خطبة عن شهر رجب 1445 خطبة رجب مكتوبة ملتقى الخطباء رجب شهر حرام
خطبة رجب _"ملتقى الخطباء
خطبة عن شهر رجب 1445 2024
فضل رجب
مرحباً بكم زوارنا في موقعنا النورس العربي يسرنا بزيارتكم أن نقدم خطبة الجمعة مكتوبة ومؤثرة بعنوان رجب شهر حرام خطبة عن شهر رجب 1445 خطبة رجب مكتوبة ملتقى الخطباء رجب شهر حرام
وهي كالتالي
خطبة جمعة بعنوان
رجــــــَب شــــهــــــرٌحــــــــــــرامٌ
الخطبة الاولى
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺪﺍﻧﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﻭﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻟﻨﻬﺘﺪﻱ ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﻫﺪﺍﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ،
ﻳﺎ ﺭﺑَّﻨﺎ ﻟﻚ ﺍﻟﺤﻤﺪُ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﺠﻼﻝِ ﻭﺟﻬﻚَ ﻭﻋﻈﻴﻢِ ﺳﻠﻄﺎﻧﻚ،
ﺳُﺒﺤﺎﻧﻚَ ﻻ ﻧﺤﺼﻲ ﺛﻨﺎﺀً ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻧﺖ ﻛﻤﺎ ﺃﺛﻨﻴﺖَ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ..
الحمد لله الذي خلق خلقه أطواراً .
وصرفهم كيف شاء عزة واقتداراً .
وأرسل الرسل إلى الناس إعذارا منه وإنذارا .
فأتم بهم نعمته السابغة وأقام بهم حجته البالغة،
فنصب الدليل وأنار السبيل وأقام الحجة وأوضح المحجة، ، ،
فسبحان من أفاض على عباده النعمة وكتب على نفسه الرحمة ...
أحمده والتوفيق للحمد من نعمه وأشكره على مزيد فضله وكرمه ..
فلك المحامد والثناء جميعه ***
والشكر من قلبي ومن وجدان
فلأنت أهل الفضل والمنِّ الذي ***
لا يستطيع لشكره الثقلان
أنت القوي وأنت قهار الورى ***
لا تعجزنَّك قوة السلطان
فلك المحامد والمدائح كلها ***
بخواطري وجوانحي ولساني...
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ...
كلمة قامت بها الأرض والسموات ،
وفطر الله عليها جميع المخلوقات ،
وعليها أسست الملة ونصبت القبلة،
ولأجلها جردت سيوف الجهاد ،
وبها أمر الله سبحانه جميع العباد ...
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ،
أرسله رحمة للعالمين وقدوة للمتقين ،
و بشيرا ونذيرا للخلق أجمعين ،
أمده بملائكته المقربين ..
وأيده بنصره وبالمؤمنين ،
وأنزل عليه كتابه المبين ،
أفضل من صلى وصام ، وتعبد لربه وقام ، ووقف بالمشاعر وطاف بالبيت الحرام ،
ﺍﻟﻠﻬُﻢًّ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠِّﻢ ﻭﺑَﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺒﻲِّ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﺻﻼﺓً ﺗﻨﺤَﻞُّ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌُﻘَﺪُ، ﻭﺗَﻨْﻔَﺮﺝُ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻜُﺮَﺏُ، ﻭﺗُﻘْﻀﻰ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺤﻮﺍﺋﺞُ، ﻭﺗُﻨَﺎﻝ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺮﻏَﺎﺋﺐُ ﻭﺣُﺴﻦُ ﺍﻟﺨَﻮﺍﺗﻴﻢ، ﻭﻳُﺴﺘﺴﻘَﻰ ﺍﻟﻐَﻤَﺎﻡُ ﺑﻮﺟْﻬِﻪِ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ،
ﻭﻋَﻠﻰ ﺁﻟﻪِ ﻭﺻﺤﺒﻪِ ﻭﺳﻠِّﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎً ﻛﺜﻴﺮﺍً...
