هل شعور الذات بذاتها يتوقف على الوعي أم المغايرة والتناقض؟
مقالة جدلية حول الشعور بالذات
أهلاً بكم اعزائي طلاب وطالبات علم الفلسفة وكل تخصصات السنة الثانية والثالثة في البكالوريا جميع الشعب شعبة آداب و فلسفة ولغات أجنبية وعلوم تجريبية ورياضيات وتسيير واقتصاد وعلوم إنسانية في موقع النورس العربي alnwrsraby. التعليمي المتميز بمنهجية الإجابة الصحيحة والمتفوقة في جميع مواضيع الفلسفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم تحليل نص فلسفي وأهم المقالات الفلسفية المقترحة لهذا العام نموذج تحليلها بطريقة الاستقصاء بالوضع والجلدل والمقارنة لكل الشعب الجزائري كما نقدم لكم الأن إجابة السؤال الفلسفي بمنجية صحيحة بطريقة مختصرة ومفيدة كما نطرح لكم في مقالنا هذا إجابة السؤال ألذي يقول.....هل شعور الذات بذاتها يتوقف على الوعي أم المغايرة والتناقض مقترح باك bac 2023 2024 حيث وقد قمنا بنشر جميع المقالات ودروس الفلسفة المتوقعة لهذة العام في صفحة موقعنا النورس العربي alnwrsraby. يمكنكم البحث عن أي مقال أو أي سؤال فلسفي تبحثون أو يمكنكم طرح أسئلتكم المتنوعة علينا في موضعها اعلا الصفحة أو من خلال التعليقات ومربعات الاجابات اسفل الصفحة ونحن سنقدم لكم الأجابة على سؤالكم على الفور والان أحبائي الطلاب والطالبات كما عودناكم أن نقدم لكم إجابة سوالكم هذا وهي كالتالي.......هل شعور الذات بذاتها يتوقف على الوعي أم المغايرة والتناقض
الإجابة هي
مقالة الفلسفة هل شعور الذات بذاتها يتوقف على الوعي أم المغايرة والتناقض
طرح المشكلة : من المشاكل التي ظلت تؤرق الإنسان محاولة التعرف على الذات في مختلف الصفات التي تخصها ؛ بحيث اتجه محور الاهتمام إلى تشكيل بنية الاناء عبر الغير الذي بإمكانه مساعدته إلا أن ذلك لم يكن في حال من الاتفاق بين الفلاسفة الذين انقسموا إلى نزعتين الأولى تعتقد أن مشاركة الآخر أي الغير أضحت امرأ ضروريا والثانية تؤكد على وجوب أن يتشكل الأنا بمفرده عبر الشعور وأمام هذا الاختلاف في الطرح نقف عند المشكلة التالية : هل شعورنا بالأنا مرتبط بالآخر أم انه لا يتعدى كونه شعورا شخصيا ؟. بتعبير أوضح هل الشعور بالأنا يتوقف على الذات أم انه يُبنى على الغير؟.
محاولة حل المشكلة :
الأطروحة الاولى الشعور بالأنا شخصي : يرى أنصار هذه الأطروحة أن الأنا يعيش مع ذاته ويحيا مشارعه بنفسه وبطريقة حرة أي كفرد حر وهذا الامتلاك يكون بمقدوره التعامل مع الواقع بشكل منسجم .
البرهنة : يقدم أنصار هذا الطرح جملة من البراهين ليثبتوا أن الشعور شخصي يتوقف على الأنا ولا مجال لتدخل الغير الذي يعتبره أنصار هذا الطرح عقبة يمكن تجاوزها. ومن بين هؤلاء الفلاسفة نجد الفيلسوف ديكارت الذي أكد بان معرفة الذات متوقفة على الوعي أو الشعور ذلك لان الإنسان ليس كتلة من الغرائز بل هو كائن واع لأفعاله وعن طريق الوعي يدرك انه موجود له ماض ومستقبل وان كل العالم من حوله موجود وان الأنا " الذات" يتأسس كموجود بواسطته ، ومن هنا لا يخرج الوعي عن أن يكون وعيا بالذات أو وعيا بالموضوع ، وبالشعور يتحقق الكائن الواعي كوجود في العالم وذلك عن طريق الحدس كما عبر عن ذلك براغسون وأكد أيضا على ذلك الفيلسوف الفرنسي مان دوبران حيث اعتبر الشعور بالواقع ذاتي وكتب يقول : " قبل أي شعور بالشيء فان للذات وجود" . ويقول أيضا : " إن الشعور يستند إلى التمييز بين الذات الشاعرة والموضوع المشعور به" إذ الشعور مؤسس للانا والذات الواعية بدورها تعرف أنها موجودة عن طريق الحدس ويسمح لها ذلك بتمثيل ذاتها عقليا ويكون الحذر من وقوف الآخرين وراء الأخطاء التي نقع فيها ولقد تساءلا أفلاطون قديما : حول هذه الحقيقة من خلال أسطورة الكهف ، أما سارتر و إدموند هوسرل فقد أكد من زاويتهما أن الشعور هو دائما شعور بشيء ، ولا يمكن إلا أن يكون واعيا لذاته .
