مقالة الذاكرة بين الطبيعة المادية و الروحية
أهلاً بكم اعزائي طلاب وطالبات علم الفلسفة وكل تخصصات السنة الثانية والثالثة في البكالوريا جميع الشعب شعبة آداب و فلسفة ولغات أجنبية وعلوم تجريبية ورياضيات وتسيير واقتصاد وعلوم إنسانية في موقع النورس العربي alnwrsraby. التعليمي المتميز بمنهجية الإجابة الصحيحة والمتفوقة في جميع مواضيع الفلسفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم تحليل نص فلسفي وأهم المقالات الفلسفية المقترحة لهذا العام نموذج تحليلها بطريقة الاستقصاء بالوضع والجلدل والمقارنة لكل الشعب الجزائري كما نقدم لكم الأن إجابة السؤال الفلسفي بمنجية صحيحة بطريقة مختصرة ومفيدة كما نطرح لكم في مقالنا هذا إجابة السؤال ألذي يقول.....مقالة الذاكرة بين الطبيعة المادية و الروحية مقترح باك bac 2023 2024 حيث وقد قمنا بنشر جميع المقالات ودروس الفلسفة المتوقعة لهذة العام في صفحة موقعنا النورس العربي alnwrsraby. يمكنكم البحث عن أي مقال أو أي سؤال فلسفي تبحثون أو يمكنكم طرح أسئلتكم المتنوعة علينا في موضعها اعلا الصفحة أو من خلال التعليقات ومربعات الاجابات اسفل الصفحة ونحن سنقدم لكم الأجابة على سؤالكم على الفور والان أحبائي الطلاب والطالبات كما عودناكم أن نقدم لكم إجابة سوالكم هذا وهي كالتالي....... مقالة الذاكرة بين الطبيعة المادية و الروحية
الإجابة هي
مقالة الذاكرة بين الطبيعة المادية و الروحية :
مقدمة :
يعتبر الإنسان متحف لغرائب العقل البشري لذلك فهو في بحث مستمر لفهم عالمه الخارجي عن طريق الذاكرة و هي : عملية عقلية عليا تتمثل في إعادة صور الماضي و استحضاره مع معرفة أنه كذلك ، لذلك جدل بين الفلاسفة و العلماء و المفكرين حول : طبيعة الذاكرة فمنهم من يرى بأن بأنها مادية جسمية و منهم من يرى بانها نفسية روحية لذلك نتساءل :هل الذاكرة من طبيعة بيولوجية ؟ام انها ذات طبيعة روحية ؟
الموقف ١ :
ينطلق انصار الموقف الاول من فكرة أن الذاكرة ذات طبيعة مادية فهي مخزنة في الدماغ داخل الخلايا العصبية و كل جزء من الدماغ مسؤول على نوع معين من الذكريات ، و من أنصار هذا الموقف نجد بافلوف : إذ يقسم مراكز الذاكرة في المخ الى ثلاث اقسام : المركز الحسي و هو مسؤول على تجميع كل الذكريات و المشاهد التي تمر في حياة الإنسان ثم يقوم بتصنيفها الى مجموعات المجموعة الأولى و هي الذكريات المهملة غير المهمة هذه الذكريات تبقى في المركز الحسي و تزول بعد مدة قصيرة لا تتجاوز ستة ثواني ، المجموعة الثانية و الثالثة هي ذكريات مهمة أو تخدم الانسان يتم نقلها إلى القسم الثاني من الدماغ و هي الذاكرة القصيرة المدى حيث يتم تخزينها لحاجة الانسان إليها و بعد استحضارها يتم إزالتها مرة أخرى أما الذكريات المهمة جدا و المرتبطة بالإنسان فتبقى و تنتقل إلى الذاكرة الطويلة المدى و القسم الثالث و تبقى مخزنة في الدماغ إلى غاية موته لكي تزول مثل ذكريات الزواج و موت الأقارب و فرحة النجاح و في نفس السياق نجد ريبو و قد اعتمد على تجارب الجراحة السريرية لإثبات أن الذكريات مخزنة في الخلايا العصبية فاصابة شخص ما على مستوى الدماغ يؤدي إلى فقدان كلي أو جزئي الذكريات أما تجارب بروكا فتركزة على الفص الأيسر من الدماغ فاصابة على هذا المستوى تؤدي إلى عجز الشخص عن الكلام و انتاج اللغة فهو يفهم و يسمع الكلمات لكنه لا يستطيع الرد او التعبير يقول ريبو ( الذاكرة وظيفة بيولوجية بالماهية و سيكولوجية بالعرض ) و هذا يعني أنه حتى لو كانت الذكريات تبدو كانفعالات نفسية لكنها في الحقيقة من طبيعة مادية في جوهرها .
