في تصنيف مناهج تعليمية بواسطة

شرح قصيدة وحيد المغنية لابن الرومي جذع مشترك آداب وعلوم إنسانية تحليل نص وحيد المغنية 

نص وحيد المغنية

تحضير نص وحيد المغنية جذع مشترك 

العربية الأقسام جذع مشترك أدبي

تحليل قصيدة "وحيد المغنية" لابن الرومي

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم  في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية  والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ شرح قصيدة وحيد المغنية لابن الرومي جذع مشترك آداب وعلوم إنسانية تحليل نص وحيد المغنية

الإجابة هي كالتالي 

شرح قصيدة وحيد لابن الرومي

نص وحيد المغنية

أولاـ تــمـهــيــد: تحضير نص وحيد المغنية جذع مشترك 

تعريف الغزل:

ـ الغزل فن من فنون من فنون الشعر العربي وغرض من أغراضه، وهو شعر وجداني يعبر فيه الشاعر عن أحاسيسه وانفعالاته تجاه امرأة من خلال نقل نبضات القلوب وآهات النفوس وآمال العشاق وذكرياتهم، وحالات وجدانهم.

والشاعر في الغزل إما أن يصف المرأة وما يتعلق بها معجبًا مشببًا، وإما أن يصف نفسه شاكيًا حرقة الجوى وتباريح الهجر، وآلام الدلال والحرمان. ويسمى أيضا التشبيب والنسيب.

وينقسم شعر الغزل إلى نوعين اثنين: 

الغزل الصريح أو المادي (الماجن) :فهو الغزل الحسي الذي أساسه حب تمتزج به ميول شهوانية وعواطف خالية من التحرج وأوصاف خادشة للحياء . من رواده عمر بن أبي ربيعة، امرؤ القيس، أبو نواس

الغزل العذري: فن شعري تشيع فيه حرارة العاطفة التي تصور خلجات النفس وفرحة اللقاء وآلام الفراق، ويحفل بوصف جاذبية المحبوبة وسحرها ونظرتها وقوة أسرها، ولا يتجاوز ذلك. ويقتصر فيه الشاعر على محبوبة واحدة ردحًا من حياته أو طوال حياته. وسُمِّي عُذْريًا لأن أول من اشتهر به من قبائل العرب هم بنو عُذْرة، ثم أصبح الغزل العذري بعد ذلك فنًا ينطبق على كل من نهج نهجهم وذهب مذهبهم. ومن أشهر شعرائه: عروة بن حزام، وجميل بثينة، وكُثَيِّر عزة، وقيس مجنون ليلى، وقيس بن ذريح.

صاحب النص:تحضير نص وحيد المغنية جذع مشترك 

ولد أبو الحسن علي بن العباس بن جريج الرومي سنة 221 ه. وهو من أصل رومي غير عربي. مات أبوه، وهو حدث صغير. عرف في حياته الشقاء واليأس والهم من كل جانب، فقد رزق ثلاثة أبناء ماتوا جميعا في طفولتهم، ثم لحقت بهم زوجته، فتمت بها مصائبه وأحزانه. توفي سنة 284 ه. أدرك في حياته ثمانية خلفاء عباسيين، هم : "الواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز والمهتدي والمعتدل والمعتضد". والمتصفح لأشعاره يدرك أنه كان شاعرا محبا للحياة، ملتقطا لكل ما فيها من صور وأشكال، مشخصا لمعانيها ومدركاتها، وكان يعشق الجمال، وهو ما جعله يهوى مغنية عصره "وحيد"؛ فقد كانت ذائعة الصيت، فاتنة الجمال، هام بها وجدا وعشقا، فرسم لوحة شعرية فريدة عنها.

تحضير نص وحيد المغنية جذع مشترك ثانيا: مـــلاحــظــة الــنــص.

‌أ. شكل النص:

قصيدة عمودية تقوم على نظام البيت المكون من شطرين ( الصدر والعجز)، ينتهيان بقافية وروي موحدين (الدال)، والمطلع المصرع.

‌ب. العنوان:

تركيبيا: جاء العنوان على شكل مركب وصفي يتكون من موصوف(وحيد)، وصفة (المغنية). ويعرب مبتدأ، وخبره محذوف تقديره في النص.

