في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة

مقال الظاهرة النفسية هل يمكن دراسة الظاهرة النفسية دراسة علمية موضوعية

 الظاهرة النفسية في الفلسفة 

تحليل نص الظاهرة النفسية باك 2022 

أهلاً بكم اعزائي طلاب وطالبات علم الفلسفة وكل تخصصات البكالوريا شعبة آداب و فلسفة في موقع النورس العربي alnwrsraby.net التعليمي المتميز بمعلوماته الصحيحة والمتفوقة في جميع مواضيع الفلسفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم أروع المقالات الفلسفية المقترحة لهذا العام لكل الشعب الجزائري كما نقدم لكم الأن إجابة السؤال الفلسفي بمنجية صحيحة بطريقة مقالة وهي إجابة السؤال ألذي يقول.....هل يمكن دراسة الظاهرة النفسية دراسة علمية موضوعية مقترح بك 2022 حيث وقد قمنا بنشر جميع المقالات ودروس الفلسفة المتوقعة لهذة العام في صفحة موقعنا النورس العربي alnwrsraby.net يمكنكم البحث عن أي مقال أو أي سؤال فلسفي تبحثون أو يمكنكم طرح أسئلتكم المتنوعة علينا في موضعها اعلا الصفحة أو من خلال التعليقات ومربعات الاجابات اسفل الصفحة ونحن سنقدم لكم الأجابة على سؤالكم على الفور والان أحبائي الطلاب والطالبات كما عودناكم أن نقدم لكم إجابة سوالكم هذا وهي كالتالي....... مقال الظاهرة النفسية هل يمكن دراسة الظاهرة النفسية دراسة علمية موضوعية

مقال الظاهرة النفسية

 الإجابة هي 

نص السؤال: هل يمكن دراسة الظاهرة النفسية دراسة علمية موضوعية؟

إن أبسط تعريف لعلم النفس أنه العلم الذي يدرس الإنسان في بعده النفسي، كيف يفكر؟ وكيف يتم إحساسه بالأشياء؟ وما هي طبيعة العواطف التي تثور في نفسه؟ وكيف تنطلق ذكرياته؟...ومعنى ذلك أن الحادث النفسي يشكل موضوعا خصبا لعلم النفس. ونظرا لما تتميز به الظاهرة النفسية من خصائص يميزها عن غيرها من الظواهر خاصة الفيزيائية منها. نشأ عن ذلك اختلاف بين الفلاسفة والعلماء في نظرتهم إلى موضوع هذه الظاهرة وإمكانية دراستها تجريبيا، وظهر بذلك اتجاهان: أحدهما ينفي إمكانية الدراسة التجريبية للحادث النفسي، والآخر يؤكد إمكانية دراسته علميا بواسطة المنهج الاستقرائي. من هنا حق لنا أن نتساءل: هل يمكن تطبيق المنهج التجريبي في مجال الدراسات النفسية؟ وهل يصلح الحادث النفسي لأن يكون موضوعا للمعرفة العلمية؟

