/ ﻫﻞ ﺍﻟﺠّﻌﻔﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ /
قبل البدء ينبغي التعريف؛ تسمية "الجعفرية" هي نسبةً إلى (الإمام جعفر الصّادق) و كل من إتخذ فقه الإمام جعفر الصادق مرجعاً له كان جعفرياً من ناحية الفقه الإسلامي المُتَّبع في أداء التكاليف و العبادة و غيرها من أحكام الشّرع
بعد ﺍلإﻧﻘﺴﺎﻡ ﺍﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻲ بعد وفاة الإمام (الخليفة) المُستَنصر انقلب إبنه أحمد المُستعلي بدعم من خاله شاهنشاه الجيوش الفاطمية الأفضل الجمالي على إمامة أخيه نِزار و سجنه حتى وفاته و نقل إبنه الحسن إلى قلعة آلموت و تمت مبايعته هناك إماماً للإسماعيلية و بذلك إنقسمت الإسماعيلية إلى فرقتين: نزارية و مُستعلية. ﺗﻤﺮﻛﺰ ﺍﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤُﺴﺘﻌﻠﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺭﺣﻞ ﺍﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﻮﻥ ﺍﻟﻨّﺰﺍﺭﻳﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﻕ إلى بلاد الشام و بلاد فارس، و ﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﻨّﺰﺍﺭﻳﻮﻥ ﺩﻭﻟﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻓﻲ قلعة ﺁﻟﻤﻮﺕ بقيادة ﺍﻟﺪّﺍﻋﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺼّﺒﺎﺡ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ نُسِجَت ﺣﻮﻟﻪ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ و ﺍﻷﻛﺎﺫﻳﺐ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ بغرض التشويه. في نفس الوقت و مع نشوء دولة آلموت تمكّن الإسماعييون النّزاريون في سورية من كسب عدد من القلاع كانت حاضرتها قلعة مِصياف و أسّسوا إمارة بسطت سُلطانها على الساحل السوري و أرعبت أعدائها من الإسلام الأرثوذكسي و الصليبين الغزاة على حدٍّ سواء
بعد هذا التذكير البسيط بأهم الأحداث جاءنا السؤال التالي: هل يوجد جعفرية إسماعيلية؟! الإجابة على هذا السؤال معقدة تتطلب الغوص ببعض التفاصيل:
يوجد اليوم من الإسماعيلية النِّزارية قسمين: ١. القسم الأول مؤمني و القسم الثاني ٢. قاسمي (آغاخاني). بالعودة لشجرة النسب المؤمنية نجد التالي:
ﺍﻟﺸّﺠﺮﺓ ﺍﻟﻤُﺆﻣﻨﻴﺔ:
1. ﺍﻟﻤُﺴﺘَﻨﺼِﺮ
2. ﻧِﺰﺍﺭ ﺇﺑﻦ ﺍﻟﻤُﺴﺘَﻨﺼِﺮ
3. ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻧِﺰﺍﺭ
4. ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ (ﺳِﻨﺎﻥ ﺭﺍﺷﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ أمير قلعة مِصياف)
5. ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ (ﺟﻼﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ)
6. ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ (ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ)
7. ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ (ﺭﻛﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ)
8. ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﻮﺩ (ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ)
9. ﺃﺣﻤﺪ (ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ)
10. ﻣﺆﻣِﻦ شاه
بينما نجد في ﺍﻟﺸّﺠﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺳﻤﻴﺔ (ﺍﻵﻏﺎﺧﺎﻧﻴﺔ):
1. ﺍﻟﻤُﺴﺘَﻨﺼِﺮ
2. ﻧِﺰﺍﺭ ﺑﻦ ﺍﻟﻤُﺴﺘَﻨﺼِﺮ
3. ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﺑﻦ ﻧِﺰﺍﺭ (ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺭ )
4. ﺍﻟﻤُﻬﺘﺪﻱ (ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺭ)
5. ﺣﺴﻦ ﺍﻷﻭﻝ (ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ) (ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺭ)
6. ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ (ﺇﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ، ﻭ ﺃﻭﻝ ﺇﻣﺎﻡ ﻳُﻌﻠﻦ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﻌﺔ ﺁﻟﻤﻮﺕ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﺏ "ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻋﻠﻰ ﺫِﻛﺮﻩ ﺍﻟﺴﻼﻡ")
7. ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ (ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ)
8. ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ (ﺟﻼﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ)
9. ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ (ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ)
10. ﺧﻮﺭ ﺷﺎﻩ (ﺭﻛﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ)
11. (ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ) ﻣﺤﻤﺪ
12. ﻗﺎﺳِﻢ ﺷﺎﻩ إﺑﻦ (ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ) ﻣﺤﻤﺪ
إذاً نلاحظ توافق في مواضع و اختلاف في مواضع أُخرى بين الشّجرتين المؤمنية و القاسمية الآغاخانية، فمثلاً الآغاخانية لا يعتبرون سِنان راشد الدين إماماً و يعتبرونه داعياً للحسن على ذِكره السلام لكن المؤمنية يعتبرونه الإمام و أنه هو نفسه محمد بن الحسن الذي ولد في قلعة آلموت و انتقل إلى الشام لينشئ الدولة هناك، و يمكن إرجاع هذه الحالة للإختلاف في بعض الأسماء، ففي القاسمية نجد أنّ إبن نزار إسمه الهادي و في المؤمنية إسمه الحسن كما نجد أئمة في الشجرة القاسمية غير موجودين في الشجرة المؤمنية، و هذا الإختلاف يعود لعدة أسباب أهمها: منذ عهد نزار و حتى الحسن على ذِكره السلام كانت الإمامة في "طور السّتر" أي أنّ الإمام كان يأخذ أكثر من إسم فالهادي هو نفسه الحسن، كما أنّ "المُهتدي" و "القاهِر" كانت كلها ألقاب للحسن بن نزار، و من ناحية أُخرى قام زعيم قلعة آلموت الحسن على ذِكره السلام بإعلان نفسه إماماً و ربط نسبه بالنّسب النِّزاري الفاطمي و إعلانه نهاية طور السّتر و إلغاء التكاليف بحجة أنهم "عرفوا المعنى الباطني للعبادة فلا داعي للتّكاليف الظّاهرية" مُستغلاً غياب الإمام محمد إبن حسن إبن نزار المعروف بسِنان راشد الدين في سوريا. و تضيف المصادر الإسماعيلية المؤمنية أن جلال الدين هو كما نرى في الشجرة يعود إماماً مُشتركاً للقاسمية و المؤمنية، و هو من مواليد سوريا - قلعة الكهف، رحل إلى قلعة ألموت نتيجة التّردي الذي وصلت له الحاضرة هناك فذهب ليعيد الأمور إلى صوابها و أعاد العلاقات مع العالم الإسلامي و أعاد ما عدّله الحسن على ذِكره السلام و أعاد العبادات إلى ما كانت إليه في الدولة الفاطمية أي إلى الفِقه الجّعفري. في اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﺍﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ لا يوجد ﺃﻱ ﺫﻛﺮ ﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻲ حتى بداية القرن العشرين، و لم يعرف أحد في سوريا بهذا الإنقسام