تاريخ الكورد في غربي كوردستان ( شمال وشرق سوريا ) قديماً و حديثاً كوردستان سوريا ويكيبيديا
تاريخ الكورد في غربي كوردستان ( شمال وشرق سوريا ) قديماً و حديثاً
نرحب بكم زوارنا الاعزاء على موقع النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل المعلومات والحلول الثقافية عن اسالتكم التي تقدمونها ولكم الأن إجابة السؤال ألذي يقول..........................تاريخ الكورد في غربي كوردستان ( شمال وشرق سوريا ) قديماً و حديثاً
.وتكون اجابتة الصحيحة هي الأتي
تاريخ الكورد في غربي كوردستان ( شمال وشرق سوريا ) قديماً و حديثاً
(*) في العصور القديمة:
تفيد الدراسات التاريخية بأنه ما أن ظهرت الألواح المسمارية في بلاد الســومريين القديمة جنوب العراق منذ مطلع الألف الثالث قبل الميلاد بدأ معها تدوين التاريخ حتى تبين أن السكان الاصليين في كوردســتان كانوا مجموعة الشعوب و القبائل الكوردية العريقة التي شكلت الجذور و الأصول القديمة التي انحدر منها الأكراد.
وكان من بين هؤلاء الأسلاف الأوائل (الســوباريون) الذين يقول عنهم العلامة محمد أمين زكي نقلاً عن المؤرخ السير سيدني سميث: "كان هناك في العهود القديمة منطقة شملتها بحيرة وان و شرقها كركوك و جنوبها بابل و غربها وادي الخابور، وكان يستقر في هذه المنطقة (السوباريون- الشوباريون)، و كان اسم هذا الشــعب علماً لعشــائر كبيرة في كوردستان، وأن السوباريون في القسم الغربي من نهر دجلة كانوا يعرفون باسم (الهوريين) الذين استطاعوا ان يبسطوا سيطرتهم في القرن ال18 قبل الميلاد على القسم الأكبر من ســورية حتى نهر الفرات، وفي هذه الفترة كانوا يطلقون على ســـورية اسم بلاد (هورو)".
كما أن العالم ـ هورست كلينكل ـ يقول : "إن الهوريين بدؤوا بالظهور في سورية منذ مطلع الألف الثالث قبل الميلاد و استطاعوا تسلم القيادة السياسية في عدد من الحواضر الســورية".
وبحسب بعض المصادر أيضا فان مواطن الهوريين كانت تمتد غرباً لغاية جبال أمانوس على الساحل الشمالي الشرقي للبحر المتوسط، إلا أن عالم الآثار ـ جورجيو بوتشيلاتي ـ البروفسور في جامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس قد نجح أخيراً في حل لغز الهوريين حيث يقول: بانهم شعب قديم يعود الى فجر التاريخ، وأن أساطير الحثيين ومقاطع من الباب المقدس و بضع تحف فنية عثر عليها قبل خمسة عقود تضمنت كلها إشارات الى الهوريين و الإله الملك الذي كان يقيم في عاصمتهم (كورش)....و تحدثت نقوش أسدين مصنوعين من البرونز باللغة الهورية عن الملك (أوركش و نعوار) و ربطت نعوار بمدينة أخرى قرب الحسكة على نهر الخابور.
ثم قاد البحث بسرعة الى (تل موزان ـ كري موزان) قرب مدينة عامودا في محافظة الجزيرة، وبدأ التنقيب في هذا التل وتم العثور على عاصمة الهوريين (اوركش)، كما عثر أخيرا على بوابة القصر المتوجه نحو الغرب، كما تم العثور على مستودع و مخزن تابع للملك فيه من الأختام و البعض منها عليها نقوش تعطي اسم الملك (توبكيش اندان) أي الملك توبكيش باللغة الهورية.
كما أن الآثار التي اكتشفت حديثاً في محافظة الجزيرة من المملكة الهورية الميتانية القديمة لها دلالاتها البينة على أن هذه المحافظة بأرضها و سكانها هي كوردية الأصل منذ أقدم العصور فقد جاء في كتاب (إيبلا ـ عبلا ص 31) أن بعثة أثرية بريطانية برئاسة (ماكسويل مالاوان) حققت في تل شاغر بازار الواقع جنوب القامشلي حيث عثر فيه على أثريات هامة يتراوح تاريخها بين عصور ما قبل التاريخ و الألف الثاني قبل الميلاد.