يرى عدد من المفكرين والفلاسفة والعلماء أمثال "وليام جيمس" و" ج.س.مل" أنه لا يمكن أن تكون الحوادث النفسية موضوعا للدراسة العلمية التجريبية. ويؤسس أنصار هذا الطرح موقفهم على مسلمة مفادها: أن الدراسة العلمية التجريبية للظواهر ترتبط ارتباطا وثيقا بطبيعة العلاقة القائمة بين الذات الدارسة وموضوع الدراسة. فإذا كانت هذه العلاقة منفصلة حيث تكون الذات مستقلة عن الموضوع، كما هو الحال في مجال العلوم الطبيعية تكون الموضوعية ممكنة. أما إذا كانت العلاقة متصلة حيث تكون الذات مندمجة في الموضوع وجزء منه، كما هو الحال في مجال الدراسات النفسية يكون الموضوعية متعذرة. ولقد دعموا موقفهم أيضا بأدلة وحجج منها: أن الحادثة النفسية لا تشبه الأشياء المادية (الظواهر الطبيعية)، فهي تتميز بجملة من الخصائص تحول دون الدراسة العلمية لهذه الظاهرة، وتجعل من الوقوف على القوانين التي تحدد صورتها أمرا مستحيلا. ولعل أبرز هذه الخصائص هي أن الحادثة النفسية موضوع لا يعرف السكون فهي متغيرة، ولا تشغل حيزا مكانيا معينا كما هو الشأن في الظواهر الطبيعية، فلا مكان للشعور أو الانتباه، ولا حجم للتذكر أو الحلم. إنها سيل لا ينقطع عن الحركة والديمومة، كثيرة التغير والتبدل لا تثبت على حال. فلو طبقنا عليها الدراسة التجريبية لقضينا على طبيعتها....وتكون النتائج أيضا غير دقيقة. بالإضافة إلى أن الحادثة النفسية شديدة التداخل والتشابك، فالإدراك يتداخل مع الإحساس، والذكاء مع الخيال، والانتباه مع الإرادة...كما أنها فريدة من نوعها لا تقبل التكرار، فالحادث النفسي يجري في الزمن النفسي الذي لا ينعكس على نفسه عكس الزمن الفيزيائي. ثم إن النتائج المستخلصة بعد دراستها تكون لها صبغة ذاتية يعوزها التعميم. توصف الحادثة النفسية أيضا بأنها كيفية يمكن وصفها باللغة فقط، ولا يمكن قياسها، فالعواطف والأفراح والأحزان مشاعر تتميز بالكيف لا تقبل الكم أو القياس، وما لا يقاس ليس فيه من العلم شيء.

زيادة على أنها حادثة باطنية داخلية لا يدركها مباشرة سوى صاحبها، فلا يمكن الإطلاع عليها بالملاحظة الخارجية وهو ما يرفضه العلم. أضف إلى ذلك، أنها شخصية تتعلق بالذات التي تعانيها لا بالذوات الأخرى. هذه الخصائص وغيرها تشكل عقبات أمام تطبيق المنهج التجريبي المعروف في العلوم الطبيعية على الحادثة النفسية.

لكن ورغم ما قدمه هؤلاء من أدلة وتبريرات، إلا أن الأحكام التي أصدروها تتميز بالتشدد، خاصة إذا علمنا أنهم أرادوا أن يقيسوا علمية علم النفس بمقياس وضع أصلا لقياس علمية العلوم الطبيعية. بالإضافة إلى هذا، بقي هؤلاء سجناء التصور الكلاسيكي عن المنهج التجريبي وما يتصل به من مفاهيم كالملاحظة والتجربة والقياس والحتمية والموضوعية. كما أن الواقع يثبت أن عددا من العلماء قد استطاعوا اقتحام بعض العوائق وتحقيق قدر من الموضوعية بتكييف المنهج التجريبي مع طبيعة الظاهرة المدروسة.