و يرى جون لوك أن الذاكرة مادية بطبيعتها مرتبطة بالاثر الحسي فشبهها بالورقة المطوية التي يبقى فيها الاثر كذلك الذكريات تتكرر و يبقى أثرها في الدماغ و من هنا فإن التكرار عامل في حفظ الذكريات و عندما يريد الانسان استرجاع ذكرياته فانه يستعيدها عن طريق تشابه الاثر الحسي و التكرار يقول لوك ( أن التذكر هو إعادة الاثر المطبوع في دماغنا ).
النقد:
لكن الاخذ بالنظرية المادية مناف للواقع لانهم نفو الجانب الروحي و العاطفي في الانسان و جعلوا منه الة بيولوجية يقول برغسون ( الذاكرة ظاهرة روحية قبل كل شيء ).فالذاكرة كثيرا ما ترتبط بالعوامل النفسية فالإنسان عندما يستحضر ذكرياته تكون مصحوبة بمشاعر و عواطف مثل الحزن و الالم و الفرح و السروريقول دانتيه ( أن في تذكر الايام الصعبة آلاما قاسية )و تذكر غادة السمان في روايتها خيط الحصى الحمر انها كل ما رأت امرأة عجوز تذكرت قريتها و جدتها و مراسم الاحتفال بالاعياد تنزل دموعها و تحس بالألم و الشوق لحياتها القديمة و طفولتها في فلسطين .لذلك تعبر عن ذلك ( إن الذاكرة والألم توأمان، لا تستطيع قتل الألم دون سحق الذاكرة).
الموقف ٢ :
ينطلق انصار الموقف الثاني من فكرة أن الذاكرة ذات طبيعة روحية اي أنها مخزنة في النفس البشرية بمعزل عن الجسد و استحضار الذكريات مشروط بحالة الانسان العاطفية فمثلا المرأة الثكلى عندما ترى ملابس ابنها المتوفى فهي تتذكره و تبكي حسرة و شوقا و كذلك الأرملة و المصابين في الحروب عند رؤيتهم لاصاباتهم في أجسادهم و من أنصار هذا الموقف نجد هنري برغسون : إذ يقسم بين نوعين من الذاكرة ذاكرة مادية و هي مرتبطة بالجسد منشاها التكرار و العادة فمثلا الكتابة على الآلة الراقنة و لوحة المفاتيح تعلم ركوب الدراجة سياقة السيارة فهذه الذكريات مرتبطة بالتكرار و هي سلوكات تعودية تنشأ مع مرور الوقت يقول برغسون ( الذاكرة العادة منشاها التكرار و هي جافة جامدة ) و الذاكرة الحية : و هي الذاكرة الحقيقية المرتبطة بالمشاعر النفسية و التي يسترجعها الانسان بالشعور و تكون مصحوبة بالعواطف المختلفة و تتميز بالاتصال و الديمومة يقول برغسون ( الديمومة تتألف من قسمين الماضي القريب و المستقبل الوشيك فعلى هذا الماضي القريب نحن متكئون و على هذا المستقبل الوشيك نحن منعطفون و الاتكاء و الانعطاف هما ميزة الانسان الشاعر فلا توجد نقطة زمنية تفصل الماضي عن الحاضر ) .
