في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة

المشكلة الثالثة: الحرية والمسؤولية. نص السؤال: هل الإنسان حر أم مقمقيد

السنة الثانية ثانوي 

المشكلة الثالثة: الحرية والمسؤولية. 

نص السؤال: هل الإنسان حر أم مقيد؟

أهلاً بكم اعزائي طلاب وطالبات علم الفلسفة وكل تخصصات السنة الثانية والثالثة في البكالوريا جميع الشعب شعبة آداب و فلسفة ولغات أجنبية وعلوم تجريبية ورياضيات وتسيير واقتصاد وعلوم إنسانية في موقع النورس العربي alnwrsraby. التعليمي المتميز بمنهجية الإجابة الصحيحة والمتفوقة في جميع مواضيع الفلسفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم تحليل نص فلسفي وأهم المقالات الفلسفية المقترحة لهذا العام نموذج تحليلها بطريقة الاستقصاء بالوضع والجلدل والمقارنة لكل الشعب الجزائري كما نقدم لكم الأن إجابة السؤال الفلسفي بمنجية صحيحة بطريقة مختصرة ومفيدة كما نطرح لكم في مقالنا هذا  إجابة السؤال ألذي يقول.....المشكلة الثالثة: الحرية والمسؤولية. نص السؤال: هل الإنسان حر أم مقيد مقترح باك bac 2023 2024 حيث وقد قمنا بنشر جميع المقالات ودروس الفلسفة المتوقعة لهذة العام في صفحة موقعنا النورس العربي alnwrsraby. يمكنكم البحث عن أي مقال أو أي سؤال فلسفي تبحثون أو يمكنكم طرح أسئلتكم المتنوعة علينا في موضعها اعلا الصفحة أو من خلال التعليقات ومربعات الاجابات اسفل الصفحة ونحن سنقدم لكم الأجابة على سؤالكم على الفور والان أحبائي الطلاب والطالبات كما عودناكم أن نقدم لكم  إجابة سوالكم هذا وهي كالتالي......المشكلة الثالثة: الحرية والمسؤولية. نص السؤال: هل الإنسان حر أم مقيد

. الإجابة  هي 

المشكلة الثالثة: الحرية والمسؤولية. نص السؤال: هل الإنسان حر أم مقيد

المقدمة:

تمهيد وظيفي: يعتبر مفهوم الحرية من أكثر المفردات والمصطلحات اللغوية والفلسفية إشكالية، فقد تعددت التعاريف الفلسفية التي أعطيت لها، إلى حد لا نكاد نقع فيه على تعريف جامع مانع لها.....

إبراز العناد الفلسفي: ولقد اختلف الفلاسفة حول الحرية، فهناك من يثبتها ويرى بأن الإنسان حر حرية مطلقة وهناك من ينفيها ويرى بأن الإنسان مقيد بعدة حتميات...

صياغة السؤال: من هنا ورفعا للتعارض والجدال بين الموقفين حق لنا أن نتساءل:هل الإنسان مخير أم مسير؟ وبعبارة أخرى: هل للإنسان القدرة على الاختيار؟

العرض:

01- أنصار الحرية: "أنصار الإثبات والاختيار".

*يعتقد أنصار هذا الاتجاه أن الإنسان حر وأن أفعاله صادرة عنه وهو قادر على الشعور بها.

*الحرية مبدأ مطلق لا يفارق الإنسان وبه يتخطى مجال الدوافع الذاتية والموضوعية.

أفلاطون: عبر عن الحرية في أسطورة الجندي "آر"، والتي ملخصها أن الجندي "أر" الذي قتل في معركة، يعود إلى الحياة من جديد فيروي أن الأموات يطالبون بأن يختاروا بمحض حريتهم مصيرا جديدا لتقمصهم القادم، وبعد ذلك يشربون من نهر النسيان "ليثا" ثم يعودون إلى الأرض وقد نسوا بأنهم اختاروا مصيرهم ويأخذون في اتهام القدر.

المعتزلة: وهي فرقة كلامية إسلامية ترى أن شعور المرء أو إرادته هي العلة الأولى لجميع أفعاله وهي منحصرة في قرارة نفسه.

*الإنسان يحس من نفسه وقوع الفعل على حسب الدواعي والصوارف فإذا أراد الحركة تحرك وإذا أراد السكون سكن.

*ما دام الإنسان يحاسب على أفعاله بالجنة والنار يوم القيامة فهذا حجة على عدل الله.