في المقابل يرى عدد آخر من المفكرين والعلماء أنه يمكن أن تكون الحوادث النفسية موضوعا للدراسة التجريبية، كغيرها من الظواهر الأخرى. ومن المسلمات التي اعتمد عليها هؤلاء أن التقدم الذي أحرزه العلماء في مجال الدراسات النفسية ورغبة الباحثين في تحقيق الدقة والموضوعية، قد مكن علماء النفس من آليات منهجية أكثر ملاءمة لطبيعة الظاهرة النفسية. ويرجع الفضل إلى علماء قدموا خدمات جليلة مهدت لنشأة علم النفس وتطوره. ولعل أبرزهم "فونت .wundt" الذي حاول وضع أسس علم النفس التجريبي، وهو الذي أسس أول معمل لعلم النفس في ألمانيا، واتخذ بعد ذلك علم النفس معنى واتجاها جديدا بازدياد عدد علماء النفس الذين تخلوا عن دراسة الخبرة الشعورية بواسطة الاستبطان إلى دراسة السلوك، وقد بدأ الاهتمام الكبير بالدراسة الموضوعية للسلوك بتجارب العالم الفيزيولوجي "بافلوف. Pavlov"، الذي اكتشف ظاهرة المنعكس الشرطي. وفي نفس السياق أسس "جون واطسون" المدرسة السلوكية. وأكد على أن كل دراسة للسلوك الإنساني ينبغي أن تلاحقه في مظاهره الخارجية التي تظهر لنا في صورة (مثير – استجابة) يمكن تتبع الاستجابات التي يرد بها الإنسان على كل مؤثر، ومن ثمة الوصول إلى قوانين تحدد السلوك والى حتمية تتيح إمكانية التنبؤ. ولا يكون ذلك ممكنا إلا بفضل استخدام المنهج الموضوعي الذي يقوم على دراسة الحادثة النفسية وملاحظتها في وجهها الخارجي بقطع النظر عن باطنها الوجداني الشعوري. وفي هذا يقول "واطسون": "إن علم النفس كما يراه السلوكي فرع موضوعي وتجريبي محض من فروع العلوم الطبيعية، هدفه النظري التنبؤ بالسلوك وضبطه...ويبدو أن الوقت قد حان ليتخلص علم النفس من كل إشارة إلى الشعور". بالإضافة إلى كل هذا فقد أدخل العلماء القياس إلى مجال الدراسات النفسية، كقياس بعض القدرات العقلية أو المهارات الحركية وذلك باستخدام الأجهزة وأدوات خاصة تضمن الموضوعية والدقة في القياس. مثال ذلك: قياس قوة التحمل، أو سرعة التعب، أو مهارة الأصابع، أو نسبة الذكاء...إلخ.

لكن ورغم هذا، ورغم الأعمال الجبارة التي قام بها علماء النفس ومساهمتها في تطور علم النفس وانفصاله عن الفلسفة تدريجيا. ومع ذلك فلا غنى للباحث الموضوعي من التعرف على الوجه الباطني للحادثة النفسية إذا أراد إكمال معرفته، لأن الحادثة النفسية في أساسها باطنية، كما أن أعمال التجريبيين والسلوكيين لا تعني بأي حال من الأحوال أن علم النفس تجاوز كل العوائق. إذن لا ينبغي المبالغة في اعتبار الحوادث النفسية موضوعا لمعرفة علمية بصورة مطلقة، لأن ذلك يؤدي بنا إلى إزالة طبيعتها الإنسانية.

يمكننا القول إذن وتجاوزا للانتقادات الموجهة لكلا الاتجاهين، أنه يمكن أن تكون الحوادث النفسية موضوعا للدراسة العلمية مع مراعاة خصوصيتها، وبالتالي نعتبر علم النفس علما على منواله. فالقول بأن علم النفس لا يمكن أن يتأسس كعلم، بدعوى أنه يدرس ظواهر تفتقر إلى الشروط الأساسية التي يقوم عليها العلم أمر مبالغ فيه. كما أن القول بأنه يمكن أن يكون علما موضوعيا و دقيقا في نتائجه، كدقة نتائج علوم المادة الجامدة أمر لا يخلو من المغالاة. ويمكن القول أن الحوادث النفسية من طبيعة خاصة، تختلف جوهريا عن طبيعة موضوعات العلوم الأخرى، فهي حوادث عناصرها متشابكة متشعبة وهو ما يفسر تعدد المدارس في علم النفس وكذا تعدد المناهج. ولهذا الاعتبار فإن علم النفس جدير بأن يعد من مجموع العلوم من حيث اعتماده الدراسة العلمية أسلوبا في البحث والتقصي.

ختاما ومما سبق، وكمخرج للمشكلة يمكننا القول أن الحادثة النفسية بالرغم من أنها ذات طبيعة خاصة تميزها عن غيرها، فإنها قابلة للدراسة العلمية، وبذلك يمكن القول أن علم النفس علم على منواله...

