هل المعرفة عملية حسية أم بناء عقلي
مقالة فلسفية باك 2023
نص السؤال : هل المعرفة عملية حسية أم بناء عقلي ؟ هل إدراكنا للعالم يتم بناء على الحواس أم على التصورات الذهنية
أهلاً بكم اعزائي طلاب وطالبات علم الفلسفة وكل تخصصات البكالوريا شعبة آداب و فلسفة في موقع النورس العربي alnwrsraby.net التعليمي المتميز بمعلوماته الصحيحة والمتفوقة في جميع مواضيع الفلسفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم أروع المقالات الفلسفية المقترحة لهذا العام لكل الشعب الجزائري كما نقدم لكم الأن إجابة السؤال الفلسفي بمنجية صحيحة بطريقة مقالة وهي إجابة السؤال ألذي يقول.....هل المعرفة عملية حسية أم بناء عقلي مقترح بك 2022 حيث وقد قمنا بنشر جميع المقالات ودروس الفلسفة المتوقعة لهذة العام في صفحة موقعنا النورس العربي alnwrsraby.net يمكنكم البحث عن أي مقال أو أي سؤال فلسفي تبحثون أو يمكنكم طرح أسئلتكم المتنوعة علينا في موضعها اعلا الصفحة أو من خلال التعليقات ومربعات الاجابات اسفل الصفحة ونحن سنقدم لكم الأجابة على سؤالكم على الفور والان أحبائي الطلاب والطالبات كما عودناكم أن نقدم لكم إجابة سوالكم هذا وهي كالتالي.......هل المعرفة عملية حسية أم بناء عقلي
الإجابة هي
نص السؤال : هل المعرفة عملية حسية أم بناء عقلي ؟
هل إدراكنا للعالم يتم بناء على الحواس أم على التصورات الذهنية؟
طرح المشكلة :اختلفت أراء الفلاسفة والمفكرين حول امكانية المعرفة .وهذا ما جعل الجدل يحتدم بين التجريبيين والعقلانيين. حول ما إذا كان الإدراك يتم وفق تأويلات عقلية "ذهنية "أم انه لا يعدو أن يكون مجرد انطباعات حسية .فكان إشكالنا كالتالي: هل الإدراك عملية حسية أم عمل عقلي؟
محاولة حل المشكلة :"
الاطروحة الاولى : موقف الحسيون " المعرفة اساسها التجارب الحسية " يرى أنصار النظرية الحسية أن جل معارفنا صادرة عن التجربة الحسية.باعتبار الإنسان كائن طبيعي يعتمد على الاستعدادات الحسية لمعرفة هذا العالم ،ولذا فقد ارجع علم النفس التجريبي الإحساس إلى انه عملية أولية فالإحساس هو الرابط بين الإنسان والعالم ،وهو من يمكننا من المعرفة ويجعلنا نتكيف مع البيئة وما الإدراك إلا صدى للانطباعات الحسية أي ما هو الا رابط بين جملة من الإحساسات ومن رواد هذه المدرسة "جون لوك ،ودافيد هيوم". وذلك بحسب اعتقادهم أن الطبيعة زودت كل الكائنات الحية بوسائل فطرية . بغرض المساعدة على البقاء والاستجابة لتأثيرات المحيط . ولا يكون هذا إلا بواسطة الإحساس ،فهو الوسيلة الوحيدة للتفاعل مع هذا الوسط يقول هيوم:"إن حقيقة الإدراك هي انطباع للمحسوسات نتيجة تأثير الحواس .يجب أن نسلم بأولوية هذه الانطباعات مادام مصدرها التجربة الحسية ،فما أفكارنا سوى نسخة من انطباعاتنا " فمثلا لا يمكن للأعمى أن يدرك الألوان نتيجة فقدانه لحاسة البصر ومن هذا المنطلق، فان الأشياء تُحس ولا تُعقل لذا قال جون لوك:" لو سالت إنسانا متى بدا يعرف لأجابك متى بدا يحس ".
المناقشة "النقد": لكن التسليم بهذا الطرح غير سليم فلو كان الناس يلدون وفي عقولهم أفكارا فطرية لكانوا متساوون في المعرفة . وهذا غير ممكن من الناحية المنطقية.ولعل المتأمل في هذا الموقف يلمس الطابع المادي ،واستبعاد كل فاعلية ذهنية،وكان الإحساس خال من كل دلالة رمزية كما اعتقد أرسطو من قبل.
