أسوار وأبواب مدينة مسقط
يتخلل سور مسقط ثلاثة أبواب رئيسة للدخول والخروج، وهي: الباب الكبير، والباب الصغير، وباب المثاعيب، ومنهم من يضيف بوابة ولجات كباب رابع، لكن كان استخدام هذا الباب قليلًا، وكان يفتح في ظروف معينة، كما كان يستخدمه موظفي القنصلية البريطانية لأنها تؤدي إلى نادي مقبول.
وكان لهذه البوابات حرس يدفع لهم أربعة روبيات في الشهر، يقومون بحراسة مداخل المدينة، وتنظيم عملية الدخول والخروج إليها عبر البوابات، وكانت جميعها تغلق كل ليلة بعد ثلاث ساعات من غروب الشمس، عادةً بعد صلاة العشاء، وتطلق ثلاث طلقات من المدافع لفتح الأبواب للسيارات الخاصة بالسلطان، وبعد إغلاق البوابة الرئيسة يمكن للمشاة دخول المدينة من خلال بابٍ صغير في إحدى البوابات الكبيرة لكن بتصريح، ولابد من حمل مصباح أو قنديل لمن يدخل المدينة بعد ضرب المدفعية التي تسمى النوبة.
وعلى جانب أبواب السور وبالأخص الباب الكبير توضع الملصقات الحكومية، والقرارات والتعاميم التي تصدرها الحكومة من وقتٍ لآخر، وفي مدخل كل باب توجد مقاعد إسمنتية يجلس عليها حراس الأمن بأسلحتهم التقليدية على مدار الساعة، كما يوجد للحرس مساكن بجوار الباب.
الباب الكبير:
يعرف هذا الباب حتى عام 1932 باسم (باب الطويان) نسبة إلى حارة الطويان القريبة من الباب، والذي بحكم موقعه يؤدي إلى معظم الطرق التي توصل إلى ضواحي مدينة مسقط والمخرج إلى ولاية مطرح.
تم ترميم الباب وتوسيعه في عام 1932 في عهد السلطان سعيد بن تيمور، وهناك رواية أخرى تشير إلى أن الترميم حدث عام 1936، وفي عام 1979 تم إزالة الباب القديم، وأعيد بناؤه من جديد، طبقًا لتصميمٍ حديث وذلك لاستيعاب مرور السيارات منه باتجاهين، كما تم في الوقت نفسه إعادة بناء باب المثاعيب.
وكانت تعلق على هذا الباب الإعلانات الرسمية بعد دهنها بالطحين ولصقها كي يعرف سكان مسقط القرارات التي كانت تصدر من قبل القصر.
وتم تزيين الباب الكبير بمناسبة وصول السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه إلى مسقط بعد قيام النهضة المباركة عام 1970.
الباب الصغير
يقع عند الضلع الجنوبي للسور وهو مدخل رئيس مماثل للباب الكبير لكنه أصغر منه في الحجم. يقع الباب الصغير مقابل السوق ومقابل نادي مقبول عند المدرسة السعيدية.
باب المثاعيب
يقع في الجهة الغربية من أسفل قلعة الميراني، وبالقرب منه كانت هناك وما زالت مقبرة يمر بجانبها شارع عتيق يسمى ” شارع الشهداء”.
والمثاعيب هي كلمة رديفة للمرازيب جمع مرزاب وهو أشبه بإناء مستطيل الشكل مفتوح من الأعلى ينفذ من أعالي أسطح البيوت القديمة لتصريف مياه الأمطار.
يوجد بين باب المثاعيب ومسجد الخور مجرى وادٍ كانت الأودية تنساب عليه متجهةً نحو السد الصغير والسد الكبير في منطقة الطويان وتنتهي في وادي العور الذي تعود تسميته بهذا الاسم لأن السيد محمد بن هلال البوسعيدي جمع كفيفي البصر في هذا المكان وكان يرعاهم وينفق عليهم.
أما بالنسبة لبوابة المثاعيب الحديثة فقد شيدت في عهد النهضة المباركة لتكون بدلًا من البوابة السابقة، وقد تم افتتاحها خلال احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الرابع عام 1974. ويؤدي باب المثاعيب للفرضة وجمارك الركاب، والمخازن والتموين.
أبواب مسقط في كتب التاريخ
تمت الإشارة إلى أبواب مسقط في عدد من كتب التاريخ وكتب الرحالة والجغرافيين العرب والأجانب، فقد ذكر ابن رزيق في (الفتح المبين) في معرض حديثه عن سيرة السيد سلطان بن أحمد:” فلما كالوا واستراحوا قليلًا أمر سلطان عليهم بالركضة على باب الكبير”، ” فلما لاح الفجر الصادق أتى علي بن عبد الله شيخ بني وهيب إلى سلطان بن أحمد وكان هو القابض يومئذٍ بالباب الصغير”، ” فمضى سلطان ومن معه من القوم، فسلك بهم عقبة ميابين، وانحدر بهم من أسفل عقبة سداب، وسلك بهم الطريق المفضي إلى الباب الصغير”.
كما أشار العالم العراقي هبة الله الشهرستاني أثناء وصفه لزيارته إلى مسقط في يناير من عام 1912 إلى أهم ملامح المدينة من حيث سورها وكيفية الدخول من بواباته وبعض القوانين المرتبطة بذلك:” لبلدة مسقط سور وله ثلاثة أبواب يجلس فيها عساكر السيد مع أسلحتهم، ومن قوانين الباب أن راكب الحمار لابد وأن ينزل احترامًا للحرس حتى يمر عنهم فيركب ومن كان عباؤه على رأسه ينزلها على كتفه، ومن كان على وجهها برقع ترفع البرقع عن وجهها”.
كما تحدث عبد الله وليمسون أثناء زيارته إلى عمان عام 1925 ضمن وفدٍ جيولوجي، عن الاستحكامات الحربية المحيطة بمدينة مسقط ووسائل الدفاع عنها بقوله: ” ومسقط مدينة مسوّرة لها بوابتان كبيرتان وخندق على اليابسة، أما من ناحية البحر فإن الميناء يدافع عنه بحصنين كبيرين وعدد من الأبراج الصغيرة أنشئت في نقاطٍ مختلفة، وعندما ضعفت سلطنة مسقط تدريجيًا في السنوات الأخيرة أهملت تلك الأبراج فتهدمت بالتدريج”.