في تصنيف بحوثات ومذكرات تعليمية وتخصصات جامعية وثانوية جاهزة بواسطة

بحث شامل حول نظرية المعرفة عند الفيلسوف الفرنسي رونيه ديكارت

نظرية المعرفة عند ديكارت PDF

نظرية ديكارت في الفلسفة

بحث حول نظرية المعرفة ديكارت PDF

نظرية ديكارت في المعرفة 

مقدمة وخاتمة عن النظرية ديكارت

نظرية ديكارت في المعرفة والشك 

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم  في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية  والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ بحث حول نظرية المعرفة عند ديكارت بحث عن الفيلسوف ديكارت 

الإجابة هي كالتالي 

بحث حول نظرية المعرفة عند ديكارت 

.مقدمة

مما لاشك فيه أن ما قام به الفيلسوف والرياضي والفيزيائي الفرنسي الشهر رينيه ديكارت يعد بداية تحول حقيقي في المنهج المعرفي والمسلك الفلسفي عمن سبقوه من الفلاسفة؛ بحيث يمكن القول بأنه ساهم بشكل كبير في إبعاد الذهنية الغربية عن المنهج القياسي الأرسطي مع الاحتفاظ بمركزية العقل المجرد في المعرفة مع دمج عدة أدوات ووسائل في منهجه المعرفي أخرجته من جهة من المنهج البرهاني القياسي الكلاسيكي وأوقفته من جهة أخرى على حالة يمكن وصفها بالمدخلية للمنهج الاستقرائي التجريبي وهو ما جعل البعض يطلق عليه "مؤسس الفلسفة الحديثة، ورغم أن الرجل إلهي بامتياز إلا أن منهجه المختلف في التعرف على الأشياء وإدراك العلوم والمعارف قد فتح الباب للتشكيك في مسلك من سبقوه من فلاسفة وجرّأ اللاحقين له على رفض القياس العقلي وإدخال التجربة ومفرداتها المعملية العملية في ساحات المعارف الأولية

النظرية. ومن ناحية أخرى فإن إشكالات عديدة ووجيهة قد وُجهت لمنطلقاته المعرفية

واستدلالاته العقلية،  

إن ديكارت إضافة لكونه قد فتح الباب على مصراعيه للنيل من الفلسفة الماورائية بطعنه في أهم أدواتها وهو القياس العقلي البرهاني الذي يعد الأداة الرئيسة في الحكم على القضايا والسعي لاستبداله بتصور ذهني للقضايا يكتفي بتَمثل القضايا ووضوح معانيها أو قل حدسها وتصورها وإسنادها لبديهياته الخاصة كشرط للحكم على صحتها مباشرة. ومن المواضيع الفلسفية التي أسالت حبر المفكرين و الفلاسفة و العلماء، و التي اصدم الصراع حولها طويلا و الذي أدى إلى انقسام الفلاسفة إلى طاتفتين أو بالأحرى إلى مذهبين كبيرين ألا و هما التيار العقلي و التيار التجريبي ، في أصل المعرفة . وعلى هذا الأساس يمكن طرح الإشكال التالي : فما طبيعة المعرفة و أصلها عند ديكارت؟؟

المبحث الأول: ديكارت حياته ومؤلَّفاته 

المطلب الأول: حياته

ولد رونيه ديكارت في 31 آذار 1596 في بلدة لاهاي من أعمال مقاطعة تورين بفرنسا لأسرة من صغار الأشراف الفرنسيين. كان أبوه مستشارًا ببرلمان مدينة رين، أما أمه فماتت بعد مولده بثلاثة عشر شهرًا.

تلقى ديكارت علومه الأولى في مدرسة la Flèche الملكية، إحدى مدارس اليسوعيين، فبقي يتعلم بها ثماني سنوات، حيث أخذ عنها العلوم والفلسفة، فقضى السنوات الخمس الأولى في دراسة اللغات القديمة والثلاثة الأخيرة في دراسة المنطق والأخلاق والرياضيات والطبيعيات والميتافيزيقا.

في العام 1629، قصد ديكارت هولندا ليتعلم صنعة الحرب على يد أشهر جندي في أوروبا، موريس دُه ناساو؛ وكان قد سبق ديكارت إلى "البلاد الواطئة" كثيرون من أشراف الفرنسيين، أرادوا مثله أن يخدموا تحت إمرة ذلك الجندي الذائع الصيت. توجَّه ديكارت بعد ذلك إلى هولندا، فلقي هناك طبيبًا مثقفًا ذا علم واسع بالرياضيات والطبيعيات اسمه اسحق بيكمَن، فصادقه.

