في تصنيف مناهج تعليمية بواسطة
عُدل بواسطة

العلاقات مع الغير PDF، ملخص المحور الثالث درس العلاقة مع الغير سنة 2 باك،تحليل نصوص فلسفية حول العلاقة مع الغير بدون تحميل 

مفهوم العلاقة في الفلسفة 

المحور الثالث العلاقة مع الغير باك سنة ثانية 2023 

تلخيص نصوص العلاقات مع الغير PDF

اولا مفهوم العلاقة في الفلسفة

ثانياً المحــــــور 3 نصوص فلسفية حول العلاقة مع الغير: 

تحليل نص أرسطو 

تحليل نص مارتن هيدجر

تحليل نص جوليا كريستيفا

تحليل نص موريس ميرلوبونتي 

تحليل نص أوغست كونت 

وهي كالتالي اسفل الصفحة تابع قراءة 

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ العلاقات مع الغير PDF، ملخص المحور الثالث درس العلاقة مع الغير سنة 2 باك،تحليل نصوص فلسفية حول العلاقة مع الغير بدون تحميل 

الإجابة هي كالتالي 

اولاً ///. ملخص مفهوم العلاقة في الفلسفة

ﺍﻟﻤﺤﻮﺭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻟﻮﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻟﻤﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺍﻷﻧﺎ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﺮﻳﺘﻬﺎ ﻭﻟﻤﺎ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻛﻴﺎﻥ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻤﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺣﺼﺮ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﺸﻴﻴﺌﻴﺔ ﺗُﺆﺳﺲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ، ﺇﺫ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻛﻞ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ. ﻓﺎﻟﻐﻴﺮ ﻫﻮ ﺫﺍﺕ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻷﻧﺎ ﻭﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺤﺼﺮ ﻋﻼﻗﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻷﻧﻄﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ. ﺇﻥ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺠﺪ ﺑﻌﺾ ﺣﻠﻮﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﺍﻟﻘﻴﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺳﺲ ﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ، ﻭﺃﺧﺮﻯ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺫﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﺮﻯ، ﺃﻭ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻋﻞ ﺃﺧﺮﻯ. ﺍﻟﺘﺄﻃﻴﺮ ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻲ ﻟﻠﺤﻮﺭ: - ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﺑﻌﻴﺪﺍ؟ - ﻣﺎ ﻫﻲ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﻭﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻭﺗﺠﻠﻴﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ؟ - ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺣﺪ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺷﻜﻼ ﺗﺘﺠﺴﺪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻟﻠﻔﻀﻴﻠﺔ؟ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﺍﻟﻤﺆﻃﺮﺓ ﻟﻠﻤﺤﻮﺭ: - ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ: ﻳﺤﻴﻠﻨﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ L’amitié، ﻭﻫﻲ ﺍﺳﻢ ﻣﺸﺘﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺼﺪﻕ، ﺃﻱ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻜﻤﺎﻝ، ﻛﻤﺎ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺩ ﻭﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺨﺎﻟﺼﻴﻦ، ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻧﺰﻭﻉ ﻧﺤﻮ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﻭﺍﻻﺳﺘﺤﻮﺍﺫ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻤﻠﻜﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ؛ ﺇﻧﻬﺎ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺇﻳﺠﺎﺑﻲ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺗﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﺟﻮﺩﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﻭﺍﻟﻨﻘﺺ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ؛ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻛﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﻌﻴﺸﺔ ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺣﺪﻩ، ﺑﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﺳﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺗﺴﻢ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺑﻄﺎﺑﻊ ﺇﺷﻜﺎﻟﻲ ﻓﻠﺴﻔﻲ. - ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ: ﻳﻀﻌﻨﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﻴﺮ، ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻧﻨﺎ ﻧﻨﻄﻠﻖ، ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﺍﻷﺭﺳﻄﻲ، ﻣﻦ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻭﻗﻴﻤﺔ ﺃﺧﻼﻗﻴﺔ ﻭﻣﺪﻧﻴﺔ، ﺗﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻟﺬﺍﺗﻪ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﺗﺪﻭﻡ ﺑﺨﻼﻑ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺔ ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﺗﺰﻭﻻﻥ ﺑﺰﻭﺍﻝ ﻋﻠﺘﻬﻤﺎ. ﻭﻳﺼﻨﻒ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ )ﺍﻟﺸﻬﺎﻣﺔ، ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ، ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ( ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ، ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ]1

 [. ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺗﺼﻮﺭ ﺃﺭﺳﻄﻮ )322-384 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ( ﻳﺆﻛﺪ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﻣﻔﺎﺩﻫﺎ ﺃﻥ ﻟﻠﺼﺪﺍﻗﺔ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺭﺳﻢ ﻋﻼﻗﺔ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﻴﺮ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻌﻠﻦ ﻋﻨﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺮﻳﺢ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ "ﺇﻥ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻫﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻷﺷﺪ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ"؛ ﻓﺎﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻂ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻭﻣﺮﺗﺒﺘﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﻣﺎ ﻳﺪﻋﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﺭﺳﻄﻮ، ﻫﻮ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬﻮﻡ "ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ" ﻟﻴﻌﻄﻲ ﻟﻠﺼﺪﺍﻗﺔ ﻗﻴﻤﺔ ﺃﺧﻼﻗﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، "ﻓﺒﻐﻴﺮ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻌﻢ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ" ]3 [، ﻓﺎﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻹﺳﺪﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﺑﻬﺎ، ﺇﺫ ﻣﺎﺫﺍ ﺳﺘﻔﻴﺪﻫﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺣﺮﻣﻮﺍ ﻣﻦ ﻣﻠﻜﺔ ﺇﺳﺪﺍﺀ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ؟. ﺇﻥ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺇﺫﻥ - ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﺃﺭﺳﻄﻮ- ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻼﺫ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ﺑﻪ، ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﺆﺱ ﻭﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ. ﻧﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻟﻤﻮﻗﻒ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﻣﻦ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﻴﺮ، ﺑﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻫﻲ ﺃﺳﻤﻰ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻧﺎ ﻭﺍﻟﻐﻴﺮ، ﻓﻼ ﻏﻨﻰ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺸﺪ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﻫﻮ: ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺣﺪ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﻛﺤﻞ ﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﻴﺮ؟ ﻫﻞ ﻓﻌﻼ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺑﺪﻻﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ، ﺃﻡ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻜﺲ ﺫﻟﻚ؟ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺗﺼﻮﺭ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﺑﺘﺼﻮﺭﺍﺕ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ: ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻟﺘﺼﻮﺭ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﺑﺨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ - ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ- ﻣﻊ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻭﺍﺣﺪ، ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻨﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻷﻧﺎ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺸﻴﻲﺀ )ﺳﺎﺭﺗﺮ ﻛﻨﻤﻮﺫﺝ "ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﻫﻢ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ l’enfer c’est les autres("، ﻭﺗﺠﺎﻭﺯﻩ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻷﺳﺘﺎﺫﻩ ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﺟﻮﺩﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﻭﺍﻟﻨﻘﺺ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ، ﻷﻥ ﻣﻦ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﺎﻟﻜﻤﺎﻝ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻴﺮ، ﻭﻣﻦ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﺎﻟﺸﺮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﺗﻨﺘﻔﻲ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ؛ ﻟﺬﺍ ﻓﺎﻟﺼﺪﻳﻖ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﻜﻤﺎﻝ، ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻫﻲ ﻣﺤﺒﺔ ﻣﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻧﺎ ﻭﺍﻟﻐﻴﺮ؛ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻧﻈﺮ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻛﻘﻴﻤﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻭﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﻧﺎﺱ ﻓﻀﻼﺀ. ﻟﻘﺪ ﻧﺒﻬﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﺃﻭ ﺑﻌﻴﺪﺍ، ﻭﺭﻓﻀﺖ ﺗﻬﻤﻴﺸﻪ ﻭﻧﺒﺬﻩ، ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ، ﻻ ﻳﻌﺪﻭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﻮﻯ ﺍﻷﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻜﻨﻨﺎ، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﻮﺟﻮﺩﻩ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻋﺒﺮﺕ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗﺪﺓ، ﻭﺍﻷﺩﻳﺒﺔ ﺍﻟﺒﻠﻐﺎﺭﻳﺔ ﺟﻮﻟﻴﺎ ﻛﺮﻳﺴﺘﻴﻔﺎ Julia Kristeva ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻬﺎ "Etranger à nous- "mêmes ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ":ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ -ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﺳﻢ ﻣﺴﺘﻌﺎﺭ ﻟﻠﺤﻘﺪ ﻭﻟﻶﺧﺮ- ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﺧﻴﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺷﺮﻭﺭ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻛﻠﻬﺎ، ﻭﻻ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻌﻴﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﺇﻥ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻳﺴﻜﻨﻨﺎ ﻋﻞ ﻧﺤﻮ ﻏﺮﻳﺐ...ﻭﻧﺤﻦ ﺇﺫ ﻧﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻓﻴﻨﺎ، ﻧﻮﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺒﻐﻀﻪ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ" ]4 [؛ ﻓﺎﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺇﺫﻥ، ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺩﺗﻪ ﻛﺮﻳﺴﺘﻴﻔﺎ، ﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﺍﻧﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺪﺩ ﺗﻤﺎﺳﻜﻬﺎ ﻭﺍﻧﺴﺠﺎﻣﻬﺎ، ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺳﻮﻯ ﻣﻈﻬﺮﺍ ﻋﺎﻣﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺪﻗﻖ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻳﻨﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﺧﺘﻼﻓﻬﺎ ﻭﺗﻨﺎﻗﻀﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ، ﻏﺮﻳﺒﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﺬ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻏﺮﻳﺐ ﺃﺟﻨﺒﻲ. ﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺝ ﻭﺗﺮﻛﻴﺐ: ﻟﻠﺼﺪﺍﻗﺔ ﺩﻭﺭ ﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﺴﺞ ﻋﻼﻗﺔ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﻴﺮ، ﻓﻬﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺨﺘﺒﺮ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ، ﻟﻜﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻏﻴﺮ ﺫﻱ ﻣﻌﻨﻰ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﻧﺤﺼﺮ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ، ﻭﺃﻗﺼﻲ ﻣﺎ ﻋﺪﺍﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﻴﺎﺭ، ﺃﻱ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻭﺍﻟﻐﺮﻳﺐ، ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺇﺯﺍﺀ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻏﺮﻳﺐ، ﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﺨﺘﺒﺮ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺒﻞ ﻭﺗﻔﻬﻢ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻒ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ، ﺇﻧﻪ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﻘﺒﻮﻝ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ، ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻒ ﻟﻨﺎ، ﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻣﺮ، ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ ﻟﻬﻮﻳﺘﻨﺎ، ﻭﺣﻴﻦ ﻧﺘﻌﺮﻑ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺓ، ﺃﻱ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻓﻴﻨﺎ، ﻧﻮﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺒﻐﻀﻪ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ، ﻷﻥ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ؛ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﺫﻥ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﺇﻳﺠﺎﺑﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻧﺎ ﻭﺍﻟﻐﻴﺮ، ﺗﻔﺎﻋﻞ ﻳﻔﺮﺽ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻛﻞ ﻃﺮﻑ ﻟﻶﺧﺮ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻷﻧﺜﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﻴﻔﻲ ﺳﺘﺮﻭﺱ ﺗﺄﻛﻴﺪﻩ ﻓﻲ ﻛﺎﺗﺐ "ﺍﻷﻧﺜﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ" ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﻮﻟﻪ: " ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺘﻄﻮﺭ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﺑﺬﺍﺗﻪ...ﺑﻞ ﺛﻤﺔ ﺛﻘﺎﻓﺎﺕ ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻋﻠﻰ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻏﻨﻰ ﻭﺗﻨﻮﻋﺎ...ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍ ﺃﻥ ﺗﺤﻘﻘﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻌﺰﻭﻟﺔ.

ثانياً // تحليل نصوص فلسفية حول العلاقة مع الغير مواقف الفلاسفة عن العلاقه مع الغير 

وهي كالتالي على مربع الاجابة اسفل الصفحة التالية 

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
مفهوم الغير المحور الثالث: العلاقة بالغير

تـــمهـــيد:

رغم الاختلاف الحاصل بخصوص مدى إمكانية معرفة الغير وإداركه من طرف الأنا، إلا أنها تجد نفسها في مواجهة هذا الغير، سواء في تأملها أو تعاملاتها اليومية، لذلك نتساءل:

مالعلاقة التي قد تجمع بين الأنا والغير؟ هل العلاقة تقوم على التنافر والحيطة والعداء والصراع، أم تقوم على التعاون والصداقة والتكامل؟

موقف "ألكسندر كوجيف"

يعتقد "كوجيف" أن العلاقة بين الأنا والغير ليست قائمة على الصداقة، ولا على الشفقة، وإنما على مبدأ الهيمنة. فالإنسان إما سيد الغير أو عبد له، وهو لا يخرج عن هذه العلاقة التراتبية القائمة على الصراع من أجل نيل الاعتراف وفرض الهيمنة.

يقول: ينبغي للمرء أن يعترف بالآخر دون أن يعترف الآخر به. والحال هكذا معناه الاعتراف بالآخر كسيد، والاعتراف بالذات كعبد لذلك السيد.

إن الإنسان ومنذ نشأته دائما وبالضرورة إما عبد وإما سيد.

تساؤل:

إلى أي حد يمكن الاتفاق مع هذا الطرح؟ هل بالضرورة أن تكون العلاقة هي صراع بين الأنا والغير؟

موقف "م.ميرلوبونتي"

إذا كان "سارتر" يعتبر أن العلاقة بين الأنا والغير تشييئية مما يستحيل معه قيام علاقة وجدانية بينهما؛فإن "ميرلوبنتي"عكس دلك، يدعوا إلى ضرورة النظر إلى الغير كذات مماثلة تتمتع بكامل وعيها وحريتها وإنسانيتها.وبالتالي قيام علاقة اعتراف متبادل بينهما على أساس التعاطف والتعاون والمشاركة الوجدانية، و"ميرلوبنتي" بهذه الأطروحة يرفع ذلك العدم وتلك الهوة التي أقامها " سارتر" بين الأنا والغير، ليضع مكانها روابطا تربط بينهما، وتحقق نوعا من التواصل الوجداني والعاطفي، إنه يؤكد على ضرورة الحفاظ على خصوصياته كغير مختلف، مع احتضانه والتعايش معه، وعدم اعتباره موضوعا للإقصاء.إن "بونتي" يؤكد على ضرورة فتح قنوات للحوار مع الغير والتواصل معه، وعدم اعتباره موضوعا قابلا للأقصاء.

3-موقف "أفلاطون" و "أرسطو" : - الغـــــير كصــــديــق

يمكن اعتبار الصداقة من العلاقات الإيجابية التي تربطنا بالغير، حيث يمكن أن تسمو بالأفراد إلى علاقات من الود تصل إلى التآخي والتضحية والإيثار... فما هو الدافع إلى الصداقة ؟ هل هو دافع المنفعة ؟ أم دافع الفضيلة ؟

**أطروحة "أفلاطون":

يرى "أفلاطون" أن الصداقة علاقة من المحبة والمودة، لا يمكنها أن توجد بين الشبيه وشبيهه، ولا بين الضد وضده. فالطيب لا يكون صديقا للطيب، ولا يكون الخبيث صديقا للطيب. فلكي تكون هناك صداقة بين الأنا والغير، لابد أن تكون الذات في حالة من النقص النسبي الذي يجعلها تسعى إلى تحقيق الكمال مع من هو أفضل. ولو هيمن الشر على الذات فإنها ستكون في حالة نقص مطلق لا تستطيع معه أن تسمو إلى الخير. ولو كانت الذات في حالة خير مطلق لعاشت نوعا من الاكتفاء الذاتي. فالدافع إلى الصداقة هو الرغبة في تحقيق سمو الذات وكمالها من خلال الغير.

**أطروحة "أرسطو":

 

أما أرسطو فهو أكثر واقعية من "أفلاطون"، حيث يرى أن الدوافع إلى الصداقة ثلاثة هي : المنفعة، والمتعة، والفضيلة. لكن الصداقة الحقيقية هي صداقة الفضيلة لما تتسم به من نبل أخلاقي، وخصوصا لأنها تحقق التلاحم الاجتماعي بين أفراد المجتمع، باعتبار الإنسان "حيوانا مدنيا" ؛ لذا يقول "أرسطو" : "إن المواطنين لو تعلق بعضهم ببعض برباط الصداقة لما احتاجوا إلى العدالة". إن صداقة الفضيلة هي ذلك الوسط الذهبي الذي لا يمنع تحقق المنفعة والمتعة، في حين أن الصداقة القائمة على المنفعة أو على المتعة صداقة زائلة بزوال نوعية الرغبة في الغير...