*لو لم يكن الإنسان حرا لبطل التكليف والتشريف والثواب والعقاب.

العبد هو الذي يخلق أفعاله وهو الذي يسأل عنها لا عن عمل غيره.

*هناك العديد من الآيات الكريمة تثبت ذلك. منها قوله تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، "ولا تزر وازرة وزر أخرى"، "من يعمل سوءا يجزى به"، "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، فهذه الآيات صريحة في القول بأن العبد هو الذي يختار أفعاله.

ديكارت: يرى أن الحرية حالة شعورية ونفسية.

*الشعور بالحرية يكفي دليلا على وجودها.

*الحرية عند ديكارت شيء بديهي لا يحتاج للتحليل والتفسير من خلال قوله "إن حرية إرادتنا يمكن أن تعرف عليها دون أدلة وذلك بالتجربة وحدها التي لدينا عنها".

*يقول أيضا "إننا جد متأكدين من الحرية وليس هناك شيئا نعرفه بوضوح أكثر مما نعرفها".

*يقول الكاتب الفرنسي "بوسويه" مؤيدا ديكارت "إن الإنسان الصحيح العاقل لا يحتاج البرهنة على الحرية فهو يشعر بها في داخله".

كانط: أثبت الحرية عن طريق البرهان الأخلاقي حيث يقول "إذا كان يجب عليك فإنك تستطيع".

*القيام بالواجبات يدل على وجود الحرية.

*فصاحب السوء هو الذي يكون قد اختار بكل حرية تصرفه.

كانط يعتبر الحرية أساس الأخلاق وأن الإنسان المكره على فعل لا يعتبر عمله أخلاقيا.

*دعمه في ذلك الإمام محمد الغزالي في قوله "الإكراه على الفضيلة لا يصنع الرجل الفاضل، كما أن الإكراه على الإيمان لا يصنع الرجل المؤمن".

*العمل الذي لا ينبع عن حرية شخصية سيكون ناقصا ومصطنعا.

برغسون: قسم الأنا (النفس) إلى قسمين: أنا سطحي يتجلى في المعاملات اليومية وهو جانب لا وجود للحرية فيه، وأنا عميق يتمثل في تلك اللحظات التي يجلس فيها الإنسان مع نفسه ويشعر بحريته الكاملة، *إنه يفكر دون قيود، فالحرية بهذا المعنى تدرك بالحدس النفسي، إذ يقول "إن الفعل الحر ليس فعلا ناتجا عن التروي والتبصر، إنه ذلك الذي يتفجر من أعماق النفس".

سارتر:

*إن الإنسان جوهره الحرية، فالحرية اختيار مطلق، وهي مرتبطة بصميم وجوده الإنساني. فهو محكوم عليه بالوجود مثلما هو محكوم عليه بالحرية. من هنا كان مضطرا إلى الاختيار ليصنع نفسه، و يبني ذاته و ماهيته و المعايير التي يحيا بها، و هو اختيار ليس لذاته فحسب و إنما للإنسانية جمعاء، و لهذا يشعر بالقلق و المسؤولية.

*الإنسان لا يوجد أولا ليكون بعد ذلك حرا، وإنما ليس ثمة فرق بين وجود الإنسان وبين حريته.

*الإنسان يوجد أولا ثم يصير بعد ذلك هذا أو ذاك.

*الإنسان مضطر إلى الاختيار والمسؤولية التي تتبع اختياراته باعتبارها خيارات شخصية مرتبطة بالإمكانيات المتوفرة حوله.

*التجربة النفسية تظهر أن الحرية نشعر بها أثناء الفعل وبعده.

*فالندم مثلا تجربة نفسية تدل على أن صاحب الفعل قام بفعله بحرية كاملة.

*الإنسان يشعر بقدرته على إعدام الأشياء أو ما يسمى بالرفض فهو حر في تكوين شخصيته.

*طبق سارتر هذه المبادئ في حياته من خلال رفضه جائزة نوبل للآداب التي منحت له في 22 أكتوبر 1964، وقد كانت أسباب رفضه تسلم الجائزة المغرية والمبهرة خوفه أن تدفن أعماله الأدبية وقلمه حيا، وأن لا يكتب بحرية مرة أخرى.

*السبب الثاني أنه أراد أن يصبح بعيدا عن تقييدات الحياة السياسية.

وقد دافع سارتر أيضا عن حقوق الشعوب المستعمرة في نيل حريتها ولعل كتابه "عارنا في الجزائر" الذي انتقد فيه سلطات بلده نقدا لاذعا خير دليل على ذلك.