وفي ليلة 10 تشرين الثاني 1619، في ألمانيا (حيث كان قد انخرط في قوات مكسيمليان الباڤاري)، انكشفت لديكارت، حدسًا، "أسُس علم بديع"، ذهب الفيلسوف اعتبارًا منه إلى أن مجموع العلوم يشكِّل وحدة مؤتلفة في الحكمة، أي في المعرفة التي نستقيها من أنفسنا.

المطلب الثاني: مؤلفاته

في العام 1920، غادر ديكارت بلدة نويبرغ على نهر الدانوب، حيث تم له هذا "الاكتشاف"، وصرف السنوات التسع التالية متنقلاً في البلاد، متفرجًا على مسرح الدنيا. وفي العام 1628-1629، كتب رسالة صغيرة في الميتافيزيقا موضوعها وجود الله ووجود الروح، قصد بها تبسيط شيء من قواعد الطبيعيات السكولاستية. وهذا يدلنا على أن ديكارت كان يشتغل منذ العام 1629 على تحرير التأملات الميتافيزيقية الذي لم يرَ النور إلا في العام 1641.

نشر ديكارت في العام 1637 ثلاث رسائل علمية هي: البصريات والآثار العلوية والهندسة. وقد صدَّرها بمقدمة هي خطاب المنهج، حاول أن يبين فيه أنه استعمل منهجًا آخر غير المنهج الشائع، وأن هذا المنهج ليس أسوأ المناهج ولا أقبحها.

ونشر ديكارت في العام 1641 كتاب تأملات ميتافيزيقية باللغة اللاتينية، وفيه يبرهن على وجود الله وخلود النفس. ولقد كانت آخر مؤلَّفات الفيلسوف رسالة في أهواء النفس (1649).

سافر إلى السويد (أسوج) بدعوة من الملكة كريستين ليلقِّنها بنفسه فلسفته، لكن الجو في ستوكهولم لم يلائم صحته؛ فضلاً عن أن الملكة حددت الساعة الخامسة صباحًا وقتًا للتباحث معه في الفلسفة، وكانت تلك الساعة المبكرة شاقة جدًّا على الفيلسوف. فأصيب بنزلة رئوية وتوفي صباح 11 شباط 1650.

تابع قراءة البحث كامل في الأسفل على مربعات الاجابة 

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
بحث عن ديكارت المبحث الثالني: منهجه العلمي وفلسفته: ديكارت

فلنبسط الآن الأسُس العامة لجديد الفكر الديكارتي الذي يتألف من فلسفة المعرفة والميتافيزيقا.

المطلب الأول: فلسفة المعرفة (الإپستمولوجيا الديكارتية):

يشبِّه ديكارت الفلسفة بشجرة، الميتافيزيقا جذورها والأخلاق ثمارها، بالإضافة إلى الميكانيكا والطب. وهذا يعني أن الميتافيزيقا ليست في أهمية المعرفة الأخلاقية، لأن مهمة الإنسان في هذه الحياة هي أن يكتشف مبادئ السلوك السليم التي تؤهله، مع سائر العلوم، ليكون سيد الطبيعة. الاهتمام بالمعرفة الميتافيزيقية، وبالفلسفة عامة، هو إذن وسيلة لبناء الحياة السعيدة. لكن هذا البناء السلوكي يشترط منهجًا في التفكير يقود إلى ضبط الحقائق. فما هو هذا المنهج؟

نظر بعض الفلاسفة إلى المسبقات a priori التي توارثوها على أنها "حقائق" لأنهم يعتبرون الآراء العامة السائدة بين الناس غير قابلة للنقاش، وبعضهم الآخر اعتبر أفلاطون وأرسطو مرجعَين لا يخطئان. فما هو المنهج الذي ينبغي لنا اتباعه لبلوغ الحقيقة؟ لا يملك الإنسان إلا وسيلتين للمعرفة اليقينية: الحدس والاستنتاج:

أولا: الحدس: هو الذي يدرك، مباشرةً ويقينًا، بعض الأمور: كالقول مثلاً إن المثلث صورة، وإنه يتألف من ثلاث زوايا وثلاثة أضلاع. هذه المعلومات تشكل مبادئ بسيطة ومنطلقات موروثة.