نقد:

إن قيام هذا النوع من الصداقة التي يدعو إليها أرسطو، قد يكون سهل التحقق في مجتمعات صغيرة، ويصعب تحققه في المجتمعات المعاصرة حيث تكثر الكثافة السكانية، ويسود فيها الشعور بالغرابة. فمن هو الغريب ؟

-الغـــير الــغريــب

4-أطروحة "جوليا كريستيفا":

تحدد كريستيفا الغريب في مفهومين أساسين ؛ أحدهما ذلك الذي يفيد الافتقار إلى حق المواطنة. وهذه دلالة حقوقية تحاول بها الجماعة أن تمنع انحشار الغير الغريب في شؤونها الداخلية. وهذا في اعتقادها تعريف سطحي للغريب، لأنه هو تلك القوة الخفية التي تسكننا جميعا والتي تعبر عن التناقضات والاختلافات الداخلية التي غالبا ما يتم السكوت عنها، لأن هذا الغريب " يجعل ال"نحن" إشكاليا وربما مستحيلا ". إن الغريب إذن يوجد فينا، " إن الغريب يسكننا على نحو غريب ".

تساؤل:

إذن، وإذا كان هذا الغير غريبا عن الجماعة، فكيف يتم التعامل معه؟ هل يتم قبوله داخل الجماعة،أم أنه يتعرض للأقصاء والنبذ؟

جواب:

إنه من هذا المنطلق تكون الغرابة شعورا قد يدفع الأنا (الفردية والجماعية) إلى إقصاء الغير أو تدميره أو الشعور بالعدوانية تجاهه أو على الأقل مقابلته باللامبالاة والتهميش... إن الدوافع نحو الغريب هي في الغالب دوافع سلبية... إنها تلك المواجهة الدائمة التي تؤدي إلى إذابة الاختلاف لصالح الذات، وقد كان آخر ما التجأت إليه المجتمعات الغربية في إقصاء الغير هو الاستعمار والاستيعاب الثقافي. هكذا أصبحت "عملة الغيرية" عملة مفقودة. وهذا فيما يرى كل من "جيوم "Guillaume و"بودريار" Boudrillard وضع لابد من القضاء عليه. حيث لابد أن يعيش كل "كائن مبدأ نقص وعدم كفاية"، لأن الشعور بالنقص يولد بالضرورة "الغيرية الجذرية". فالاحتفاظ بهوية الغير ينعش وعي الذات لنفسها. وهذا يستدعي ـ حسب ليفي ستروس ـ احتفاظ الكل بهويته الثقافية، ويجب القضاء على أسطورة التفوق القومي القائمة على اعتبارات إتنية .

فالتراكم الثقافي ليس ملكا خاصا لبعض الإتنيات ولا لبعض الثقافات، فليس هناك ثقافة معزولة. ومن ثمة لابد أن تنشأ بين الأنا والغير علاقة من الاحترام المتبادل وبالتالي الاعتراف للغير بخصوصيته الثقافية ونوعيتها وتميزها. أي لابد من الاعتراف بشرعية الاختلاف حتى في الحالة التي لا ندرك فيها طبيعة ذلك الاختلاف.

كتخريج عام نقول : إن الغير مفهوم فلسفي مجرد وإشكالية فلسفية حديثة، حاول التفكير الفلسفي في إطارها أن يتعامل مع مفهوم الغير كوجود عقلي يتم بناؤه من خلال فردية الأنا أو الدخول معه في صراع من أجل الوعي بالذات ؛ بل الدخول معه في علاقة تتنوع بين تشييئه واعتباره موضوعا، أو باعتباره ذاتا، أو كلية، أو بنية... إن تحديد طبيعة العلاقة مع الغير تدعو إلى الانفتاح على علاقات أخرى، أهمها : علاقتا الصداقة والغرابة

