خطبة الجمعة بعنوان عذراً يا قدس فلسطين يا عباد الله خطبة تخاذل المسلمين الأقصى قضية كل مسلم
خطبة جمعة بعنوان: عــــــذراً يــا قـــدس
الخطبة الأولى :
أهلاً بكم خطباء منابر بيوت الله يسرنا في موقعنا النورس العربي ان نقدم لكم خطبة الجمعة مكتوبة ومؤثرة عن القدس وهي خطبة الجمعة بعنوان عذراً يا قدس فلسطين يا عباد الله خطبة تخاذل المسلمين الأقصى قضية كل مسلم
الإجابة هي
خطبة الجمعة بعنوان عذراً يا قدس فلسطين يا عباد الله خطبة تخاذل المسلمين الأقصى قضية كل مسلم
الخطبة الأولى
الحمد لله الحمد لله معز الإسلام بنصره ومُذل الكفر بقهره ومُصرف الأمور بأمره ومديم النعم بشكره ومستدرج الكفار بمكره أظهر دينه على الدين كله جعل العاقبة للمتقين بفضله
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
من يشاء وفقهُ بفضله وامن يشاء أضلهُ بعدله
وأشهد أن محمدآ عبده ورسولهُ إلي جميع بريته بشيراً للمؤمنين بجنته ونذيراً للكافرين بناره وسطوته أسرئ بهِ الله ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم عرج به منه إلى السموات العلأ { عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (١٥) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (١٦) } [ النجم ]
صلى عليه وعلى أبي بكر خليفته في أمته وعلى عمر المشهور بقوته على الكافرين وشدته وعلى عثمان القاضي نحبه في محنته وعلى علي إبن عمهٌ وزوج إبنته وعلى آله وصحبه ومن أقتفى سُنته وسلم تسليما كثيرآ .
أما بعد أيها القدس:- من إين أبدأ يا عيون فلسطين إلى أين أنتهي وعمً أتحدث ، وإن في قلب كل مسلم من قضيتك جروحاَ دامية وفي جِفن كل مؤمن من مآسيك عبرات هامية ، حينما نتحدث عن فلسطين والأقصى نجد أنفسنا آمام مأساة تعجز عن وصفها الكلمات، وآمام مأساة إختلطت فيها العبارات بالعِبارات، بحت الحناجر وتقطعت القلوب، وتفطرت الأكباد ودمعت العيون ، بِست الكرامة وأنتهكت العزة وبلغ السيل الزُبى ، ولم يبقى في القوس منزع ما عاد يجري الصراخ ، وما عاد ينفع النداء فاأمتنا هراعّ في هراع إلا ما رحم ربك
أمة الإسلام : أمة محمد - عليه الصلاة والسلام - فلسطين والأقصى ، والبيت المقدس بقاع باركها الله وبارك ما حولها ودعا لها ﷺ بالبركة بقوله : « اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا »
فلسطين أرض المحشر والمنشر ، ومصرع الدجال الأكبر على أرضها واوديتها ووهادها ،
عاش أكثر الأنبياء كإبراهيم وأسحاق ويعقوب ويوسف ولوط وداوود وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى -عليهم السلام- وغيرهم الكثير من أنبياء الله
بني اسرائيل وكان عليها الكثير من صحابة رسول الله ﷺ والألاف المؤلفة من أعلام الأمة ، وعلمائها ، فلا يكاد وادي من أوديتها ، لم يشهد مرور نبي ولا مروج من مروجها لم يسمع تسبيحة رسول ،
فلو نطقت حجارتها لروت لنا حكاية بعثة ،
ولو تكلمت جبالها لقصة لنا مولد رسالة
ولو انحصر ظاهرها عن باطنها لها لك كثرة مراقد الأنبياء هنالك ووفرة رفات الصالحين والأولياء من كل الشريع
كذلك فلسطين إليها ترامت همم الفاتحين
ومن أجلها ذرفت عيون الخاشعين
ومن أجلها حنت قلوب العابدين أكثر أرض خطاء فيها الأنبياء والمرسلين وأكثر أرض تبلل ثراها بدموع الصالحين ودماء المجاهدين .
