في تصنيف ثقافة إسلامية بواسطة

خطبة الجمعة الثانية بعد رمضان خطبة ١٠ شوال ١٤٤٥ه‍ الموافق ‍١٩ / ٤/ ٢٠٢٤ م خطبة بعنوان رسالة إلى التجار ملتقى الخطباء 

خطبة مكتوبة ومؤثرة عن التجار والاحتكار 

خطبة الجمعة ١٠ شوال ١٤٤٥ه‍ الموافق ‍١٩ / ٤/ ٢٠٢٤ م للشيخ ثروت سويف 

• تحت عنوان : "رسالة الي التجار "

 ( التاجر الصدوق ومنزلته ) 

• اقرأ في هذه الخطبة 

• أولا : التاجر الصدوق

• ثانيا : آداب التاجر

• ثالثا : الثناء على الصالحين 

• رابعا : إياك والاحتكار

الإجابة هي كالتالي 

خطبة الجمعة الثانية بعد رمضان خطبة ١٠ شوال ١٤٤٥ه‍ الموافق ‍١٩ / ٤/ ٢٠٢٤ م خطبة بعنوان رسالة إلى التجار ملتقى الخطباء 

• الخطبة الاولي

• الحَمْدُ للهِ الذي أسْكَنَ عِبادَه هذه الدَّار، وجعلها لهم سَفَرًا من الأسْفَار، وجعل الدَّار الآخِرَة هي دَار القَرار، وجَعَلَ بين الدُّنيا والآخِرَة بَرْزَخاً يَدُلُّ على فَناء الدنيا باعْتِبَار، وهو في الحقيقة إما رَوْضَةٌ مِن رِيَاض الجَنَّة أو حُفْرَةٌ مِن حُفَر النَّار، أحْمَدُه على نِعَمِه حَمْدًا يَليق بِجَلاله وعَظيم سُلْطانه ما تعاقب الليل والنهار

• وأشهد أن لا إله إلا الله وَحْدَه لا شَرِيكَ له الواحِدُ القَهَّار سُبْحَانه يَخْلُق ما يَشاء ويَخْتَار وكل شيء عنده بمقدار، ويَرْفِق بِعِبَاده في جميعِ الأقطار، وسَبَقَت رَحْمَتُه بِعِبَاده غَضَبَه وهو الرَّحيم الغَفَّار.

• وأشهد أن مُحَمَّدًا عَبْدُه ورَسُولُه النَّبي المُخْتَار، والرَّسُولُ المَبْعوثُ بالتَّبشيرِ والإنْذَار، وعلى آله وصَحْبِه الطيبين الاخيار.

• أما بعد 

• فاتقوا الله ـ عباد الله تنالون الدرجات، وتزكوا أعمالكم وأكثروا من ذكر الله وشكره، فبذكره تطمئن القلوب، وبشكره تحفظ النعم، وتزودوا من الصالحات فخير الزاد التقوى.

• عباد الله: لقد امتن الله تعالى على قريش، وذكر رحلاتهم التجارية التي يقومون بِها إلى اليمن والشام، فقال جل في علاه { لإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ } [قريش:1، 2].

• أولا : التاجر الصدوق ورسالة الي التجار 

• إن ما حدث في الايام الاخيرة من احتكار قوت الناس وغلاء الاسعار بلا داع ومخالفة لقنون الدولة يدعونا لمحاربته والتكاتف والتصدى لتلك الظاهرة وعلينا ان نعلم ان الجشع والإحتكار واستغلال حاجة الخلق لها إثم كبير عند الله، والصادق من التجار هو الذي يتجاوز عن الناس أو يكتفي بالربح المعقول فكما أن المال نعمة وزينة ويحبه الإنسان هو كذلك فتنة فعَنْ كَعْبِ بْنِ عِيَاضٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ لكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً، وَإِنَّ فِتْنَةَ أُمَّتِي الْمَالُ» احمد.

• فهذه رسالة للاخوة التجار...

• لا ينبغي للتاجر أن يشغله معاشه عن معاده 

• وَصَدَقَ مِصْباحُ التَّوحيدِ سيّدُنا عليٌّ رَضِيَ اللهُ عنهُ حينَ قالَ: « الدُّنْيا حَلالُها حِسَابٌ وحَرَامُها عِقابٌ ».