*يقول سارتر "لا فرق بين وجودي وحريتي"، "إننا محكوم علينا بأن نكون أحرارا".

*الإنسان مولود حرا ولا يمكن أن يكون إلا حرا.

النقد والمناقشة: 

*لا ننكر ما ذهب إليه هؤلاء مطلقا لكن تأكيدهم بأن الإنسان يمتلك حرية مطلقة، هو رأي فيه كثير من المبالغة، و ضرب من تجاهل واقع مليء بالعوائق و الحتميات. و الفعل الذي يكون مستقلا عن كل إكراه، يكاد يكون شبه مستحيل. ذلك أن الإنسان يعيش واقعا خاضعا لمجموعة حتميات كونية عامة، ليس بإمكانه الخروج عن نطاقها أو إخضاعها. و من هنا يؤكد الفيلسوف الهولندي "سبينوزا" أن الناس يتوهمون أنفسهم أحرار، لأنهم يجهلون الأسباب الحقيقية التي تحكمهم. كما أن القول بأن الشعور النفسي دليل الحرية، هو مجرد ضرب من الخداع النفسي، و أحكام ذاتية لا يمكن البرهنة عليها أو تأكيدها، لأن الإنسان يريد الحرية كإرادة و سلوك عملي يتحقق به و يتحمل مسؤوليته و ليس مجرد شعور غامض و ميتافيزيقي. ضف إلى هذا أن الشعور بالشيء لا يعني بالضرورة امتلاكه. أما الحرية عند سارتر فهي حرية متشائمة يطبعها القلق و المخاطرة، و كأنها نوع من الانتحار (عندما نختار)، و ليس كقيمة و امتياز. ضف إلى هذا أنه يجعل من الإنسان محكوما عليه بالحرية، و كأنّها قانون جبري و ضرورة حتمية.

 فهل يبقى مع كل هذا أي حديث عن حرية الاختيار؟ أو تحمل مسؤولية أي قرار؟

02- نفاة الحرية: "أنصار مذهب الجبر والحتمية".

* يرى نفاة الحرية وهم أنصار "الجبر" وخاصة "الرواقية" و"الجهمية" وأنصار "الحتمية" بأن الإنسان مقيد ولا يمتلك حرية، وقد برهنوا على موقفهم بعدة حجج أهمها: 

*يؤكد أنصار الجبر بأن الإنسان مجبر على القيام بأفعاله بالتالي فهو غير مسؤول لأن غياب الشرط (الحرية) يؤدي إلى غياب المشروط (المسؤولية) ومن بينهم: "الرواقيون" الذين يؤكدون أن العالم يخضع في حركته وفي نشاطه لضرورة مطلقة، وان الحوادث الطبيعية والبشرية يتحكم فيها نظام ثابت أو قوانين عامة تظهر في سلسلة من العلل و الأسباب، وهذا يعني أن ما يحدث للإنسان من خير كالسعادة والصحة والغنى أو من شر كالشقاء والمرض والفقر مفروضة عليه. *لهذا فالإنسان مجبر في كل ما يقوم به من أفعال وتصرفات وأعمال فهو لا يملك أي قدرة على تغيير مصيره وبما أن الإنسان جزء من هذا الكون الذي يمثل الكل خاضع لنظام حتمي إلهي فأن أفعاله قد حددت منذ الأزل ويتضح هذا من خلال قول الرواقية: "عش وفق الطبيعة".

*الإنسان مقيد ومسير وليس حرا، وهو مقيد بعدة حتميات تتحكم في سلوكه.

*السلوك الإنساني يسير في دائرة الحتمية فهو يفتقد إلى عنصر الإرادة وقدرة الاختيار.

*وجود الحتمية يلغي بالضرورة وجود الحرية.

*يرى "الحتميون" أن مبدأ الحتمية قانون عام يحكم العالم ولا يقتصر على الظاهرة الطبيعية فقط بل أيضا على الإرادة الإنسانية.

*لذلك تكون إرادتنا تابعة لنظام الكون لا حول ولا قوة لها.

*ومن أبرز تلك الحتميات نجد:

الحتمية الطبيعية أو الفيزيائية: وتعني أن الإنسان يسري عليه من نظام القوانين ما يسري على بقية الأجسام والموجودات فهو يخضع لقانون الجاذبية ويتأثر بالعوامل الطبيعية.

