تحضير درس الفلسفة الحديثة 2 باك
طرح الإشكالية : الفلسفة الحديثة --- درس خاصة بالسنة الثانية اداب وفلسفة
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ ملخص تحضير درس الفلسفة الحديثة
الإجابة هي كالتالي
الفلسفة الحديثة
طرح الإشكالية : الفلسفة الحديثة --- درس خاصة بالسنة الثانية اداب وفلسفة
تميز الفكر في القرون الوسطى في أوروبا باعتماده المطلق على الدين المسيحي ورفضه كل ماله علاقة بالعقل ، وكانت النتيجة تخلف عام في كل أرجائها ، فما كان من فلاسفة هذا العصر إلا العودة إلى استخدام العقل
الفلسفة الحديثة وتجاوز سلطان الفكر التقليدي (الكنسي)
أولا ـ الأخذ بمرجعية العقل الفلسفة ودورها في عقلنة واقع الانسان وظواهر الطبيعة
تجاوز فلاسفة العصر الحديث الفكر التقليدي عندما تسلل شكهم إلى مسلمات كانت تمثل حقائق مطلقة ، وكان للفيلسوف الفرنسي روني ديكارت 1596 ـ 1650 م الفضل في ذلك ، من خلال الشك المنهجي الذي طبقه على كل ما وصله من معارف ، بما فيها الشك في وجوده ، واستمر على ذلك إلى أن انتهى به الشك لنقطة لا يمكن أن يتجاوزها إلى غيرها ، فتوقف شكه عندما فشل في الشك في كونه يشك ، وهنا تأكد له انه يفكر ، وبما أنه يفكر فهو موجود . ومن هنا وبعد أن وضع قدميه على أسس صحيحة ، إذ تبين له بما لا يدع مجال للشك انه موجود. هنا فقط بدأ في بناء نسقه الفلسفي . معتمدا على أربعة قواعد هي :
القاعدة الأولى :أن لا اسلم بشيء إلا أن اعلم انه حق.
القاعدة الثانية :أن اقسم كل مشكلة تصادفني إلى ما وسعني التقسيم.
القاعدة الثالثة:أن أسير بأفكاري بنظام فأبدأ بأبسط الموضوعات وأسهلها معرفة ثم ، ارتقي بالتدرج إلى معرفة أكثر تعقيدا .
القاعدة الرابعة :أن أقوم بإحصاء كل المسائل التي درستها .
فكانت هذه القواعد تدفع الفكر للشك في المعلومات ، وفي طرق اكتساب تلك المعلومات ، فأصبح الشك عبارة عن امتحان نمتحن به معارفنا وقوانا العقلية ، وليس مجرد الشك من اجل الشك .
ثانيا ـ الأخذ بمرجعية التجربة(معيار الحقيقة عند التجريبيين هو التجربة)
عارض فرنسيس بيكون 1561 ـ 1626 المعرفة السكولائية المدرسية التي انتشرت في العصر الوسيط ، في أهم كتبه" التجديد الكبير" والذي كان يهدف من خلاله تجاوز الفكر التقليدي وإرساء دعائم منهج علمي جديد ، أو الاورغانون الجديد ، قال عنه فولتير : " لم يكن قاضي القضاة بيكون يعرف الطبيعة ، بيد انه عرف وحدد جميع الدروب التي تقود إليها ، لقد احتقر في سن مبكرة ما كان المجانين المعتمرون القبعات المربعة يعلمونه باسم الفلسفة في البيوت الصغيرة المسماة معاهد ، وقد بدل كل ما في وسعه كي لا تستمر تلك الجماعات التي نصبت نفسها مدافعة عن كمال العقل البشري في إفساد هذا العقل بماهياتها ، بتلك الكلمات التي اكتسبت هالة من الوقار بفعل الجهل والتي أصبحت مقدسة من جراء مزجها على نحو مثير للسخرية بالدين " ولأجل تكوين العقل الجديد لا بد من منطق جديد ، ولن يتحقق أي تقدم في هذا الاتجاه إلا إذا تجاوز العلماء الأوهام التي كانت تحد من نشاط العقل ، وقد جمعها في أربعة أنواع ، وهي :
ـ أوهام القبيلة: مصدرها طبيعة الإنسان فهي تشترك بين جميع الأفراد ، فالناس ميالون إلى تعميم بعض الحالات دون التأكد من صحتها ، والافتراض في الطبيعة من النظام أكثر من ما هو متحقق فيها ، ويتصورون فعل الطبيعة على مثال الفعل الإنساني ، وهذه هي أوهام القبيلة عند بيكون ، ويقول فيها ول ديورانت :( هي أوهام طبيعية بالنسبة إلى البشرية عموما )،
أوهام الكهف : وهي ناشئة من الطبيعة الفردية لكل منا ، فالطبيعة الفردية بمثابة الكهف الأفلاطوني ، فنظرتنا إلى العالم تتأثر بما في ذاتنا .يقول ول ديورانت في كتابه قصة الفلسفة عن هذه الأوهام :( هي الأخطاء التي يختص بها الإنسان الفرد ، لأن لكل إنسان كهفا خاصا به يعمل عل تحريف أضواء الطبيعة ، هذا الكهف هو طبعه كما كونته الطبيعة ومزاجه أو حالة جسمه وعقله)
ـ أوهام السوق : وتنشا هذه الأوهام من الألفاظ ، فإن الألفاظ تتكون نتيجة الحاجات العملية والتصورات العامية ، فتوضع ألفاظ لأشياء غير موجودة يقول ول ديورانت عن مصدر هذه الأوهام إنها : ( تنشا من التجارة واجتماع الناس ، فالناس يتخاطبون باللغة التي فرضت كلماتها على الناس وفق لعقلية أهل السوق والعامة من الناس)
أوهام المسرح :وهي آتية مما نتخذه من النظريات المتوارثة ، والتي تتمتع بمقام ونفوذ ، وتتكون من المطالعة والعرف والسلطة .يقول فيها ول ديورانت :(هي أوهام انتقلت إلينا من نظريات الفلاسفة إذ أن جميع الأنظمة الفلسفية التي نتلقاها عن الفلاسفة من وقت لآخر ليست سوى روايات مسرحية تمثل عالما خلقه الفلاسفة أنفسهم بطريقة روائية مسرحية ، إن العالم كما يصفه أفلاطون ليس سوى عالم أفلاطون بل يصور أفلاطون أكثر مما يصور العالم) .
