* مقالة العقل و النقل جدلية
المقــــــدمـــة:
ليس هناك شك في أن التفكير الفلسفي قد بدأ عند اليونان ، إذ تناولو بالدراسة وتأمل موضوعات النفس و الألوهية و العالم...لهذا فالفلسفة اليونانية هي الصورة الكاملة للتفكير الفلسفي الإنساني و تعتبر منهلا لكل الفلسفات اللاحقة و من بينها الفلسفة الإسلامية التي لم يعش أبناؤها منعزلين عما كان موجودا في بقية الحضارات الأخرى و هي عوامل خارجية أما العوامل الداخلية التي ساهمت في نشأتها فتتمثل في القرآن و السنة و هذا ما أدى إلى ظهور مسائل فلسفية أصلية في الفكر الإسلامي خاصة مشكلة التوفيق بين الفلسفة و الدين، لهذا نتسائل هل ينسجم النقل مع العقل؟
الــــــــــعرض:
الــــموقف (1):
يرى أبو حامد الغازالي بأن الفلسفة تعارض الدين لأنها تتنافى صراحة مع أصول الإسلام و قد انتقد في كتابه" تهافت الفلاسفة" الفكر الفلسفي اليوناني .و بعض الفلاسفة المسلمين الذين تأثروا بالفلسفة اليونانية خاصة " الفرابي" و "ابن سينا" في قوله:" يجب القول بكفرهم، ووجوب القتل لمن يعتقد اعتقادهم...و يجب تكفيرهم في ثلاث مسائل: في قولهم بقدم العالم،و انكارهم علم الله بالجزيئات ،و القول بحشر الأرواح ( يوم القيامة) دون أجساد".بالتالي فإنه عارض الفلاسفة في قوله بقدم العالم وهذه مسألة تناقض مبدأ خلق العالم في القرآن الكريم كما عارضهم في قولهم أن العلم الإلهي يشمل الكليات فقط لأنه يشمل الكليات و الجزئيات معا، كما عارضهم في قولهم بحشر النفوس دون الأبدان يوم القيامة وهذا يتناقض مع ما جاء به الإسلام بصريح الكتاب و السنة حيث يقول في كتابه السابق" ونحن لم نلزم في هذا الكتاب إلا تكفير مذهبهم، و التغيير في وجوه أدلتهم، بما يبين تهافتهم". لهذا فالغزالي يرى بأن الدراسات الفلسفية في أغلب جوابنبها الإلهية ، الميتافيزيقية، و أصولها الإغريقية ( اليونانية) مرفوضة عقلا ودينا لأن العقل قاصر عن إدراك هذه الحقائق، إذن فالحكمة اليونانية تتناقض مع الشريعة الإسلامية.
الــــــنقد:
لكن هذا الاعتراض الذي وجهه الغزالي لا يقلل أبدا من شأن و فضل الفلسفة الإغريقية على العرب و الإنسانية جمعاء فليس المهم في تاريخ الفلسفة أن تقبل آراء "أفلاطون" مثلا بل المهم هو أن ننقد هذه الفلسفة، كما أن التاريخ يؤكد بأن هناك فلسفات إيمانية تنسجم مع الشريعة الإسلامية .
المــــوقف(2):
.إذن سلبيات هذا الموقف هي التي أت إلى ظهور موقف آخر يناقضه وهوالموقف النقيض الذي يتزعمه الفيلسوف أبو الوليد بن رشد الذي يرى بأن الفلسفة ( العقل) لا تناقض الدين (النقل) لأنه كان جريئا عندما ألف كتاب تهافت التهافت" يدافع فيه عن الفلسفة في بيئة ناقمة على كل فيلسوف ، أي أن الفلسفة تدعم الدين و تنسجم معه في قوله: " فعل الفلسفة ليس أكثر من النظر في الموجودات و اعتبارها من جهة دلالتها على الصانع و انه كلما كانت المعرفة بصنعتها أتم انت المعرفة بالصانع أتم"، و بهذا اجعل الفلسفة في خدمة علم التوحيد الدين كما بين في عدة آيات قرآنية كقوله تعالى: "فاعتبروا يا أولي الأبصار" و قوله أيضا : " أولم ينظرو في ملكوت السموات و الأرض وما خلق الله من شيء" وهذا نص يحث على النظر في جميع الموجودات لمعرفة الخالق عن طريق العقل( التأمل العقلي) ، أي أن الشرع نفسه يأمر بدراسة الفلسفة و يرى بأن هذه الآيات نصوص على استعمال القياس، و ينتهي ابن الرشد في كتابه"فصل المقال" إلى أن الشريعة الإسلامية إذا كانت حقا وداعية إلى النظر المؤدي إلى معرفة الحق، فإنها حق أي إن الشريعة تتفق مع العقل ( الحكمة) لأن الحق لا يضاد بالحق في قوله:" فإن معشر المسلمين نعلم على يقين أنه لا يؤدي النظر البرهاني إلى مخالفة ما ورد به الشرع فإن الحق لا يضاد بالحق ، بل يوافقه و يشهدله".لقد أصاب ابن الرشد في تأكيده إمكانية الجمع بين التفلسف الصادق و التدين العميق أي في تقريب الدين من الفلسفة
الـــــــــنقد:
لكن من جهة أخرى فإننا لا يمكن إنكار الفروق الواضحة بين الفلسفة و الدين من حيث الطبيعة و الوسيلة و الغاية، لأن الشريعة تعالج أمورا لا تتعرض لها الفلسفة و العكس صحيح ، كما أن التاريخ يؤكد بأن هناك فلسفات تتعارض مع الشريعة لأنها ملحدة.