• ومعنى « حَلالُها حِسابٌ » أنَّ الإنْسانَ يُسأَلُ عَنِ المالِ الحَلالِ الذي دَخَلَ عليهِ في الدُنْيا مِنْ أَيْنَ أَخَذَهُ، فَإِنْ أَخَذَهُ مِنْ حَلالٍ نَجا ومَا عليهِ عُقوبَةٌ، وإِنْ كانَ جَمَعَهُ مِنْ حَرامٍ فإنَّه يَسْتَحِقُّ العِقابَ ولَوْ صَرَفَهُ في طُرُقِ الخَيْرِ، إنَّمَا المؤْمِنُ السَّالِمُ هو الذي اتّقَى ربَّهُ عزَّ وجَلَّ وجَمَعَ ما وَصَلَ إليْهِ مِنَ المالِ بِطَريقٍ حلالٍ وصَرَفَهُ في طَريقٍ مُباحٍ.

• التاجر الصدوق ولماذا هو مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ؟

• فالتاجر الصدوق الأمين هو من تحرى الصدق والأمانة 

• فيكون في زمرة الأبرار من النبيين والصديقين ومن توخى خلافهما كان في قرن الفجار من الفسقة والعاصين قاله الطيبي....

• فالتاجر الصدوق تحت ظل العرش يوم القيامة.

• والتاجر الصدوق لا يحجب من أبواب الجنة.

• أخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“ عَنْ قَتادَةَ قالَ: التِّجارَةُ رِزْقٌ مِن رِزْقِ اللَّهِ، وحَلالٌ مِن حَلالِ اللَّهِ لِمَن طَلَبَها بِصِدْقِها وبِرِّها، وقَدْ كُنّا نُحَدَّثُ أنَّ التّاجِرَ الأمِينَ الصَّدُوقَ مَعَ السَّبْعَةِ في ظِلِّ العَرْشِ يَوْمَ القِيامَةِ، وهي من أفضل طرق الكسب وأشرفها ، وان تسعة أعشار الرزق في التجارة .

• لذلكَ إِخوةَ الإيمانِ فإننا نُذَكّرُكُمْ بِالتَّاجِرِ الصَّدوقِ، فَلَقَدْ قالَ الصَّادِقُ المصْدوقُ حبيبُنا محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم فيما روي الترمذي عن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "التَّاجِر الصدوق الْأمين مَعَ النَّبِيين وَالصديقين وَالشُّهَدَاء" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن 

• أما لماذا هو مع النبيين ؟

• فلأن من الواجب في حق الأنبياء الصدق والأمانة والتبليغ والفطانة فكذا التاجر الصدوق أخذ من صفتهم فكان معهم

• اليومَ نَحنُ في أَشدِّ الحاجةِ في أسواقِنا إلى التَّاجرِ الأمينِ الصادقِ

• لقد أَمرَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- مَولاهُ أن يَشتريَ له فَرساً، فاشترى له فَرسَاً بثلاثمائة درهمٍ، وجَاء به وبصاحبِه ليَنقُدَه الثمنَ، فَقالَ جَريرٌ لصاحبِ الفَرسِ: "فَرسُك خيرٌ من ثلاثمائة درهمٍ"، فقالَ البائعُ: أتشتريهُ بأربعمائةِ درهمٍ؟، قال له: "فَرسُك خيرٌ من ذلكَ"، فقالَ البائعُ: أتشتريهُ بخمسمائةِ درهمٍ؟، قال له: "فَرسُك خيرٌ من ذلكَ"، فما زالَ يزيدُ في السِّعرِ، وهو يقولُ له: "فَرسُك خيرٌ من ذلكَ"، حتى بلغَ ثمانمائة درهمٍ، فاشتراهُ بها، فَقيلَ له في ذلكَ فقالَ: "إني بايعتُ رسولَ اللهِ -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ- على النُّصحِ لكلِّ مسلمٍ".

• يقول الشاعر محمد الاسمر في قصيدة رسالة الي التجار 

• بني وطني دعوتكم فكونوا إذا الداعِي أهاب بكم رجالا

• عليكم بالقناعة فهي كنزٌ ولا تتجاوزوا الربح الحلالا

• فليس بتاجرٍ من ليس يخشى من الله العقاب أو النكالا

• وليس بتاجرٍ لصٍ جريء على القانون يحتال احتيالا

• يهربُ أو يخبئُ ما لديه وإن تساله أنكر أو تغالا

• فيظمئ أمةً لم تجن ذنباً ليشرب وحده الماء الزلالا

• فيا تجار مصرَ اللهُ فيها وعدل المنصفين والاعتدلا

• فمن تخذ التجارة بآب سلب رأى عقب الدخول به وبالا

• ...............