و بقي الأئمة يرسلون الرسائل لدعاتهم في سوريا حتى بداية القرن التاسع عشر و كانت أخر رسالة من الإمام محمد بن حيدر المُلَقّب بمحمد الباقر الثاني إلى داعي الشام سليمان حيدر المعروف قبره بحسب الأستاذ الراحل عارف تامر في مدينة حمص - حارة باب هود ب"الشيخ المغربي" و كانت تلك آخر رسالة يعلن فيها الإمام الباقر الثاني دخوله في طور السّتر لأن ظروف الظهور كانت غير مُناسبة و عائلته إلى الآن مُتخفيّة لا يعرفها إلا المُقرّبين جداً من الدُّعاة. بعد فترة من الزمن اجتمع عُلماء الإسماعيلية في مِصياف و قرر وفد منهم الذهاب إلى الهند للبحث عن الإمام المستور لكنهم لم يجدوا غايتهم و عاودوا البحث بعد مرور مئة 100 سنة و لم يجدوا ضالتهم أيضاً لكنهم توصلوا لمعلومة مفادها أن أسرة محمد الباقر الثاني كانت ملاحقة من قبل قوات الإحتلال البريطانية و عثروا على أسرة آغا خان الذي كان إماماً للإسماعيلية من أسرة قاسم شاه إبن شمس الدين محمد هناك فانقسم الوفد بين مشكك بإمامته و مؤمن بإمامته و بالتالي انقسم إلإسماعيليون في سوريا إلى مؤمنية الذين حافظوا على النهج القديم و آغاخانية (قاسمية) ممن آمنوا بهذا الإمام المُنحدر من أسرة قاسِم شاه
بعد هذا التقديم سنعرف بالإسماعيلية الجعفرية و هذا الإسم مُستَخدم كثيراً في سوريا لوصف مجموعة من الإسماعيلين نفسهم تميزاً لهم عن الإسماعيلية الآغاخانية لكن ماذا يعني؟ في الحقيقة الجعفرية هم نفسهم ﺍﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﺔ و تتميز ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻮﺍﻇﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ فهم ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮﻥ في الظاهر ﻋﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﻳﻤﺎﺭﺳﻮﻥ نفس ﺍﻟﻄﻘﻮﺱ ﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ سوى وجود إﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺟﺪﺍً ﻭ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻟﺼﻼﺓ سبل كجمهور الشيعة و إرفاق عبارة "ﺣﻲَّ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ" عند رفع الآذان و النّوافل عندهم ضعفي الفرائض فالصلاة مثلاً 17 ركعة فرض تكون نوافلها 34 ركعة و صيام رمضان فرض و نوافله 60 يوماً مُقسَّمة على مدار السنة و بالتالي صوم السنة هو 90 يوم إلخ ... ﻭ ﻫﻢ ﻳﺼﻮﻣﻮﻥ ﻭ ﻳﺤﺠﻮﻥ ﻭ ﻳﺰﻛﻮﻥ ﻭ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ضمن الفقه الجعفري المجموع في كتابهم المُسمّى [دعائم الإسلام للقاضي النُّعمان] لذلك يسمون أنفسهم (جعفرية) مثلهم مثل (البَهَرَة). لكنهم - كباقي الإسماعيلية - يتفقون مع الباطنيين الدروز و العلويين و يختلفون ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤُﺴﻠﻤﻴﻦ بالنظرة العلمية و الفلسفية للدين فهم ما زالوا مُرتبطين بالنظريات الفلسفية و مفاهيمها ﻛﺎﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭ ﺍﻟﻔﻴﺾ ﻭ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﻭ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﻭ ﺍﻟﻤﻤﺜﻮﻝ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺳﺔ. ﻳﻨﺘﺸﺮ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍالمذهب الإسماعيلي ﺍﻟﻤﺆمني الجعفري ﻓﻲ ﺳﻮﺭيا ﺍليوم ﻓﻲ بلدات السّلمية و مِصياف و القَدﻣﻮﺱ بأعداد قليلة بعد أن انصهر قسمٌ منهم في الفرع القاسمي الآغاخاني و مذاهب السنة و الإثنا عشرية كما تشتّت ﺍﻟﻜﺜﻴﺮون ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ كدﻣﺸﻖ ﻭ ﺣﻠﺐ ﻭ ﺣﻤﺺ ﻭ ﻣﻌﺮّﺓ ﺍﻟﻨُّﻌﻤﺎﻥ و يعتقد أن (الخسروية) أتباع الداعي و الفيلسوف ناصر خسرو في إيران هم منهم! أما النّزارية ﺍﻟﻘﺎﺳﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻵﻏﺎﺧﺎﻧﻴﺔ فهم ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻗﺮّﻭﺍ ﺑﺈﻣﺎﻣﺔ ﻗﺎﺳِﻢ ﺷﺎﻩ ﺑﻦ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻭ ﺗﺒﻌﻮﻩ ﻟﺬﻟﻚ ﺩُﻋِﻴﻮﺍ ﺏ"ﺍﻟﻘﺎﺳﻤﻴﺔ" ﺃﻭ "ﺍﻵﻏﺎﺧﺎﻧﻴﺔ" كما رأينا آنفاً، ﻭ ﻫﺆﻻﺀ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺳﻼﻟﺔ ﺃﺋﻤﺘﻬﻢ حتى ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭ ﺇﻣﺎﻣﻬﻢ ﻫﻮ (ﻛﺮﻳﻢ ﺷﺎﻩ ﺁﻏﺎ ﺧﺎﻥ)، و كما رأينا فإنّ إسماعيليي سوريا لم يعرفوا بهذا القسم من الإمامة إلا متأخراً عند قيامهم بالبحث عن أبناء الإمام الباقر الثاني. من الناحية التأويلية هم كباقي الإسماعيلية يأخذون بالتأويل و الفلسفة و الدلالات الروحية و الفلسفية للنص القرآني لكن ﺃﺗﺒﺎﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔِﺮﻗﺔ خفّفوا ﺍﻟﺸّﺮﺍﺋﻊ ﻭ ﺍﻟﺘّﻜﺎﻟﻴﻒ ﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺃﻱ ﺃﻥّ ﺇﻣﺎﻣﻬﻢ غيّر ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، و ترجع هذه الحكاية إلى فترة إعلان الحسن على ذِكره السلام نفسه إماماً لقلعة آلموت عندما كان حينها زعيماً لها، و بحسب فرهارد دفتري قام بربط نسبه بالنسب النّزاري بإرجاعه للهادي إبن نزار و بالتالي ﺧﺮج أتباعه ﻋﻦ ﺍﻟﻔِﻘﻪ ﺍﻟﺠّﻌﻔﺮﻱ ﻭ ﻋﺪّﻟﻮﺍ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﻟﺒﺜﻮﺍ ﺃﻥ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺇﻣﺎﻣﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺟﻼﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﺃﻋﻼ، و كانت تلك فترة هدوء و سلام و وئام مع الخط الأرثوذكسي الإسلامي (الشيعي و السني)، و الإمام (جلال الدين) كما هو مُبيّن في الشجرتين في الأعلى نجده مُشتركاً ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﺳﻤﻴﺔ و قد بيّنا لكم سبب رحيله من سوريا شرقاً لآلموت لإعادة العمل بالشرائع فيها، لكن بعد الإمام جلال الدين في فترات لاحقة بعد الإنقسام المؤمني - القاسمي جرى تعديلها على يد الحسن على ذِكره السلام و هو مُستمر حتى اليوم في الفرع الآغاخاني (القاسمي) لكن الإسماعيلية ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﺔ الجعفرية ﻻ ﻳﻌﺘﺮﻓﻮﻥ باﻟﺤﺴﻦ ﻋﻠﻰ ﺫِﻛﺮﻩ ﺍﻟﺴﻼﻡ كإمام نتيجة قيامه بإلغاء التكاليف هذا و هو ما اعتبروه خروجاً عن جوهر الدعوة الذي تبلور في الفترة الفاطمية. حديثاً صار قسمٌ كبير من الإسماعيلية في سوريا علماني لا ديني لم يعد يهتم أو يكترث بتفاصيل الشريعة و كتب التراث الديني أسوةً بإخوانهم من باقي المذاهب و الطوائف بعد ثورة عصر التنوير الحالية التي اجتاحت العالم العربي و الإسلامي في السنوات العشر الأخيرة
مراجع للإستزادة حول الموضوع:
1- عارف تامر، تاريخ الإسماعيلية، الدولة النّزارية، المجلد 4
2- فرهارد دفتري، الإسماعيليون تاريخهم و عقائدهم
3- تاريخ الدعوة، مصطفى غالب
4- عارف تامر، نصير الدين الطّوسي في مرابع إبن سينا
فرقة الحشّاشين Assassins: