجهاز النفسي عند فرويد

مستويات الجهاز النفسي

الهو :

 هو مجموعة الدوافع الغريزية في الإنسان القائمة على مبدأ اللذة فهو غير مهذب وغير أخلاقي ومتحرر من القواعد الأخلاقية يقول فرويد عن هذا القسم من النفس : "كل ماهو موروث ، كل ما يظهر عند الميلاد كل ماهو مثبت في الجبلة ، أو الفطرة لذا فهو يتألف من الميول الغريزية التي تصدر عن العضوية " ويعرف بالليبيدو (الغريزة الجنسية)الذي تطور مند الطفولة بداية بالمرحلة الفمية ولذة مص الثدي ، ثم تأتي المرحلة السادية الشرجية عند قضاء الحاجة أو التمزيق والتحطيم ، وأخيرا المرحلة الجنسية عندما يهتم بأعضائه التناسلية ، ومظاهر الليبيدو تتمثل في محبة الطفل لأمه ومحبة البنت لأبيها ، وتلخص هذا عقدة اوديب complexe d’odib الذي قتل أباه وتزوج أمه ، أو محبة الجنس المضاد وكراهية الجنس المماثل .

أو هو ذلك القسم الأولي المبكر الذي يضم كل ما يحمله الطفل معه منذ الولادة من الأجيال السابقة وانه يحمل ما يسميه فرويد الغرائز ومن بينها غرائز اللذة والحياة والموت. وهو يعمل تحت سيطرة ما يضمه منها. وما هو موجود فيه لا يخضع إذن لمبدأ الواقع أو مبادئ العلاقات المنطقية للأشياء بل يندفع بمبدأ اللذة الابتدائي، وكثيراً ما ينطوي على دوافع متضاربة. انه لا شعوري وهو يمثل الطبيعة الابتدائية والحيوانية في الإنسان.

الأنا :

وهو قوة ضابطة مهمته مراقبة الهو وكل النشاط الإرادي وبفضله نحافظ على كيان الشخصية . وينشأ ويتطور لأن الطفل لا يستطيع أن يشبع دوافع (الهو) بالطريقة الابتدائية التي تخصها ، ويكون عليه أن يواجه العالم الخارجي وان يكتسب من بعض الصفات والمميزات وإذا كان (الهو) يعمل تبعاً لمبادئه الابتدائية الذاتية، فإن(الأنا) يستطيع أن يميز بين حقيقة داخلية وحقيقة واقعية خارجية. فالأنا من هذه الناحية يخضع لمبدأ الواقع، ويفكر تفكيراً واقعياً موضوعياً ومعقولاً يسعى فيه إلى أن يكون متمشياً مع الأوضاع الاجتماعية المقبولة. هكذا يقوم (الأنا) بعملين أساسين في نفس الوقت: أحدهما أن يحمي الشخصية من الأخطار التي تهددها في العالم الخارجي ، والثاني أن يوفر نشر التوتر الداخلي واستخدامه في سبيل إشباع الغرائز التي يحملها(الهو) وفي سبيل تحقيق الغرض الأول يكون على الأنا أن يسيطر على الغرائز ويضبطها لأن إشباعها بالطريقة الابتدائية المرتبطة معها ، يمكن أن يؤدي إلى خطر على الشخص. فالاعتداء على الآخرين بتأثير التوتر الناشئ عن الغضب يمكن أن يؤدي إلى ردّ الآخرين رداً يمكن أن يكون خطراً على حياة المعتدي نفسه وهكذا يقرر الأنا (متىّ) و(أين) و(كيف) يمكن لدافع ما أن يحقق غرضه ـ أي أن على (الأنا) أن يحتفظ بالتوتر حتى يجد الموضوع المناسب لنشره. وهكذا يعمل الأنا طبقاً لمبدأ (الواقع) مخضعاً مبدأ اللذة لحكمه مؤقتاً.

