النعت المقطوع
ويَعني أن النعتَ ينقطع عن تبعية الاسمِ السابقِ له، ولا يعودْ تابعاً له في الإعراب، فيعربُ إعرابا آخر. أما سبب قطع النعت عن الوصفية فهو عائدٌ لأمر بلاغيٍّ خاصٍ، حتى يُؤدَي المعنى الجديدُ بصورة أقوى منها في حالةِ عدمِ القطعِ. وتَتَمَثلُ هذه الصورةُ في إظهارِ المدحِ أو الذّم أو التّرَحُمِ.
مثل:
اقتد بعمرَ العادلُ
اقتد: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة
بعمر: اسم مجرور بحرف الجر، علامته الفتحة لانه ممنوع من الصرف
العادل: خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو
قُطعَ النعتُ (العادلُ) عن وصف الاسم المجرور قبله فلم يتبعه في إعرابه ، ليؤدي في الجملة معنى أقوى من الوصف، وهو المدحُ
ومثل قوله تعالى"وامرتُه حَمّالةَ الحَطَبِ" فقد قُطعَ النعتُ وهو (حَمالةُ) عن وصف الاسم قبله المرفوع –المبتدأ- ونُصِبَ (حمالةَ) على انه مفعول به منصوب لفعل مقدّر هو (أَذُمُّ حمالةَ الحطب) ليؤديَ معنى أقوى من الوصف وهو الذمُّ.
ومثل: أحسْنْ إلى المحتاجِ المسكينُ ، إذ قطع النعت وهو(المسكين) عن وصف (المحتاج) المجرور قبله، فَرُفِعَ (المسكين)على انه خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، كي يؤدي معنى أقوى من الوصف وهو الترحم والشفقة.
ويلاحظ أن النعت قد يقطع من أجل إظهار المدح أو الذم أو الترحم.
و- النعت يتبع المنعوت في إعرابه لكن يجوز قطعه عنه لغرض ما .
و تسميته نعتاً على اعتبار ما كان قبل القطع . ويُعرب خبراً أو مفعولاً به .
2- أغراض القطع متعددة تُفهم من السياق منها :
تقوية المعنى ( تقوية التوضيح إذا كان معرفة
– تقوية التخصيص إذا كان نكرة )
*- التعظيم - الذم – المدح – الترحم
3- الإعراب : يجوز في النعت المقطوع وجهان : الرفع أو النصب فقط ،
ولا يجوز الجر
_الأول : مفعول به منصوب لفعل محذوف ويُقدر الفعل حسب سياق الكلام
مثل :
( أمدحُ – أذمُ – أرحمُ – أعني – أذكر ... ).
*- الحمدُ للهِ العظيمَ . والتقدير : أمدحُ العظيمَ
- مررتُ بالرجلِ النجارَ . والتقدير أعني النجارَ .
_الثاني : خبر لمبتدأ محذوف تقديره ( هو ) .
مثال : شاهدتُ اليوم الرجلَ النجارُ . والتقدير هو النجار
- الحمدُ للهِ العظيمُ . والتقدير : هو العظيمُ
4- حكم حذف الفعل أو المبتدأ
*- وجوباً إذا كان الغرض من قطع النعت المدح أو الذم أو الترحم
مثال : اللهمّ الطف بعبدِك المسكينُ . خبر لمبتدأ محذوف وجوباً
أو المسكينَ . مفعول به لفعل محذوف وجوباً .
* جوازاً إذا كان لغير ذلك مثل التوضيح أو التخصيص
مررت بزيدٍ التاجرُ . بحذف المبتدأ
ولك أن تقول : مررتُ بزيدٍ هو التاجرُ . بذكر المبتدأ
– مررتُ بزيدٍ التاجرَ (بحذف الفعل) أو مررتُ بزيدٍ أعني التاجرَ ( بذكر الفعل)
5- مخالفة النعت المنقطع منعوته في حركة الإعراب :
*- إذا كان المنعوت مرفوعاً يكون النعت المنقطع منصوباً فقط
*- إذا كان المنعوت منصوباً يكون النعت المقطوع مرفوعاً فقط
*- إذا كان المنعوت مجروراً جاز في النعت المنقطع الرفع أو النصب .
مثال :
1- قال تعالى :" سيصلى ناراً ذاتَ لهبٍ وامرأتُه حمّالةَ الحطبِ في جيدِها حبلٌ منْ مسدٍ ".
امرأتُه : معطوف بالواو على الضمير الضمير المستتر فاعل الفعل ( سيصلى )
حمالةَ : مفعول به لفعل محذوف وجوباً تقديره ( أذم )
★في جيدها : شبه جملة في محل رفع خبر مقدم .
أو كما يقول النحاة ( جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم )
★حبلٌ : مبتدأ مؤخر مرفوع – من مسد : جار ومجرور متعلق بحبل
والجملة استئنافية لا محل لها من الإعراب .
الشاهد : حمالةَ الحطبِ . قطع النعت عن منعوته المرفوع ،
وأصبح مفعولاً به لفعل محذوف وجوباً تقديره أذم .
2- قَدْ ساَلَمَ الحَيَّاتُ منه القَدَمَا ... الأُفْعوانَوالشجَاعَ الشَّجْعَمَا
والشاهد ( الأفعوان )فإنه تابع للحيات لكن نصب على أنه مفعول به
3- وَيَأوِي إلى نِسْوَةٍ عُطَّلٍ ... وشُعْثًا مَراضِيعَ مِثل السَّعَالِي
- معنى البيت : "ويأوي" الضمير للصائد يغيب في صيده الوحش عن نسائه ثم يأتي إليهن فيجدهن في أسوأ حال .
الشاهد : أتبع الصفة الأولى ( عطّل ) للمنعوت النكرة ( نسوة )
وقطع الباقي بالنصب ( وشعثاَ مراضيعَ )
على المفعول به لفعل محذوف تقديره أعني أو أخصّ