• أيها التجار ابتغوا من فضل الله ....

• كان عراك بن مالك رحمه الله إذا صلى الجمعة انصرف، فوقف على باب المسجد، فقال: اللهم إني أجبت دعوتك، وصليت فريضتك، وانتشرت كما أمرتني، فارزقني من فضلك وأنت خير الرازقين.

• وورد أن عبد الله بن بُسْر المازني صاحب رسول الله كان إذا صلى الجمعة خرج فدار في السوق ساعة، ثم رجع إلى المسجد، فصلى ما شاء الله أن يصلي، فقيل له: لأي شيء تصنع هذا؟ قال: لأني رأيت سيد المرسلين يصنع هكذا، وتلا قوله تعالى: فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ [الجمعة:10]. رواه الطبراني وغيره.

• وقال سعيد بن جبير رحمه الله: إذا انصرفت يوم الجمعة فاخرج إلى باب المسجد، وساوم بالشيء وإن لم تشتره.

• ثانيا : آداب التاجر وما ينبغي أن يتجنبه

• وقد ذكر العلماء أن أكثر أسباب الرزق متعلق بالتجارة، وبينوا فضلها وآدابها المتعلقة بها، فمن أهم آداب التاجر ما يأتي:

• أولا : أخلاق التاجر المسلم

• من آداب التاجر النية الصالحة 

• أن يهدف من تجارته وبيعه وشرائه عفة نفسه والاستعانة بالمال على إقامة الواجبات وامتثال الأوامر وترك المنهيات وصون أولاده وأهله عن الحاجةِ إلى الناس وسؤالهم واستجدائهم. 

• روي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيدِه ، لأن يأخذَ أحدُكم حبلَه فيحتطبَ على ظهرِه خيرٌ له من أن يأتيَ رجلًا أعطاه اللهُ من فضلِه ، فيسألَه أعطاه أو منعه ) متفق عليه.

• وعَن الْمِقْدَام بن معد يكرب رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "مَا أكل أحد طَعَاما خيرا من عمل يَدَيْهِ، إِن نَبِي الله دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُل من عمل يَده" أخرجه البُخَارِيّ.

• وعَن صُهَيْب رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "ثَلَاثَة فِيهِنَّ الْبركَة، البيع إِلَى أجل، والمقارضة، وإخلاط الْبر بِالشَّعِيرِ للبيت لَا للْبيع" رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

• روي البخاري عن أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ مِنْ الْخَيْرِ .

• ثانيا : من آداب التاجر التبكير في طلب الرزق

• ينبغي التبكير في طلب الرزق روي الإمام الترمذي روى بإسناده عن صخر الغامدي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم بارك لأمتي في بكورها، قال: وكان -أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث سريةً أو جيشاً بعثهم أول النهار وكان صخر رجلاً تاجراً وكان إذا بعث تجارة بعثهم أول النهار فأثرى وكثر ماله) الترمذي

• ثالثاً: من آداب التاجر أن يذكر الله تعالى إذا دخل السوق

• ينبغي لمن دخل السوق سواء تاجر او متسوق أن يذكر دعاء دخول السوق ففي سنن الترمذي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة. وفي رواية أحمد وابن ماجه وبنى له بيتاً في الجنة.

• رابعاً : من آداب التاجر طرح السلام ورده

• طرح السلام -أي التسليم- من السنن الثابتة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد صح في الحديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف) رواه البخاري ومسلم.

• وثبت في الحديث أيضاً عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: (أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبع: بعيادة المريض واتباع الجنائز وتشميت العاطس ونصر الضعيف وعون المظلوم وإفشاء السلام وإبرار المقسم) رواه البخاري ومسلم.

• وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) رواه مسلم 

• خامساً: من آداب التاجر السماحة في البيع والشراء وإنظار المعسر

• السهولة والسماحة في البيع والشراء أمر مطلوب شرعاً وقد وردت أحاديث كثيرة في ذلك منها:

• عن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى) رواه البخاري.

• وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله يحب سمح البيع سمح الشراء سمح القضاء) رواه الترمذي.