دلاليا: يدل العنوان على اسم علم لمغنية، يعشقها الشاعر، وهي موضوع غرض الغزل.

‌ج. فرضية النص:

من خلال عنوان النص وبدايته، ونهايته، نفترض أنه قصيدة شعرية عمودية غرضها الغزل، سيصف من خلالها الشاعر "ابن الرومي" عشقه وهيامه الشديد بالمغنية وحيدا، واصفا جمالها، ومعاناته جراء تمنعها عنه.

تحضير نص وحيد المغنية جذع مشترك  ثالثا: فـــهــم الــنــــص.

1- الفكرة العامة:

 يصور الشاعر في قصيدته مظاهر جمال معشوقته "وحيد"، وعمق تعلقه بها، فحبه لها من طراز فريد، جعله يعاني ويتألم جراء تمنعها ودلالها.

 2- الوحدات الدلالية، ومضامينها:

يمكن تقسيم النص إلى أربع وحدات دلالية، وهي:

• الوحدة الدلالية الأولى: من البيت الأول إلى البيت الرابع.

- وصف الشاعر مظاهر جمال وحيد، من قد ممشوق، وعينين وجيد، وشعر فاحم السواد، وخذوذ موردة.

• الوحدة الدلالية الثانية: من البيت الخامس إلى البيت الحادي عشر.

- طلب الغرير من الشاعر وصف وحيد، واستجابته له، واصفا مظاهر جمالها، وعذوبة صوتها الشجي.

. الوحدة الدلالية الثالثة: من البيت الثاني عشر إلى البيت الواحد والعشرين.

- لا مبالاة الشاعر بعتاب اللائمين له على حبه لوحيد، مؤكدا على استمراره في عشقه لها، بعد أن تملكه هذا الهوى، وسد عليه كل الاتجاهات والأبعاد.

• الوحدة الدلالية الرابعة: البيت الأخير.

- تأكيد الشاعر على شدة تعلقه بوحيد، راجيا منها وصالها، والرفق لحاله.

تحضير نص وحيد المغنية جذع مشترك رابــعــا: تــــــحــلـــيــل الــنــص:

1- عناصر النص وبناؤه:

أ‌- معجم النص:

يتوزع معجم النص إلى حقلين دلاليين:

* حقل العاطفة والحب: تيمتني وحيد، حبها في القلوب حب جديد، العاشقين، هواها، ضلة للفؤاد يحنو عليها، سحرته بمقلتيها، شيطان حبها...

* حقل المعاناة: فؤادي بها معنى عميد، للعاشقين جهد جهيد، هين وشديد، شقي بحسنها، تزهو حياته وتكيد، هي نعمى يميد منها كبير، بلوى يشيب منها وليد...

نلاحظ أن العلاقة التي تجمع بينهما هي علاقة تضاد وتنافر؛ لأنهما يصوران معاناة الشاعر بسبب غرور محبوبته، دون أن يفقد الأمل في الوصال مرة أخرى.

وقد هيمن الحقل الدال على الحب؛ لأن الشاعر يركز على تصوير عشقه وهيامه الشديد بوحيد، بل إن تمنعها وغرورها يزيد من نار حبه.

ب‌- المعجم الدالة على جمال وحيد:

وظف الشاعر في قصيدته معجما واصفا لجمال معشوقته وحيد. ومن أمثلة ذلك:

-ظبية تسكن القلوب، قمرية لها تغريد، غادة زانها من الغصن قد، ومن الظبي مقلتان وجيد، زهاها من فرعها، ومن الخدين ذاك السواد والتوريد، فهي برد بخدها وسلام، حسنها في العيون حسن جديد...

2- لغة النص وبلاغته:

أ- الصور الشعرية:

استعمل الشاعر مجموعة من الصور الشعرية، والمحسنات البديعية للتعبير عن حبه لحبيبته، وما يلقاه من صدود من طرفها. ففي البيت الثاني، شبه الشاعر معشوقته (وحيد) بالغصن في قدها، وقوامها الممشوق، وبالظبي في جمال عينيها وعنقها. فهي استعارت من الظبي ما زادها بهاء وجمالا لا نظير له، وما زهاها غرورا وتمنعا.

