مقالة استقصاء بالوضع حول الفلسفة الحديثة 2 ثانوي تجاوزت الفلسفة الحديثة سلطان الفكر التقليدي بالتجربة دافع عن صحة هذه الأطروحة
مقالة عن الفلسفة الحديثة استقصاء بالوضع
تجاوزت الفلسفة الحديثة سلطان الفكر التقليدي بالتجربة دافع عن صحة هذه الأطروحة
سنة ثانية ثانوي اداب وفلسفة بكالوريا 2024
الأستاذ أنور سبحي
أهلاً بكم اعزائي طلاب وطالبات علم الفلسفة وكل تخصصات السنة الثانية والثالثة في البكالوريا جميع الشعب شعبة آداب و فلسفة ولغات أجنبية وعلوم تجريبية ورياضيات وتسيير واقتصاد وعلوم إنسانية في موقع النورس العربي alnwrsraby. التعليمي المتميز بمنهجية الإجابة الصحيحة والمتفوقة في جميع مواضيع الفلسفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم تحليل نص فلسفي وأهم المقالات الفلسفية المقترحة لهذا العام نموذج تحليلها بطريقة الاستقصاء بالوضع والجلدل والمقارنة لكل الشعب الجزائري كما نقدم لكم الأن إجابة السؤال الفلسفي بمنجية صحيحة بطريقة مختصرة ومفيدة كما نطرح لكم في مقالنا هذا إجابة السؤال ألذي يقول.....تجاوزت الفلسفة الحديثة سلطان الفكر التقليدي بالتجربة دافع عن صحة هذه الأطروحة مقترح باك bac 2023 2024 حيث وقد قمنا بنشر جميع المقالات ودروس الفلسفة المتوقعة لهذة العام في صفحة موقعنا النورس العربي alnwrsraby. يمكنكم البحث عن أي مقال أو أي سؤال فلسفي تبحثون أو يمكنكم طرح أسئلتكم المتنوعة علينا في موضعها اعلا الصفحة أو من خلال التعليقات ومربعات الاجابات اسفل الصفحة ونحن سنقدم لكم الأجابة على سؤالكم على الفور والان أحبائي الطلاب والطالبات كما عودناكم أن نقدم لكم إجابة سوالكم هذا وهي كالتالي....... مقالة استقصاء بالوضع حول الفلسفة الحديثة 2 ثانوي تجاوزت الفلسفة الحديثة سلطان الفكر التقليدي بالتجربة دافع عن صحة هذه الأطروحة
الإجابة هي
تجاوزت الفلسفة الحديثة سلطان الفكر التقليدي بالتجربة دافع عن صحة هذه الأطروحة
طرح المشكلة :
لقد عاشت الحضارة الأوروبية في القرون الوسطى أحد أسوأ لحظات تاريخها وأكثرها تخلفا ، حتى سميت تلك العصور بعصر الظلمات لأن الكنيسة أحكمت سلطتها على العقل وكبلته ، إلى أن جاءت الفلسفة الحديثة محاولة تجاوز هذا النوع من التفكير وتحرير المعرفة الإنسانية ، ولقد شاع لدى الفلاسفة والمفكرين بأن الفلسفة الحديثة اعتمدت على الأخذ بمرجعية العقل لتجاوز سلطان الفكر التقليدي ، ولكن هناك فكرة تناقضها ترى بأن التجربة الحسية هي من أيقضت الإنسان من سبات الفكر الكلاسيكي، وتبدو هذه الأطروحة صحيحة ومشروعة وجب الدفاع عنها بحجج شخصية ، فكيف يمكن الدفاع عن الأطروحة القائلة بأن ( الفلسفة الحديثة تجاوزت الفكر التقليدي بالتجربة ) بحجج وبراهين شخصية ؟
محاولة حل المشكلة :
عرض منطق الأطروحة يرى أنصار الأطروحة والذي يمثلها التجريبيون وعلى رأسهم ( فرانسيس بيكون ، جون لوك ، دافيد هيوم ( أن الفلسفة الحديثة استطاعت تجاوز الفكر التقليدي والأخذ بمرجعية التجربة ، فالعقل عندهم ملكة تابعة للتجربة الحسية ، وهو عاجز عن إنشاء أفكار ذاتية خاصة ، بل إنه ( العقل ( ليس أكثر من مستودع للخبرات والصور الحسية ، ومنه فكل المدركات العقلية ما هي في الحقيقة سوى خبرات حسية تحصلنا عليها شيئا فشيئا نتيجة انطباع صور المحسوسات ، إذ يؤكدون أن التجربة هي مصدر جميع معارفنا ، فالمعرفة الإدراكية في تصورهم هي نتيجة تألف جميع الإحساسات ومعنى ذلك أن المعرفة المتحصلة تنتج عن تألف بين الإحساس والإحساس المركب ) والذي يكون شعورا أو انطباعا أو إدراكا حسيا ) ، فالمعرفة الإنسانية متولدة من التجربة والخبرة ، فالعقل البشري صفحة بيضاء والتجربة هي التي تخط عليه ما تشاء ، يقول جون لوك لوك في هذا الصدد : " لنفرض أن العقل صفحة بيضاء خالية من جميع الصفات فكيف يمكن أن يكتسب للإنسان ذلك ؟
إني أجيب باختصار من التجربة .