الأنا على :

 ويشمل التربية التي يتلقاها الفرد من الأسرة والمجتمع وهو حافل بالمحظورات وأشكال القمع التي تقف في وجهة الهو.

 فهذا الجهاز يظم عنصرين متناقضين وهما الهو بنزواته والانا الأعلى بسلطته ويتوسطهما الأنا . فإذا وفق في إرضاء الطرفين فانه يخلق نوع من التوازن النفسي أما إذا ضعف أمام طلبات الهو فإنه يتعرض إلى تأنيب الأنا الأعلى ، ومن هنا تنشأ العقد والإمراض النفسية . إننا أمام حاضن للقيم والمثل الاجتماعية والدينية التي ربى الطفل عليها في بيته ومدرسته ومجتمعه . (فالأنا الأعلى) يمثل الضمير المحاسب، وإذا أردنا تلخيص هذا البناء الثلاثي الداخلي للشخصية كما يراه بعض العلماء قلنا ما يلي :

إن الأنا هو الذي يوجه وينظم عمليات تكيف الشخصية مع البيئة، كما ينظم ويضبط الدوافع التي تدفع بالشخص إلى العمل، ويسعى جاهداً إلى الوصول بالشخصية إلى الأهداف المرسومة التي يقبلها الواقع، والمبدأ في كل ذلك هو الواقع. إلا أنه مقيد في هذه العمليات بما ينطوي عليه (الهو) من حاجات، وما يصدر عن (الأنا الأعلى) من أوامر ونواهي وتوجيهات فإذا عجز عن تأدية مهمته والتوفيق بين ما يتطلبه العالم الخارجي وما يتطلبه (الهو) وما يمليه (الأنا الأعلى) كان في حالة من الصراع يحدث أحياناً أن يقوده إلى الاضطرابات النفسية.

و كما أنكر التجريبيون وجود الشعور فإن البعض أنكر أيضا وجود اللاشعور على أساس انه يحمل تناقض ( لا شعور / موجود ) يتساءل هنري آي : " أليست الحياة النفسية اللاشعورية مفهوما متناقضا ؟ وإلا إذا وجد في الحياة النفسية لا شعور فما هو وجوده ؟ " ليصل إلى القول : " وبالتالي أن الظاهرة إما لا شعورية فيزيائية وإما شعورية نفسية " وهنا نرجع إلى ما قاله ديكارت من قبل حول التطابق بين الشعور والحياة النفسية . أما فرويد فقد عارضه تلميذه ادلر Adler ( 1870 ـ 1937 ) في القول إن مصدر الاضطرابات النفسية هو اليبيدو . وقال إنما هو شعور بالقصور والنقص والحل يكمن في التعويض . وقد بالغ فرويد عندما اعتبر الأثر الفني والدين والأخلاق نتيجة لتصعيد الليبيدو ففسر الأعلى بالأدنى والاشرف بالأرذل.

الصراع والتوازن النفسي

ويحدث المرض النفسي حسب فرويد عندما ينفصل عن الشعور الواعي جزء منه وكلما حاول العودة يلقى الكبت refoulement ويتحول بعدها إلى أحوال لا شعورية يترسب في الحياة النفسية الباطنية في صورة عقد تحاول أن تطفوا على ساحة الشعور فتكبت وتظهر في شكل أمراض أو سلوك غريب وشاد .

من الليبيدو إلى الغريزة العدوانية :

لقد اعتبر التحليل النفسي أن جميع دوافع الإنسان ورغباته يمكن ردّها إلى هاتين الغريزتين فقط: غريزة الحياة (أو الغريزة الجنسية) ، وغريزة الموت (أو العدوان والتدمير) .