الـــــــــــــتركيب:
إن الانتقادات الموجهة للموقفين السابقين هي التي أدت إلى ظهور موقف آخر يوفق بينهما وهو: الموقف التركيبي الذي يرى أنصاره بأن الفلسفة تتعارض مع الدين أحيانا و احيانا اخرى تنسجم معه: فهي تتناقض معه إذا عالجت قضايا لا تتفق مع الشرع و تتكامل معه إذا درست مسائل يدعو إليها.( الرأي الشخصي) إلاأن الرأي الصحيح هو الذي يرى بأن هناك تكامل بين الفلسفة و الدين أي يجب عقلنة الدين و ديننة العقل في نفس الوقت.
الــــــــــــخاتمة:
و في الأخير نستنتج بأن اعقل لا تعارض النقل دائما بل قد تنسجم ممعه لأن النقل الإسلامي جزء من التراث الفكري العالمي استوعبت الفلسفة اليونانية من جهةو العقيدة الإسلامية من جهة أخرى و حاولت التوفيق بينهما.
هل الفلسفة الاسلامية اصيلة ام دخيلة؟ (الطريقة الجدلية)
طرح المشكلة :
ان العرب في شبه الجزيرة العربية قبل بزوغ فجر الإسلام لم يكن لهم علوم والعلماء وكانت الأمية هي السائدة عندهم ولما اتسع الفتح الإسلامي وعظمت الخلافة الإسلامية توفرت شروط النهضة الحضارية وظهرت الفلسفة الإسلامية وحول نشأتها اختلفت وجهات النظر بين القائل بأنها امتداد للفلسفة اليونانية و القائل أنها إنتاج عقلي أصيل فهل تعد الفلسفة الإسلامية مجرد استمرار للحركة الفلسفية عند اليونان أم أنها إنتاج عقلي أصيل نابع من البيئة التي أصدرته ؟
الموقف الاول : يري أنصار الموقف الأول وهم مجموعة الفلاسفة المستشرقين من بينهم "ارنست رنيان " ان الفلسفة الإسلامية مجرد امتداد للفلسفات الأخرى وخاصة اليونانية , لأنه يظهر عامل التأثير الخارجي لنشأة الفكر الفلسفي لدي المسلمين من خلال الاحتكاك الحضاري بالشعوب و الامم الداخلة في الاسلام حيث تم تقارب واندماج مباشر فتأثروا بثقافتهم و مذاهبهم وظهرت تيارات فكرية حرة ونما الفكر الفلسفي من خلال الترجمة و النقل و هذا ما جعل "رنيان " يقول "ان الفلسفة الإسلامية ما هي الا فلسفة يونانية مكتوبة بأحرف عربية إسلامية" إضافة إلي تأثر "الفارابي" بكتاب "أفلاطون" الجمهورية وكتب علي منواله "المدينة الفاضلة" وكذالك شرح "ابن رشد"لكتاب "أرسطو" في الطبيعيات وغيرها كما أكد بعض الفلاسفة غلي ان العرب ليس لهم فلسفة وليعرفون إلا الأدب و الشعر وهذا ما أكده "هنري كوريان " كما قيم الكثير من المفكرين )رينان ،كوزان ،جونييه) الشعوب الي سامية (اقل تركيب تتميز بالغباء) وأخري آرية تتميز بالعبقرية لهذا يقول "رنيان" "انا اول من عرف ان الجنس السامي اذا قوبل بالجنس الهندي الاوروبي يعتبر حقا تركيبا ادني للطبيعة الإنسانية فالروح السامية تمتاز بالوحدة و البساطة اما الروح الارية فاءنها تمتاز بالكثرة و النقد : " ان القو ل بان الفلسفة الإسلامية تأثرت بالفلسفات الاخري مقبول لكن لا يعني انها لم تضف شيئا فهم ابدعوا فيم بعد لانشاء فلسفة خاصة بهم تميزهم عن الفلسفات الاخري وما فكرة التمييز بين الاجناس الا تفكير عنصري و علماء البيولوجيا اثبتوا بالأدلة العلمية بطلات الدعوي العنصرية ووجود جنس له خصائص ثابتة .