ثانيا: الاستنتاج: هو استخلاص نتائج ثابتة من بعض الطروحات، كمحاولة العثور، مثلاً، على حلٍّ للمسألة التالية: كيف يكون مجموع زوايا المثلث معادلاً لزاويتين قائمتين؟

بذا يعتقد ديكارت أن الحدس يدرك المبادئ الأولى والمباشرة في العلم والفلسفة، وأن الاستنتاج العقلي يضبط المحصلات المنطقية التي تنتج عن تركيب المبادئ السابقة الذكر. وبما أن الحدس والاستنتاج يعطيان نتائج تتحول إلى معتقدات مبهمة إذا لم تقترن بالتجربة، يجعل ديكارت التجربة شرطًا ثالثًا للحصول على اليقين في المعرفة. وهو يلاحظ في كتابه خطاب المنهج أن بعض القواعد الأخرى ضرورية لحسن استعمال المبادئ الثلاثة الآنفة الذكر:

القاعدة الأولى: ينبغي لنا السلوك في حذر، بتفادي التسرع والتهور، وعدمُ الركون إلى أمر ما بوصفه حقيقةً إلا إذا بدا لنا يقينًا أنه كذلك استنادًا إلى الموضوع في أفكارنا وإلى قدرتنا على التمييز بين الصحة والخطأ. ولا يتم هذا العمل إلا بممارسة الشك المنهجي. ويعني هذا النوع من الشك أن ننزع من تفكيرنا كلَّ ما لا يضبطه اليقين ضبطًا كاملاً، كلَّ ما يحتمل قدْرًا، وإنْ قليل، من الشك. هذه العمليات تهبنا إدراكًا واعيًا شديد الوضوح للمفاهيم والأفكار الثابتة غير المشكوك فيها، فنتصرف كالرجل الذي يود التفريق بين التفاحات العفنة والتفاحات السليمة التي يحملها في سلَّته: يفرغ هذه السلَّة، يفحص تفاحاته واحدة تلو الأخرى، ثم يضع التفاحات العفنة في جانب ويعيد ملء السلَّة بالتفاحات السليمة. هكذا ينبغي أن نجري عملية الفحص عن محتويات أفكارنا، فنهمل ما هو مشكوك فيه ولا نتخذ إلا المفاهيم والأفكار التي نتيقن منها.

القاعدة الثانية: تقضي بإجراء تحليل دقيق للمسائل، وصولاً إلى الأفكار البسيطة، فالأبسط منها.

القاعدة الثالثة: هي التركيب أو المؤالفة بين الأفكار البسيطة التي كشفها التحليل انطلاقًا نحو المفاهيم المركبة الأعقد في تدرُّج منطقي ينتج فيه المركب عن البسيط.

القاعدة الرابعة: هي القدرة على إعادة النظر في كلِّ ما سبق وحصلنا عليه عبر الحدس والاستنتاج، كما وعبر القواعد الثلاث الأولى. وهناك لا يكون للتجربة دورُ إثبات صحة ما وصلنا إليه وحسب، بل والتوصل إلى تتويج هذه الحصيلة بكشفٍ لأسرار عالمنا في الحقول كلِّها.

المطلب الثاني: الميتافيزيقا

حاول ديكارت إضفاء بُعد ميتافيزيقي وجودي على فلسفته في المعرفة. فالرصد الدقيق لنشاط الإحساس والعقل يثبت أن هاتين الوسيلتين لا توفران للإنسان معرفةً يقينية. مثلاً: لا تؤدي الأحكام المركَّبة من الحواس – من حالة الوجود: "هذه الطاولة موجودة"، من حالة الوصف: "هذه الطاولة سوداء"، من الوضع العلائقي: "هذه الطاولة أصغر من تلك" – لا تؤدي هذه الأحكام كلها إلى الحصول على حقائق منزهة عن الشك، وذلك للأسباب التالية:

اقتناعنا أن ما نراه في أحلامنا ونحن نيام أو في هلوستنا عبارة عن حقائق يجعلنا نظن أن ما نراه في يقظتنا قد يكون أحلامًا أو هلوسات؛ وليس لدينا ما يثبت عكس ذلك.