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
مقال الظاهرة النفسية هل يمكن دراسة الظاهرة النفسية دراسة علمية موضوعية
0 تصويتات
بواسطة
الموضوعية في علم النفس

 #كيف_تبرهن_على_صحة_الاطروحة_القائلة

( لم يتقدم علم النفس في مجال الدراسات السيكوتوجية الا يوم ادرك العلماء ان الموضوعية ليست حكرا على العلوم المعروفة باالتجريبية )

   طرح المشكلة

يعد علم النفس فرعا من فروع العلوم الانسانية وهو العلم الذي يهتم بدراسة علىو تفسير السلوك البشري من وجهتين الداخلي وهو الشعور والخارجي وهو السلوك قصد فهم جملة العوامل المتحكمة في الحياة النفسية ولكون الظاهرة النفسية حميمية وباطنية معقدة سادت اطروحة تعتقد ان خصائص الظاهرة النفسية تشكل صعوبات وعوائق ابيستيموتوجية تحول دون بلوغ الموضوعية في ميدان الدراسات النفسية لكن اصرار علماء النفس على اتباع الاسلوب العلمي والمقياس التجريبي ادى لظهور اطروحة رائدة تؤكد انه بامكان الدراسات السيكولوجية ان تحرز نتائج معتبرة لان الموضوعية ليست حكرا على العلوم الفيزيائية وان المنهج الاستقرائي الذي جاء بنتائج هامة في تفسير الظواهر الطبيعية يمكنه تحقيق نفس النتائج في مجال علم النفس فكيف يتسنى لنا التاكيد على صحة مسلمات هذه الاطروحة رربحجج و براهين ونقد خصومها ممن عارضوا التجريب في دراسة الحياة النفسية. ؟

محاولة حل المشكلة

تقوم هذه الاطروحة على مسلمة قوية و هي اللتي سوف نقوم بعرضها و اثبات صحتها انطلاقا من امكانية الاستعانة بالمنهج التجريبي في علم النفس والتمكن من تجاوز العوائق الإبيستمولوجية من أجل احراز التقدم في تفسير السلوك الإنساني والتنبؤ به

لقد تصدى علماء النفس النزعة الكلاسيكة و ااشعورية التي اعتقدت ان الاحوال النفسية يطغى عليها الجانب الشعوري الذي لا يمكن ملاحظته لذلك قام علم النفس الحديث علة مسلمة أخرى والمتمثلة في الاهتمام باالجانب السلوكي والابتعاد عن الجانب الشعوري لان الشعور حالة ميتافيزقية غامضة و غير قابلة للملاحظة بينما السلوك الإنساني يظهر الباحثين من خلال التغيرات اافبزيولوجبة والاضطرابات السلوكية فكانت الخطوة الاولى هي التركيز على السلوك و ليس على الشعور فالاحوال النفسية لها وجها خارجيا يمكن ملاحظته وهو من هنا يبدا المنهج الاستقرائي فمثلا الخجل ظاهرة نفسية تظهر في اظرابات النطق احمرار الوجه الخ الخوف أو الفوبيا تظهر من تسارع دقات القلب والعزلة في حالة ما يعرف.                                                  

اذ يؤكد انصار هذه الاطروحة ان لكل حالة نفسية وجها خارجيا يدل عليها وحتى القدرات العقلية تترجم فب سلوكات الذكاء يظهر فب قدرة الشخص على تجاوز العقبات وحل المشكلات العملية والذاكرة في القدرة على الاسترجاع...... الخ

لقدت بدات الاساليب العلمية في مجال السيكولوجيا بعد انتشار النزعة المادية التي رفضت ااتفسيرات الفلسفية ونادت بإعتماد ااملاحظة و التجربة فكانت المبادرة للفيزيولوجي الفرنسي (ثييودور ريبو)الذي كان له الفضل في تاسيس علم النفس التجريبي حيث اصبحت اادراسات النفسية لها علاقة بفبزيولوجيا الدماغ وهو الشيئ الذي ادى الى ظهور علم النفس الاكلينيكي والعيادي فانتشرت العيادات النفسية عبر العالم وكانت ألمانيا أول بلد ينشا مخابر لعلم النفس بفضل مجهودات الفيزيولوجي (فيبر)

