هل يمكن دراسة الظاهرة النفسية دراسة تجريبية مقالة جدلية
مقالة فلسفية باك 2024
أهلاً بكم اعزائي طلاب وطالبات علم الفلسفة وكل تخصصات السنة الثانية والثالثة في البكالوريا جميع الشعب شعبة آداب و فلسفة ولغات أجنبية وعلوم تجريبية ورياضيات وتسيير واقتصاد وعلوم إنسانية في موقع النورس العربي alnwrsraby. التعليمي المتميز بمنهجية الإجابة الصحيحة والمتفوقة في جميع مواضيع الفلسفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم تحليل نص فلسفي وأهم المقالات الفلسفية المقترحة لهذا العام نموذج تحليلها بطريقة الاستقصاء بالوضع والجلدل والمقارنة لكل الشعب الجزائري كما نقدم لكم الأن إجابة السؤال الفلسفي بمنجية صحيحة بطريقة مختصرة ومفيدة كما نطرح لكم في مقالنا هذا إجابة السؤال ألذي يقول.....هل يمكن دراسة الظاهرة النفسية دراسة تجريبية مقترح باك bac 2023 2024 حيث وقد قمنا بنشر جميع المقالات ودروس الفلسفة المتوقعة لهذة العام في صفحة موقعنا النورس العربي alnwrsraby. يمكنكم البحث عن أي مقال أو أي سؤال فلسفي تبحثون أو يمكنكم طرح أسئلتكم المتنوعة علينا في موضعها اعلا الصفحة أو من خلال التعليقات ومربعات الاجابات اسفل الصفحة ونحن سنقدم لكم الأجابة على سؤالكم على الفور والان أحبائي الطلاب والطالبات كما عودناكم أن نقدم لكم إجابة سوالكم هذا وهي كالتالي.......هل يمكن دراسة الظاهرة النفسية دراسة تجريبية مقالة جدلية
الإجابة هي
هل يمكن دراسة الظاهرة النفسية دراسة تجريبية ؟
الطريقة: جدلية
طرح المشكلة :
إن النتائج الدقيقة و اليقينية التي حققتها علوم المادة الجامدة (فيزياء، كيمياء،...) بتطبيق المنهج التجريبي ، و اقتحام هذا المنهج لميدان علوم المادة الحية أو البيولوجيا .جعل علوم أخرى تسعى لاكتساب الموضوعية بهذا المنهج و هي العلوم الكيفية المتمثلة في العلوم الإنسانية التي تهتم بدراسة الواقع الإنساني ، ومن بين الأبعاد التي تدرسها هذه العلوم نجد البعد النفسي الذي يهتم بدوره بالحوادث النفسية وقد تضاربت آراء العلماء والفلاسفة حول إمكانية تطبيق هذا المنهج على الظاهرة النفسية ؛ فمنهم من يتبنى منطق الاستحالة ومنهم من يتبنى منطق الإمكان ، فهل يمكن دراسة الظاهرة النفسية دراسة تجريبية ؟
محاولة حل المشكلة :
الأطروحة الأولى: يرى أنصار هذا الرأي أنه من الاستحالة تطبيق المنهج التجريبي على الظاهرة النفسية و قد قدم أنصار هذا الرأي مجموعة من الحجج تمثلت في مختلف العوائق التي تقف أمام التجربة و هي على ثلاث مستويات:
فعلى المستوى الأول نجد عوائق تتعلق الظاهرة النفسية و التي تتجلى من خلال خصوصيات الظاهرة من بينها أنها حادثة إنسانية فردية، كما أنها حادثة معقدة و متشابكة يتداخل فيها الاجتماعي مع النفسي ، وتخضع للزمكانية ( التغير الدائم للشعور) ، و بالإضافة إلى هذا كله نجد أن الظاهرة النفسية ذات طبيعة كيفية بحيث يمكن وصفها فقط ولا يمكن قياسها والتعبير عنها بلغة الكم والتقدير ، كما شخصية أي يميزها طابع الخصوصية فهي حادثة حدسية ذاتية لا يمكن أن يعرفها أو يعبر عنها إلا صاحبها مباشرة.
أما على المستوى الثاني نجد عوائق في تتعلق بالمنهج ؛ فإذا كانت الملاحظة ضرورية في المنهج التجريبي فإنها تتعذر بصورة مباشرة في الظاهرة النفسية ؛ و هذا لما للظاهرة النفسية من وقائع كيفية شعورية، وإذا تعذرت الملاحظة يؤدي إلى استحالة الفرض الذي يؤدي بالضرورة استحالة إحداث التجربة و استنتاج قانون؛ و كما يصعب تطبيق مبدأ الحتمية و التعميم ؛ بالإضافة إلى هذا نجد أن الظاهرة النفسية لا تقبل التكرار لكونها ظاهرة متشابكة.