وفي البيت السادس، يشبه الشاعر محبوبته (وحيد) بالظبي في جمالها، وبالقمرية في جمال صوتها، وعذوبة ألحانها. وقد حذف المشبه (وحيد)، واكتفى بذكر المشبه به (الظبي، القمرية) على سبيل الاستعارة التصريحية.

وفي البيت العشرين، يشبه الشاعر قوة حبه وحيد الذي يسيطر عليه بالشيطان. فحبها شيطان تملك روحه، وسيطر على فؤاده، فهي نبض قلبه، لا يستطيع العيش دونها. وهي قرين يرافقه أينما حل وارتحل، يراها عن يمينه وشماله، قدامه، وخلفه.

ب‌- المحسنات البديعية:

استعمل الشاعر أيضا مجموعة من المحسنات البديعية للتعبير عن حبه لحبيبته، من بينها:

+ الطباق: هين ≠ شديد - المستريت ≠ المستزيد - يمين ≠ شمال - قدامي≠ خلفي- شقي ≠ سعيد.

+ الترادف: التوفيق= التسديد – شجو = تغريد..

+ الجناس غير التام: جديد/جهيد، شديد/ نديد، تحديد/ تسديد، وريد/ وليد.

+ المقابلة: وظف الشاعر المقابلة في البيت الثامن عشر؛ حيث أتى بمعنيين متوافقين، ثم الإتيان بما يقابلهما، ويخالفهما بالترتيب نفسه؛ فأورد في أول الصدر لفظ (نعمى)، وجعل في أول العجز ما يخالفه (بلوى)، ثم ورد في الصدر لفظا آخر (كبير)، وما يخالفه في العجز (وليد).

====إن غاية الشاعر من توظيف هذه الصور الشعرية والمحسنات البديعية، هي رسم صورة بديعة فاتنة لجمال معشوقته وحيد الذي لا نظير له، وتصوير مدى حبه لها، وتعلقه بها؛ فهو عاشق ولهان، يعاني ويتألم جراء تمنع حبيبته، وصدودها.

ج‌- الأساليب اللغوية:

زاوج الشاعر في قصيدته بين الجمل الإنشائية والخبرية.

وقد توسل في الأساليب الخبرية بمجموعة من الروابط اللغوية من توكيد ونفي، وشرط:  

أسلوب التوكيد: إن شيطان حبها، إنها أحسن الأشياء.

أسلوب الشرط: لو رأى من يلوم فيه.

أسلوب النفي: لا تراها

ومن أمثلة الجمل الإنشائية:

النداء: يا خليلي.

الأمر: صفها.

التمني: ليت شعري.

الاستفهام: أين عنه أحيد؟

== إن الغاية من توظيف هذه الأساليب، هو بيان مدى تعلق الشاعر بوحيد، ورغبته القوية في وصالها.

3- مقاصد النص وغاياته:

يكشف النص عن أبعاد يتداخل فيها النفسي، والفني:

* البعد النفسي: يعبر الشاعر عن حالتين وجدانيتين متنافرتين: حبه لوحيد، وشدة تعلقه بها، وتمنيه وصالها، وما يلقاه من معاناة جراء تمنعها، وصدودها.

* البعد الفني: يتمثل هذا البعد في كون القصيدة نموذجا من الشعر العربي العمودي بخصائصه الهندسية والمعجمية والدلالية، وبانتمائه لغرض الغزل.

تحضير نص وحيد المغنية جذع مشترك خامـســا: تــــــركـــــيــب الــنــص:

نصل أخيرا إلى القصيدة المدروسة آنفا "وحيد المغنية"، هي قصيدة عمودية تقليدية للشاعر ابن الرومي. وقصيدته هذه تجسيد حي لغرض الغزل، يصف فيها جمال محبوبته وحيدا، مصورا ما يلقاه من معاناة وألم جراء غرور محبوبته، ودلالها، ونفورها منه. ولينقل الشاعر إلينا هذه التركيبة المعقدة من الأحاسيس والعواطف، اعتمد قالبا شعريا متميزا استثمر فيه مقومات الشعر العربي القديم، من خلال توظيف لغة جزلة تنهل من المعجم القديم، تهيمن عليها حقول الجمال، والحب والمعاناة، واعتمد نظام الشطرين المتناظرين، ووحدة الوزن والقافية والروي، والمطلع المصرع. ونجده أيضا قد وظف مجموعة من الصور البلاغية كالتشبيه والاستعارة، وزاوج بين مختلف الأساليب الخبرية والإنشائية، كما لم تخل قصيدته من المحسنات البديعية، للتعبير عما يخالج النفس من حب مجنون، وتعلق قوي بالمحبوبة رغم الهجران و الصدود.

