متى بدأ تعلم التجويد، تاريخ ظهور كلمة التجويد وعلم التجويد :
نرحب بكم زوارنا الاعزاء على موقع النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل المعلومات والحلول الثقافية عن اسالتكم التي تقدمونها ولكم الأن إجابة السؤال ألذي يقول....................متى بدأ تعلم التجويد، تاريخ ظهور كلمة التجويد وعلم التجويد.......وتكون اجابتة الصحية هي الأتي
تاريخ ظهور كلمة التجويد وعلم التجويد :
متى بدأ تعلم التجويد؟
إننا نجد أن كلمة التجويد لم ترد في آيات القرآن لكن وردت كلمة الترتيل :
( ورتل القرآن ترتيلا) المزمل ، ( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ) الفرقان 32 . وظاهر كلمة ( رتل ) تدل على الإتيان به أرتالا متتابعا سلسا في القراءة ، وكلمة الترتيل وردت في خطاب الرسول كفرد عند قيامه الليل ومناجاته لله ، وفي القاموس المحيط : (الرَّتّلُ):حسنُ تناسُقِ الشيء ...والحسنُ من الكلام ...ورتل الكلام ترتيلا : أحسن تأليفه ، وترتَّلَ فيه : ترَسَّلَ . ا.ه وقال في مختار الصحاح : الترتيل في القراءة الترسل فيها والتبين من غير بغي .ا.ه
فالترتيل هو حسن التناسق والتتابع وحسن الكلام ، والترسل في القراءة بحيث تكون واضحة دون مبالغة في الترسل .
ويدل على هذا المعنى مفهوم آية سورة الفرقان التي ذكرناها فقد ذكرت أن سبب نزول القرآن على دفعات تثبيت الرسول وعزيمته ، وختمت الآية ( ورتلناه ترتيلا ) بتقدير : ورتلناه ترتيلا أيضا لنثبت به فؤادك . أي أن الترتيل هو سبب للتثبيت في الفؤاد . لما للترتيل من أثر في النفس الإنسانية ومساعدته على الاستحضار والحفظ .
يقول الطبري ( والترتيل في القراءة الترسل والتثبت )
كما وردت في القرآن كلمة تلاوة :
( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ) فاطر...( اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة ) العنكبوت 45 ، ( الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته ) 121 البقرة أي يتلون القرآن ...وكلمة ( يتلون ) وردت في خطاب الجماعة وترافقت مع إقام الصلاة وهو أمر يميز المجتمع المسلم ، حيت يدل لفظ (يتلون ) على قراءة أفراد المجتمع المسلم للقرآن بعضهم أمام بعض وعرضه فيما بينهم وقراءتهم ونشره ، وهي قراءة تدبر وفهم .وجعلها منهاجا لهم وخاصة أنه اقترن مع إقام الصلاة وفيها تلاوة للقرآن ، وأمرُ الله الرسولَ بتلاوته اقترنت مع إقام الصلاة في المجتمع المسلم وبالتالي فتلاوة هنا للناس جميعا أما الترتيل فكان لشخصه صلى الله عليه وسلم ، وكذلك عند وصف أهل الكتاب الذين يتبعون الحق وصفهم بأنهم ( يتلونه حق تلاوته ) أي يقرؤونه بفهم وبعدل وصدق وتدبر ويقررون بناء على هذه التلاوة .
كما ورد في القرآن الأمر بالقراءة :
سورة المزمل ( فقرؤوا ما تيسر من القرآن ) المزمل في خطاب المجتمع المسلم عامة فرادى وجماعات .
فنجد كلمة تجويد لم ترد في القرآن ، لكن هناك كيفية أداء للقرآن أخذها الصحابة عن رسول الله وتناقلتها الأجيال كابرا عن كابر , وهذه الكيفية سميت فيما بعد التجويد العملي .
فالتلاوة أصبحت بعد ظهور مصطلح التجويد تعبر عن قراءة القرآن في المجتمع وأفراده على بعضهم قراءة مجودة ، مع تدبر وفهم مع نشره .
والترتيل أصبح بعد ظهور مصطلح التجويد يعبر عن القراءة الفردية للقرآن مجودة تتصف بالإتيان به أرتالا متتابعا سلسا في القراءة.