تُحْدِث الإحساسات تحريفًا في إدراك العالم الخارجي وتعرِّض أحكامنا للخطأ: مثلاً، يبدو لنا البرج المربع البعيد مستديرًا، كما أن مذاق الطعام يتبدل وفق ما كنَّا تذوَّقنا سابقًا، أكان حلوى أو طعامًا مالحًا أو حامضًا إلخ. لذا ينبغي أن نتخذ حيال الإحساس الموقف الذي يتخذه قاضٍ تجاه شاهد مشكوك في صدقه.

لأن طبيعة الإنسان تقترف أخطاء في أحكامها، حتى لو ارتبطت بمفاهيم شديدة الوضوح ودقيقة التمايز، كالمسائل الرياضية مثلاً. فلا شيء يُثبت أننا لا نصدر حكمًا خاطئًا حين نكون متيقنين من أننا نصدر حكمًا صائبًا؛ فهي ميزة الخطأ أن يكون مستترًا خلف الظن أنه حقيقة.

لا أحد يستطيع إثبات أن أفكار الإنسان ليست ثمار عمل يؤديه شيطان يتلذذ بدفعه إلى الخطأ، وأن ما نتصوره تصورًا صحيحًا لم يوسوس به هذا الشيطان الذي يهب الإنسان شعورًا باليقين.

ألا تصير محاكمة العقل بذلك ضياعًا لاعقليًّا؟ وإذا كانت المسلَّمات axiomes – وهي معطيات بديهية لا تحتاج إلى إثبات – ناقصةً أو خاطئةً بطبيعتها، فأية قيمة تبقى لأحكامنا؟ ألا يقضي التعقل هنا بأن نكون ارتيابيين أو مشكِّكين، فنشك حتى في القدرات التي تصوغ أحكامنا؟

هنا يصل ديكارت إلى عقدة محورية في فلسفته الميتافيزيقية الوجودية: إذا كنت أشك في كلِّ شيء، في وجود العالم كما في وجود جسمي، في تفكيري كما في الحقائق كلِّها التي يزعم شيطان أنه يكشفها لي، فإني، مع ذلك، لا أقع في الفراغ المطلق؛ إذ تبقى عندي حقيقة لا أشك فيها، هي أنني لن أستطيع الشك في أني أمارس الشك: فالذي يشك يفكر، والذي يفكر يكون موجودًا: "أنا أفكر، إذن أنا موجود" (الـcogito الديكارتي).

وهذا يعني أن العقل والإحساس ليسا الوسيلتين الوحيدتين للمعرفة، وأن التجربة الباطنة التي يتصف بها كل وجدان هي قدرة مهمة لا يجوز لنا أن نهملها. فوجود تفكيري الذي يبرز عبر هذه التجربة الحميمة يتجاوز إذن الظنون والشكوك كلَّها، ليكون الحقيقة الأولى الأصلب في المعرفة البشرية.

المبحث الثالث : مفهوم المعرفة

هناك اتجاهات ومداخل متعددة تناول الباحثون من خلالها مفهوم المعرفة. ويظهر أن اشمل تلك التعاريف هي التي تناول المعرفة من منظور ثنائي لدلالتها على المفهوم الشامل للمعرفة،

- تعرفها حسانة محيى الدين المعرفة بأنها حصيلة الامتزاج الخفي بين المعلومة والخبرة والمدركات الحسية القدرة على الحكم

- وعرف الكبيسي المعرفة بأنها “كل شيء ضمني أو ظاهري يستحضره الأفراد لأداء أعمالهم بإتقان, أو لاتخاذ قرارات صائبة”.

وقد ميز القدماء بين المعرفة من حيث هي إدراك الجزئي ( نقول عرفت الله وليس علمت الله) و ” العلم” من حيث هو إدراك الكلي ( إن الله عليم خبير ) ، أو بتعبير آخر ، فإن مفهوم المعرفة يستخدم في التصورات ، ومفهوم العلم في التصديقات والأمر يتعلق بمستوى وبنوع المعرفة المطلوبة ، إذ لابد من التمييز في العملية المعرفية ، وفي المعرفة ذاتها بين :

ــ المعرفة القبلية ، التي تستند إلى الحدس والإلهام والغريزة.