الحتمية البيولوجية: تتمثل في كون الإنسان يخضع لشبكة من القوانين مثل النمو وانتظام العظام وانتقال الصفات الوراثية (مندل).

الحتمية الاجتماعية: التي يمثلها علماء الاجتماع وعلى رأسهم "دوركايم" قائلا "حينما يتكلم الضمير فينا فإن المجتمع هو الذي يتكلم فينا".

فالأحكام التي يطلقها الإنسان ما هي إلا صدى لثقافة المجتمع.

الإنسان لم يختر اسمه ولا أسرته أو لغته.

نحن نحب ما يحبه المجتمع ونكره ما يكرهه وإن خالفنا عادات المجتمع نعاقب.

الحتمية النفسية: حسب طبيب الأعصاب النمساوي "فرويد" تعني أن الإنسان يخضع لعالم نفسي لا شعوري من رغبات وشهوات ومكبوتات، مثال ذلك أن العنف في الملاعب يرجع إلى غريزة العدوان التي تدفع الفرد إلى التحطيم والتكسير والكتابة على الجدران. 

الجهمية: ترى هذه الفرقة الكلامية بزعامة "جهم بن صفوان" أن كل أفعال الإنسان خاضعة للقضاء والقدر فلا إرادة له ولا اختيار.

الله يخلق في الإنسان الأفعال على حسب ما يخلق في سائر الجمادات.

الأفعال تنسب إلى الإنسان على سبيل المجاز لا الحقيقة. كما تنسب إلى الجمادات.

*ذلك ما أكده زعيم الجهمية بقوله " لا يوصف الإنسان بالاستطاعة فهو كالريشة في مهب الريح".

* الجهمية (الجبرية) بزعامة جهم بن صفوان الذي يؤكد على أن الإنسان يخضع لضرورة متعالية وهي القدرة الإلهية (القضاء والقدر) فالله عز وجل قد خلق الإنسان وحدد أفعاله وسلوكاته بقدرته الكلية المطلقة، لان قدرة الله تستوجب نفي القدرة والإرادة على الإنسان. وقد *اعتمد الجهمية على أدلة منها أن الله وحده الخالق ولا يجب أن يكون هناك خالق غيره، وأن الثواب والعقاب جبر (قضاء وقدر)، كما أن الأفعال تنسب إلى الإنسان على سبيل المجاز لا حقيقة كما تنسب الأفعال إلى سائر الجمادات يقول جهم بن صفوان: "إنه لا فعل في الحقيقة إلا الله وحده وانه الفاعل وأن الناس إنما تنسب إليهم أفعالهم على المجاز"، وحجج شرعية منها قوله تعالى: "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"، "قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله".

النقد والمناقشة: رغم ما قدمه أنصار هذا الاتجاه من أدلة وحجج ومبررات، إلا أنه لا يمكننا التسليم بصحة هذا الرأي مطلقا، ذلك لأن القول بنفي الحرية عن الإنسان باسم الحتمية فيه كثير من النظر، لأنه يدعونا إلى الحديث عن الإنسان و تميزه، فهل يعقل عند هؤلاء أن نساوي بين الإنسان و الجماد، أو بين الإنسان و الحيوان؟ ألا يتميز الإنسان على هؤلاء بعقله و وعيه و قدرته على تسخير الكثير من المخلوقات و الظواهر لخدمته و الاستفادة منها؟ من هنا يمكن القول أن الحتمية النفسية و الطبيعية و الاجتماعية مهما اعترفنا بوجودها، فهي لا تنفي إمكانية الحرية و إمكانية التصرف بالموازاة معها. فأنصار الحتمية لم يفرقوا بين عالم الأشياء الآلي وعالم الإنسان الذي كله وعي وعقل. إذن فوجود قوانين الطبيعة لا يعني أن الإنسان ليس حر. أما بالنسبة للحتمية الاجتماعية فظهور الأبطال والثوار والزعماء الذين خالفو مجتمعاتهم دليل على وجود الحرية.

*أما ما تذهب إليه الجبرية فهو تعطيل للعمل و دعوة للخمول و الكسل. والركون إلى القدر ويصير الثواب والعقاب بلا معنى. كما أنه تشكيك في عدل الله، و هو الذي وصف نفسه أنه أحكم الحاكمين و أنه ليس بظلام للعبيد، لأن ما كتبه الله على العباد تأكيد لصفة علمه المطلق سبحانه، و ليس جبرا للعباد. فإذا كان الإنسان مجبرا فلماذا يعاقبه القانون الإلهي والاجتماعي؟ يتبين لنا إذن أن فهم الجهمية وكثير من الناس في عصرنا للمكتوب والقضاء والقدر فهم خاطئ فهو سابق وليس سائق.

