ما حكم تعلم التجويد وهل ياثم من لا يتعلم التجويد حكم تطبيق التجويد وما يترتب عليه
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ ما حكم تعلم التجويد وهل ياثم من لا يتعلم التجويد حكم تطبيق التجويد وما يترتب عليه؟
الإجابة هي كالتالي
حكم تعلم التجويد :
يقول ابن الجزري في مقدمته :
27ـ و الأخْذُ بالتجوِيدِ حَتمٌ لازِمُ مَنْ لَمْ يجوِّدِ القُرَانَ آثِمُ
فسر الشراح عبارة ( حتم لازم ) :بأن الإنسان إذا أراد القراءة فيجب عليه أن يقوم
بالتجويد العملي .
فيعني البيت أن من يقرأ القرآن فعليه أن يأخذه ويقرأه بالتجويد الذي هو ملازم لقراءة القرآن بشكل حتمي ، ومن لم قرأ القرآن دون تجويد فهو يأخذ أجر القراءة والتلاوة لكنه يبقى عليه إثم عدم سعيه لتعلم أداءه مجودا .
و يمكن القول :إن حكم تعلم وتطبيق التجويد العملي هو واجب على كل مسلم قدر استطاعته الذاتية (و ليس الاستطاعة الوقتية لأنها ليست عذرا" ) فيبذل .
أما علم التجويد النظري فهو فرض كفائي .
فهل يفهم مما سبق أن قراء ة القرآن من غير تجويد فيه أثم ؟!
وهل من أخطأ خطأ تجويديا هو آثم ؟
و من أخطأ في الحركات أو الكلمات هل هو آثم ؟
ومن ادعى أن القرآن يُقرؤ من غير تجويد ما حكمه ؟
ما هو حكم تطبيق التجويد العملي وما المقصود باللحن وماذا يترتب عليه من الإثم ؟
============================================
نذكر هنا أولاً الأقوال حول مسألة التجويد العملي :
قال القاري : ثم هذا العلم لا خلاف في أنه فرض كفاية ، والعمل به فرض عين .
واستدرك المرعشي عليه فقال : أراد من العمل به تجريد الكلمة عن اللحن الجلي يدل على ذلك ما سننقله من كلامه .ا.ه
وهذا الذي ذكره المرعشي إلى القاري هو ما يقوله جلة العلماء من أن ترك اللحن الجلي هو الفرض .
أما ما هو اللحن الجلي وما هو اللحن الخفي فنوضحه :
أنواع اللحن في التلاوة :
وقد ذكر العلماء أن اللحن في القرآن نوعان : لحن جلي ، ولحن خفي .
أما اللحن الجلي فهو الخطأ في قواعد اللغة وحركات الإعراب وتبديل حرف بآخر ، وأكد المرعشي في جهد المقل أن المقصود بالحركة هو ما يعم حركة الأول والأوسط والآخر أي في بناء الكلمة أو في حركتها .
وذكر ابن الجزري في التمهيد أن اللحن الجلي يمكن أن نقسمه إلى نوعين :
خلل يطرأ على الألفاظ فيخل بالمعنى والعرف .
وخلل يطرأ على الألفاظ فيخل بالعرف دون المعنى .
كما ذكر ابن الجزري هناك أن اللحن الخفي هو أيضا خطأ يطرأ على الألفاظ فيخل بالعرف دون المعنى . أي نفس تعريف النوع الثاني من اللحن الجلي .
وأوضح ابن الجزري الأول ( من الجلي ) بأنه تغيير بعض الحركات عما ينبغي مثل ضم تاء ( أنعمتَ عليهم ) أو كسرها ـ ..ومثل للثاني ( من الجلي ) برفع الهاء ونصبها في ( الحمدُ للهِ ) .
أما اللحن الخفي فهو الخطأ في الأحكام التجويدية وتطبيقها ، وكذلك في صفات الحروف إلا ما يؤدي لتغيير الحرف فعندها يكون هذا لحنا جليا حسب ما ذكر المرعشي كمن رقق الطاء فحولها إلى تاء ، فإن تحويل حرف لآخر بسبب تغيير الصفة يعتبر من اللحن الجلي حسب ذكر المرعشي وغيره . وطبعا الخطب فيها أقل من اللحن الجلي .