• وعن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (غفر الله لرجل كان قبلكم كان سهلاً إذا باع سهلاً إذا اشترى سهلاً إذا اقتضى) رواه الترمذي 

• وعن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أدخل الله عز وجل رجلاً كان سهلاً مشترياً وبائعاً وقاضياً ومقتضياً الجنة) رواه النسائي 

• أخي التاجر اطلب حقك برفق ولين فهذه هي السماحة في الاقتضاء.

• وأما إنظار المعسر فقد قال الله تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} سورة البقرة الآية ٢٨٠

تبع في الاسفل على مربع الاجابة اسفل الصفحة التالية 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
خطبة الجمعة ١٠ شوال ١٤٤٥ه‍ الموافق ‍١٩ / ٤/ ٢٠٢٤ م

• سادساً : من آداب التاجر الصدق والأمانة

والصدوق هو من يصدق في بيعه وشرائه، وليحذر من الكذب فإنه من صفات المنافقين، والصدق صفة محمودة في كل حين، وبالأخص في التجارة فعَن حَكِيم بن حزَام رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "البيعان بِالْخِيَارِ مَا لم يَتَفَرَّقَا، فَإِن صدقا وَبينا بورك لَهما فِي بيعهمَا، وَإِن كذبا وكتما محقت بركَة بيعهمَا" متفق عليه.

• وواللهِ إن الصدقَ في البيعِ والشراءِ من أعظمِ أسبابِ البركةِ في الرزقِ...

• عَن عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "أَدخل الله رجلا الْجنَّة كَانَ سهلا بَائِعا ومشتريا" أخرجه النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه

• فَإليكَ يَا مَن يَشتكي مِن قِلَّةِ البَركَةِ في مَالِهِ رسالة أن تكون ناصحا صدوقا

• وعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: (إن أطيب الكسب كسب التجار، الذين إذا صدقوا لم يكذبوا، وإن ائتمنوا لم يخونوا، وإذا وعدوا لم يخلفوا، وإذا اشتروا لم يندموا، وإذا باعوا لم يخدعوا، وإذا كان عليهم لم يماطلوا وإذا كان لهم لم يعسروا).

• وقد ضرب التجار المسلمون أروع الأمثلة في الصدق والأمانة فمن ذلك ما قاله النضر بن شميل: غلا الخز في موضع كان إذا غلا هناك غلا بالبصرة وكان يونس بن عبيد خرازاً فعلم بذلك فاشترى من رجل متاعاً بثلاثين ألفاً فلما كان بعد ذلك قال لصاحبه هل كنت علمت أن المتاع غلا بأرض كذا وكذا؟ قال لا ولو علمت لم أبع قال هلم إلي مالي وخذ مالك فرد عليه الثلاثين ألفاً



• سابعاً :من آداب التاجر الخلق الحسن

• الأخلاق الحسنة من القواعد التي أكمل بنائها الإسلام فالخلق الحسن له مكانة عظيمة في دين الإسلام وقد أثنى الله عز وجل على نبيه - صلى الله عليه وسلم - بحسن الخلق فقال جل وعلا: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} سورة القلم الآية ٤.

• وقد وردت أحاديث كثيرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحث على الخلق الحسن منها:

• قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) رواه الترمذي

• وهناك امور يجب أن يتجنبها لكي يكون صدوقا

• على البائع أن يتجنب الحلف في بيعه، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَلِفِ فِي الْبَيْعِ، فَإِنَّهُ يُنَفِّقُ، ثُمَّ يَمْحَقُ» رواه مسلم

• وفي الصحيحين عن ابي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «الحَلِفُ مُنَفِّقَةٌ لِلسِّلْعَةِ، مُمْحِقَةٌ لِلْبَرَكَةِ»

• وعَدَّ المكثر من الحلف في البيع والشراء من الثلاثة الذين لا ينظر الله إليهم يوم القيامة وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذابٌ أليم ،أشيمط زان وعائل مستكبر ،ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه ،ولا يبيع إلا بيمينه)) [رواه الطبراني بسند صحيح ]. ومعنى- (جعل الله بضاعته) - أي جعل الحلف بالله ،وسيلة لترويج بضائعه ،فيكثر من الأيمان ،ليخدع الناس فيشتروا منه ،اعتماداً على يمينه الكاذبة ،فكان جزاؤه إعراض الله عنه يوم القيامة ،فلا يكلمه ولا يزكيه وله عذاب أليم ،وانظروا أيها الأخوة ،كيف قرنه بالزاني والمستكبر ،مما يدل على عظم جريمته ،نعوذ بالله من غضبه وعقابه.