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
تحضير نص وحيد المغنية جذع مشترك

شرح قصيدة وحيد المغنية لابن الرومي جذع مشترك آداب وعلوم إنسانية تحليل نص وحيد المغنية
0 تصويتات
بواسطة
تحضير نص شعري وحيد المغنية صفحة 118تحليل قصيدة "وحيد المغنية" لابن الرومي

أولاـ تــمـهــيــد:

تعريف الغزل:

ـ الغزل فن من فنون من فنون الشعر العربي وغرض من أغراضه، وهو شعر وجداني يعبر فيه الشاعر عن أحاسيسه وانفعالاته تجاه امرأة من خلال نقل نبضات القلوب وآهات النفوس وآمال العشاق وذكرياتهم، وحالات وجدانهم.

والشاعر في الغزل إما أن يصف المرأة وما يتعلق بها معجبًا مشببًا، وإما أن يصف نفسه شاكيًا حرقة الجوى وتباريح الهجر، وآلام الدلال والحرمان. ويسمى أيضا التشبيب والنسيب.

وينقسم شعر الغزل إلى نوعين اثنين:

الغزل الصريح أو المادي (الماجن) :فهو الغزل الحسي الذي أساسه حب تمتزج به ميول شهوانية وعواطف خالية من التحرج وأوصاف خادشة للحياء . من رواده عمر بن أبي ربيعة، امرؤ القيس، أبو نواس

الغزل العذري: فن شعري تشيع فيه حرارة العاطفة التي تصور خلجات النفس وفرحة اللقاء وآلام الفراق، ويحفل بوصف جاذبية المحبوبة وسحرها ونظرتها وقوة أسرها، ولا يتجاوز ذلك. ويقتصر فيه الشاعر على محبوبة واحدة ردحًا من حياته أو طوال حياته. وسُمِّي عُذْريًا لأن أول من اشتهر به من قبائل العرب هم بنو عُذْرة، ثم أصبح الغزل العذري بعد ذلك فنًا ينطبق على كل من نهج نهجهم وذهب مذهبهم. ومن أشهر شعرائه: عروة بن حزام، وجميل بثينة، وكُثَيِّر عزة، وقيس مجنون ليلى، وقيس بن ذريح.

صاحب النص:

ولد أبو الحسن علي بن العباس بن جريج الرومي سنة 221 ه. وهو من أصل رومي غير عربي. مات أبوه، وهو حدث صغير. عرف في حياته الشقاء واليأس والهم من كل جانب، فقد رزق ثلاثة أبناء ماتوا جميعا في طفولتهم، ثم لحقت بهم زوجته، فتمت بها مصائبه وأحزانه. توفي سنة 284 ه. أدرك في حياته ثمانية خلفاء عباسيين، هم : "الواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز والمهتدي والمعتدل والمعتضد". والمتصفح لأشعاره يدرك أنه كان شاعرا محبا للحياة، ملتقطا لكل ما فيها من صور وأشكال، مشخصا لمعانيها ومدركاتها، وكان يعشق الجمال، وهو ما جعله يهوى مغنية عصره "وحيد"؛ فقد كانت ذائعة الصيت، فاتنة الجمال، هام بها وجدا وعشقا، فرسم لوحة شعرية فريدة عنها.

ثانيا: مـــلاحــظــة الــنــص.

‌أ. شكل النص:

قصيدة عمودية تقوم على نظام البيت المكون من شطرين ( الصدر والعجز)، ينتهيان بقافية وروي موحدين (الدال)، والمطلع المصرع.

‌ب. العنوان:

تركيبيا: جاء العنوان على شكل مركب وصفي يتكون من موصوف(وحيد)، وصفة (المغنية). ويعرب مبتدأ، وخبره محذوف تقديره في النص.

دلاليا: يدل العنوان على اسم علم لمغنية، يعشقها الشاعر، وهي موضوع غرض الغزل.