الاطروحة الثانية : أنصار النظرية الذهنية : العقل هو اساس المعرفة "وعلى العكس من الموقف السابق يؤكد أنصار النظرية الذهنية على فاعلية الإدراك وأسبقيته ،لان الإدراك عملية عقلية تتجاوز الإحساس . وبهذا يصبح الإحساس عملية محدودة ،ثم إن الإنسان مخلوق عاقل يتجاوز الحدود البيولوجية كونه كائن القيم والدليل على ذلك تكريم الإنسان في القران الكريم قوله تعالى: (ولقد كرمنا بني ادم ) .ولعل شرف هذا التكريم يتمثل في حقيقة العقل ،فالعقل هو الأصل في الإنسان لأنه فطرة،وهو اعدل قسمة بين الناس، وهو الخاصة التي يعرف بها الإنسان ولذا قال ديكارت "إني أدرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ما كنت احسب إني أراه بعيني" فمثلا المعارف التي يكونها الإنسان عن الله والحقيقة والنفس والوجود المطلق لا يمكن لها أن تبنى على الحواس ففكرة الله تحتاج إلى التصديق لا إلى الحس ،فالله هو ما يجب أن يسلم به .لان العقل نور فطري من الله،وهذا ما يفسر قوله تعالى:( نور على نور) وقد فسر أبو حامد الغزالي قوله نور على نور بنور الوحي ونور العقل .ثم إن العقل يحتوي أفكار قبلية تمتاز باليقين ،بينما الحواس كثيرا ما تخدع العقل . فما تراه العين المجردة لا يكون الحقيقة "رؤية الشمس وهي تبدو كغرس صغير " وقد أصاب ويليام جيمس حين قال لا يحس الإنسان الراشد بالأشياء بل يدركها ".كما أكد الفيلسوف بركلي هذا الموقف بقوله :إن مختلف الإحساسات والأفكار المطبوعة في الإدراك الحسي مهما كانت مختلفة أو مركبة لا يمكن أن توجد بأي شكل آخر إلا في عقل يدركها " فالشيء يعقل ولا يحس كما أكد على ذلك الفيلسوف ألان.
النقد :المناقشة : لكن هل يمكن أن نعتبر الإدراك شيء فطري ثابت ؟. فإذا سلمنا بموقف الذهنيين فإننا نُهمل دورالخبرة الحسية وما تقتضيه . ثم لو كان العقل وحده هو من يحدث الإدراك . فلماذا لا تتساوى ادركاتنا جميعا ونحن نملك نفس العقول ؟.فقد اعترض الظواهريين من أمثال ادموند هوسرل على هذا التفسير جملة وتفصيلا ،ذلك لان موقف الظواهرية موقف معاد للنزعة العقلية حيث فقال :"الثابت هو الأشياء نفسها والمتغير هو الإدراك " كما دعم مير لبونتي هذا الموقف هو الآخر بقوله :"هكذا ندرك وهكذا نعيش بشعورنا في الأشياء ".لكن هؤلاء هم ابيضا تجاهلوا الأحوال النفسية اللاشعورية
التركيب : وعموما يمكننا أن نتجاوز هذا الجدل القائم بين النزعتين التجربة والعقلية ،ونتبنى موقف النزعة النقدية معالفيلسوف اميل كانط .منتقدين بذلك دور العقل والحواس مشيرين إلى حدود كل منهما ولذا قال :" المقولات العقلية دون معطيات حسية جوفاء ،والمعطيات الحسية دون مقولات عقلية عمياء".ومعنى هذا أن الحواس تقدم لنا مادة المعرفة بينما العقل يعطي لنا الصورة الحقيقية لهذه المعرفة ،ومنه نستنتج أن الإدراك هو نتاج تفاعل بين الجانب الحسي المرتبط بالمادة وبين الشرط الصوري الذي يتمثل في مفهوم العقل
حل المشكلة : وفي ختامنا لهذا المقال الفلسفي يمكننا أن نطل على الحقيقة التالية :إن جميع التصورات الكلاسيكية "العقلية والحسية "لم تقدم جوابا شافيا عن حقيقة ما إذا كان الفصل ممكنا بين الإحساس والإدراك وهو ما بينته البحوث العلمية الأخيرة ومن هذا نختم مقالنا باستحالة الفصل بينهما لان الفعاليات العقلية لدى الإنسان معقدة ومتشابكة .