• وعن أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "ثَلَاثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللهُ، وَثَلَاثَةٌ يُبْغِضُهُمُ اللهُ، أَمَّا الثَّلَاثَةُ الَّذِينَ يُحِبُّهُمُ اللهُ: فَرَجُلٌ أَتَى قَوْمًا فَسَأَلَهُمْ بِاللهِ وَلَمْ يَسْأَلْهُمْ بِقَرَابَةٍ بَيْنَهُمْ فَمَنَعُوهُ، فَتَخَلَّفَ رَجُلٌ بِأَعْقَابِهِمْ فَأَعْطَاهُ سِرًّا لَا يَعْلَمُ بِعَطِيَّتِهِ إِلَّا اللهُ وَالَّذِي أَعْطَاهُ، وَقَوْمٌ سَارُوا لَيْلَتَهُمْ حَتَّى إِذَا كَانَ النَّوْمُ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِمَّا يُعْدَلُ بِهِ، نَزَلُوا فَوَضَعُوا رُءُوسَهُمْ فَقَامَ يَتَمَلَّقُنِي وَيَتْلُو آيَاتِي، وَرَجُلٌ كَانَ فِي سَرِيَّةٍ فَلَقَوْا الْعَدُوَّ فَهُزِمُوا، فَأَقْبَلَ بِصَدْرِهِ حَتَّى يُقْتَلَ أَوْ يَفْتَحَ اللهُ لَهُ. وَالثَّلَاثَةُ الَّذِينَ يُبْغِضُهُمُ اللهُ: الشَّيْخُ الزَّانِي، وَالْفَقِيرُ الْمُخْتَالُ، وَالْغَنِيُّ الظَّلُومُ " أخرجه الإمام أحمد والنسائي

• على البائع أن يتجنب النقص في الكيل والوزن، وأن يوفي إذا كال أو وزن، كما لو كان ذلك له، وقد أعد الله لمن طفف أو اتصف به العذاب الشديد، فقال: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ [المطففين:1-3].

• كما أن البيع من الأمانة، والبخس في المكيال والميزان خيانة للأمانة، وهو سبب لاحتباسِ الأمطار وحرمان الناس والبهائم والأرض منها.

• روى الحاكم في المستدرك على الصحيحين عن أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ كَثُرَ لُبْسُ الطَّيَالِسَةِ، وَكَثُرَتِ التِّجَارَةُ، وَكَثُرَ الْمَالُ، وَعَظُمَ رَبُّ الْمَالِ بِمَالِهِ، وَكَثُرَتِ الْفَاحِشَةُ، وَكَانَتْ إِمَارَةُ الصِّبْيَانِ، وَكَثُرَ النِّسَاءُ، وَجَارَ السُّلْطَانُ، وَطُفِّفَ فِي الْمِكْيَالِ وَالْمِيزَانِ، وَيُرَبِّي الرَّجُلُ جِرْوَ كَلْبٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُرَبِّيَ وَلَدًا لَهُ، وَلَا يُوَقَّرُ كَبِيرٌ، وَلَا يُرْحَمُ صَغِيرٌ، وَيَكْثُرُ أَوْلَادُ الزِّنَا، حَتَّى أَنَّ الرَّجُلَ لَيَغْشَى الْمَرْأَةَ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ، فَيَقُولُ أَمْثَلُهُمْ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ: لَوِ اعْتَزَلْتُمَا عَنِ الطَّرِيقِ، وَيَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْنِ عَلَى قُلُوبِ الذِّئَابِ، أَمْثَلُهُمْ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ الْمَدَاهِنُ «

• على البائع أن يبتعد عن الغش بجميع أنواعه، فيلزمه أن يبين العيوب التي في السلعة للمشتري، ولا يخفيها، فاحذروا الغش وإخفاء العيوب، وتغيير تاريخ الصلاحية، ونسبة المنتَج إلى غير مُنتجِه، وغير ذلك من صورٍ تُسوِّل للإنسان نفسُه بها، وخاصة في ظل غياب الرقابة على المواصفات والمقاييس والمصانع والسلع ونحوها، وهذا كثير وكثير!

• عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلاً فَقَالَ « مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ ». قَالَ أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « أَفَلاَ جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَىْ يَرَاهُ النَّاسُ مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّى » رواه مسلم.

