. خُطْبَة بِعِنْوَان رَمَضَانَ شَهْرُ الْمَغْفِرَة .
مُلَاحَظَة : مُمْكِنٌ تَكُون ثَانِي خُطْبَة فِي رَمَضَانَ .
الخطبة الاولى
أَنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ،/ وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، /مَن يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلّ لَه ،/ ومَن يُضْلِلْ فَلَا هاديَ لَه .
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،/ وَأَشْهَدُ أَنَّ محمداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، /صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ .
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة : 183] .
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
فَاتَّقُوا اللَّهَ عبادَ اللَّه ،/ فَتَقْوَى اللّهِ أمانٌ مِن الرَّزايا ،/وسلامةٌ مِنَ الْبَلايَا ،/ وعصمةٌ مِنْ الْفِتَنِ ، /ونجاةٌ فِي المِحن .
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
أَمَّا بَعْدُ.. : ايها الناس رَوَى الطَّبَرَانِيُّ أَنَّ رجلاً أَتَى رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ : أَرَأَيْتَ رَجُلًا عَمِلَ الذُّنُوبَ كُلَّهَا ،/ فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهَا شَيْئًا ،/ وَهُوَ فِي ذَلِكَ لَمْ يَتْرُكْ حَاجَةً وَلَا دَاجَةً إِلَّا أَتَاهَا ،/ فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ ؟.
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
فقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ : « فَهَلْ أَسْلَمْتَ ؟ » فقَالَ الرَّجُل : أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ،/ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، /وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ ، /فقَالَ لَه الرَّسُول : « نَعَمْ (بمعنى أَنَّ لَهُ تَوْبَةٌ ) .
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
تَفْعَلُ الْخَيْرَاتِ ، /وَتَتْرُكُ السَّيِّئَاتِ ،/ فَيَجْعَلُهُنَّ اللهُ لَكَ خَيْرَاتٍ كُلَّهُنَّ » ، /قَالَ الرَّجُل : وَغَدَرَاتِي وَفَجَرَاتِي ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : « نَعَمْ » أَيّ يَغْفِرهَا اللَّه فقَالَ الرَّجُل : اللهُ أَكْبَرُ ، /فَمَا زَالَ يُكَبِّرُ حَتَّى تَوَارَى .
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
عِبَادِ اللَّهِ.. اعْلَمُوا أَنَّ مَا جبلنا اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ أَصَابَهُ الْخَطِيئَات ، /ومواقعة السَّيِّئَات ، /قَلِيلٌ فِي كَنَفِ مَغْفِرَة رَبِّ الْأَرْضِ والسماوات ؛ /فَإِنَّ اللَّهَ عز وجل وَاسِعُ الْمَغْفِرَة ،/ قَال -تعالى- : ﴿ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ﴾ [النجم : 32] .
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
وَمِنْ سَعَةِ رَحْمَتِه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنْ بَلَغَنَا شَهْر الرَّحْمَةَ وَالْغُفْرَانَ ،/ شَهْر الْعِتْقِ مِنْ النِّيرَانِ ، /شَهْر الْعَفْوَ مِنْ الدَّيَّانِ .
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
فَرَمَضَان شَهْر مُبَارَكٌ ؛ /جَمَعَ اللَّهُ فِيهِ مِنْ الطَّاعَاتِ والقربات مَا بِهِ تَغْفِر الذُّنُوب وَتَسْتُر الْعُيُوب ،/ وَتُمْحَى بِه السَّيِّئَات وَتَكْثُر الْحَسَنَات ، /وَتُقَال الْعَثَرَات وَتُرْفَع الدَّرَجَات ، /فِي صِيَامِهِ مَغْفِرَة ،/ وَفِي قِيَامِهِ مَغْفِرَة ،/ هُوَ شَهْرُ الرَّحْمَة و الْمَغْفِرَة و الْعِتْقِ مِنْ النَّارِ . .
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، /عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،/ قَال : « مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ،/مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إيماناً واحتساباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ،/ مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إيماناً واحتساباً ، /غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ » .
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ : « الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ ،/ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ ،/ وَرَمَضَانُ إلَى رَمَضَانَ ،/ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ » .
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
فهنيئا لِمَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ وَقَدْ غُفَرْت ذُنُوبُهُ ،/ وَسُتَرَتْ عُيُوبَهُ ،/ وَمُحِيَت سَيِّئَاتِه ، /وكُفرَتْ خَطَايَاه . فَأَيّ مَغْفِرَة أَوْسَعُ مِنْ هَذِهِ الْمَغْفِرَة ؟ وَأَيّ كَرَّمٍ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا الْكَرْمَ ؟
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
فَمَهْمَا كَثُرَت الذُّنُوب ،/ وَعَظُمَت الْخَطِيئَات تمحى فِي شَهْرِ الْمَغْفِرَة وَذَلِك بِالتَّوْبَةِ إلَى اللَّهِ وَالْإِقْبَالِ عَلَى كَرَمِهِ و مَغْفِرَتِه فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الْمَعْدُودَاتِ مِنْ قِبَلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمَ ﴿ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي * فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ ﴾ [الفجر : 24 - 26] .
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
اللهمّ.. اجعلنا من اهل التوبة والعفو والمغفرة برحمتك ياارحم الراحمين. بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُم بِمَا فِيهِ مِنْ الْآيَاتِ وَالذِّكْر الْحَكِيم . /وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وخَطِيئَةٍ فاستغفروه وَتُوبُوا إلَيْه ./ أَنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ .
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ،/ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَامْتِنَانِهِ، /وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، /تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ،/ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًَا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، /وَخَلِيلُهُ،/ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ،/ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلِّمَ تَسْلِيمًَا كَثِيرًا.
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
أمّا بعد..ياعَبْاداللَّهِ.. هَا هُوَ الثُّلُثُ الْأَوَّلِ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ تَرْحَل وَبَقِيَ مِنْهُ ثُلُثَان . /فَيَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبَل ،/ فَالْبَاب غَيرَ مُقْفَل ، /يَا مَنْ أَذْنَبَ وَعَصًا ، /وَأَخْطَأ وعتا ،/ تَعَال فَلَعَلّ وَعَسَى .
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
يَا مَنْ بِقَلْبِهِ مِنْ الذُّنُوبِ جُرُوحٌ ، /تَعَال فَالْبَاب مَفْتُوحٌ ،/ وَالْكَرَمُ يَغْدُو وَيَرُوح ./ يَا مَنْ رَكِبَ مَطَايَا الْخَطَايَا ، /تَعَالَ إلَى مَيْدَان الْعَطَايَا ،/ يَا مَنْ اقترفوا فَاعْتَرَفُوا ،/ لَا تَنْسَوْا ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا ﴾ [الزمر : 53] .
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
مِنْ أَجْمَلِ الْكَلِمَات ،/ وَأَحْسَن الْعِبَارَات ،/ لَدَى رَبِّ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ ،/ اِنْكِسار الْعَبْدُ بَيْنَ يَدَيْ مَوْلَاهُ وَقَوْلُه : يَا رَبِّ أذنبتُ ، /يَا رَبِّ أسأتُ ،/ يَا رَبِّ أخطأتُ .
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
فَيَكُونُ الْجَوَابُ مِنْ الرَّحِيمِ الرَّحْمَنِ الْكَرِيمِ الْمَنَّانِ عَبْدِي قَدْ غَفَرْتُ وسامحت ، / وَسَتَرَت وصفحت . يَارَبّ اجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ الْمَغْفِرَةِ وَالسَّتْر وَالْمُسَامَحَة يَارَبّ الْعَالَمِين .
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
هَذَا..وصلّوا وَسَلِّمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ وَالَاه ./ اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارَكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ .
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
اللَّهُمَّ.. تَقَبَّلْ مِنَّا صَالِح أَعْمَالِنَا ، /وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتنَا وتقصيرنا .
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
اللَّهُمّ.. اغْفِرْ لَنَا ولإخوانِنِا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تجعلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا ربَّنا إنِّكَ رؤوفٌ رحيمٌ .
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
اللَّهُمّ.. آت نُفُوسِنَا تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أنتَ خَيْرُ مِنْ زَكَّاهَا أنتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاهَا .
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حسنةً ، /وَفِي الْآخِرَةِ حسنةً ، /وقِنا عذابَ النَّار .
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
سُبْحَانَ رَبِّنَا رَبُّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، /وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . . وَأَقِمْ الصَّلَاةَ . .