في تصنيف بكالوريا جميع الشعب بواسطة

الذكريات يحول دون التكيف السليم ؟ قيل النسيان آفة الذاكرة حلل و ناقش

مقالة الذاكرة والخيال للسنة الثالثة ثانوي آداب وفلسفة باك 2023 الذكريات يحول دون التكيف السليم ؟

قيل ” النسيان آفة الذاكرة ” حلل و ناقش

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم  في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية  والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ الذكريات يحول دون التكيف السليم ؟ قيل النسيان آفة الذاكرة حلل و ناقش

الإجابة هي كالتالي 

الذكريات يحول دون التكيف السليم ؟

قيل ” النسيان آفة الذاكرة ” حلل و ناقش

-المقدمة:

(طرح المشكلة): تعرف الذاكرة حسب ( أندري لالاند ) أنها وظيفة تتمثل في استعادة الأحوال الشعورية السابقة في الحاضر وذلك حسب الحاجة , مع التعرف عليها من حيث هي كذلك . ويقابل الذاكرة مصطلح النسيان , أي عدم القدرة على التثبيت أو الإحتفاظ بالخبرات و الحوادث السابقة أو كما عرفه الجرجاني:”أنه الغفلة عن المعلومة ” . لكن المشكل ليس في ضبط مفهوم النسيان بل في حقيقته و هو ما شكل محور نقاش الكثير من الدارسين حيث عبر عنه البعض منهم أنه آفة الذاكرة في حين أكد البعض الآخر أنه من غير المعقول أن يحتفظ الإنسان بكل الذكريات و إلا بقي منحصرا في حلقة الماضي . لذا هل من صواب بين النقيضين و هل النسيان حالة مرضية أم طبيعية ؟ بل هل النسيان هو دعم أم تحطيم لوظيفة الذاكرة ؟

-العرض(محاولة حل المشكلة:)

القضية:النسيان حالة مرضية

النسيان يؤثر على وظيفة الذاكرة تأثيرا سلبيا،وهو يتجسد في أمراض الذاكرة،إذ يرى بعض العلماء و الأطباء أن النسيان حالة مرضية تصيب الذاكرة نظرا لحوادث نفسية أو عضوية يتعرض لها الفرد،فتعيق تكيفه مع الواقع،ومن أهم التفسيرات المرضية للنسيان:

البرهنة:

يرى العالم البيولوجي الفرنسي : ( تيودول ريبو ) أن النسيان حالة مرضية يتم عن طريق الإصابات المادية التي قد تصاب بها خلايا القشرة الدماغية نتيجة إصابة مباشرة يتعرض إليها الإنسان فيصاب بفقدان كلي أو جزئي لماضيه

من الأمراض التي تصيب الذاكرة وتحول دون التكيف السليم نجد (الأمينيزيا أي فقدان الذاكرة) وهو عدم القدرة على استرجاع حقبة زمنية من حياة الفرد . ( الأفازيا ) وهي فقدان القدرة على تذكر بعض الألفاظ و الكلمات(عجز الدماغ عن إعطاء أوامر صحيحة للجسد أو عدم استعمال اللغة استعمالا صحيحا). ونجد كذلك ( الهبرمانزيا أي تضخم الذاكرة ) و هي الاسترجاع المفرط لكل الذكريات ( الشيوخ عند الحديث عن الثورة ). ( انحراف الذاكرة أي الذاكرة الكاذبة ) وهي عدم القدرة على التمييز بين الصواب و الوهم .

يؤكد هنري برغسون أن النسيان ذو طبيعة سلبية لأنه مقترن بتلك الصدمات النفسية العنيفة التي تهدد توازن الإنسان النفسي . و قد أكد سيغموند فرويد أن النسيان هو كبت الذكريات المؤلمة و هو حالة لاشعورية تعبر عن الهروب من الواقع الذي نعجز عن مواجهته . فالذاكرة تعني التنظيم أما النسيان فيعني وقوع الأنا فريسة للفوضى .

نـقـد: ليس كل نسيان مرضا لأنه قد يكون شرطا لحياة الذاكرة , و ليس كل نسيان كبتا أو تلفا على مستوى الخلايا بل قد يكون عفويا و ضروريا يتماشى مع طبيعة الإنسان الذي يحمل إسما مرادفا لكثرة النسيان . النسيان وجد فطرة في حياة الإنسان ولا يمكن أن يخلق الله شيئا عبثا بل كل شيء وجد لغاية تخدم الفرد و المجتمع.

نقيض القضية :النسيان حالة طبيعية

يذهب أنصار هذا الطرح للتأكيد على مسلمة أساسية مضمونها أن النسيان حالة طبيعية و ظاهرة ملازمة لحياة الإنسان, عامل للتوازن النفسي و الاجتماعي, حيث يتم إبعاد الذكريات التي لا تتماشى مع اللحظة من أجل التكيف مع المواقف الجديدة.