الموقف الثاني : هذا ما أدي بالموقف النقيض للقول بان الفلسفة الاسلامية اصلية نابعة من بيئتها ومن بينهم "روجي غارودي" "زيغويد مونكة" في كتابة "شمس العرب تسطع علي العرب " الذي يؤكد فيه ان المسلمين لهم فلسفة وما يؤكد اقوالهم ان الفلسفة الاسلامية لها عوامل داخلية ادت الي نشوئها ومما القران والسنة وكذلك اللغة العربية ففي القران ايات تدعو الي التفلسف وهذا في قوله تعالي " ادع الي سبيل ربيك بالحكموو الموعظة الحسنة وجا ءلهم بالتي هي احسن" وفي هذا دعوة صريحة للتفلسف اي التفكير والتامل وهي دعوة نجدها في ايات كثيرة كقوله تعالي "اولم ينظروا الي ملكوت السماوات و الارض ومت خلق الله من شئ " وقوله " فاعتبروا يااولي الابصار" دون اهمال القياس و الاجماع لان هناك جزئيات كثيرة تتطلب من المسلمين الاجتهاد لهذا يقول "عبدالحليم محمود" ان كتب الفلسفة لم تترجم في الحسن البصري وواصل بن عطاء الذين عاكوا بعض المشكلات الفلسفية وابدوا اراء فيها مثل قضية الجبر و الاختيار"لم تكن الكتب الفلسفية اليونانية مترجمة اذ ذاك الي اللغة العربية مع ذلك فاءن المشكلات الفلسفية الخاصة بالتنزيه و العدالة وصلة الله بالانسان والعالم قد أثيرت ونوقشت وابدي زعماء الفكر الإسلامي فيها رأيهم"
نقد : هذا الطرح صحيح نسبيا كونهم نسو ان الفلاسفة المسلمين احتكوا بغيرهم من الفلاسفة وتأثروا فالاحسان لايبدع من العدم وبهذا تاثروا باليونان.
التركيب : هذا الجدل يجعلنا نفر بتضافر العملين فالفلسفة الإسلامية في بدايتها أخذت هذا الجدل يجعلنا اخذت من الفلسفات الاخري ثم انتقلت فيم بعد الي الإبداع و التجديد وهذا من خلال أعمال "ابن رشد" في العلاقة الدين و الفلسفة و"ابن خلدون" في علم العمران وغيرهما
الخاتمة : نستنتج ان الفلسفة الاسلامية اصيلة ودخيلة في الوقت نفسه الانها مرت بمرحلة النقل والترجمة ثم مرحلة الإبداع والتجديد .وتعتبر بذلك حلقة مترابطة لتاريخ الفكر الفلسفي...
هل الفلسفة الإسلامية امتداد للفلسفة اليونانية
مقدمة :
قد تععدت الفلسفات واختلفت مناهجها وكل فلسفة انتجت بدورها علوما ومن اهم هده الفلسفات الفلسفة اليونانية والفلسفة الاسلامية وهناك من شكك فى اصل الفلسفة الاسلامية بقوله انا سوى امتداد للفلسفة اليونانية قياترى مامدى صحة هدا القول وهل الفلسفة الاسلامية ابداع ام اتباع عرض الطروحة الاولى التى تفيد ان الفلفسفة الاسلامية ليست امتداد للفلسفة اليونانية يرى مناصرىهده الاطروحة بقيادة الكندى وابن خلدون انا الفلسفة الاسلامية فلسفة ابداع وانتاج للعلوم ويبررون موقفهم بان الفلسفة الاسلامية قد انتجت علم الكلام واستطاعت ان تحارب المنحرفين الضالين كما ان الفلسفة الاسلامية لم تتبع الفلسفة اليونانية حيث انها استطاعت ان تننتج علوما شت وقد قد تعددت مناهج الفلسفة الاسلامية.
نقد:
هده الاطروحة نسبية يمكن نقدها بالقول انا الفلسفة الاسلامية ظهرت بعد تاثرها واحتكاكها بالفلسفة اليونانية
عرض الاطروحة الثانية
التى تفيد ان الفلسفة الاسلامية امتداد للفلسفة اليونانية يري انصار هده الاطروحة بقيادة المستشرق رينان انا الفلسفة الاسلامية هى اقتباس وتحديث للفلسفة اليونانية كما ان الفلسفة الاسلامية ظهرت بعد التاثر بالفلسة اليونانية والاحتكاك بها كما انها ادخلت عامل الدين فقط وغيرت فى الفلسفة حتى اصبحت اسلامية
نقد. هده الاطروحة نسبيه فالفسفة الاسلامية ظهرت فى وقت وجب عليها الظهور فيه وليس بعد التاثر بالفلسفة اليونانية وهى ليست امتداد للفلسفة اليونانية
التركيب الراى الشخصى وكتاسيس لراى شخصى يصح القول بان الفلسفة الاسلامية امتداد وابداع فلقد تاثرت بالفلسفة اليونانية وابداع من حيث انها استطاعت ان تنتج عديد من العلوم
الخاتمة :
الفصل فى المشكل وعلى ضوء ما درسناه وكاستناج للفصل فى المشكل نستطيع ان نقول ان الفلسفة الاسلامية امتداد للفلسفة اليونانيه حيث انها تاثرت بها والفلسفة الاسلامية ابداع من حيث انها استطاعت ان تفرض هيبنها على الساحة الفلسفية بانتاجها للعلوم وتععد مناهجها.