ــ والمعرفة البعدية ، التي تستند إلى الإحساس والتجارب والممارسة ، وبالتالي إلى الاستقراء Induction والاستنباط Deduction ومستلزماتهما المنهجية ، وهي بدورها تنقسم إلى مستويين معرفيين هما :

ــ المعرفة الدارجة ، التي بإمكان كل الناس الحصول عليها بواسطة حواسهم وعقولهم وخبراتهم اليومية

ــ المعرفة العلمية ، التي تعتمد القياس والتجارب ، وتستعين بالآلات ، وتخضع للتحقق والمراجعة ، وتطبق قواعد المنهج العلمي وتتحول إلى مفاهيم ومقولات ونظريات وقوانين معترف بها ،وتمثل قاسما مشتركا بين بين أذهان كثيرة ، ويمكن بالتالي نقلها من واحد إلى آخر ، ومن جيل إلى جيل .

وجدير بالذكر هنا أن المعرفة العلمية ، تستند إلى مبدأي العليّة / السببية ، والحتميّة Determinismus بمعنى أن كل ما يحدث ، إنما يحدث بعلة ، وأن نفس العلل لابد أن تنتج نفس المعلولات في حال تساوي كافة الشروط والظروف المحيطة بالعملية المعرفية . وبصورة عامة ، فإن مفهوم المعرفة عادة ما يشير إلى معنيين متداخلين ومتكاملين هما :

 1- الفعل العقلي الذي يدرك الظواهر الموضوعية ( عملية انعكاس الظواهر في الوعي ) ،

2- نتيجة ذلك الفعل ، أي حصول صورة الشيء في الذهن

تابع قراءة المزيد من المعلومات المتعلقة بمقالنا هذا في اسفل الصفحة على مربع الاجابة وهي كالتالي
0 تصويتات
بواسطة
المبحث الرابع : طبيعة المعرفة عند ديكارت :

يعتبر ديكارت إمام النظرية العقلانية في المعرفة في العصر الحديث و هو المتأثر بأفلاطون و الرافض لنظرية المثل ، فقد بدأ من الرياضيات و أقام مذهبا مختلفا في تفاصيلها عن موقف أفلاطون، لكنه أصر على أن المعرفة معرفة بما هو ثابت و رأى هذا الثبات و اليقين في البديهيات الرياضية و الحقائق الوجودية الأولية مثل الكوجيتو .

وقد كان رائدا أيضا لنظرية الأفكار الفطرية في العصر الحديث أي أن لدى الإنسان الاستعداد طبيعيا ليقول بعض الأفكار الأولية مستقيل عن الخبرة الحسية ، إذا كانت ضرورية لإبراز هذا الاستعداد من كمونه ، و من أمثلة هذه القضايا : لكي أفكر يجب أن أوجد ، ما له شكل ممتد ، ما يتحرك له ديمومة من المحال أن يحدث شيء من لا شيء ، إن وجد شيء ناقص فلا بد من وجود شيء كامل ، ما هية النفس: فكر ، ماهية الجسم: امتداد ، بالإضافة إلى بديهيات الرياضيات و قوانين المنطق (1) .

و في فترة مبكرة أصبح ديكارت مقتنعا مثل بيكون بأن الاحتياج العظيم هو صناعة منهج دقيق و مثمر للبحث ، غير أن ديكارت فهم المناهج التي يستخدمها الرياضيون و علماء الطبيعة على نحو أفضل و قد كان ديكارت نفسه رياضيا و مرموقا و مكتشفا الهندسة التحليلية ، وقد انتهى إلى أنه يمكن ابتكار منهج للفلسفة و هو المنهج الذي يستخدمه في الهندسة بنجاح و يحمل في الجزء الثاني من كتابه " مقال عن المنهج " Discoures on Méthode" بطريقة مبسطة لأربع 04 قواعد محددة كالتالي :

1- البداهة : " لأ قبل شيئا على أنه حق ، ما لم أعرف بوضوح أنه كذلك ، أي يجب أن أتجنب التسرع و عدم التشبث بالأحكام السابقة .

و أن لا أدخل في أحكامي إلا ما يتمثل لعقلي في وضوح و تميز يزول معهما كل شك

2- التحليل: " أن أقسم كل واحدة من المشكلات التي أبحثها إلى أجراء كثيرة بقدر المستطاع ، و بمقدار ما يبدو ضروريا لحلها على أحسن الوجوه" .

3- التركيب : " أن أرتب أفكاري ، فأبدأ بالأمور الأكثر بساطة و أيسرها معرفة ، حتى أصل شيئا فشيئا أو بالتدريج إلى معرفة أكثرها تعقيدا مفترضا ترتيبا ، حتى لو كان خياليا ، بين الأمور التي لا يسبق بعضها بعضا " .