 يتبع في الأسفل 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
المشكلة الثالثة: الحرية والمسؤولية. نص السؤال: هل الإنسان حر أم مقمقيد

السنة الثانية ثانوي

.يتبع

التركيب:

نتيجة للانتقادات الموجهة لكلا الاتجاهين نصل إلى القول بأن هناك تناقضا صريحا بين أنصار الضرورة الجبرية وأنصار الاختيار، فالجبريون ينفون الحرية بصفة مطلقة، وأنصار الاختيار يثبتونها. والنظرة الواقعية تقتضي تبني موقفا وسطا وهو ما أكده "ابن رشد" حيث يعتقد أن الإنسان ليس حرا حرية مطلقة بل حريته محدودة تقتضي أن لا ينسى حرية الآخرين. أيضا يتوسط أبو الحسن الأشعري في الطرح الميتافيزيقي للحرية بين الجبر و الاختيار في القول:" أن الإنسان ليس مجبرا، كما أنه من جهة أخرى لا يمتلك حرية مطلقة يخلق بها أفعاله كما تقول المعتزلة". بل إن الإنسان يمتلك القدرة على كسب الأفعال و توجيهها، فالله خالق كل شيء و خالق الإنسان و خالق الأفعال خيرها و شرها، و أعطى الإنسان قدرة على الكسب. فإن كسب خيرا أثابه عليه، و إن كسب شرا عاقبه عليه. و مثال ذلك الرزق، فالله يخلق الرزق و يقدره بإرادته تعالى، و الإنسان يسعى لكسبه، فإن كسبه حلالا أجر، و إن كسبه حراما عوقب. و من هنا يكون الإنسان مسؤولا أمام الله تعالى.

* أنصار الطرح الوضعي: و هم يرون أن الجدل لإثبات الحرية أو نفيها جدل عقيم، لذلك لا بد من النظر إلى الحرية بنظرة واقعية يمكن ممارستها، بالعمل على التحرر من مختلف القيود. فالحرية و الحتمية ضدان يمكن أن يصدقا معا، أي الاعتراف بالحتمية و العمل للتحرر منها. لهذا تؤكد الماركسية أن الحرية هي وعي الضرورة، و التحرر منها بمختلف المعارف و الإنجازات العلمية و الاختراعات التقنية. لهذا قال أنجلز كل تقدم في الحضارة خطوة نحو الحرية. مما يعني ضرورة تجاوز جعل الحرية مسألة ذاتية، و اعتبارها عملية تحرر مستمر.

الرأي الشخصي: يمكن القول من خلال هذه المشكلة أن الإنسان ليس حرا حرية مطلقة بل محدودة لأنه يخضع لحتميات، كما أنه ليس مجبرا فله الاختيار النسبي في أفعاله وبالتالي فهو بين التسيير والتخيير فالعلم المطلق للخالق وهو أمر لا مفر منه في أي عقيدة دينية أي أن الإنسان يخضع للقدر الذي وضعه له الخالق، لكن هناك حرية اختيار المرء وهو أمر لازم لإثبات مسؤولية الإنسان تجاه أفعاله وهذا ما يبرر العقاب الأخروي في العقائد الدينية. فالحرية إذن عمل وممارسة، بمعنى أن الإنسان يعيش الحرية من خلال تجاوز الحتميات المختلفة...

الخاتمة:

ختاما ومما سبق يمكننا القول بأن الحرية تبقى من أعقد المشكلات الفلسفية، لان القول بأنها مطلقة مبالغ فيه لهذا فهي نسبية ما دام الفرد كلما يتحرر من حتمية إلا ويجد نفسه أمام حتمية أخرى، كما أن التسليم بأنها وهم نفي للوجود الفردي. فبإمكان الإنسان تجسيد الحرية على أرض الواقع وممارستها عمليا وهو ما يعرف بالتحرر. مما يعني قدرة الإنسان على اختيار وتعيين حياته الخاصة ورسمها كما يريد، ذلك ما نجده في قول الفيلسوف الفرنسي "ايمانويل مونييه": "إن كل حتمية جديدة يكتشفها العالم تعد نوطة تضاف إلى سلم أنغام حريتنا".

اسئلة متعلقة

2 إجابة
سُئل مارس 14 في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة النورس العربي
...