في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة

هل الإبداع ليس سوى استجابة لمقتضيات البيئة الاجتماعية

مقالة جدلية حول الإبداع 

أهلاً بكم اعزائي طلاب وطالبات علم الفلسفة وكل تخصصات البكالوريا شعبة آداب و فلسفة في موقع النورس العربي alnwrsraby. التعليمي المتميز بمعلوماته الصحيحة والمتفوقة في جميع مواضيع الفلسفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم أروع المقالات الفلسفية المقترحة لهذا العام لكل الشعب الجزائري كما نقدم لكم الأن إجابة السؤال الفلسفي بمنجية صحيحة بطريقة مقالة وهي إجابة السؤال ألذي يقول...هل الإبداع ليس سوى استجابة لمقتضيات البيئة الاجتماعية.. مقترح بك 2023 2024 حيث وقد قمنا بنشر جميع المقالات ودروس الفلسفة المتوقعة لهذة العام في صفحة موقعنا النورس العربي alnwrsraby. يمكنكم البحث عن أي مقال أو أي سؤال فلسفي تبحثون أو يمكنكم طرح أسئلتكم المتنوعة علينا في موضعها اعلا الصفحة أو من خلال التعليقات ومربعات الاجابات اسفل الصفحة ونحن سنقدم لكم الأجابة على سؤالكم على الفور والان أحبائي الطلاب والطالبات كما عودناكم أن نقدم لكم إجابة سوالكم هذا وهي كالتالي.....هل الإبداع ليس سوى استجابة لمقتضيات البيئة الاجتماعية

.. الإجابة هي 

نص السؤال: هل الإبداع ليس سوى استجابة لمقتضيات البيئة الاجتماعية؟

طرح المشكلة: يسعى الإنسان دائما لتجاوز واقعه الراهن وتغيير وضعه إلى الأحسن، وهذا التغيير يتطلب القدرة على التحرر من الصور الماضية وعلى تركيبها بأسلوب جديد وتأليفها في تركيبات جديدة ليست موجودة في الواقع، ولذلك فإبداع أساليب اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية جديدة لا يتسنى لجميع الناس، فالمبدع لا يقتفي أثر الأشياء الموجودة من قبل، بل يأتي ببناء جديد قلما يتهيأ لسواه. فهل لهذا التميز الإبداعي جذور شخصية تكمن فيما يتمتع به المبدع من مواهب أم أن البيئة الاجتماعية هي الدافع للإبداع؟

محاولة حل المشكلـــــــــة: 

الموقف الأول: إن المبدع في نظر الفلاسفة الاجتماعيين لا يستمد مادة إبداعه من واقع المجتمع فحسب، بل نشاطه يعتبر ظاهرة اجتماعية مثل بقية الظواهر الأخرى، وهذا ما رآه دوركايم وبين أن عملية الإبداع مهما تعددت مجالاتها تتحكم فيها شروط اجتماعية، لأن الإبداع يتوقف من جهة على حاجات المجتمع، وعلى درجة النمو التي بلغها من جهة أخرى، فالإبداع من هذا المنظور يعتبر تراثا اجتماعيا تتناقله الأجيال، وما دام الفرد من صنع المجتمع فلا بد أن تكون سلوكاته بما فيها السلوكات الإبداعية من نتاج المجتمع، إن الفنانين والعلماء لا يبدعون لأنفسهم وإنما يبدعون وفق ما يحتاج إليه المجتمع وما يسمح به وما يمدحه ويباركه، وكل تراث علمي أو فني هو شاهد على روح العصر والثقافة السائدة في المجتمع وهذا يدل على أن المبدع لا يعالج إلا المشاكل التي تظهر في وسطه الاجتماعي. ولا يبدع أي شيء إلا إذا توفرت لديه جملة من الشروط الاجتماعية، وهذا ما أكده العالم الفرنسي ريبو حين قال:" مهما كان الإبداع فرديا فإنه يحتوي على نصيب اجتماعي".

نقــــــــــد: لا يعقل أن يحصل الإبداع كلما احتاج المجتمع إلى هذا الإبداع مهما كانت الشروط الاجتماعية والوسائل التي يوفرها لأن هذا مخالف للواقع ، فالفروق الفردية تشير إلى تفاوت الناس في القدرات العقلية بصفة عامة وفي الذكاء بصفة خاصة مما يجعلنا نعتقد أن المبدعين لهم طبيعة خاصة، كما أن تاريخ المبدعين في حقب خلت حافل بالأمثلة الدالة على ما لقيه بعضهم من اضطهاد وإساءة من المجتمع.