4- الإحصاء: " أن أعمل في جميع الأحوال من الإحصاءات الكاملة و المراجعات الشاملة ما يجعلني على ثقة من أنني لم أغفل شيئا " .

و من هنا نلاحظ أن الفيلسوف الحديث الملقب بأبي الفلسفة الحديثة (ديكارت) فيلسوف عقلي بصورة صارمة في تأسيس منهجه فهو بفهم العقل القضايا الواضحة و المتميزة بطريقة حدسية مثلما يفهم بديهيات الهندسة مثلا ، إذ لا شيء تدركه الحواس بصورة مباشرة يكون واضحا و متميز بهذه الطريقة فالحدس ( INTUITION) و ليس الإحساس هو المصدر الأول للمعرفة وبذلك فإن ديكارت فيلسوف عقلي و ليس فيلسوفا تجريبيا

المبحث الخامس: البوادر الأولى للنظرية المعرفية الديكارتية

المطلب الأول: الشك المنهجي والكوجيتو الديكارتي:

ان التفكير الفلسفي يمتاز بالمنهجية والبعد عن العفوية، لذلك نجد المنهج الفلسفي يمر بمراحل وخطوات محددة، يضعها الفيلسوف نفسه. والمناهج الفلسفية تختلف باختلاف الفلاسفة وباختلاف مذاهبهم، وكأمثلة على ذلك نذكر: المنهج الشكي عند ديكارت، هذا الأخير الذي اعتمده واعتبره خطوة فيصلية ومحورية لبناء معارف صحيحة ويقينية. لكن شكه هذا لم يكن هدام كما فعل الشكاك في عصره، أي الشك من أجل الشك، وانما فعال وبناء في خدمة المعرفة، هدفه الوصول الى الدقة والوضوح في المعارف والحقائق، لهذا نجده قد وضع مختلف الأفكار والمصادر المعرفية في دائرة الشك والريب، وهو ما يمكن رصدها كالتالي:

أولا: الشك في الحواس:

شك ديكارت في الحواس شك صريح ومباشر. لذلك رفض أن تكون مصدر للحقيقة والمعرفة، وذلك من منطلق انها تخدعنا في غالبية الأحيان وتضللنا في مجال اكتساب المعارف، لذلك من الحكمة ألا نأمنها، وأبرز مثال عن خداعها: رؤيتنا لقرص الشمس الذي نراه بحواسنا بقدر دينار في حين الواقع يؤكد أنها أكثر من الأرض بأضعاف، ومن ثم نجده يقول: كل ما تلقيته حتى الآن على أنه أصدق الأمور وأوثقها، تلقيته بالحواس غير أني وجدتها خادعة ومن الحكمة أن نطمئن الى من يخدعنا ولو لمرة واحدة

ثانيا: الشك في المعرفة العقلية:

شك ديكارت لم يتوقف عند الحسيات بل امتد الى المعقولات والعقل، وذلك من منطلق وجود شيطان ماكر يعبث بأفكارنا العقلية حتى في أبسط الأمور وأوضحها. لذا قيل: لم يكتفي بالشك في الحساب بل شك أيضا في العقليات نفسها، اذ الحظ أن من يحسبون أنفسهم أعلم الناس بأمر ما من الأمور قد يخطئون فيه أيضا، حتى قد افترض أن شيطانا ماكر يعبث بكل الروابط العقلية الصرفة بين المعاني والأفكار

بعد ما شك ديكارت في المعرفة العقلية، توصل الى ن المعرفة الحاصلة بواسطة الأحلام هي بذاتها عرضة للشك، خاصة وأن ما نعتقده حقيقة في أحالم الليالي يبدده ويزيله ضوء النهار، فذهب بذلك الى معارف اليقظة، لكن سرعان ما كشف لها العديد من العيوب والنقائص .ومن ثم نقول: هكذا شكك ديكارت ... كذلك في المعرفة المتأنية من عالم اليقظة، وعالم الأحلام على حد سواء ...

.