و التمييز بين هذين النوعين من الذاكرة يعطينا برغسون مثال حفظ قصيدة فنحن عند حفظها نقوم بتكرارها و عند استعادتها مرة أخرى يكفي أن نستحضر الكلمة الأولى فتتبعها سلسلة من الكلمات و هذا هو التداعي الحر و لكن هذا التذكر هو مادي عادي أما الذاكرة الحقيقية فهي استرجاع القصيدة و معها الحالة الشعورية التي كنا فيها مع الشعور بتلك الحالة يقول برغسون ( أن خيط الشعور الرابط يكون قويا دائما ما ترتبط الذكرى بحالة ما )
و في نفس السياق نجد سيغموند فرويد : إذ يرى الذاكرة ذات طبيعة لا شعورية فالإنسان يواجه في حياته مواقف مؤلمة و ضارة يحاول نسيانها و لكنها لا تمحى بل تخزن في لاوعيه و تبقى مكبوتة و لذلك فهي تحاول الخروج مرة أخرى مما يؤدي إلى ظهور العقد النفسية و امراض الهيستيريا فمثلا يروي عن فتاة كانت ترفض شرب الماء و بعد تنويمها مغناطيسيا بدأت تروي قصتها مع زوجة أبيها حيث أعطتها كوب من الماء لعق منه كلبها و بعد مدة تم كبت هذه الذكرى للتحول إلى مرض هستيري كما يروي عن امرأة أخرى كانت تعاني من الخوف المرضي و بعد تنويمها بدأت تروي أن أخاها الأكبر كان يرغمها على وضع الفئران الميتة على رأسها في منتصف الليل مما ولد لها في بعد كيتا الذكرى و ظهور العقد النفسية يقول فرويد ( أن الذكريات المكبوتة أشد خطراً من رصاصة قاتلة )
النقد :
لكن الاخذ بالنظرية الروحية و ارجاع الذاكرة الى الشعور مناف للواقع فالعلم اثبت بحجج منطقية و تجارب ممنهجة أن الذكريات مخزنة في الدماغ يقول جون بياجي : ( أن برغسون كان فيلسوفا اكثر منه عالما ) و قد أثبت الطب المعاصر في أمراض الزهايمر أن إصابة على مستوى الخلايا العصبية يؤدي إلى فقدان الذكريات يقول ريبو : (الدماغ وعاء لحفظ الذكريات ) فحدوث نزيف في الفص ألجداري الأيمن للدماغ يحدث فقدانا للمعرفة الحسية اللمسية أي أن المصاب يلمس الاشياء و لا يتعرف عليها وهو ما تثبته تجربة الطبيب دولي على بنت قي الثالثة والعشرين من عمرها أصابتها رصاصة في المنطقة الجدارية اليمنى فهي لا تستطيع التعرف إلى الأشياء التي توضع في يدها اليسرى بعد تعصيب عينها فعندما وضع لها دولي مشطا في يدها اليسرى وصفت جميع أجزائه وعجزت عن التعرف عليه وبمجرد أن وضعه في يدها اليمنى تعرفت عليه بسرعة مثل جميع الناس.
التركيب : نفهم أن الذاكرة تراوحت تفسيراتها بين المادية و الروحية الا أن التفسير الحقيقي لها هو التفسير الاجتماعي فالانسان كائن اجتماعي بطبعه لذلك فهو خاضع لسلطة المجتمع و كل ذكرياته لا تنشأ الا في إطار هذا التجمع ، فالذاكرة هي حادثة تتكون ثم تخزن وتستحضر في إطار الجماعة فقط فلولا المجتمع لما تم تشكل أي نوع من الذكريات لأنها في النهاية ليست إلا حوادث اجتماعية وهو ما يجعل من الذاكرة ذات طبيعة اجتماعية سوسيولوجية حيث يقول هالفاكس" إن الجماعات التي أنا جزء منها تقدم لي في كل مرة الوسائل الكفيلة بإعادة تركيب هذه الذكريات" و كما يرى أن الذكريات مثل الأعياد الدينية و الاحتفالات و المآتم لا تتم إلا في أطر اجتماعية مثل المساجد الكنائس المعابد قاعات الحفلات
الرأي الشخصي : عمل التلميذ
الخاتمة :
نستنتج أن الذاكرة كموضوع فلسفي تعددت تفسيراته و يمكن الاخذ بتعدد هذه النظريات من حيث أنها عبارة عن صور من الماضي يتم تخزينها في الدماغ ثم يتم استرجاعها عن طريق الشعور و العوامل النفسية المتعددة داخل الأطر الاجتماعية و فصل اي عنصر منها يؤدي إلى التفسير الناقص أو المشوه في عملية الاسترجاع لذلك وجب الأخذ بكل أطرها مادية نفسية اجتماعية.