ان بلوغ ااموضوعية في ميدان السيكولوجيا كان كذلك بفضل المدرسة السلوكية بزعامة الأمريكي (واطسن. الذي الح على ضرورة دراسة وملاحظة السلوك دون الشعور وذلك بعد استفاد من تجارب الفيزيولوجي الروسي. بافلوف الذي اختص في علم النفس الحيواني حيث حاول اثبات ان السلوك هو مجرد ردود أفعال لمؤثرات خارجية شانه شان باقي الظواهر التي تخضع لمبدأ الحتمية وهذا ما استنتجه بعد كان يقدم الطعام الكلب متزامنا مع قرع الجرس وبعد تكرار العملية أصبح الحيوان يسيل لعابه بمجرد سماع صوت الجرس و من هنا اكد بافلوف ان السلوك هو استجابات طببعية لمؤثرات خارجية و يخضع للسببية وبالتالي يمكن ااتنبؤ بنوع الاستجابة اذا استطعنا معرفة جملة العوامل المتحكمة فيها .وهكذا فإن المدرسة السلوكية قد قامت بثورة في علم النفس الحديث عندما ازاحت التفسيرات الفلسفية يقول ( واطسن ) ان الشعورمجرد خرافة وهو مبهم فموضوع علم النفس هو الحركة القابلة للملاحظة): ان الظواهر النفسية تخضع لشروط فيزيولوجية يمكن قياسها بالتقدير الكمي أي تمكن علماء النفس من ربط علم النفس بما يعرف (بفبزيولوجيا الدماغ)

فقد اصبحت الدراسات السيكولوحية والمتعلقة بالاضطرابات السلوكية ترتبط بنشاط الدماغ وتخضع السببية و الحتمية يقول (واطسن) :(ان علم النفس كما يرى السلوكي فرع من فروع العلوم الطبيعية انه شعبة تجريببة موضوعية فهو علم السلوك وليس الشعور)

 ويقول (بول فريس):(ليس هناك ما بمنع من قيام علم النفس العلمي الذي اثبتت الدراسات نجاحه) ان علم النفس اذن قد استعان بالمنهج التجريبي معتبرا الظواهر النفسية تشبه الظواهر البيوكبميائية والبيو فيزيائية

تدعيم الاطروحة بحجج و براهين :

من بعد عرضنا لمسلمات الاطروحة القائلة بٱمكانية بلوغ الموضوعية فب تفسير السلوك الإنساني سوف ندعم الاطروحة ببعض ااحجج الواقعية و العلمية لإثبات صحتها. وتتمثل في النجاحات التي تحقفت في مجال الدراسات النفسية بعد ان اعتمدت على الملاحظة والتجربة المدعمة بالألات مثل جهاز قياس نشاط الدماغ وانشاء المعامل السيكولوجية في العديد من الدول الغرببة كألمانيا انجلترا روسيا وكان الفيزيولوجي الألماني ( فيبر). اول من ساعد على انشاء مخبر لعلم النفس في ألمانيا حيث استعان بالمنهج الرياضي والاحصاء ا وتحويل الحالات النفسية من الوصف والكيف الى التعبير الكمي باستعمال اللغة الرمزية مثل قياس الذكاء الاحساس الادراك واستعمل الباحثون اساليب المقارنة بين الحيوان والانسان و بين الاسوياء و المنحرفين -و قد استطنعوا المواقف في المخابر لتحليل السلوك البشري-

و هكذا اكدت هذه الدراسات العلمية بأن علم النفس قد تخلص من الطرق التقليدية . التي تمحورت حول فهم الشعور فاصبحت الأبحاث الحديثة تهتم بالمظهر الخارجي الفيزيولوجي للسلوك مما ادى الى نجاح العلماء في وضع العديد من النظريات العلمية و افسير المثير من الحوادث النفسية كالانفعالات ، الانحراف، صعوبات التعلم عند الطفل ، مشاكل الذاكرة...الخ...

لقد تطور تلم النفس الحديث و ظهرت تخصصات عديدة مثل علم النفس الطفل ، المراهق ، علم النفس الصناعي، و علن النفس التربوي، و قد ساعدت الابحاث النفسية على نشر التوعية و توجيه المربين الى الحذر من مرحلة الطفولة التي تلعب دورا في التنشئة السليمة للطفل .