ثالثا: شك ديكارت للعلوم والأفكار والمركبة:

النسق الصحيح في المعرفة حسب ديكارت، ينطلق من الأفكار البسيطة والواضحة، لهذا نجده شكك في العلوم التي تقوم على الأفكار الغامضة بل ان الشك والريب بها كبير، لذلك نجده يقول: ان علوم الطبيعة، الفلك والطب وسائر العلوم الأخرى التي تدور على الأشياء المركبة هي عرضة للشك قوي، ان الثقة بها قليلة في حين ما يرتبط بالحساب والهندسة أي ما يرتبط بالرياضيات والعلوم المشابهة لها ،فال شك وال تشكيك فيها، وذلك ألنها تنطلق من البديهيات والأمور البسيطة الواضحة، لتكون بعد ذلك عملية التشكيك هي الأخرى واضحة ومتميزة للعقل ويسهل التأكد من مشروعيتها وصحتها .لذلك قال: أما الحساب والهندسة وما شاكلها من العلوم، التي ال تنظر إلا في امور بسيطة جدا وخاصة جدا، دون اهتمام كبير بمبلغ تحقق الأمور في الخارج أو عدم تحققها فهي تحتوي على شيء يقيني ال شك فيه

وبالتالي ما أراد ديكارت تأكيده هو أن 5 + 5 تساوي 10 دائما، كما أن المثلث يحتوي على ثالثة أضالع وال سبيل الإضافة ضلع آخر، ومن ثم فهذه الحقائق ثابت عبر الزمان والمكان وصادقة ويقينية على الدوام ال يطالها اي شك. لذا فان موجة الشك الديكارتي التي كان مآلها الشك في كل شيء، انتهت بديكارت الى الشك في وجوده هو نفسه، وذلك لإيمانه واعتقاده بوجود شيطان ماكر يتلاعب بفكرة وجوده ومن ثم قال: }ماذا يكون الحال لو ان فكرة وجودي نفسها لم تكن إلا من أضاليل ذلك الشيطان

من هنا و بعدما طال الشك الديكارتي مختلف المجالات والميادين المعرفية،

بدءا بالحواس ووصولا الى وجوده هو نفسه، رفع أنذاك شعار واضح وصريح مضمونة "أنا أشك أنا أفكر، اذن انا موجود" والذي يمكن أن نطلق عنه "الكوجيتو الديكارتي"،

رابعا: الله مصدر الكمال والحقائق المطلقة:

بعد موجة الشك التي توصلت اليها الفلسفة الديكارتية، والتي تناولت كل شيء. إلا ان المصدر الأول للوجود والحقيقة والذي لا يطاله أي شك فهو سبب وأصل كل الموجودات والحقائق والكمال مرتبط بهذه الذات الإلهية وحدها دون غيرها، لهذا قال: الله هو الجوهر الذي يدرك أنه كامل الكمال الأسمى والذي ال نتصور فيه أي شيء يتضمن أي نقص أو حد للكمال فالله عند ديكارت هو الحقيقة الأولى والمصدر الأول لكل الحقائق والمعارف. وبالتالي بعد إعلاء صرخة الشك والكوجيتو،

أكد ديكارت في مجال المعرفة على ضرورة الجمع بين الذات والموضوع، بالإضافة الى فكرة الثنائية أي المادة والروح.

المطلب الثاني: المعرفة عند ديكارت: ان عنوان المعرفة عند ديكارت قائم على الجمع بين مفهومين أساسين ال ثالث لهما: أولهما: هي الذات العارفة التي تتجه نحو موضوع ادراكهما بميل واهتمام وتركيز. وثانيهما: هو الموضوع المعروف الذي يدرجه ديكارت ضمن المبادئ الفطرية والمكتسبات السابقة في اطار تلك المواضيع الخارجية التي تبرزها ذاتها كموضوع للدراسة والبحث باستمرار، فقال: لقد درس ديكارت هذه المعرفة انطلاقا من العنصرين المكونين:

- الذات العارفة، مملكاتها الأربعة الفهم، المخيلة، الحواس، الذاكرة .

- الموضوع المعرف، أي المعطيات الفطرية أو الطبائع البسيطة المعروفة بديهيا وطريقة معرفة شيئا انطلاقا من شيء آخر

. فالمعرفة الديكارتية بهذا الصدد اذن تجمع بين الذات الباحثة التي تنتهج العقل وأدواته المختلفة، في حين الموضوع المبحوث عنه يستدعي تلك الأفكار الفطرية التي تجعلنا ندرك ذلك الموضوع الموجود في العالم الحسي.