• فكل كسب يحصل عليه البائع بغشّ أو خداعٍ أو تدليس على المشتري فهو كسبٌ محرّمٌ لا يحل له، ولا يتصور أنه بتصريفه للسلعة التي في محله أو معرضه أو دكانه أنه قد استطاع أن يخدع المشتري ويستغفله، فإن الله تعالى مطلع على سره وعلانيته، فليتق الله تعالى، وليحذر من أليم عذابه وعظيم سخطه وعقابه.

• والمقصود بالسماء : المطر ومعنى الصبرة : الكومة المجموعة بلا كيل ولا وزن .

• سادسًا: أن يكون البائع سمحًا، حسن الخلق، طيّب المعاملة مع المشترين، فإن ذلك أمر مطلوب من المسلم، وصفة محمودة فيه، روى جابر أن رسول الله قال: ((رحم الله عبدًا سمحًا إذا باع، سمحًا إذا اشترى، سمحًا إذا اقتضى)) رواه مسلم.

• ثالثا : الثناء على الصالحين من التجار والتحذير من الفجار

• وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: (إن ناساً من أهل السوق سمعوا الأذان فتركوا أمتعتهم وقاموا إلى الصلاة، فقال: هؤلاء الذين قال الله عز وجل فيهم: {رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ} [النور:37]).

• وكان ابن عباس يقول: ( كانوا أتجر الناس وأبيعهم، ولكن لم تكن تلهيهم تجارتهم ولا بيعهم عن ذكر الله).

• وتأمل كيف ربط الله سبحانه وتعالى بين تركهم الارتزاق لأجل الصلاة في قوله تعالى: {رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ} [النور:37] وبين قوله بعدها {لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [النور:38] فهؤلاء التجار الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله عز وجل أو غيره من الطاعات، يكافئون بالرزق؛ لأنه من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، فهم إذا جاء وقت الصلاة أغلقوا محلاتهم وخرجوا إلى الصلاة فكان جزاءهم عندهم أحسن ما عملوا وزيادة

• واياك ايها التاجر ان تكون من الفجار

• عن رفاعة بن رافع رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ التُجَّارَ يُبعَثُونَ يَومَ القِيَامَةِ فُجَّارًا ، إِلَّا مَن اتَّقَى اللَّهَ وَبَرَّ وَصَدَقَ ) أخرجه الترمذي

• احتضار أحد التجار

• ذكر ابن أبي الدنيا: قال حضرنا تاجراً في سكرات الموت قلنا له: قل لا إله إلا الله، قال: خمسه في ستة، كم تصير؟ قلنا قل لا إله إلا الله، قال: خمسة في ستة كم تصير؟ تصير إلى سوء المصير.

• وكان عمر رضي الله عنه يقول للتجار اجعلوا أول نهاركم لآخرتكم وما بعده لدنياكم

• اللهم أغننا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواكاقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم

• الخطبة الثانية

• الحمدُ للهِ تَعاظمَ ملكوتُه فاقتدرَ، وتَعالى جبروتُه فقهرَ، رفعَ وخفضَ وأعزَّ ونصرَ، وهو العليمُ بما بَطنَ وظهرَ، أحمدُه -سبحانَه- وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستغفرُه، أحلَّ الحلالَ وبيَّنَ طريقَه، وبالطيباتِ أمرَ، وحرَّمَ الحرامَ وأوضحَ سبيلَه، وعن الخبائثِ زَجرَ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه، أرحمُ الخلقِ بالخلقِ، وأنصحُ الناسِ للناسِ، وأشفقُ العبادِ بالعبادِ، فصلى اللهُ وسلم َوباركَ عليه، وعلى آلِ بيتِه ذكوراً وإناثاً، وأصحابِه السادةِ الغُررِ، والتابعينَ ومن تبعَهم بإحسانٍ، ما ليلٌ أدبرَ، وصبحٌ أسفرَ، وأَذَّنَ مؤذنٌ اللهُ أكبرُ.