وأول ما ورد لفظ التجويد هو ما نقل على لسان الصحابي ابن مسعود قوله : ( جودوا القرآن وزينوه بأحسن الأصوات ) وهو نقل أورده القرطبي في الجامع لاحكام القرآن نقلا عن جويبر عن الضحاك عن ابن مسعود .
والتعبير في هذا الحديث لا يعدو أن يكون تعبيرا عن قراءة القرآن قراءة جيدة وليس الهدف منه علم التجويد الذي تبلور فيما بعد حسب المباحث التي وضعت فيه ، بينما نجد أن منظومة الخاقاني المتوفى ( 325 ه ) التي هي أقدم ما كتب في علم التجويد وهي اقدم ما يوجد بين يدينا اليوم ، لم يذكر فيها الخاقاني مصطلح ( التجويد ) .
وكذلك في كتب السبعة لابن مجاهد متوفى عام ( 324 ) ه لم يذكر فيه اسم علم التجويد أو التجويد كمصطلح خاص .
وكذلك ابن النديم في كتابه الفهرست لم يذكر وجود كتب لمصطلح ( علم التجويد )
إنما نجده صريحا في كتاب التحديد للداني المتوفى 444 ه في باب سماه ( ذكر البيان عن معنى التجويد وحقيقة الترتيل والتحقيق ...)
وكذلك في كتاب الرعاية لأبي طالب القيسي 437 ه كان مصطلح التجويد ظاهرا في عنوان الكتاب ( الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة ) كما نجد فصل حول تجويد لفظ الهمز .
يعتبر كتاب ( التحديد ) للداني ، وكتاب ( الرعاية ) لأبي طالب مكي كتابان قرينان لبعضهما ويعتبران التاريخ الفعلي لظهور كلمة التجويد ومصطلح علم التجويد وتبلور ابوابه وفصوله .
والملاحظ أن الداني كان صريحا بوضع هذا المصطلح واستعماله ، وهو من جعله أساسا لهذا العلم حيث أن باب ( ذكر بيان معنى التجويد ..) رسخ جعله علما ومصطلحا خاصا بعد أن استعملها صاحب الرعاية كعنوان بشكل غير مقصود لمصطلح ( علم التجويد ) حيث سمى كتابه ( الرعاية ) ( لتجويد القراءة ...) .
وإنه بين منظومة الخاقاني وظهور كتابي الرعاية التحديد ظهرت مباحث عديدة في التجويد مثل (اللحن الجلي والخفي للسعيدي ) المتوفي 410 ه .
وكذلك كل كتب القراءات التي ظهرت تعتبر وبدأ من كتاب القاسم بن سلام ، والسبعة لابن مجاهد ( 324 ه ) وتعتبر كتب القراءات المستند الرئيس الذي تقوم عليه كتب التجويد ثم تاتي كتب فطاحل اللغة .
وبالتالي فكتاب السبعة لابن مجاهد الذي يعتبر أقدم كتاب بين يدينا للقراءات هو أقدم مستند من كتب القراءات التي استندت عليه كتب التجويد ،
ويعتبر ( الكتاب ) لسيبويه المتوفى ( 180 ه ) أقدم مستند في اللغة العربية مما بني عليه علم التجويد وفق ما وصل إليه بشكله الكامل . وطبعا في كتاب سيبويه يوجد النقول عن الخليل بن أحمد ( المتوفى 170 ه ) ، ويأتي كتاب ( سر صناعة الإعراب ) لابن جني كمستند رئيس في بناء علم التجويد عن أهل هذا الفن ( التجويد ) .
فلا غنى للباحث في علم التجويد للوقوف على الكتب المذكورة وفي مقدمتها ( الرعاية ) و (التحديد ) .
ونشير هنا إلى كتاب متأخر نوعا ما لكنه يعتبر مرجعا رئيسا في مسائل التجويد وهو كتاب المرعشي رحمه الله ( جهد المقل ) المتوفى1150 ه ، فبالرغم من أن البعض بغمزه بأنه جمع في كتابه الغث والسمين إلا أنني لا أتوافق مع هذا فالذي يقرأ ما يكتبه يجده عالما محققا ومدققا وممحصا للمسائل ، ولربما نختلف معه بمسألة هنا أو هناك إلا أنه مرجع في علم التجويد وبناء المسائل وتحقيقها .