تحليل نص الحبابي من الكائن إلى الشخص ثانية باك ص 17
من دروس الفلسفة للثانية بكالوريا. 2024 2025
مجزوءة الوضع البشري: مفهوم الشخص
المحور الثالث: الشخص بين الضرورة والحرية
الاشتغال على نص محمد عزيز الحبابي "من الكائن إلى الشخص"
الكتاب المدرسي "رحاب الفلسفة" ص 17
الإطار الإشكالي للمحور:
إذا كانت قيمة الشخص تكمن في بعده العملي الأخلاقي أكثر من أي شيء آخر، فهل يعتبر الشخص كيانا حرا مستقلا عن أي إلزام أو إكراه، أم أنه خاضع لضرورات وحتميات لا سبيل لديه للانفلات من رقابتها...
البنية المفاهيمية للمحور:
Ø الحرية: هي استقلال الذات فكرا وتصرفا، وعدم خضوعها لأي إكرهات خارجية. ونجد في معجم جميل صليبا المعنى التالي: » إذا كانت الحرية مضادة للحتمية دلت على حرية الاختيار، وهي القول إن فعل الإنسان متولد من إرادته.»
Ø الضرورة: الضروري في اصطلاحنا هو الأمر الدائم الوجود، أو الأمر الذي لا يمكن تصور عدمه، وهو مرادف للواجب، وضده الجائز«
إشكال النص:
هل يستطيع الشخص ان يحقق ذاته وحرية دون العودة إلى الشروط التي أدت إلى وجوده...؟
مضامين النص:
Ø الإنسان لا يستطيع أي يعيش حريته في انغلاق تام على الذات، بل يعيشها من خلال انفتاحه على العالم الخارجي ومشاركته للغير في الحياة.
Ø يذهب محمد عزيز الحبابي إلى أن كل فعل إنساني هو فعل قصدي يرمي إلى تحقيق نوايا وأهداف واعية.
Ø تتبدى الشخصانية عندما يرفض الشخص الطاعة العمياء للأشخاص والأشياء وتعترف بالقيمة العليا للعقل وللفكر.
Ø الشخص في نظر الفيلسوف إرادة واختيار وتقرير وذكرى وبيئة.
البنية المفاهيمية :
Ø الكائن: هو الجانب البيولوجي في الإنسان. وحسب محمد عزيز الحباني: الكائن ليس بعد شخصا متعيِّنا فهو غُفْلٌ بلا تاريخ، نَكِرَةٌ بدون هوية، ولا يعدو كونه موضوعا لتسلُّط الأنظمة وسلعة في السوق.
Ø الشخص: قوة مبادرة، قوة اختيارية، قوة تقريرية، وهي الخصائص اللازمة للاعتراف بأن للشخص استقلال ذاتي.
Ø الإنسان: هو مجموع أفراد النوع البشري الذين استطاعوا التحرر من وضعية الكائن إلى الشخص بواسطة التشخصن، بمعنى هو الشخص الذي وصل إلى مرحلة التفكير المنطقي وربط الأسباب بالنتائج ولديه هدف في الحياة يسعى إلى تحقيقه.
Ø الشخصانية: موقف فلسفي تنظر للشخص كقيمة عليا وأساسية. وهي اللحظة التي يتجاوز فيها الفعل الإنساني (الذات) نحو الغير ويقتضي أيضا تطابق الفعل مع النية.
البنية الحجاجية:
Ads by Pricora 1.1Ad Options
اعتمد صاحب النص للدفاع عن أطروحته على مجموعة من الآليات الحجاجية أولها آلية التعريف" إذ عرف الإنسان بأنه الكائن الذي بلغ تشخصنه درجة من النمو، يضع فيها معادلة بين أفعاله ونواياه" ثم اعتمد أيضا على آلية التوضيح تجلت في تصوره أن الإنسان لا يكون مند الولادة إنسانا بل يكون كائنا ثم ينمو وينفتح على الآخرين فيصبح شخصا ولما يتجاوز ما هو ذاتي يصبح إنسانا.
استنتاج:
فلسفة محمد عزيز الحبابي تنطلق من تبيان مفهوم الإنسان الذي يتحقق في نظره من خلال عملية التحرر من وضعية الكائن إلى الشخص، فهو يعتبر أن الإنسان كائن وشخص، كائن يخضع لضرورات، أي لشروط بيولوجية واجتماعية وتاريخية، وشخص يمارس حريات. لكن هذه الحرية تكون مشروطة بالوضع المجتمعي، بمعنى أنها ليست مطلقة وليست ذاتية، بل تتحقق حينما ينفتح الشخص ويتجه صوب الآخرين ومنه يستطيع، شخص له نواياه أي مقاصده التي تجعل أفعاله أفعالا قصدية وليست آلية، تسمح له بتفهم الوضع الذي يعيش فيه وتمكنه من اختيار الوسائل الملائمة لتجديد بناء ذاته، وهذه القصدية الواعية هي التي تضفي طابع الحرية على الفعل الإنساني.
إن الشخص إذن كائن حر في ظل شروط يتفاعل معها، الأمر الذي يجعل الحرية فعلا وليس صفة، فعلا يتشخصن به ويحقق به كماله العقلي والنفسي والاجتماعي والأخلاقي. وبقدر ما أن الشخص حر ويسعى إلى تحقيق ذاته بحسب ما يريده في المستقبل، فهو أيضا ملزم أمام نفسه وأمام المجتمع، بأن له قضايا إنسانية واجتماعية يضع نفسه في خدمتها.
هكذا فالحرية حسب عزيز لحبابي، ليست مجرد حرية نظرية ذاتية، بل إنها حرية مجتمعية وتاريخية، إنها حرية ملتزمة بقضايا المجتمع . والشخص الحر في ظروفه هو الشخص القادر على تحويل الظروف من عوامل تتحكم فيه وتوجهه، إلى إمكانات يتحكم فيها وبها لبناء ذاته وتجديد شروط حياته.