وكذلك في تل البراك الواقع شمال الحسكة حققت نتائج باهرة حيث أزاحت الستار عن معبد يرقى تاريخه الى مطلع الالف الثالث قبل الميلاد ، واكتشف إثر ذلك مدينة ميتانية و القصر الملكي فيها وكذلك الكثير من رقم ملوكها، ثم قامت بعثة أثرية ألمانية برئاسة (أنطون مورتفات) بين عامي 1955 و 1956 بمواصلة التحريات في موقع تل الفخارية شمال ســـوريا في أعالي نهر الخايور حيث سبق لهذه البعثة أن اكتشفت آثار مدينة يعود تاريخها إلى العهد الهوري- الميتاني في الألف الثاني قبل الميلاد، و حديثاً أكتشف فيها آثار أخرى تؤكد اقتراح المنقبين السابق بأن عاصمة الميتانيين المعروفة باسم (واشوكاني) و تقع في ثنايا هذا التل تل موزان
قرب مدينة عامودا الذي اكتشف فيها جورجيو بوتشيلاتي قصر الملك توبكيش الهوري، و سبق الحديث عنه، و من الآثار الهورية الرائعة هو ضريح (النبي هورو) الذي لايزال قائما منذ ذالك الزمن القديم سليماً حتى اليوم في جبل الأكراد شمال غربي حلب، و لاشك في أن ما كان عليه هذا النبي من مكانة مقدسة بين الهوريين قد جعل إسمه يتمثل اسم الهوريين نفسه، وهكذا نرى في ذلك كله ما يثبت بشكل قاطع استيطان الكورد في شمال سورية منذ أقدم العصور.
في الآونة الاخيرة تم إكتشــاف مدينة كردية ـ غيرت مجرى التاريخ الميتاني في حموكر قرب الحدود الســورية العراقية، حيث دلت البعثة الامريكية على هذا الكشف الاثري ، في نطاق مدينة تاريخية تعد الأولى في العالم، لتسقط كل الادعاءات السابقة حول، الدول الســومرية الأولى في التاريخ البشري ـ كما كان يعرف ـ وقد أشار رئيس البعثة الامريكية إلى ان(سكان جومرك التاريخية ينتمون إلى سكان جنوب شرق تركيا، و شمال شرقي ســـوريا)، و هم أول من مدّن المدن و جعلها دولاً مستقلة، قبل الســومريين الذين وصفوا بذلك بنحو ثلاثة آلاف ســنة.
(*) أما في العصور الحديثة
إن ما عاناه الأكراد من الفرس بعد العهد المكدوني، و أخيراً من العثمانيين ما لبث ان أصبح حافزاً قوياً أثار مشاعر ضد كل ما هو مجحف بحقهم كأمة لها كيانها خاصة لما كانت عليه العصور الحديثة خصائص الروح القومية بين الشــعوب، فكان أن حدث انعطافهم التاريخي نحو المصلحة القومية الكوردية، الأمر الذي أدى مجدداً إلى بروز إمارات كوردية حديثة والتي ثارت ضد العثمانيين المحتلين الذين نجحوا في القضاء عليها تباعاً.
و قد اخترنا من هذه الامارات في كوردستان ما كانت مناطق كل منها تشمل أجزاء من شمال ســوريا الحالية إبان احتلال العثمانيين للبلاد العربية و عدم وجود أية حدود سابقة، وعلى الرغم من فشل هذه الثورات فان الباب العالي كان يبقى على علاقته بتلك القاعدة الاجتماعية الكوردية التي كان بوسعها الاعتماد عليها في حروبه، وكم من مرة نال البعض من زعماء هذه الثورات العفو السلطاني العثماني.
إن أولى هذه الثورات كانت في (أمارة جانبولاد ـ جانبلاط 1707م) وكان مركزها (كلس) التي كانت تشمل جبل الاكراد إلى الغرب منها منطقة حلب الى الجنوب الشرقي منها أيضا، وبعد أن قتل العثمانيون أميرها (الأميرحسين) الذي كان يتولى شؤون الامارة من حلب لأنه لم يلتحق و رجاله بالسلطان العثماني في إحدى حروبه، فما كان من أخاه (الأمير علي) إلا أن أعلن الثورة من حلب ..... و لكن العثمانيين قضوا عليها، كما أن إمارة بدرخان باشا خلال الاعوام 1812ـ 1884م كان مركزها (جزيرة بن عمر - بوطان) الواقعة في تركيا الحالية قرب الحدود السورية في أقصى الشمالي الشرقي منها، و كانت هذه الامارة تمتد ما بين وان و سيرت في تركيا حتى راوندوز شرقاً و الموصل و سنجار بحيث شملت أنحاء الجزيرة العليا بما فيها كامل ما يسمى بمنقار البطة في الشمال الشرقي في سوريا الحالية، و لكن العثمانيين قضوا عليها أخيراً.
أما إمارة إبراهيم باشا الملي فكان مركزها (ويران شهر) الواقعة الى الشمال من رأس العين (سري كاني) وكانت تمتد إلى الجنوب من رأس العين لمسافة تزيد عن50كم داخل شمال سورية الحالية وثارت هذه الامارة بعد أن اتحد الاكراد و القبائل العربية التي كانت تستقر في هذه المنطقة منذ أيام العباسيين إلا أن العثمانيين ضيقوا الخناق على أبراهيم باشا في جبل عبد العزيز و قبضوا عليه و أعدموه عام 1908م.
و هل ينســى إستشهاد البطل الكوردي يوسف العظمى الذي ســجل التاريخ في أولى صفحات الشــرف دفاعاً عن حرية ســوريا و إستقلالها ؟! كما ســجل صفحات مشرفة لثورة جبل الزاوية بقيادة ابراهيم هنانو و حركة تمرد المريدين في جبل الاكراد و ثورة حماة بقيادة البرازيين وانتفاضة بياندور عام 1925 التي أخرجت مناطق عديدة في الجزيرة من ســيطرة الادارة الفرنســية بعد مقتل (دوغان) حتى غاية عام 1927، وأخيراً و ليس آخراً انتفاضة عــــــــامـودا التي لم تتمكن سلطات الانتداب الفرنسيين من قمعها إلا بعد ادخال الســـــلاح الجوي في المعركة، إننا لا نذكر بهذه الوقائع من باب المطالبة بمكافأة عن تضحياتهم، فالتضحية واجب على مواطن يسعى للحرية كما ان حقوق الاكراد ليست مكافأة تمنح من أية جهة كانت بل هي وكما توحي بذلك كلمة (الحقوق) ـ من مستلزمات وجود الانسان الكوردي التي لا تكتمل شخصيته إلا بها، وإنما نذكر بها لبيان المفارقة بين الفعل وبين المثابة و الجزاء المشابه لجزاء (سنمار).
لقد شعر الكورد بالغبن عندما خلت كتب التاريخ المتعمدة في التدريس من أية اشارة إلى الاصل الكوردي ليوسف العظمة و ابراهيم هنانو و سائر الجنود المجهولين من الكورد الذين قدموا ارواحهم قرابين من أجل حرية الوطن، إلا أن ذلك الغبن سرعان ما فقد أهميته بالقياس إلى تلك الاجراءات البعيدة كل البعد عن أي اعتبار قانوني أو سياسي أو حتى انساني، تلك الاجراءات التي مورست بحق الكورد من تجريد من الجنسية و حرمان من الانتفاع و الملكية ناهيك عن الاضطهاد القومي و التهجير و الصهر، تلك الاجراءات التي لو قوبلت من الاكراد برد فعل مماثل لكان أول ضحية للفعل و الرد هو (الوحدة الوطنية) التي تتخذ كل هذه الاجراءات بإسمها.
أن الوحدة الوطنية تبنى على الحرية.... الحرية لكل أبناء الشــعب، فالحر وحده يستطيع أن يبني الوحدة بارادته المحررة من كل قيد، كما أن هذه الوحدة لا يمكن لها أن تكتمل ما لم يتم الاقرار الدستوري بالحقوق القومية والديمقراطية المشروعة للشــعب الكوردي في سوريا ضمن اطار وحدة البلاد.
أما بعد خروج العثمانيين من البلدان العربية في الحرب العالمية الاولى و احتلال الفرنسيين و الانكليز لها و اقتسامها بينهما بموجب اتفاقية سايكس بيكو 1916 فان هذه الاتفاقية الاستعمارية قد اشتملت على كوردستان العثمانية أيضاً بحيث قسمت بين تركيا و كل من العراق و سوريا اللتين أنشئتا حديثاً و بقي القسم الشرقي من كوردستان تحت الحكم الايراني. فحرم الاكراد من الانتفاع بمبدأ حق تقرير المصير للشعوب الواقعة تحت السيطرة العثمانية الذي أعلن رسميا آنذاك ... الأمر الذي أصيب معه الاكراد باكبر نكسة عرفها تاريخهم الحديث.
وما ان تم رسمت الحدود بين تركيا و سوريا فإن الخط الحديدي الذي أنشئ بينهما قد قسم تلك العشائر الكوردية الى قسمين، قسم بقي ضمن حدود الدولة التركية و القسم الآخر أصبح ضمن حدود الدولة السورية ومع ذلك كله فان سورية بعد الاستقلال عام 1946 و ماكانت عليه كباقي الدول العربية من شعور بالغبن الذي لحق بهم من جراء قيام الاستعمار بتقسيم وطنهم الى دول و امارات و اقامة دولة اسرئيل و الصراع العربي المرير معها .... فأنهم من ناحية اخرى رأوا الوطن العربي وحدة جغرافية و بشرية لا تتجزأ وان كل من يعيش عليها هو عربي، وهذا يعني أنهم أنكروا وجود أقليات قومية أخرى تعيش على أرضها التاريخية بينهم، وبذلك تحولوا من شعب تعرض للاضطهاد الاستعماري الى شعب يضطهد القوميات الاخرى.
يتبع في الأسفل