‌ج. فرضية النص:

من خلال عنوان النص وبدايته، ونهايته، نفترض أنه قصيدة شعرية عمودية غرضها الغزل، سيصف من خلالها الشاعر "ابن الرومي" عشقه وهيامه الشديد بالمغنية وحيدا، واصفا جمالها، ومعاناته جراء تمنعها عنه.

 ثالثا: فـــهــم الــنــــص.

1- الفكرة العامة:

 يصور الشاعر في قصيدته مظاهر جمال معشوقته "وحيد"، وعمق تعلقه بها، فحبه لها من طراز فريد، جعله يعاني ويتألم جراء تمنعها ودلالها.

 2- الوحدات الدلالية، ومضامينها:

يمكن تقسيم النص إلى أربع وحدات دلالية، وهي:

• الوحدة الدلالية الأولى: من البيت الأول إلى البيت الرابع.

- وصف الشاعر مظاهر جمال وحيد، من قد ممشوق، وعينين وجيد، وشعر فاحم السواد، وخذوذ موردة.

• الوحدة الدلالية الثانية: من البيت الخامس إلى البيت الحادي عشر.

- طلب الغرير من الشاعر وصف وحيد، واستجابته له، واصفا مظاهر جمالها، وعذوبة صوتها الشجي.

. الوحدة الدلالية الثالثة: من البيت الثاني عشر إلى البيت الواحد والعشرين.

- لا مبالاة الشاعر بعتاب اللائمين له على حبه لوحيد، مؤكدا على استمراره في عشقه لها، بعد أن تملكه هذا الهوى، وسد عليه كل الاتجاهات والأبعاد.

• الوحدة الدلالية الرابعة: البيت الأخير.

- تأكيد الشاعر على شدة تعلقه بوحيد، راجيا منها وصالها، والرفق لحاله.

رابــعــا: تــــــحــلـــيــل الــنــص:

1- عناصر النص وبناؤه:

أ‌- معجم النص:

يتوزع معجم النص إلى حقلين دلاليين:

* حقل العاطفة والحب: تيمتني وحيد، حبها في القلوب حب جديد، العاشقين، هواها، ضلة للفؤاد يحنو عليها، سحرته بمقلتيها، شيطان حبها...

* حقل المعاناة: فؤادي بها معنى عميد، للعاشقين جهد جهيد، هين وشديد، شقي بحسنها، تزهو حياته وتكيد، هي نعمى يميد منها كبير، بلوى يشيب منها وليد...

نلاحظ أن العلاقة التي تجمع بينهما هي علاقة تضاد وتنافر؛ لأنهما يصوران معاناة الشاعر بسبب غرور محبوبته، دون أن يفقد الأمل في الوصال مرة أخرى.

وقد هيمن الحقل الدال على الحب؛ لأن الشاعر يركز على تصوير عشقه وهيامه الشديد بوحيد، بل إن تمنعها وغرورها يزيد من نار حبه.

ب‌- المعجم الدالة على جمال وحيد:

وظف الشاعر في قصيدته معجما واصفا لجمال معشوقته وحيد. ومن أمثلة ذلك:

-ظبية تسكن القلوب، قمرية لها تغريد، غادة زانها من الغصن قد، ومن الظبي مقلتان وجيد، زهاها من فرعها، ومن الخدين ذاك السواد والتوريد، فهي برد بخدها وسلام، حسنها في العيون حسن جديد...

2- لغة النص وبلاغته:

أ- الصور الشعرية:

استعمل الشاعر مجموعة من الصور الشعرية، والمحسنات البديعية للتعبير عن حبه لحبيبته، وما يلقاه من صدود من طرفها. ففي البيت الثاني، شبه الشاعر معشوقته (وحيد) بالغصن في قدها، وقوامها الممشوق، وبالظبي في جمال عينيها وعنقها. فهي استعارت من الظبي ما زادها بهاء وجمالا لا نظير له، وما زهاها غرورا وتمنعا.

وفي البيت السادس، يشبه الشاعر محبوبته (وحيد) بالظبي في جمالها، وبالقمرية في جمال صوتها، وعذوبة ألحانها. وقد حذف المشبه (وحيد)، واكتفى بذكر المشبه به (الظبي، القمرية) على سبيل الاستعارة التصريحية.

