تحضير نص الشباب الثاني جذع مشترك آداب وعلوم إنسانية ، تحليل قصيدة "الشباب الثاني" لصفي الدين الحلي
شعبة الأداب والعلوم الإنسانية
تحضير نص الشباب الثاني جذع مشترك
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ تحضير نص الشباب الثاني جذع مشترك آداب وعلوم إنسانية ، ملخص تحليل قصيدة الشباب الثاني لصفي الدين الحلي
الإجابة هي
تحليل نص قصيدة الشباب الثاني" لصفي الدين الحلي جذع مشترك
أولاـ تــمـهــيــد: الشباب الثاني
تعريف الوصف :
الوصف غرض من أغراض الشعر العربي المشهورة التي برع فيها العرب، كالمديح والهجاء، والرثاء ... فكان مسايرا لتطور الحياة العربية. بدأ بالعصر الجاهلي ( وصف الطبيعة الصحراوية والأطلال)، مرورا بالعصر الأموي والعباسي ( وصف المظاهر الحضارية الجديدة، القصور، البرك، التماثيل مجالس اللهو )، والأندلسي (البراعة في وصف الطبيعة).
ـ والوصف الأدبي يتناول الطبيعة، والإنسان، والآثار القائمة، والمنشآت الجميلة، يعتمد الخيال وصدق التعبير
الوصف ذكر الشيء بما فيه من الأحوال والهيئات، ولما كان أكثر وصف الشعراء إنما يقع على الأشياء المركبة من ضروب المعاني، كان أحسنهم وصفاً من أتى في شعره بأكثر المعاني التي الموصوف مركب منها، ثم بأظهرها فيه وأولاها، حتى يحكيه بشعره، ويمثله للحس بنعته.
صاحب النص : صَفِيِّ الدينِ الحِلِّي (677 - 752 هـ / 1277 - 1339 م)
هو أبو المحاسن عبد العزيز بن سرايا بن نصر الطائي السنبسي نسبة إلى سنبس. ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، واشتغل بالتجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق. رحل إلى القاهرة، فمدح السلطان الملك الناصر وتوفي ببغداد.
تحضير نص الشباب الثاني جذع مشترك ثانيا: مـــلاحــظــة الــنــص
أ. شكل النص :
قصيدة عمودية تقوم على نظام البيت المكون من شطرين ( الصدر والعجز)، ينتهيان بقافية وروي موحدين (النون)، والمطلع المصرع.
ب. العنوان:
تركيبيا: يتألف من مركب وصفي: الموصوف (الشباب) + الصفة (الثاني)
دلاليا: الشباب الثاني، هو الشباب الذي يعيشه الإنسان مرة ثانية، حيث يستعيد نشاطه من جديد. لكن من خلال قراءة البيت الأخير، نجد المقصود به هو فصل الربيع الذي يكسو الطبيعة جمالا وحسنا وبهاء يسحر العقل ويلهم المشاعر.
ج. البيتان الأول، والأخير:
+البيت الأول: يصور أثر فصل الربيع على عناصر الطبيعة( غصون البان – الكثبان)
+البيت الأخير: يدعو الشاعر الإنسان إلى صرف همومه والتخلص منه بالاستمتاع بجمال الطبيعة في فصل الربيع الذي يمثل الشباب الثاني.
د. فرضية النص :
من خلال المشيرات الدلالية، نفترض أن النص قصيدة شعرية عمودية غرضها الوصف، سيصف من خلالها الشاعر "صفي الدين الحلي" فصل الربيع، وجمال الطبيعة الأخاذ فيه.
تحضير نص الشباب الثاني جذع مشترك ثالثا: فـــهــم الــنــــص
1- الفكرة العامة:
وصف الشاعر للطبيعة التي استعادت شبابها، وجمالها في فصل الربيع، واكتست حلة مشرقة نضرة.
وحدات النص:
يمكن تقسيم النص إلى ست وحدات دلالية، وهي:
• الوحدة الدلالية الأولى: من البيت الأول إلى البيت الثالث.
وصف الشاعر للربيع وقد كسا الغصون حلة فأصبحت متصلة غطت على الكتبان، ونمت فروعها في الحدائق، وتشابكت وكأنها تصافح بعضها من الأطراف.
• الوحدة الدلالية الثانية: من البيت الرابع إلى البيت الخامس.
وصف الشاعر الرياض وقد امتلأت أرضها بالزهور باختلاف ألوانها، وأشكالها.
• الوحدة الدلالية الثالثة: من البيت السادس إلى البيت التاسع
وصف الشاعر طول الأغصان وتفرعها، وتحركها وتمايلها، وتسلل الظلال بينها، وأشعة الشمس المشرقة، وهي تنظر نظرة الغيران.
• الوحدة الرابعة:من البيت العاشر إلى البيت الثالث عشر
وصف الشاعر للأرض، وهي باسمة، والأزهار تنعم بغيث السماء الباكية
• الوحدة الدلالية الخامسة: البيت الأخير
دعوة الشاعر الناس إلى نسيان همومهم من خلال الاستمتاع بفصل الربيع، فتأمله يعيد للروح شبابها.
تحضير نص الشباب الثاني جذع مشترك رابــعــا: تــــــحــلـــيــل الــنــص:
1- عناصر النص وبناؤه:
أ- الحقول الدلالية المهيمنة في النص :
يغلب على النص معجم ينتمي إلى حقل الطبيعة: الربيع – غصون البان – الكثبان – فروع الدوح – الأغصان – الغصون – شقائق النعمان – زهر – أبيض – أصفر – أزرق – أحمر – الظل – الخمائل – الغصن – الريحان – الشمس – الحدائق – الطلع – الكمام – الأرض...