نص السؤال: هل التواصل مع الغير أساس كاف لمعرفة الأنا وإثبات الذات؟

إن الإنسان حيوان اجتماعي بطبعه، وليس في استطاعته أن ينعزل عن الآخرين، لأن حقيقة الأنا لا يمكنها أن تعيش إلا من خلال علاقتها بأنا الغير، فالإنسان يحيا مع الآخرين وبالآخرين وللآخرين، وليس ثمة ذات دون الغير، سواء كان هذا الغير هو الخصم الذي أصارعه وأتمرد عليه، أم كان الصديق الذي أتعاطف معه وأنجذب إليه، وأتواصل معه، وبناء على هذا نتساءل: هل التواصل مع الغير ومشاركته أساس كاف لمعرفة الأنا، وإثبات حقيقة الذات؟ بمعنى آخر: هل معرفة الذات لذاتها متوقف على التواصل مع الغير؟

الموقف الأول: إن الأنا الإنساني ليس منغلق على ذاته، بل يعيش صيرورة الحياة ومسايرة الوجود، كما أنه يعترف أنه ليس الأنا الوحيد، بل معه الأنا الآخر، الذي يشاركه الوجود، وهذا ما يقتضي التفاعل معه والاعتراف به والتواصل معه، مما يعني أن الغير ضرورة لوجود الأنا وأساس حقيقي لمعرفة وإثبات حقيقتها، لهذا يؤكد "سارتر" ذلك قائلا: "لكي أحصل على حقيقة ما عن ذاتي، لزمت واسطة الآخر، فالآخر ضروري لوجودي من جهة، قدر ما هو ضروري من جهة أخرى لتحصيل المعرفة التي لي بذاتي". فالوعي بالمماثلة والتشابه بين الأنا والآخر والإحساس المشترك في الوجود، يدفع للتواصل والحوار، وتبادل الخبرات والتأثيرات، ومعرفة كل "أنا" لنفسه ولـ "الآخر" والتوافق معه، يقول "سارتر": "إني في حاجة إلى وساطة الغير لأكون ما أنا عليه" وكأن الغير شرط لمعرفة الأنا لنفسه، فلا شيء أنفع للإنسان من الإنسان على حد قول "سبينوزا". ويؤكد "برغسون" أن التواصل مع الغير يعتمد غالبا على اللغة كإطار لتبادل الأفكار المشتركة والتعبير عن الأغراض، وبناء العلاقات والتعرف على ذواتنا وعلى الغير. يقول "سارتر": "إننا لا نكشف أنفسنا في عزلة ما، بل في الطريق، في المدينة، وسط الجماهير، شيئا بين الأشياء".

كما يعتقد "ماكس شيلر" أن التعاطف والحب و مشاركة الغير مشاعرهم وآلامهم وأفراحهم، يعبر عن تواصل إنساني حقيقي يمكن لمبدأ الوجود الواحد، وإقرار منطق التعادل بين الأنا والغير واعتراف كلاهما بالآخر كضرورة لمعرفة ذاته...

لأن المشاركة العاطفية عمل قصدي، نزوعي يتجه نحو الغير. وعلى هذا كانت كل ذات سواء أرادت أو لم ترد، تتواصل مع مجتمعها (كغير) الذي تعيش فيه، وتأخذ منه لغته التي تتكلم بها، ومعاييره التي تدافع عنها، وأهدافه التي تعمل من أجلها، وعواطفه التي تحملها في صدرها من هنا كان التواصل أساس حقيقي يمكن لمعرفة الأنا وإثبات حقيقة الذات.

لكن مهما كنا نحيا في المجتمع، ونحقق ضربا من الاتصال بيننا وبين الغير، عن طريق اللغة والتعاطف والمواقف المشتركة، ولكن لا يمكن لأحد أن ينفذ إلى أعماقنا ويعبر عن حقيقتنا ويفهمها، كما أن الآخر أقصى ما يقدموه للأنا قد لا يكاد يتجاوز العلاقات الظاهرية، والمجاملات اللفظية السطحية، كما أن الغير لا يمكن أن يشاركنا عواطفنا حقيقة مهما كان قريبا منا، لأنها مشاعر خاصة لا يحياها إلا صاحبها. ولذلك مهما كان للتواصل من أثر فإنه لا يكفي لمعرفة الأنا وإثبات حقيقة الذات، بل إن الغير قد يصير مواجها للذات ومحاربا لها.