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...
أمــَّا بعــد:
فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ :
تكونوا خيرَ عبادِ الله وأكرمَهم عليه وأقربَهم إليه،
واذكروا وقوفـَكم بين يديه، يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا.
عباد الله:
إن الله اصطفى من خلقه صفايا: فاصطفى من الملائكة رسلا، ومن الناس رسلا، واصطفى من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليـــــالي ليلة القدر،
قال تعالى : {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ }التوبة36.
والأشهر الحرم وردت في الآية مبهمة ولم تحدد اسماؤها وجاءت السُنة بذكرها :
فعن أبي بكرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع وقال في خطبته -: ((إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَواتِ والأرْض، الأشهُرُ الحُرُمُ أَرْبَعَة: ذُو الْقِعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ)).. رواه البخاري ومسلم
وقد ذكر ابن كثير في تفسيره : «وإنما كانت الأشهر المحرمة أربعة، ثلاثة سرد وواحد فرد؛ لأجل أداء مناسك الحج والعمرة في أمن وأمان،
فحرم قبل شهر الحج شهر، وهو ذو القعدة؛ لأنهم يقعدون فيه عن القتال، فيذهبون إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج وهم آمنون،
وحرم شهر ذي الحجة لأنهم يوقعون فيه الحج ويشتغلون فيه بأداء المناسك وهم آمنون،
وحرم بعده شهر آخر، وهو المحرم؛ ليرجعوا فيه إلى نائي أقصى بلادهم آمنين،
وحرم رجب في وسط الحول، لأجل زيارة البيت والاعتمار به، لمن يقدم إليه من أقصى جزيرة العرب، فيزوره ثم يعود إلى وطنه فيه آمنا»
ومن المعلوم أن هذه الأشهر ورثت العرب حرمتها وتعظيمها، فكانت تعظمها فتحرم فيها القتال،
وهو مما ورثته من دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام،
غير أن العرب كانت تقوم معيشتهم على الحروب والثارات والغارات، فكانت تضطر إلى الحرب، فكانت تحتال على هذه الأشهر الحرم، فتؤخر تحريم هذا الشهر إلى آخر، وهو النسيء الوارد في قوله تعالى:
{إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (التوبة:37)،
وربما حرمت العرب شهرا حلالا وأحلت شهرا محرما، وقد تجد نفسها جعلت السنة ثلاثة عشر شهرا، خلافا لما خلق الله تعالى عليه السنة،
ولذلك جاء في الآية:
{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ} (التوبة:36)،
وجاء الإسلام وعظم هذه الأشهر وجعل لها مكانة كبيرة .
قال تعالى:”يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ “المائدة 2
أي لا تحلوا حرمات الله قاله عطاء.
والمعنى أن الإسلام نهى عن انتهاك حرمات الله في هذه الأشهر .
وقد سُميت هذه الأشهر حُرما : لتحريم القتال فيها إلا أن يبدأ العدو ؛ لذا يُسمى رجب الأصم لأنه لا يُنادى فيه بالقتال أو لأنه لا يُسمع فيه صوت السلاح .
وسُمي رجبٌ رجباً لأنه كان يُرجَّب أي يُعظَّم .
قال الإمام القرطبي ـ رحمه الله ـ في تفسيره: «خَصّ الله تعالى الأشهر الحرم بالذكر ونهى عن الظلم فيها تشريفًا لها، وإن كان منهيًا عنه في كل الزمان، وعلى هذا أكثر أهل التأويل،
أي: لا تظلموا في الأربعة أشهر الحرم أنفسكم،
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «{فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} في الاثني عشر» ا.هـ
عباد الله :
ألا فاحذروا أشد الحذر أن تظلموا أنفسكم في هذا الشهر وبقية الأشهر الحُرم بالسيئات والخطايا، والذنوب والمعاصي، والبدع والضلالات والفسق والفجور، والظلم والعدوان، والقتل والاقتتال، والغش والكذب، والغيبة والبهتان، والحسد والغِل، والولوج في الفتن والقلاقل،
فإن الله ـ جل شأنه ـ قد زجركم ونهاكم عن ذلك فقال سبحانه: { فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }.