• أما بعد

• فإننا نحتاجُ تجارا اتقياء نحتاج من يَتجاوزُ عن الفقيرِ، ويُنظرُ المُعسرَ، فعن حُذيفةَ -رضيَ اللهُ عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أُتِيَ اللَّهُ بِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً، فَقَالَ لَهُ: مَاذَا عَمِلْتَ فِي الدُّنْيَا؟، قَالَ: (وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا)، قَالَ: يَا رَبِّ آتَيْتَنِي مَالَكَ فَكُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ، وَكَانَ مِنْ خُلُقِي الْجَوَازُ فَكُنْتُ أَتَيَسَّرُ عَلَى الْمُوسِرِ، وَأُنْظِرُ الْمُعْسِرَ، فَقَالَ اللَّهُ: أَنَا أَحَقُّ بِذَا مِنْكَ، تَجَاوَزُوا عَنْ عَبْدِي"، اللهُ أَكبرُ! شَيءٌ عَسيرٌ عَلى النَّفسِ، ولكنَّهُ يَسيرٌ على مَن يَسَّرهُ اللهُ لَهُ.

• رابعا : اياك والاحتكار

• وَقَدْ رَهَّبَ النَّبِيُّ ﷺ مِنَ الِاحْتِكَارِ.

• وَالِاحْتِكَارُ: هُوَ شِرَاءُ الشَّيْءِ وَحَبْسُهُ لِيَقِلَّ بَيْنَ النَّاسِ؛ فَيَغْلُوَ سِعْرُهُ، وَيُصِيبَهُمُ بِسَبَبِ ذَلِكَ الضَّرَرُ.

• وَالِاحْتِكَارُ حَرَّمَهُ الشَّارِعُ وَنَهَى عَنْهُ؛ لِمَا فِيهِ مِنَ الجَشَعِ، وَالطَّمَعِ، وَسُوءِ الخُلُقِ، وَالتَّضْيِيقِ عَلَى النَّاسِ.

• رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ مَعْمَرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «مَنِ احْتَكَرَ؛ فَهُوَ خَاطِئٌ». أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ, وَفِي رِوَايَةٍ: «لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ»، وَالخَاطِئُ: الآثِمُ، وَالمَعْنَى لا يَجْتَرِئُ عَلَى هَذَا الفِعْلِ الشَّنِيعِ إِلَّا مَنِ اعْتَادَ المَعْصِيَةَ.

• وَالأُمَّةُ تُعَانِي فِي هَذَا الوَقْتِ مِنْ هَذَا الدَّاءِ الوَبِيلِ الَّذِي حَرَّمَهُ الشَّرْعُ الشَّرِيفُ، وَنَدَّدَ النَّبِيُّ ﷺ بِمَنْ فَعَلَهُ؛ وَهُوَ الِاحْتِكَارُ، فَإِنَّ أَكْثَرَ التُّجَّارِ الَّذِينَ يُتَاجِرُونَ فِي السِّلَعِ الغِذَائِيَّةِ، وَمَا أَشْبَهَ مِمَّا يَحْتَاجُهُ النَّاسُ حَاجَةً مَاسَّةً، يَقُومُونَ بِهَذَا العَمَلِ الشَّنِيعِ، وَيَتَوَفَّرُونَ عَلَى صَنِيعِهِ، مِمَّا يُؤَدِّي بِالأُمَّةِ إِلَى الوُقُوعِ فِي الفَوْضَى، وانتشار الفقر وجهد الضعفاء

• «مَنْ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَقَدْ بَرِئَ مِنْ اللَّهِ وَبَرِئَ اللَّهُ مِنْهُ، وَأَيُّمَا أَهْلُ عَرْصَةٍ أَصْبَحَ فِيهِمْ امْرُؤٌ جَائِعًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى»

• فالذي يحتكرُ السلع، ويُضَيِّقُ على المسلمين؛ يُضَيِّقُ اللهُ –تبارك وتعالى- عليه، ومهما جمعَ فإنه سيُحَاسَبُ عليه في الآخرة إن لم يُؤاخَذ به في الدنيا؛ مِن مرضٍ يَمْحَقُ ما عنده؛ لأنَّ هذا الذي أخذَ به وإنْ كان مَنْفَقَةً للسلعةِ –يعني جَالِبًا لارتفاعِ السعرِ لها- إلَّا أنه مَمْحَقَةٌ للبركةِ، فلا يبقى عنده شيءٌ، فكلُّ هذا ممَّا يُبْهَرَجُ أمامَ العينِ وهو مِن فِعلِ الشيطانِ الرجيمِ.

• علينا أنْ نتقي اللهَ في دينِنَا وفي بلدِنا فإنها على شَفَا، ثبَّتَهَا اللهُ وحَفِظَها وحمَاها وهو البرُّ الجوادُ الرحيمُ.

• جمع وترتيب _ ثروت سويف _ امام وخطيب ومدرس

اسئلة متعلقة

...