وعليه فلا شيء في الذهن إلا سبق وجوده في الحس ، يقول لوك : " إن ما في الأذهان انعكاس لما في الأعيان .. فكل معرفة أصلها حسي وبالتالي لا وجود لمبادئ فطرية وأفكار قبلية في العقل لأن كل المعارف بعدية تكتسب بالتجربة الحسية ، يقول لوك : " لو كان الناس يولدون وفي عقولهم أفكار فطرية لتساووا في المعرفة " . كما يعتبر الإحساس أساس كل معرفة وهذا ما يعكسه قوله الشهير : " لو سألت الإنسان متى بدأ يعرف الأجابك متى بدأ يحس " ، إذ أن كل المكتسبات المعرفية مصدرها التجربة والخبرة لهذا فمن فقد حسا فقد معرفة كما قالها أرسطو قديما وهيوم حديثا فالحواس هي وسيلة اتصال الفرد بالعالم الخارجي أما العقل وما ينطوي عليه فهو انعكاس للمعطيات التجريدية ، يقول لوك في هذا المنوال : " الحواس والمدركات هما النافذتان اللتان ينفذ منهما الضوء إلى الغرفة المظلمة ( العقل )
ومعنى ذلك أن الخبرة الحسية هي مصدر كل معارفنا إلى العالم الخارجي ، وبالتالي فكل المعارف عند الحسبين بعدية مكتسبة بالتجربة الحسية ، وعلى هذا الأساس يكون الإحساس هو مصدر المعرفة والمتحكم في المدركات والموجه لها ومن ثم التمييز بين الإحساس والإدراك وجعل الإحساس أعلى مرتبة من الإدراك . إذن فلا وجود لأفكار فطرية في العقل ، بل كل أفكارنا إكتسبناها عن طريق العادة أو التكرار ) التجربة الحسية ) ، وهذا ما أكده في قوله : " إن علمنا بأنفسنا وعقولنا يصلنا عن طريق الحواس ، وما العقل إلا مجرد أثر من آثار العادة .. فالعقل وفق جون ستيوارت من إذا ترك لوحده بمعزل عن التجربة الحسية فلن ينتج إلا الأوهام ، يقول : إن البرهان الوحيد على أن الشيء مرئي هو أن الناس يرونه بالفعل ، والدليل الوحيد على الناس هو أن يسمعونه بالفعل ، وهكذا في سائر التجربة
كل حقيقة مهما كان نوعها ومصدرها يجب الشك فيها ولا يمكن قبول إلا الفكرة الواضحة وهي الفكرة البديهية التي لا تقبل الشك ومصدر الحكم على الأفكار هو العقل كأعدل قسمة بين الناس وهنا بالذات أصبح التراث الفكري الكنسي في خطر لأنه لا يتوافق مع العقل ومن الأفكار البديهية عند ديكارت نجد الدوبيتو : " أنا اشك إذن أنا أفكر " ، والكوجينو : " أنا أفكر إذن أنا موجود " ، وهنا بدأ ديكارت بالشك في وجود العالم الخارجي وانتهى إلى حقيقة لا يمكن الشك فيها وهي حقيقة الذات المفكرة ، ولما كانت الرياضيات تمثل النموذج الأرقى بين العلوم من حيث الصدق دعا ديكارت إلى تطبيق المنهج الرياضي الاستنتاجي على الفكر ، حيث يبدأ من الأفكار الفطرية المستمدة لصدقها من كونها إلهية المصدر ثم يستنتج ما يلزم عنها من أفكار ضرورية ، الحواس تكون في كثير من الأحيان مطية لخداعنا ، وقد بين كذلك أن الإحساس لا يمدنا بمعرفة كاملة ويقينية ، وأن العقل هو أعدل قسمة بين الناس بما ركب فيه من أفكار فطرية هو أساس كل معرفة ، وفي هذا الصدد يقول ديكارت : لقد رأيت الحواس تخدعني ، وليس من الحكمة أن نطمئن كل الأطمئنان إلى من يخدعنا ولو لمرة واحدة .