وفي البيت العشرين، يشبه الشاعر قوة حبه وحيد الذي يسيطر عليه بالشيطان. فحبها شيطان تملك روحه، وسيطر على فؤاده، فهي نبض قلبه، لا يستطيع العيش دونها. وهي قرين يرافقه أينما حل وارتحل، يراها عن يمينه وشماله، قدامه، وخلفه.

ب‌- المحسنات البديعية:

استعمل الشاعر أيضا مجموعة من المحسنات البديعية للتعبير عن حبه لحبيبته، من بينها:

+ الطباق: هين ≠ شديد - المستريت ≠ المستزيد - يمين ≠ شمال - قدامي≠ خلفي- شقي ≠ سعيد.

+ الترادف: التوفيق= التسديد – شجو = تغريد..

+ الجناس غير التام: جديد/جهيد، شديد/ نديد، تحديد/ تسديد، وريد/ وليد.

+ المقابلة: وظف الشاعر المقابلة في البيت الثامن عشر؛ حيث أتى بمعنيين متوافقين، ثم الإتيان بما يقابلهما، ويخالفهما بالترتيب نفسه؛ فأورد في أول الصدر لفظ (نعمى)، وجعل في أول العجز ما يخالفه (بلوى)، ثم ورد في الصدر لفظا آخر (كبير)، وما يخالفه في العجز (وليد).

====إن غاية الشاعر من توظيف هذه الصور الشعرية والمحسنات البديعية، هي رسم صورة بديعة فاتنة لجمال معشوقته وحيد الذي لا نظير له، وتصوير مدى حبه لها، وتعلقه بها؛ فهو عاشق ولهان، يعاني ويتألم جراء تمنع حبيبته، وصدودها.

ج‌- الأساليب اللغوية:

زاوج الشاعر في قصيدته بين الجمل الإنشائية والخبرية.

وقد توسل في الأساليب الخبرية بمجموعة من الروابط اللغوية من توكيد ونفي، وشرط:  

أسلوب التوكيد: إن شيطان حبها، إنها أحسن الأشياء.

أسلوب الشرط: لو رأى من يلوم فيه.

أسلوب النفي: لا تراها

ومن أمثلة الجمل الإنشائية:

النداء: يا خليلي.

الأمر: صفها.

التمني: ليت شعري.

الاستفهام: أين عنه أحيد؟

== إن الغاية من توظيف هذه الأساليب، هو بيان مدى تعلق الشاعر بوحيد، ورغبته القوية في وصالها.

3- مقاصد النص وغاياته:

يكشف النص عن أبعاد يتداخل فيها النفسي، والفني:

* البعد النفسي: يعبر الشاعر عن حالتين وجدانيتين متنافرتين: حبه لوحيد، وشدة تعلقه بها، وتمنيه وصالها، وما يلقاه من معاناة جراء تمنعها، وصدودها.

* البعد الفني: يتمثل هذا البعد في كون القصيدة نموذجا من الشعر العربي العمودي بخصائصه الهندسية والمعجمية والدلالية، وبانتمائه لغرض الغزل.

خامـســا: تــــــركـــــيــب الــنــص:

نصل أخيرا إلى القصيدة المدروسة آنفا "وحيد المغنية"، هي قصيدة عمودية تقليدية للشاعر ابن الرومي. وقصيدته هذه تجسيد حي لغرض الغزل، يصف فيها جمال محبوبته وحيدا، مصورا ما يلقاه من معاناة وألم جراء غرور محبوبته، ودلالها، ونفورها منه. ولينقل الشاعر إلينا هذه التركيبة المعقدة من الأحاسيس والعواطف، اعتمد قالبا شعريا متميزا استثمر فيه مقومات الشعر العربي القديم، من خلال توظيف لغة جزلة تنهل من المعجم القديم، تهيمن عليها حقول الجمال، والحب والمعاناة، واعتمد نظام الشطرين المتناظرين، ووحدة الوزن والقافية والروي، والمطلع المصرع. ونجده أيضا قد وظف مجموعة من الصور البلاغية كالتشبيه والاستعارة، وزاوج بين مختلف الأساليب الخبرية والإنشائية، كما لم تخل قصيدته من المحسنات البديعية، للتعبير عما يخالج النفس من حب مجنون، وتعلق قوي بالمحبوبة رغم الهجران و الصدود.

اسئلة متعلقة

...