من أجلِها تتابعت التضحيات والفداء وعظم البذُل والعطاء
من أجلها قال : السلطان العادل محمود الزنكي أستحي من الله آن أبتسم وبيت المقدس في الأسر
ومن أجلها شمخ صلاح الدين الأيوبي برأسه ، وعدا عُدته وحرر بيت المقدس وفتح القدس رحمه الله
ومن أجل آن تنفظ آبناء الحجارة يرمون وجوه الدخلاء اليهود المعتدين
فلسطين ميراث الأجداد ومسئولية الأحفاد ،
معراج المحمدي ، وعهد عمري واليوم هل نسي المسلمون هل نسي المسلمون ما للأقصى من مكانة في الإسلام ،
آنسو آن الأقصى هي القبلة الأولى للمسلمين ،
أنسو آن الأقصى هو ثاني مسجد وضع في الأرض لعبادة الله وتوحيده
كما في الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله « آي مسجد وضع في الأرض أول ، فقال : المسجد الحرام ثم المسجد الأقصى قلت كم كان بينهما ؟ قال : أربعون سنة » ،
أنسو آن الصلاة تضاعف بالأقصى ويعظم الأجر والثواب
عن عبدالله بن عمر - رضي عنه - آن النبي ﷺ قال : « لما بنى سليمان - عليه الصلاة والسلام - بيت المقدس سأل الله خلالاً ثلاثة سأل الله آن يؤتيه حكمآ يصادف حكمه فاؤتيه
وسأل الله ملكاَ لا ينبغي لأحدٍ من بعده فاؤتيه
وسأل الله حين فرغ من بناء المسجد ألا يأتيه آحد لا ينهز إلا الصلاة فيه إلا آخرجه الله من خطيئته كيوم ولدته اُمه قال النبي ﷺ وارجو آن يكون قد اُعطي الثالثة »
[ رواه النسائي وحسنه الألباني والوادعي ]
وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال : قال : رسول الله ﷺ
« صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فالمسجد الأقصى ولنعم المصلى وليوشكن ألا يكون للرجل مثل شطر فرسه من الأرض يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا وما فيها »
[ رواه الحاكم والطبراني وحسنه الألباني ]
وعن ميمونة - رضي الله عنها - قالت : « قلت يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس قال : أرض المحشر والمنشر آن توبوا فصلوا فيه ، فإن صلاة فيه كالف صلاة قالت - رضي الله عنها - يا رسول الله فمن لم يستطع ، آن يأتيه او يتحمل إليه قال فليهدي إليه زيتا يسرج فيه فإن من أهدى إليه زيتا كان كمن صلى فيه »
[ رواه الإمام أحمد وحسنه العلامة الوادعي ]
قال الشيخ الألباني في الثمر المستطاب والجمع بين هذه الأحاديث آن يقال ان الله - عز وجل - جعل الصلاة في بيت المقدس مئتين وخمسين صلاة أولا ثم أوصلها إلى الخمس مئة
ثم أوصلها إلى الألف فضلاَ منه ورحمة .
أنسوا آن الرحال لا تشد إلا إلى ثلاثة مساجد ومنها الأقصى قال ﷺ لا تُشد الرِحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا . [ متفق عليه ]
المسجد الأقصى هو البيت الذي عظمته المِلل وأكرمته الرسل وتليت فيه الكتب الأربعة التوراة والأنجيل والزبور والقرآن
أيها المؤمنون أيها الأخيار والصالحون يقول الله عز وجل في كتابه الكريم { وَلَقَد كَتَبنا فِي الزَّبورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أَنَّ الأَرضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحونَ } ، [ 21:105 - الأنبياء ]
فالأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين فكما كانت فلسطين للمؤمنين قبل بني إسرائيل فهي للمؤمنين من بعدهم وقد تعاقبت على فلسطين أمم وتغايرت السُنّْ حتى أسلم الله مقاليدها لهذه الاُمة المحمدية وقد كانت صلاة النبي ﷺ ليلة الإسراء في القدس في الأنبياء إعلانا للدنيا وإعلانا للعالم آن الأسلام هو كلمة الله الآخيرة إلى البشرية وآن الأقصى والقدس وفلسطين لهذه الاُمة المحمدية فكان فتح بيت المقدس إحدى بشاراته ﷺ كما في صحيح البخاري
وفي السنة الخامسة عشرة للهجرة تحققت النبوة وظهرت البشاره ودخل المسلمون فلسطين وقال البطارقة لا نسلم مفاتيح بيت المقدس إلا للخليفة عمر فإنا نجد صفته في الكتب المقدسة وفي لحظة تاريخية جليلة تكتب بماء الذهب جاء عمر بن الخطاب من المدينة النبوية بثيابه المقطعة وتحط قدماه الطين رضي الله عنه وتسلم مفاتيح المقدس تسلماَ شريفا في قصةِ تُكتب تفاصيلها بمداد النور وأشرف على مدينة القدس من جبل المكبر حيث كبر وكبر معه المسلمون وهناك قال قولته الشهيرة نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما إبتغينا العزة بغيره أذلنا الله
دخل عمر بعزة الإسلام وفتح القدس بهذه الكلمة العظيمة في يوم من أيام الله وصلى في قِبلة المسجد مما يلي الصخرة وسأل عن القبة والصخرة وكانت مدفونة تحت الزبل والقمامة فازال عنها القذر وطهر المكان وكتب لأهل البلد عهداَ وأمانا فلم يهجر ساكنها ولم يهدم منزلا ولم يسقط جدارا ولم يقطع شجرة ولم يمنع أحداَ من ممارسة عبادته ومنسكه كل ذلك تم وعمر أقوى حاكم على وجه الأرض وسلطانه أعز سلطان تحت أديم السماء لم يكن حِنها منظمات تلاحق حقوق الإنسان ولا جمعيات تطالب بتعايش الأديان كان الإسلام أطبق من ذلك واولئك لك أن تقارن ذلك بما يحدث اليوم بعد آن ملك الصهاينة قليلا من القوة والأرض ثم بعد ذلك توالت الحروب الصليبية على فلسطين وعادت السيطرة للصليبين على فلسطين مرة أخرى
حتى عام خمس مئة وثلاثة وثمانين هيأ الله لهذه الأمة رجلا صالحا عمل على توحيد وعلى رصفها إنه صلاح الدين الأيوبي الذي جمع الاُمة تحت راية لا إله إلا الله ثم توجه إلى الفتح الإسلامي فبعد معركة حطين توجه إلى عسقلان ومنها إلى القدس ثم فرض عليها حصاراَ قوياَ أضطر معه الصليبيون إلى الإستسلام وبقيت القدس ردحاَ من الزمن في أيدي المسلمين .
ثم بعد ذلك دب الخلاف في أوساط المسلمين بسبب خيانات سياسية وأطماع دنيويه ودسائس يهودية وعادت القدس وفلسطين إلى الصليبيين وإلى اليهود المعتدين إلى ساعتنا هذه ولا حول ولا قوة إلا بالله
يتبع في الأسفل على مربع الاجابة اسفل الصفحة التالية