عرض منطق الخصوم و نقدهم :

باالرغم من ذلك فإن لهذه الاطروحة خصوم و معارضون وهم الذين يعتقدون بعدم امكانية اخضاع الأحوال النفسية للبحث التجريبي على غرار العلوم الطبيعية ذلك بسبب خصائص الظاهرة النفسية ووجود عوائق ابيستمولوجية التي تحول دون نجاح التجريب في علم النفس . وقد ذكر الرافضون للدراسة العلمية بعض الخصائص وهي ان النفس البشرية شعورية حميمية لا يدركها الا صاحبها و لايمكن تفسيرها بدقة و موضوعية كما انها ظاهرة خفية يتعذر ملاحظتها . يقول احد المفكرين لا احد يعرف ان كنت جبانًا أو طاغية الا انت . فالآخرون لا يعرفونك ، كما تتميز الاحوال الشعورية بالديمومة اي الاستمرارية و التغير . انها لا تخضع لقوانين ثابتة. فلا يمكن دراستها باعتماد مبدأ الحتمية لأن نفس الأسباب لا تؤدي الى نفس النتائج في الاحوال الانسانية ، فمثلا تتعد أسباب الحزن و تختلف من شخص لآخر فقد تكون غامضة مجهولة او لأسباب اقتصادية او وراثية بيولوجية او عاطفية ، لالحياة النفسية اذا متشابكة و معقدة لايمكن ضبط العوامل المؤثرة فيها. كما ان النزعة الاستبطانية و المدرسة الكلاسيكية قد أكدت على الجانب الشعوري لأن الانفعالات و القلق و الكآبة حالات شعورية وجدانية قابلة للوصف و الفهم فقط بواسطة اللغة و الذاكرة ، فاذا كانت اللغة وسيلة لوصف الشعور فإنها تعجز في الكثير من الأحيان، كما يمكن للذاكرة ان تخون يسبب النسيان و عليه فإن نتائج الدراسات تبقى بعيدة عن الموضوعية .

يقول "كاني غيلام" : « ان علم النفس هو فلسفة تعوزها الدقة » . ثم ان الظواهر النفسية كيفية لا يمكن قياسها فالعواطف و الأهواء و المشاعر لا يمكن حسابها عدديا لأنها معنوية ،و بالتالي تحتاج الى التعاطف و الفهم مع الظاهرة لذلك قيل ان الظواهر النفسية قابلة للفهم و ليس التفسير .

النقد :

لكن انصار هذه الاطروحة قد تجاهلوا مجهودات علماء النفس في تجاوز الصعوبات و تمكنهم من تعديل المنهج حسب طبيعة الظاهرة ، فإذا كانت الأحوال النفسية خفية و باطنية فإن الحل لدى المدرسة السلوكية هو ملاحظة التغيرات الخارجية اي السلوك الذي يدل على الحالة الشعورية ، كما ان المنهج الاستبطاني أي تأمل النفس لذاتها بذاتها ، فاشل لا يمكن الاعتماد عليه. لأنه ليس بمنهج علمي ، فهو فلسفي ميتافيزيقي لم يتخلص من عائق الذاتية و قد رفضه الكثير من المفكرين من بينهم الفيلسوف "اوقيست كونت" (الذي قال ساخرا من الاستبطان : « لا يمكن للعين ان ترى نفسها و لا يمكن ان تفتح النافذة لترى نفسك تمشي في الشاعر)

ان نجاح الدراسات النفسية كان بفضل الاساليب العلمية الي جعلت الظاهرة النفسية متعلقة بعلم الفيزيولوجيا لذلك فقد استطاعت ان تتجاوز العوائق الابستيمولوجية ،

خاتمة :

نستنتج كمخرج من مسألة اثبات صحة الاطروحة المتعلقة ببلوغ الموضوعية في مجال السيكولوجيا ان المنهج العلمي قد حقق نجاح ملموسا في تفسير الكثير من الظواهر النفسية بواسطة علم النفس التجريبي و العيادي و علينا ان نأكد صحة مسلمات هذه الاطروحة التي استطعنا ان ندعمها بحجج و براهين.

...............................................................................

اسئلة متعلقة

...