كيف استثمر تطور العلم في جعل هذه النظرية تنويرية ؟
الفلسفة الحديثة والتنوير
أولا : تحرير وعي الإنسان :ساهمت الفلسفة في العصر الحديث في نشر الوعي بحقوق الإنسان خاصة من خلال الأعمال التي وضعها الفيلسوف الفرنسي فولتيرVoltaire 1694 ـ 1778 وقد بلغت 99 كتاب حارب بها الفساد والخرافات بضراوة وفعالية أكثر من لوثر وكالفن . فكان معارض عنيد للكنيسة ولكل عقيدة لا تعرف التسامح وتضع الإيمان فوق العقل فالمسيحي عنده يسلم أمره دون قيد إلى كتابين يعتقد أنهما مقدسان التوراة والإنجيل ، ولكن هل لهذا الإيمان مسوغ أو أساس شرعي ؟ جواب فولتير على هذا السؤال لا . ويعلل نفيه بان مختلف أقسام التوراة ليست لها نفس صيغة الصحة. و الأناجيل لم تحرر رأسا في زمن المسيح بل كتبت بعد مائة عام من وفاته
جدلية الفكر والمادة
وفي هذا العصر تجدد الصراع بين المثاليين والماديين حول العلاقة بين الفكر والمادة .
1ـ الفكر اسبق من المادة
يرى هيجل 1770 ـ 1831. أن الوجود الحقيقي هو العقل ومن هنا اتصفت فلسفته بالمثالية ، والعالم ينظمه مبدأ الجدل والجدل عنده حركة فكرية تعتمد على التصور العقلي ، والجدل هو المسؤول على كل ما يطرأ في الكون من متغيرات في كل المستويات الجامدة والحية
2 ـ المادة اسبق من الفكر
اطلع كارل ماركس 1818 ـ 1883 م على الجدل الهيجلي ، كما اطلع على النقد الذي وجهه فويرباخ لهيجل ، فآمن ماركس بمنهج الجدل الهيجلي لكن بعد أن طعمه بمادية فويرباخ ، يقول انجلز : " كنا وحدنا تقريبا اللذين عملا لإنقاذ الديالكتيك الواعي من المثالية بما فيها الهيجلية نفسها وذلك بإدخاله في المفهوم المادي عن الطبيعة ، فالطبيعة هي محك الاختبار للدياكتيك فهي تعمل على نحو ديالكتيكي لا على نحو ميتافيزيقي." وطبق ماركس ذلك على الطبيعة والمجتمع ، فالطبيعة عنده تتطور عن طريق الجدل بين عناصرها ، وكل شيء فيها يتضمن نقيضه ، إن الماء مثلا إذا وضع على النار يتحول إلى بخار ، ويخرج عن طبيعته المائية ، ولا يحدث التغير فيه بأي قوة خارجية بل بسبب تناقضات موجودة داخل الماء .
3 ـ من الماورائيات إلى العلم الوضعي
عرفت الفلسفة الحديثة رؤية جديدة لكيفية تطور الفكر البشري ، وقد قدم الفيلسوف الفرنسي أوغست كونت 1798 ـ 1857 تصورا قسم فيه مراحل تطور الفكر البشري إلى ثلاثة مراحل أولها المرحلة اللاهوتية ثم المرحلة الميتافيزيقية ثم المرحلة الوضعية
خاتمة : إن الفلسفة الحديثة كإنتاج فكري إنساني ، هي صرح عظيم وبناء شامخ بلا شك ومع ذلك فإنه لا يمكن القول بأنها تتفوق في تنوع مذاهبها وتوجهاتها وفي أصالة مناهجها وفعاليتها وطرائقها وفي عمق غاياتها وخصوبة نتائجها على أي إنتاج فلسفي نراه منسوبا إلى اليونان أو المسلمين ، إلا أن ما يميزها بالدرجة الأولى هو تركيزها على تحصيل المعرفة بمختلف أبعادها جزئية كانت أو شاملة ، نظرية كانت أو عملية. وان كان لها ما يميزها فذلك لأنها تزامنت مع ثورة علمية لم يسبق لها نظير وبالطبع تأثرت بهذا التحول .