و أما على المستوى الثالث فنجد عوائق تتعلق بالدارس للظاهرة و خاصة منها الذاتية فدراسة ظاهرة نفسية تختلف من شخص لأخر، لأنها تخضع لذاتية الباحث واتجاهاته وعقيدته وانتمائه وتأثير مكانته في أحكامه، ونفي الموضوعية على الدراسة النفسية ما هو إلا نفي لعلمية الظاهرة .
نقد : مما لا شك فيه أن هناك عوائق ، غير أنه ينبغي أن نؤكد بأن هذه الاعتراضات والعوائق لا تستلزم الرفض القاطع لعلمية الظاهرة النفسية، لأن بعض العلماء استطاعوا أن يكونوا موضوعيين إلى حد ما، وأن يتقيدوا بشروط الروح العلمية.
الاطروحة الثانية : يرى أنصار هذا الرأي أنه من الإمكان تطبيق المنهج التجريبي على الظاهرة النفسية، ودراستها دراسة موضوعية. و يمكن التعامل معها كظاهرة قابلة للملاحظة ووضع الفروض والتأكد بالتجربة كحسم للنتيجة والوصول إلى صياغة القوانين،و يعتبر علم النفس من أواخر العلوم التي استقلت عن الفلسفة حيث أصبح مستقل بموضوعه ويمكن دراسته بمقاييس تجريبية تتجاوز العوائق النفسية.
وقد كانت البداية الحقيقة لهذا التأسيس مع أعمال رواد علم النفس الحديث ومن أشهرهم (فيخنر) و (ووندت) وهذا الأخير كان له في إنشاء أول ( مخبر تجريبي لعلم النفس ) في ألمانيا لكن ووندت كان يعتقد أن المنهج التجريبي لا يمكن أن يكون منهجا لدراسة جميع مواضيع علم النفس إلا أنه كان يؤكد بالرغم من ذلك بإمكانية دراسة المواضيع النفسية دراسة موضوعية.
وقد أعطى (جون واطسن) دفعا قويا لهذه النظرة السلوكية التي تهتم بفهم النفس الإنسانية انطلاقا من دراسة الأفعال السلوكية التي يقوم بها الإنسان كاستجابات لمؤثرات ومنبهات بيئية، وقد استفاد ( واطسن) من تجارب ( بافلوف) وجعلها مفتاحا للدراسة المخبرية والمعالجة الإحصائية للبيانات واستعمال الأجهزة الكهربائية لدراسة المنبهات في التأثير على سلوك الإنسان، يقول (جون واطسن): « إن علم النفس كما يرى السلوكي فرع موضوعي وتجريبي محض من فروع العلوم الطبيعية هدفه النظري التنبؤ عن السلوك وضبطه... ويبدو أن الوقت قد حان ليتخلص علم النفس من كل إشارة إلى الشعور ».
فنجد أن علماء النفس استطاعوا بالتجربة استنتاج قانون لقياس الذكاء (العمر العقلي/ على سنوات العمر X 100) ، و تصميم جملة من الاختبارات النفسية تكشف الخلل الموجود في شخصية الإنسان ، وكما أنهم صنعوا أجهزة للكشف عن الكذب و القلق.....
نقد:
مما لا شك فيه أن علم النفس قد تجاوز الكثير من الصعوبات التي كانت تعرقله وتعطله، لكن رغم ذلك لا يجب أن نبالغ في اعتبار الظواهر النفسية موضوعا لمعرفة علمية بحتة ، لأن الحادث الاجتماعي حادث إنساني لا يستوف شروط العلم.
التركيب
ان علم النفس علم من نوع خاص ليس علما استنتاجيا كالرياضيات و ليس استقرائيا كالفيزياء ، وإنما هو علم يبحث عن الوسائل العلمية التي تمكنه من فهم نفسية الانسان وتفسيرها ، و على هذا الأساس فإن القول بأن الظاهرة النفسية لا يمكن لها أن تكتسب صفة العلمية لكونها تدرس حوادث تفتقر إلى شروط العلم أمر مبالغ فيه ، كما أن القول بإمكان الظواهر النفسية أن تصبح علما دقيقا أمر مبالغ فيه أيضا.
حل المشكلة :
في الأخير يمكن أن نؤكد أن الظاهرة النفسية علم له موضوعه الخاص و يتبع في ذلك منهجا يتفق مع طبيعة الموضوع لكن هذا يتوقف على التزام العالم بالشروط الأساسية للعلوم وخاصة الموضوعية، وعليه فإن علمية الظاهرة النفسية تتوقف على مدى التزام العلماء بخصائص الروح العلمية والاقتراب من الموضوعية.