وسمي اللحن جليا لأنه يشترك في معرفته علماء القراءات والأداء وغيرهم أما الخفي فسمي كذلك لأنه يختص بمعرفته علماء القراءات والأاء . وهذا حسب ما ذكره ابن الجزري في التمهيد والمرعشي في جهد المقل وغيرهم .
وذكر ابن الجزري في التمهيد أمثلة اللحن الخفي : تكرير الراءات وتطنين النونات ، وتغليظ اللامات وإسمانها وتشريبها الغنة ، وإظهار المخفي وتشديد الملين وتليين المشدد والوقف على الحركات كوامل.
وأوضح ابن الجزري ما ذكره بأنه : وذلك غير مخل بالمعنى ولا مقصر باللفظ وإنما الخلل الداخل على اللفظ فساد رونقه وحسنه وطلاوته من حيث أنه جارٍ مجرى الرتّة واللثغة كالقسم الثاني من اللحن الجلي لعدم إخلالهما بالمعنى . ا.ه
وقد قسم القاري اللحن الخفي إلى نوعين : ما يعرفه عامة القراء كترك الإخفاء والقلب والإظهار والإدغام وترقيق المفخم وعكسه ومد المقصور وقصر الممدود ، ومنها ما لا يعرفه إلا المهرة كتكرير الراء وتطنين النون وتغليظ اللام في غير محل تغليظه وترقيق الراء في غير محل ترقيقه .
وقد ذكر القاري أن تجنب نوع الأول من اللحن الخفي ليس بفرض عين يترتب عليه العقاب الشديد إنما فيه خوف العقاب ، أما تجنب النوع الثاني من اللحن الخفي فهو مستحب ليس إلا .
واستنتج المرعشي من قوله هذا أن عدم تجنب النوع الأول من اللحن الخفي مكروه تحريما .
والخلاصة من الدراسة السابقة أن اللحن أربعة أنواع :
1- لحن جلي يخل بالمعنى والوقوع به فيه معصية .
2- لحن جلي لا يخل بالمعنى . وتشعر عبارة ابن الجزري بمثابة اللحن الخفي من النوع التالي حيث اعتبر الاثنين ضمن اطار ما يخل بالعرف دون المعنى .
3- لحن خفي لا يخل بالمعنى يعرفه عامة القراء . فيه خوف العقاب حسب ما ذكر القاري أو الكراهة التحريمية حسب المرعشي .
4- لحن خفي لا يخل بالمعنى يعرفه مهرة القراء . وتركه مستحب حسب ما ذكر القاري .
فابن الجزري لم يعطي الأحكام حسب التفصيل السابق لكنه قسم اللحن قسمين ما يخل بالمعنى وهو أكيد لحن جلي .
وما لا يخل بالمعنى ومنه جلي وخفي .
والخلاصة حول تعلم التجويد العملي هي ما يلي :
أولا ما ذكرناه من أن تعلم التجويد العملي هو فرض على كل مسلم حسب استطاعته الذاتية وليس الوقتية .( فإذا وجد وقت زائد على ضرورات الحياة الأساسية فالتعللل بعدم وجود الوقت غير مقبول )
أما المقدار الواجب تعلمه فهو ما يمنع الخلل بالمعنى من اللحن الجلي .
أما ما يتعلق باللحن الخفي من النوع الأول الذي ذكره القاري وكذلك اللحن الجلي الذي لا يخل بالمعنى فعدم تعلمه العملي هو بمنزلة ( ما يخاف العقاب من ترك تعلمه) ، وتعلمه مما يؤجر عليه و يترتب عليه الترقي في المثوبة .
أما تعلم ما يتعلق باللحن الخفي الذي لا يدركه إلا المهرة فهو يدخل في إطار الارتقاء في الأجر وحسن الأداء .
أما رفض وجود أصل التجويد والترتيل حسب ما نقل لنا عبر أئمة القرآ، فهو كبيرة إن لم نقل أنه أمر خطير في دين هذا الذي يدعيه .