1 ـ دور الليبيدو :

وتتجلّى غريزة الحياة في كل ما يقوم به الإنسان من أعمال إيجابية بناءة قصد المحافظة على كيانه واستمرار وجوده . ولقد توسع فرويد في مفهوم الغريزة الجنسية فلم يقصرها على التناسل أو التكاثر ، وهي غريزة توجد في الطفل منذ ولادته وليست كما يعتقد البعض أنها لا تظهر إلاّ في سن البلوغ ، لقد جعل من الغريزة الجنسية مصدر كلّ محبة وحنان ، كما أنها تشمل جميع مظاهر اللذة الحسية والعاطفية . فاللذة التي يجدها الطفل من عملية الامتصاص لذة جنسية لأنها تؤدّي إلى التخفيف من حدة التوتر الجسمي الذي يحس به الطفل ، واللذة التي يشعر بها الطفل من حنان أمه لذة جنسية . وقصارى القول فإن الغريزة الجنسية بمعناها الواسع في أبحاث التحليل النفسي تشتمل على :

ـ الميول الجنسية التي تستهدف التكاثر .

ـ مظاهر الحب والودّ بين الآباء والأبناء ، وحبّ الذات ، وحبّ الأصدقاء ، وحبّ الحياة ، وحبّ الإنسانية جمعاء .

ـ مظاهر اللذة الوجدانية ، كاللذة التي يشعر بها الطفل في عملية الامتصاص والإخراج ونحوهما من النشاط الحركي .

2 ـ دور الغريزة العدوانية :

أما الجانب الآخر من الدوافع فيتمثل في غريزة الموت التي تظهر في السلوك التخريبي والهدم والعدوان على الغير (كما في الحرب) ، والعدوان على النفس (كما في الانتحار) ؛ وعند فرويد فإن العدوان ينشأ من كبت الميول المختلفة ، ثم تطورت هذه الفكرة عنده وأصبح ينظر إلى العدوان على أنه استعداد غريزي مستقلّ في تكوين الإنسان النفسي . وعلى ذلك فالدوافع للسلوك العدواني فطرية ، ويصبح الإنسان بناء على هذه الفكرة عدواً لأخيه الإنسان بالفطرة والغريزة وتنحصر رسالة المجتمع في تهذيب هذه الدوافع وترويضها . ولا تبدو غريزة العدوان في اعتداء الإنسان على أخيه الإنسان وحسب ، وإنما تبدو أيضا في الرغبة في تدمير الجمادات وتحطيمها ، فالطفل قد يحطم لعبته وأثاث غرفته ، وليست الحروب وما تجلبه من دمار لمظاهر الحضارة المادية والإنسانية إلاّ مظهراً من مظاهر السلوك العدواني الغريزي .

وصفوة القول إن فرويد يفسر السلوك الإنساني عند الطفل الصغير والراشد ، وعند الشخص السويّ والشخص الشاذ ، وسلوك الفرد وسلوك الجماعة ، وإبداع الفنانين والعلماء ، بالقول بهاتين الغريزتين وبما يقوم بينهما من صراع في الكائن الإنساني ، فإحداهما تنزع إلى البناء والأخرى إلى التدمير ، وللمجتمع وظيفة هامة في تغليب وظيفة البناء في الإنسان على وظيفة التخريب .

  ـ اللاشعور بين النظرية العلمية

والافتراض الفلسفي

هل تبرير اللاشعور يمثل نظرية علمية قائمة بذاتها، أم يظلّ مجرد افتراض فلسفي ؟

بين المنهج العيادي والتفسير النظري :

ما مدى مشروعية التساؤل عن القيمة العلمية للمنهج الذي يتبعه المحلّل النفسي من أجل معرفة الرغبات والميول اللاشعورية وما تبديه من نشاط سويّ أو غير سويّ ؟ ثم ما الذي تستطيع فرضية اللاشعور الفرويدية أن تفسره من السلوك الإنساني وهي لا تقدر أصلا أن تلاحظ ما هو شعوري ، ناهيك عمّا هو لاشعوري ؟

التحليل كمنهج عياديّ :

ممّا لا شك فيه أن التحليل النفسي كشف عن فعاليته وجدواه في علاج بعض الاضطرابات العصبية ، كما كشف عن مدى تأثير تجارب الطفولة المبكرة في سلوكات الراشدين ، وأصبحت الدراسات والنتائج التي استخلصها التحليل النفسي لقضايا اللاشعور تنير الكثير من الجوانب في سلوك المجرمين والمنحرفين والمجانين والفاشلين ، وقد عزّزت هذه الدراسات الجانب الإنساني فأصبح عدد من المنحرفين يدخلون المستشفيات بعد أن كان يُلقى بهم قديماً في غياهب السجون ، أو يظلّون عرضة للسخرية والامتهان .