الموقف الثاني: إن علاقة "الأنا" "بالغير" لا تقوم على أساس التواصل، بل الواقع يشهد أنها تقوم على أساس التناقض والصراع والتصادم والمواجهة، لذلك على كل ذات أن تعرف نقيضها لتعرف حقيقتها، وتثبت وجودها بالفعل، لهذا يقول "مان دوبيران": "يفرض الأنا نفسه من خلال معارضته الآخرين". ويؤكد "هيجل" أن الشعور بالأنا يقوم على مقابلته بشعور الغير – كنقيض – وعندئذ يتعين على كل من الشعورين أن يتغلب على الآخر، والدخول في صراع عنيف يحاول فيه كل منهما أن يفرض نفسه على الآخر كموضوع رغبة وانتصار أحدهما هو زوال للآخر. يقول "هيجل": "إن الإنسان مستعد لأن يخاطر بحياته، ويقضي بالتالي على حياة الآخر، كي ينال اعتراف الآخر، ويفرض نفسه كقيمة عليا على الآخر، فإن مواجهتهما لا يمكن أن تكون إلا صراعا حتى الموت". وهذا ما يوضحه "هيجل" في جدليته الشهيرة المعبرة عن علاقة التناقض التي تجمع "السيد" "بالعبد"، فالسيد لا يكون سيدا إلا بإجبار عبده على الاعتراف به، ذلك العبد الذي فضل التخلي عن حريته بدل المخاطرة بحياته، وبذلك يتخلى عن صفته كإنسان، أو يخاطر العبد وينخرط في العمل ويسخر قدراته للتأثير في الأشياء وبمرور الوقت ينسى السيد طريقة التأثير في الأشياء ويصير تابعا لعبده. فالصراع هو منطق الوجود وكل كائن يحاول إثبات ذاته على حساب الآخر كمنازع ومواجه يسعى لتحطيم الذات والقضاء عليها، وسلب حريتها، يقول "سارتر": "إن وجود الآخر على مسرح حياتي، لا يعني إلا شيئا واحدا، هو أنه وجد لكي يسلبني حريتي...فالجحيم هو الآخرون".

وعلى هذا فمعرفة الذات وإثبات حقيقة الأنا يقوم على التناقض بين الأنا والآخر كل يسعى لإثبات ذاته باعتماد الصراع بكل أنواعه.

لكن هذا الأساس لا يسعى لمعرفة الذات بل هو دعوة للصراع وإثارة الفتن والقضاء على الغير، وفق غريزة حيوانية فيها البقاء للأقوى. كما أن كرامة الإنسان وقيمته، وسمو عقله تدعوه للتوافق مع الآخر، ووعي ذاته وقيمتها، وليس العمل للقضاء على أخيه.

ثم إن العلاقات الإنسانية لا تؤسس على منطق الغالب والمغلوب، بل تقوم على مبدأ التعادل في الاعتبار، والعيش المشترك والمصير الواحد وهذا ما يظهر فساد هذا الأساس في معرفة الذات.

التركيب: إن معرفة الأنا وإثبات حقيقة الذات لا تتوقف على أساس التواصل وحده رغم اعتباره من الأبعاد التي تؤسس لمعرفة الذات وانفتاحها على الغير، فهناك أيضا: أساس النقيض المهذب الدافع إلى التنافس النزيه، وإثبات الذات الإيجابية عن طريق ما تبدع، وليس بالقضاء على الآخر، إضافة إلى مبدأ الوعي المصاحب للذات في كل أحوالها والذي يعتبر المحرك لكل تلك الأسس مجتمعة. (الرأي الشخصي)

ختاما ومما سبق نستنتج أن الأنا الإنساني متشابك الأبعاد ويحمل الكثير من المتناقضات والمعرفة الحقة للأنا تتأسس على وعي وتهذيب تلك الأبعاد والمتناقضات في إطار إنساني وأخلاقي سواء كان تواصل أو تناقض و مغايرة.
0 تصويتات
بواسطة
نصوص فلسفية حول العلاقة مع الغير

ملخص المحور الثالث العلاقة مع الغير

العلاقات مع الغير PDFالعلاقات مع الغير PDF، ملخص المحور الثالث درس العلاقة مع الغير سنة 2 باك،تحليل نصوص فلسفية حول العلاقة مع الغير بدون تحميل

اسئلة متعلقة

...