فإن السيئات من بدع ومعاص وظلم وبغي وعدوان تعظم وتشتد، وتكبر وتتغلظ في كل زمان أو مكان فاضل...
وقد ثبت عن التابعي قتادة بن دعامة ـ رحمه الله ـ أنه قال: (( فَإِنَّ الظُّلْمَ فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ أَعْظَمُ خَطِيئَةً وَوِزْرًا مِنَ الظُّلْمِ فِيمَا سِوَاهَا، وَإِنْ كَانَ الظُّلْمُ عَلَى كُلِّ حَالٍ عَظِيمًا، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُعَظِّمُ مِنْ أَمَرِهِ مَا شَاءَ، ...
فالذنب في كلِّ زمانٍ شرٌّ وشؤمٌ على صاحبِه؛ لأنّه اجتراءٌ على اللهِ جلَّ جلالُه وعظُم سلطانُه،
لكنّه في الشهرِ الحرامِ أشدُّ سوءاً وأعظمُ شؤمًا؛ لأنّه يجمعُ بين الاجتراءِ على الله تعالى، والاستخفافِ بما عظّمه اللهُ جلّ وعلا.
وإذا كان تعظيمُ الشهرِ الحرامِ أمرًا متوارَثًا لدى أهلِ الجاهليّةِ قبلَ الإسلام؛ يكفُّون فيه عن سفكِ الدَّمِ الحرامِ، وعن الأخذِ بالثّأرِ والانتقامِ؛
أفليس من ينتسبُ إلى الإسلامِ أجدرَ وأحرى بهذا الالتزامِ؟!.
كيف والظلمُ عاقِبَتُه وخيمَةٌ ، وآثارُه شَنِيعةٌ؛
فلا فلاحَ مع الظلمِ، ولا بقاءَ مع الظّلم ، مهما بلَغ شأنُ الظّالمِ؛
فقد قال اللهُ عزّ وجلّ: ﴿إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾ [الأنعام:21]،
وقال جلّ في عُلاه: ﴿هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الأنعام:47]؛
فلاَ بقاءَ للظلمِ والاعتداءِ والطغيانِ ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ المَصِيرُ﴾ [الحج: 48]
وثبت في الصحيحين أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ اللهَ لَيُملِي للظَّالمِ حتَّى إِذَا أَخَذَهُ لم يُفلِتْهُ»، ثم قرأ: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾ [هود:102].
وإذا كانت هذه عاقبةَ الظّالم في سائرِ الأوقاتِ والأزمانِ؛ فكيف بالظّالمِ المعتدِي في هذا الشّهرِ الحرامِ، وفي هذه الأيّامِ العظامِ ...
ولهذا فينبغي على المسلم أن يكون في هذا الشّهر أكثرَ ابتعاداً عن الذّنوبِ والآثامِ، وتوقِّياً لكلِّ ما يغضبُ الملكَ العلّامَ؛
فيبتعد عن ظلمِه لإخوانِه بالاعتداءِ عليهم وسفكِ دمائِهم، أو أكلِ أموالِهم وحقوقِهم، أو الولوغِ في أعراضِهم، ونهشِ لحومِهم، وتتبّعِ عوراتِهم، وإفشاءِ أسرارِهم، وإلحاقِ الأذى بهم...
ويبتعد عن ظلمِه لنفسِه، والإساءةِ إلى شخصِه؛ بمعصيتِه لخالقِه، وخاصّة ما يتساهلُ فيه بعضُ النّاسِ من صغائرِ الذُّنوبِ؛ فإنّ صغائرَ الذّنوبِ متى استرسل فيها الإنسانُ كان على وجهِه في النّارِ مكبوبٌ؛ إلاّ أن يتوب، وإلى ربِّه يؤوب ...
يتبع الخطبة في الأسفل -