فرضية اللاشعور والفرضيات المضادّة :

إن المبالغة التي حفل بها التحليل النفسي مع مؤسّسه الرائد ، قد أدّت إلى الشك في الطبيعة العلمية لفرضية اللاشعور ، بل أن تلاميذ المدرسة كانوا أوّل من شق عصا الطاعة ؛ فآلفريد آدلر (Adler A.1870- 1937) رأى أن اللاشعور ليس مردّه إلى الليبيدو ، بل هو راجع إلى الشعور بالقصور ، فالمصاب بقصور عضوي يسعى إلى تعويض هذا القصور وتغطيته عن طريق الأعراض العصابية ، وكل ما فسّره فرويد بالكبت فسره آدلر بعقدة القصور وبالتعويض . أما كارل يونغ (K.Young 1875-1961) ، فقد عارض هو الآخر أستاذه ورأى أن النظرية الجنسية كما وضعها فرويد غير كافية لأنها لا تتناول إلاّ جانباً واحداً من المشكلة ، فينبغي أن تضاف إليها الحاجة إلى السيطرة . وانتهى يونغ إلى وضع نظرية في اللاشعور الجمعي ، فلاشعورنا ليس مليئاً بالأزمات التي نكون قد عشناها أثناء طفولتنا فقط ، بل وكذلك بالأزمات التي مرت بها الإنسانية جمعاء .

وفضلا عن ذلك ، إن محاولة التحليل النفسي مع فرويد في جعل فرضية اللاشعور نظرية علمية لم تحقق النجاح المأمول لها ، إلا من الناحية التطبيقية كما رأينا، أمّا اعتبارها في مرحلة متأخرة فلسفة عامة مطلقة قادرة على تفسير كل النشاطات الإنسانية من فنون وآداب وعلوم ، فإنها دلّت على طموح يتجاوز واقع الأشياء ، لأنه أراد أن يفسر الظواهر على تنوّعها بمبدأ واحد هو اللاشعور ، وأن يفسّر كل نشاطات اللاشعور بمبدأ واحد هو الليبيدو ، فحاول بذلك أن يفسر الأعلى بالأدنى .

خاتمة : حل المشكلة

يتّضح إذن من خلال كلّ ما قدّمناه أن الحياة النفسية تتأسّس على ثنائية متكاملة قوامها الشعور واللاشعور ، الشعور بحوادثه وأحواله التي بدونها لا يتأتّى للإدراك وسائر الوظائف العقلية الأخرى أن تتفاعل فيما بينها أو مع العالم الخارجي، واللاشعور بمخزونه المتنوّع كرصيد ثريّ يمكّن في آن واحد من استكشاف تاريخ الفرد وكذا تقويم سلوكه . وبذلك فإنه لا ينبغي النظر دائما إلى الشعور على أنه ساحة صراع بين متناقضات ، بل بوصفه آلية للتوازن والتكيف والمعرفة ، ولا إلى اللاشعور باعتباره سجناً لرغبات مكبوتة قد تعصف بكيان الشخصية ، وإنما كطاقة يمكن توجيهها نحو الإبداع العلمي والفني . وتظلّ نظرية اللاشعور بوجه خاصّ ، في سياق التحليل النفسي ، بمثابة اجتهاد أدّى إلى اكتشافات مضيئة وهامّة حول النفس البشرية ومعالجة كثير من اختلالاتها على مستوى السلوك
0 تصويتات
بواسطة
تحضير درس الشعور بالأنا والشعور بالغير 3 ثانوي

اسئلة متعلقة

...