ب- الموصوفات في القصيدة:
ركز الشاعر في وصفه على عناصر الطبيعة في فصل الربيع. ومن أمثلة ذلك:
• الغصون: نمتْ فروعُ الدوحِ حتى صافحتْ كفلَ الكثيبِ ذوائبُ الأغصانِ/ كأنما الأغصانُ سوقُ رواقصٍ قَد قُيّدَتْ بسَلاسِلِ الرَّيحانِ.
• الرياض: ضرجت خدَّ الرياضِ شقائقُ النعمانِ/ تنوعتُ بسطُ الرياضِ، زهرُها متباينٌ الأشكالِ والألوانِ/ أبيَضٍ يَقَقٍ وأصفَرَ فاقِعٍ/ أزرَقٍ صافٍ، أحمَرَ قان.
• الشمس: تنظرُ من خلالِ فروعها نحوَ الحدائقِ نظرة َ الغيرانِ
• الماء: الحيا يبكي بدمعٍ دائمِ الهملانِ/ الماء يسرع في التدفق
• السحاب: بَكى السّحابُ بمَدمَعٍ هَتّانِ
دلالة الوصف: وصف الشاعر لجمال للطبيعة في فصل الربيع، و كيف اكتست حلة مشرقة نضرة.
ج- نوعية الوصف في القصيدة
يهيمن الوصف الذاتي في القصيدة، فالشاعر متأثر أيما تأثر بجمال الربيع، فهو سلب لبه، وأراد للقارئ مشاركته هذا الشعور. من العبارات الدالة على تأثر الشاعر بجمال الطبيعة في فصل الربيع ( ضرجت خدَّ الرياضِ/ تنظرُ من خلالِ فروعها نحوَ الحدائقِ نظرة َ الغيرانِ/ بَكى السّحابُ بمَدمَعٍ هَتّانِ...)
2- لغة النص وبلاغته:
أ- الصور الشعرية:
استعمل الشاعر مجموعة من الصور الشعرية لوصف قصر البديع، من بينها :
* التشبيه: كأنما الأغصانُ سوقُ رواقصٍ … قَد قُيّدَتْ بسَلاسِلِ الرَّيحانِ
تشبيه الأغصان بالرواقص في حركتها وتمايلها وترنحها، وشبهت زهورها بالسلاسل
* الاستعارة (مكنية): ضرجت خدَّ الرياضِ/ تنظرُ من خلالِ فروعها نحوَ الحدائقِ نظرة َ الغيرانِ/ بَكى السّحابُ بمَدمَعٍ هَتّانِ
الملاحظ أن الشاعر قد عمد إلى أنسنة الطبيعة حي خلع عليها صفات وأفعالا إنسانية، (خدَّ الرياض/ تنظرُ/ نظرة َالغيرانِ/ بَكى السحاب...) فصارت كأنها حية ناطقة. بغرض رسم صورة جذابة على جمالها في فصل الربيع، فهي اكتست أجمل حلة.
ب- الأساليب اللغوية:
زاوج الشاعر في قصيدته بين الجمل الإنشائية والخبرية، ومن أمثلة الأسلوب الخبري:
ضرجت خدَّ الرياضِ/ تنظرُ من خلالِ فروعها نحوَ الحدائقِ نظرة َ الغيرانِ/ بَكى السّحابُ بمَدمَعٍ هَتّانِ
غلب على القصيدة الأسلوب الخبري، نظرا لغرض الشاعر في وصف جمال الطبيعة في فصل الربيع، وكيف اكتست حلة مشرقة نضرة.
ومن أمثلة الجمل الإنشائية:
أسلوب الأمر :" اصرف همومك"
3- مقاصد النص وغاياته:
سعى الشاعر إلى التعبير عن إعجابه بجمال الطبيعة في فصل الربيع وافتتانه بمناظرها، مما أكسب النص بعدا فنيا يحقق جمالية التصوير، ويضفي الحركة على مظاهر الطبيعة.
تحضير نص الشباب الثاني جذع مشترك خامـســا: تــــــركـــــيــب الــنــص:
نصل أخيرا إلى القصيدة المدروسة آنفا "الشباب الثاني" هي قصيدة عمودية تقليدية للشاعر صفي الدين الحلي، وقصيدته هذه تجسيد حي لغرض الوصف، حيث نجح في رسم لوحة فنية لمظاهر جمال الطبيعة في فصل الربيع. ولقد حافظ في بنائها على خصائص القصيدة العمودية التقليدية في شعر الوصف، من خلال لغة جزلة تنهل من المعجم القديم، يهيمن عليها حقل الطبيعة، للدلالة على سحرها في فصل الربيع، والحلة الجميلة التي اكتستها، واعتمد نظام الشطرين المتناظرين، ووحدة الوزن والقافية والروي، والمطلع المصرع. ونجده أيضا قد وظف مجموعة من الصور البلاغية كالتشبيه والاستعارة، وزاوج بين مختلف الأساليب الخبرية والإنشائية، كما لم تخل قصيدته من المحسنات البديعية، قاصدا بذلك التعبير عن إعجابه بجمال الطبيعة في فصل الربيع وافتتانه بمناظرها، مما أكسب قصيدته بعدا فنيا يحقق جمالية التصوير، ويضفي الحركة على مظاهر الطبيعة.