نقد وتقييم منطق الخصومة
لمن المبالغة حصر المعرفة في العقل وحده ، بالرغم من أن العقل ملكة إنسانية خالصة مميزة له عن الحيوان ، إلا أنه لا يمكن إنكار دور الحواس في المعرفة الإنسانية ، ففي غياب معطيات الحس لا يمكن للعقل أن يبني المعرفة ، كما أن عالم المثل الذي تحدث عنه أفلاطون والأفكار الفطرية التي ذكرها ديكارت تبقى فرضيات ذاتية غير مثبتة بل هي مسلم بها عندهما فقط ، ولا يمكن أن نغفل كذلك عن قصور العقل ، فلو كانت هنالك أفكار فطرية في العقل لاشترك الجميع في نيل وبلوغ المعرفة ، وهذا ما يرفضه الواقع، حيث نجد الجاهل والعالم ، الذكي والغبي ... الخ ، كما أن العقل قد يخضع للأهواء والعواطف والرغبات ، وقد تكون الأحكام الصادرة عن العواطف أصدق وأنبل من الأحكام الصادرة عن العقل .
الدفاع عن الأطروحة بحجج وبراهين :
ومن خلال ما سبق يمكننا القول بأن الأطروحة القاتلة ( الفلسفة الحديثة تجاوزت الفكر التقليدي بالتجربة ( صحيحة ومشروعة ولنا أدلة كثيرة تثبت ذلك ، حيث أكد دافيد هيوم
أن الإدراكات العقلية ما هي إلا نسخة من الانطباعات الحسية ، إذ يقسم لنا الإدراك إلى انطباعات وأفكار ، والانطباع عنده يطلق على أي تجربة حسية ، أو عاطفة أو انفعال يظهر في أذهاننا أول مرة ، أما الفكرة فهي نسخة باهتة من الانطباع ، ومهما وصلت الفكرة درجة الوضوح والدقة فإنها لا تبلغ درجة وضوح الانطباعات الحسية ، يقول دافيد هيوم : " وهكذا كافة أفكارنا التي هي إدراكات خافتة ، صور تحاكي إنطباعاتنا التي هي إدراكات ناصعة إذن فلا وجود الأفكار فطرية في العقل ، بل كل أفكارنا إكتسبناها عن طريق العادة أو التكرار ( التجربة الحسية ) ، وهذا ما أكده في قوله : " إن علمنا بأنفسنا وعقولنا يصلنا عن طريق الحواس ، وما العقل إلا مجرد أثر من آثار العادة
محاولة حل المشكلة :
وفي الأخير يمكننا القول بأن الأطروحة القائلة بأن ( الفلسفة الحديثة تجاوزت الفكر التقليدي بالتجربة ) صحيحة ومشروعة وجب الأخذ بها وبرأي مناصريها فالتجربة الحسية تمكننا من الاتصال المباشر بالعالم الخارجي فيمد العقل بالمعطيات الحسية ، فلمعرفة مكتسبة وليست فطرية وليس هناك عالم يكتسب منه الإنسان المعرفة سوى العالم الخارجي الحسي ، وهذا العالم يتصل به عن طريق الحواس، ومن هنا كانت الحواس الخمس هي نوافذ الإنسان الوحيدة اكتساب المعرفة وأي غياب لها يعني غياب تام للمعرفة