المطلب الثالث: الثنائية الديكارتية )Dualisme(:

في هذه الفكرة سار ديكارت عكس أنصار الواحدية، الذين يردون الوجود، اما للمادة فقط أو الى الروح فقط، في حين ديكارت أصر على الإقرار بالاثنين معا أي التأكيد على المادة والروح في تفسير فكرة الوجود. لكن مع ابراز ذلك التمايز الجوهري الموجود بينها، خاصة وأن الروح تقودنا حسب ديكارت نحو المطلق والمفاهيم الثابت لكن المادة تحيلنا نحو التغير والنسبية لذلك ال طائل من رد الأولى الى الثانية أو العكس، ومن ثم قيل: } عرف ديكارت بأنه فيلسوف ثنائي، وهذا يعني أنه يعتقد في ثنائية الروح والمادة أي عدم إمكانية رد الروح الى المادة أو رد المادة الى الروح: فلكل منها طبيعته المستعملة المتمايزة

بعد الوصول الى فكرة الثنائية، نكون قد وضحنا النظرية المعرفية لديكارت. لنكون بعد ذلك امام التطرق الى الفصل الثاني والذي نتناول فيه المنهج الديكارتي

خاتمة حول فلسفة ديكارت

الخاتمة

و في الختام نستخلص بأن المعرفة مصدر من المصادر التي اعتمد عليها ديكارت و دافيد هيوم في منهجيه و كما نستخلص اعتمد أساسا على العقل للوصول إلى المعرفة. إن قيمة الفلسفة الديكارتية تظهر في ابداع ديكارت منهج فلسفي جديد، و مغاير تماما لما تم تأسيسه من قبل. اي بعدما كانت الفلسفة تعاني من الفوضى الفكرية والمعرفة الغير مؤسسة، والتي ال تقوم على أي منهاج واضح وجلي ،فجاء ديكارت وقام بتحويل السؤال الفلسفي، من ماذا نعرف الى كيف نعرف ؟-اي البحث عن الكيف بدال من الماهية- ،ولعله من وراء ذلك التحويل يبتغي تأسيس منهج عقلي يكون اقرب الى المناهج الاستنتاجية الاستنباطية
بواسطة
المراجع
المصادر:



1- رينيه ديكارت: العالم او النور، تر: اميل خوري، دار المنتخب العربي، بيروت، ط1، 1999م.



2- رينيه ديكارت: انفعاالت النفس، تر: جورج زيناتي، دار المنتخب العربي، بيروت، ط1، 1993م.



3- رينيه ديكارت: تأمالت ميتافيزيقية في الفلسفة األولى،تر: كمال الحاج، منشورات دويرات، بيروت، ط1988 ،4م.



4- رينيه ديكارت: حديث الطريقة، تر: عنر الشارني ، المنظمة العربية للترجمة بيروت، ط1، 2008م.



5- رينيه ديكارت: قواعد لهداية العقل، تر: سفيان سعد اهلل، دار سراس للنشر، تونس، 2001م.



6- رينيه ديكارت: مقال عن الطريقة، تر: محمود محمد الخضيري، تر: محمد محمود الخضيري، دار الكاتب العربي للطباعة والنشر، القاهرة، 1968م.



7- د/ محمود زيدان ، نظرية المعرفة عند مفكري الإسلام و فلاسفة الغرب المعاصرين ، دار النهضة الغربية ، بيروت ط1 ، 1979 ، ص 23.







ابراهيم مصطفى إبراهيم: الفلسفة الحديثة والنصوص، دار المعرفة الجامعية، اإلسكندرية، 1987م.







- إبراهيم مصطفي إبراهيم ، الفلسفة الحديثة من ديكارت إلى هيوم ، دار الوفاء الدنيا الطباعة و النشر إسكندرية ، 2001 .







- جمال الدين بوقلي حسن ، قضايا فلسفية، ط3 ، ط1 ، المؤسسة الوطنية للكتاب ، الجزائر ، 1984 .







- عمار الطالبي، مدخل إلى عالم الفلسفية، دار القصبة للنشر، الجزائر، 2006 .







- وليم كلي رأيت ، تاريخ الفلسفة الحديثة ، محمد سيد أحمد ، الإمام عبد الفتاح إمام ، المجلس الأعلى للثقافة ، 2005 .







- محمود زيدان ، نظرية المعرفة عند مفكري الإسلام و فلاسفة العرب المعاصرين ، دار النهضة العربية بيروت ، ط1 ، 1979 .

اسئلة متعلقة

...