النقد والمناقشة : لكن من الملاحظ أن هذه الأطروحة تعرضت لعدة انتقادات منها : إنها نظرية ذاتية وغير موضوعية تعتمد على المواصفات اللغوية بالإضافة إلى أنها ليست واحدة لدى جميع الناس بنفس الدرجة خاصة عند الأطفال الصغار والمرضى . يؤكد الفيلسوف غوسدروف إن الشعور مجرد" خيال وإنتاج لأوهام لا تعرف بنية الفكر الحي ذاتها وليس للشعور مضمون داخلي، فهو في حد ذاته فراغ " . ثم أن الاستبطان أي وعي الذات بذاتها أمر مستحيل لان الذات واحدة ولا يمكن ان تشاهد ذاتها بذاتها . وذلك لان الشعور هو دائما شعور بشيء ؛ ولانا المعرفة تفترض وجود العارف وموضوع المعرفة .
الأطروحة الثانية :" الشعور بالأنا لا يتحدد إلا من خلال الغير" خلافا للموقف الأول وفي سياق علاقة الشعور بالغير يرى أنصار هذا الموقف أن الآخر شرطا ضروريا لوجود الوعي بالذات ؛ إذ الأنا لا يكون أنا إلا بوجود الغير يؤكد الفيلسوف الألماني هيجل أن وجود الآخر ضروريا لوجود الوعي ، إذ وجود الغير ليس مجرد وجود جائز فعن طريق المقابل لي أتعرف على أناي ، وهذا الأنا الذي هو أناي ليس له معنى ، إلا لأنه ليس الآخر. إذ كل معرفة لذاتها تتطلب الاعتراف من قبل الأخر ويتجسد هذا أكثر في جدليته المشهورة جدلية السيد والعبد . والأصدق من ذلك أن الناس خلقوا من اجل التعارف وليس بعيدا عن الصواب القول بان وعي الذات لا يصبح قابلا للمعرفة إلا بفعل وجود الآخر والتواصل معه في جو من التنافس والبروز ومن هنا يمكن التواصل مع الغير، وهو اتصال تمثله العلاقة التي تربط الأنا بالأخر ، وهذه العلاقة هي علاقة تناقض يحصل عنها وعي الذات ووعي الآخر وهو وعي يتكون من خلال الآخر في إطار من الصراع والمخاطرة ، ومن هذه الجدلية يظهر الأنا والأخر في صورة موضوعين مستقلين ، يقفان وجها لوجه ، وان وعييهما يتحددان من خلال إن كلا منهما يثبت ذاته لنفسه ، كما يثبتها للآخر بواسطة الصراع من اجل الحياة أو الموت . وفي هذا أكد باركلي على فكرة المقارنة ، إذ بالفكر نتمكن من عزل الكائنات من اجل التفكير والنظر فيها منفصلة الواحدة عن الأخرى . إذ برغم التشابه والاشتراك إلا أنها أشياء خارجة عن الشعور.
النقد : والمناقشة : لكن إذا كان الشعور بالأنا حتما لابد له أن يمر بالغير . فكيف تحصل معرفته ؟. ثم كيف تحصل معرفة الغير ونحن نجهل الذات ؟. ثم ليس من الصواب أن نعتبر الآخر في هذه الحالة شرا لابد منه ما دام الصاع أساس هذه المعرفة ؟. لكن ما يمكن أن نلاحظه أن الصراع ليس مفهوما أخلاقيا في العلاقات بين الناس ، وخاصة إذا تحول إلى عنف فالواقع يثبت انه مهما بلغت درجة الاختلاف والتباين في تعدد المواقف لا يبرر وجود التناحر والصراع من اجل التدمير، فهذا لا ينطبق على من خلقوا من اجل التعارف والتعاون والتشاور بل يصبح قانونا للغاب دافعه الغرائز والشهوات
التركيب : وعموما نستنتج أن التواصل الحقيقي لا يمكن أن يوجد على صعيد الصلف والإعجاب بالذات وإنما في العمل والإنتاج المشترك الجماعي ، فيه يرفع الستار عن كل ما كنا نعتقد انه هو الذات الفردية أو الجماعية . وبالتأمل ، يدرك الكل بأنه واحد متميز من الجنس البشري ،نشارك معا في صنع الثقافة ، وفي أثناء ذلك، نكتشف الأسس الروحية التي تقوم عليها الحياة الجماعية . وبالإنتاج الذي ننجزه معا، ينشا الاتصال كعلامة عن التواصل الأصيل : والرأي الصحيح هو الذي يرى أن تعاون الجميع في مواجهة الحياة ، في البيت وفي المدرسة ، وفيما تخلفه الكوارث وصوارف الدهر والماسي .هو من يحقق معرفة الأنا معرفة حقيقية .
الخاتمة : إن شعور الإنسان بذاته متوقف على معرفة الآخرين باعتبارهم كائنات تستحق المعاشرة والاحترام والتزكية ؛ ومغايرته لهم ، إن كانت ضرورية لتثبيت الذات وتأكيد خصوصياتها ، لا تكتمل ولا تزدهر إلا بوجود الآخرين والعمل معهم في ظل التعاضد والمحبة ومنه يمكننا أن نختم هذا المقال بالعبارة التالية :إن الشعور بالأنا يكون جماعيا كما انه يرتبط بالأنا انفراديا ومهما يكن فالتواصل الحقيقي بين الأنا والآخر يكون عن طريق الإنتاج المشترك