الموقف الثاني: يرى علماء النفس أن الإبداع ليس ظاهرة عامة منتشرة في المجتمع، وإنما هو ظاهرة خاصة نجدها عند بعض الأفراد، ولا نجدها عند غيرهم بدليل أن العباقرة الذين كانوا وراء التغيرات الحادثة في تاريخ الفكر والحضارة يمتازون بخصائص نفسية وقدرات عقلية هيأتهم لوعي المشاكل القائمة، فالإبداع من هذا المنظور كشف يطالع النفس ويشرق في جوانبها فجأة، ويثير فيها حالة انفعالية وفكرية معينة. ولا شك في أن عملية الإبداع طويلة وشاقة لأنها مبنية على المعاناة الدائمة، لأن تجسيد الإلهام أو تحقيق الفكرة الأصيلة يتطلب جهدا كبيرا وصبرا طويلا، وإن كان له صلة بميول ورغبات الشخص المبدع، كما يرى فرويد أن العمل المبدع في نظره تعبير عن الرغبات المكبوتة التي تحقق عن طريق الخيال. وهذا يدل على أن لعملية الإبداع أصولا نفسية عميقة، وهي كثيرا ما تكون مصحوبة بمظاهر انفعالية حادة، وهذا ما أراد برغسون أن يبينه فقال:" إن العظماء الذين يتخيلون الفروض والأبطال والقديسين الذين يبدعون المفاهيم الأخلاقية، لا يبدعونها في حالة جمود الدم، وإنما يبدعون في جو حماسي، وتيار ديناميكي تتلاطم فيه الأفكار" ولا يمكن معرفة عملية الإبداع إلا بالرجوع إلى حياة المبدع النفسية فالعوامل الذاتية من عناصر انفعالية وفكرية تلعب دورا أساسيا في عملية الإبداع. ) إن الإبداع من منظور النظرية النفسية ظاهرة نجدها عند البعض الأفراد ولا نجدها عند غيرهم بدليل إن العباقرة الذين كانوا وراء التغيرات الحادثة في تاريخ الفكر والحضارة يمتازون بخصائص نفسية وقدرات عقلية , وكل ما يشحذ الذات ويدفعها إلى الإبداع من دوافع وانفعالات سارة أو مؤلمة تساعد على انجاز العمل الإبداعي . ومن المفكرين والفلاسفة الذين أكدوا أن الإبداع كشف يطالع النفس ويشرق في جوانبها فجأة عالم الكلام – حجة الإسلام –( أبو حامد الغزالي ) حيث قال : " إن الإلهام كالضوء من سراج الغيب يقع على قلب صاف لطيف فارغ " . وأكد عالم الطبيعة الفرنسي (جوس ) نفس الفكرة حيث قال : " وأخيرا ... نجحت لا لأنني بذلت جهودا مضنية , ولكن بهبة من الله كأن إشراقا حدث فجأة وحل اللغز ." إذن الإلهام لحظات قصيرة تتفتق فيها عبقرية الإنسان عن إبداعات قد تحدث في لحظات مغايرة للمنطق فتكون أثرا لا يقاس على مثال .فقد ذكر أفلاطون في محاورة ( أيون ) والتي تحدث فيها عن الإلياذة وهوميروس : " إن الشاعر كائن أثيري مقدس , ذو جناحين لا يمكن أن يبتكر قبل أن يلهم , فيفقد صوابه وعقله , ومدام الإنسان يحتفظ بعقله فانه لا يستطيع أن ينظم الشعر ". و يقال أن (فاجنر ) سمع في منامه اللحن الأساسي الذي يتردد في افتتاحية رائعته الموسيقية ( ذهب الرين ) . ويحكى عن الشاعر الانجليزي (كولردج ) أنه كان يطالع ذات صباح فغلبه النعاس ثم أفاق من نومه وأخذ يخط بسرعة قصيدته المشهورة ( كوبلاخان ) حتى وصل إلى البيت 54 منها ...ثم خمدت نار الإلهام فكف عن الكتابة وترك القصيدة ولم يعد لها قط . غير أن الموهبة والإلهام بدون عمل وجهد لا معنى لهما . فلقد عبر( بوانكريه ) عن اكتشافاته الرياضية بأنها بدت له فجأة وفي مناسبات لم يكن يفكر أثناءها في هذه الموضوعات لكن حدث هذا بعد جهود السنين الطوال فتظهر له الحلول فجأة في صورة الهام غير متوقع لذلك قال : " إن الحظ يحالف النفس المهيأة " . ويؤكد الفيلسوف الفرنسي ( هنري برغسون ) أن لعملية الإبداع أصول نفسية عميقة , وهي كثيرا ما تكون مصحوبة بمظاهر انفعالية حادة إذ ذكر : " أن العظماء الذين يتخيلون الفروض , و الأبطال , والقديسين الذين يبدعون المفاهيم الأخلاقية , لا يبدعونها في حالة جمود الدم , وإنما يبدعون في جو حماسي و تيار ديناميكي تتلاطم فيه الأفكار " . و تذهب مدرسة التحليل النفسي إلى بيان أن الإبداع ظاهرة نفسية لاشعورية ففرو يد يرى أن التسامي هو المسئول عن كل الانجازات الحضارية التي قام بها الإنسان : " إن الصراعات الجنسية الطفيلية والرغبات العدوانية التي تؤدي إلى السلوك العصابي لدى من لا يستطيعون حلها حلا سويا , هي نفسها التي يحلها المبدع عن طريق التسامي أو الإعلاء فينشأ عن ذلك أشكال النشاط الإبداعي المختلفة " .