البرهنة:

يعتبر النسيان شرطا من شروط سلامة الذاكرة،هذه الأخيرة لا يمكنها أن تحتفظ بكل دقائق الأمور،ولولا النسيان لما تقدمنا خطوة واحدة في تحصيل المعرفة، وفي هذا يقول روبير توكي:”إن الذاكرة الأخاذة والحفاظة يمكنها أن تشكل عائقا للتطور العالي للفكر بسبب التراكم الذي تحدثه.” نفس الطرح نجده عند دوغاس حيث أكد أن النسيان ليس نفيا أو نقيضا للذاكرة … بل هو شرط من شروط سلامتها و وجودها . هذا ما عبر عنه غوسدروف من خلال طرحه ” النسيان شرط لاستمرار الوجود ”

للإنسان ماض يؤثر في حاضره،ومن منا لا يملك ذكريات مؤلمة وقاسية،ولولا نعمة النسيان لأصبحت حياتنا جحيما لا يطاق، و يقال”النسيان يمحي آثار الحقد ووطأة الآلام بين الحكام والملوك.”و يحكى أن إحدى القبائل المنغولية تحرم على أفرادها ذكر أسماء الموتى و ذلك من أجل نسيان الأحقاد . هذا ما يثبت أنه للنسيان قيمة من الناحية الإجتماعية . لأن النسيان يمنح الأعداء الفرصة أن يكونوا أصدقاء ويجعل من الآلام مجرد محطات كان من الضروري الوقوف عندها في يوم مضى . لولا النسيان لاختفت الصداقة وسيطر الحقد . لولا النسيان لبقي الإنسان سجينا في الماضي .

أكد فريدريك نيتشه :أن الإنسان الذي لا يريد أن يرى سوى ما هو ماض مثله كمثل الذي يرغم على التخلي عن النوم . أو كمثل الحيوان الذي يجتر من دون نهاية .

و يضيف قائلا ” أن النسيان هو تعبير عن الصحة الجيدة , فالشخصية الحقيقية تمسح الطاولة لتفسح المجال لوجبة جديدة . ”

نـقـد: على الرغم من أهمية طرح هؤلاء لكن لا يمكن التصديق المطلق بما ذهبوا إليه فالحقيقة أنهم عبروا فقط عن الجانب الإيجابي و تجاهلوا الجانب السلبي , فقد يكون النسيان سببا في عدم القدرة على التكيف و قد يكون هروبا من الواقع . بل قد يحاول الإنسان إسترجاع بعض الذكريات التي تتماشى مع الذوق لكن وجود إصابات على مستوى الجملة العصبية يحول دون ذلك . فهل هذا يعد طبيعيا أم حالة مرضية ؟ بل الفرد الذي ينسى حتى مواعيده ويتهمه المجتمع بالمتهاون هل يعيش حالة طبيعية أم مرضية ؟ بل هل نسيان بعض الأحقاد و الذكريات المؤلمة يؤثر دوما إيجابا على محاولة التكيف ؟

التركيب: من خلال ما تقدم يتبين لنا أنه لا يمكن أن يكون النسيان دوما آفة للذاكرة كما لا يمكن أن يكون دوما نموذجا من أجل التكيف بل يمكن القول بأن النسيان حالة ضرورية وطبيعية تفرضها الذاكرة التي لا يمكنها أن تحتفظ إلا بالمهم ، فالإنسان لا يلتفت إلى الماضي إلا بمقدار ما يساعده على تحقيق مشاريعه ، ولكن نجد نوعا آخر من النسيان الذي تتسبب فيه أمراض مختلفة قد تصيب الذاكرة،وذلك ما يسمى بالنسيان المرضي.

الخاتمة:(حل المشكلة): ختام القول يمكن التأكيد أنه مادامت وظيفة الذاكرة تتحقق في ظل التكامل بين السلامة الفيزيولوجية و السيكولوجية فالنسيان يمكن أن يكون حالة مرضية ناتجة عن وجود خلل على مستوى الجملة العصبية أو إضطرابات نفسية . هذا من جهة , و من جهة ثانية فإنه مادامت الذكريات تستمد وجودها من الأطر العامة للمجتمع فإن النسيان حالة طبيعية و شرط من أجل التكيف السليم مع الغير . و هذا يعني أن النسيان هو في الأصل طبيعي و في بعض الحالات يعد حالة مرضية تؤثر سلبا على الفرد .

حول النسيان.هل النسيان حالة عادية أم مرضية؟

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة
مقالة فلسفية الذكريات يحول دون التكيف السليم ؟ قيل النسيان آفة الذاكرة حلل و ناقش

اسئلة متعلقة

...