نقـــــــــد: لا يمكن إنكار دور العوامل النفسية في عملية الإبداع لأن الإبداع تجسيد لما يختلج في النفس من معاني وصور ولكن تحقيقه يحتاج إلى مناخ اجتماعي وحضاري يوفر للمبدع جملة من الشروط الموضوعية التي بدونها تصبح عملية الإبداع أمرا صعبا، لذا فالعوامل السيكولوجية لا تكفي لخلق عملية الإبداع وبالتالي فالكثير من المفكرين يرون أن كل إبداع لا بد له من مناخ اجتماعي.

التركيب: 

إن عملية الإبداع ترجع بالدرجة الأولى إلى العوامل الذاتية " النفسية " لأن الكثير من العباقرة ظهروا في بيئة اجتماعية غير ملائمة، لكن هذا لا يعني عدم تأثير البيئة الاجتماعية " العوامل الموضوعية " على عملية الإبداع، فالتوجيه التربوي يؤثر في تنمية الملكات الذهنية وتوجيهها لدى الإنسان، لذا فالإبداع يعود إلى حيوية المبدع وما يتمتع به من خصائص نفسية وعقلية كتظافر الوظائف النفسية من ذكاء وتخيل وذاكرة وتوفر الميول الكافية من رغبات وآمال كما أن المبدع يستمد عناصر إبداعه من المجتمع، فالوسط الاجتماعي الملائم من حاجات وظروف وأفكار وتطور علمي وثقافي حافز على الإبداع.

حل المشكلة : في الأخير يمكن أن نؤكد على أن الإبداع ليس مجرد الهام مفاجئ يحظى به بعض الأفراد في المجتمع، بل هو ظاهرة فردية تضرب بأعماق جذورها في الحياة الاجتماعية التي منها يأخذ المبدع مادته، فالإبداع يستمد حيويته من ميول الفرد ويستمد مادته من حاجة المجتمع، وعليه فالإبداع يكون بالتكامل بين الشروط الاجتماعية " الموضوعية " والشروط النفسية " الذاتية ". إذن: إن عملية الإبداع لا تنطلق من العدم , بل لابد أن تستند إلى معطيات موجودة في الواقع فالمبدع ينتقي عناصر إبداعه من هذه المعطيات غير أنها لوحدها غير كافية فلابد أن ترتكز على القدرة الفطرية على الإبداع . وعليه يمكن القول إن الإبداع موهبة صقلتها الأعمال والجهود وهيأتها التربية الاجتماعية المناسبة والإلهام هو لحظات اقتطاف تلك الثمرة اليافعة والمفيدة

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
هل الإبداع ليس سوى استجابة لمقتضيات البيئة الاجتماعية

اسئلة متعلقة

...