أثبت بالبرهان صحة الأطروحة القائلة: إننا نفكر بلغتنا ونتكلم بفكرنا
مقالة اللغة والفكر استقصاء بالوضع أثبت بالبرهان صحة الأطروحة القائلة: إننا نفكر بلغتنا ونتكلم بفكرنا
أهلاً بكم اعزائي طلاب وطالبات علم الفلسفة وكل تخصصات البكالوريا شعبة آداب و فلسفة في موقع النورس العربي alnwrsraby.net التعليمي المتميز بمعلوماته الصحيحة والمتفوقة في جميع مواضيع الفلسفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم أروع المقالات الفلسفية المقترحة لهذا العام لكل الشعب الجزائري كما نقدم لكم الأن إجابة السؤال الفلسفي بمنجية صحيحة بطريقة مقالة وهي إجابة السؤال ألذي يقول.....أثبت بالبرهان صحة الأطروحة القائلة: إننا نفكر بلغتنا ونتكلم بفكرنا مقترح بك 2022 حيث وقد قمنا بنشر جميع المقالات ودروس الفلسفة المتوقعة لهذة العام في صفحة موقعنا النورس العربي alnwrsraby.net يمكنكم البحث عن أي مقال أو أي سؤال فلسفي تبحثون أو يمكنكم طرح أسئلتكم المتنوعة علينا في موضعها اعلا الصفحة أو من خلال التعليقات ومربعات الاجابات اسفل الصفحة ونحن سنقدم لكم الأجابة على سؤالكم على الفور والان أحبائي الطلاب والطالبات كما عودناكم أن نقدم لكم إجابة سوالكم هذا وهي كالتالي....... أثبت بالبرهان صحة الأطروحة القائلة: إننا نفكر بلغتنا ونتكلم بفكرنا
الإجابة هي
مقالة فلسفية (اللغة والفكر)
أثبت بالبرهان صحة الأطروحة القائلة: إننا نفكر بلغتنا ونتكلم بفكرنا
إستقصاء بالوضع
مقدمة
إن الإنسان في حياته اليومية قد يمر بالتجربة التالية: وهي التردد أثناء كتابة رسالة, فيتوقف أثناء التعبير ليفكر, هل الكلمات تناسب المعنى الذي يجول بخاطره, ومن هنا فاللغة هي عبارة عن مجموعة من الألفاظ والإشارات والرموز التي يستعملها الإنسان كأداة للتواصل, ويعرفها عبدالقاهر الجرجاني بقوله [هي كل مايعبر به كل قوم عن أغراضهم] وتتصف بأنها ظاهرة إجتماعية, أما الفكر فهو مجموعة من المعاني والتصورات الذهنية الباطنية لهذا فهو نشاط ذاتي لأنه إنعكاس لشخصية الفرد, ولقد كانت الفكرة الشائعة لدى الفلاسفة أن اللغة والفكر منفصلان أي لايوجد تناسب بين القدرة على التغيير والقدرة على الفهم, ولكن هناك فكرة أخرى تناقضها وهي أن اللغة والفكر متصلان أي أن هناك تناسب بينهما, فهما شيء واحد لهذا نطرح السؤال التالي: كيف يمكن الدفاع عن هذه الأطروحة؟ وهل يمكن إثباتها بحجج؟ وبالتالي الأخد برأي مناصريها.
إن منطق هذه الأطروحة يدور حول موضوع العلاقة بين اللغة والفكر حيث يرى بعض الفلاسفة وخاصة الفيلسوف الأمريكي "واطسون" بأن اللغة والفكر متصلان وقد إعتمدوا على مسلمات: لا فكر بدون لغة, ولا لغة بدون فكر وأكدوا ذلك بحجج وبراهين أهمها: لا يوجد فكر بدون لغة أي أن اللغة هي حاملة الفكر إلى الخارج فهي تصبغه بصبغة إجتماعية موضوعية, تنقله من طابعه الإنفعالي الذاتي ليصبح معرفة إنسانية قابلة للإنتقال بين الأفراد, وبالتالي فالفكر من دون لغة يبقى حوارا صامتا أي مونولوج داخلي بين الذات ونفسها, لهذا يقول "ميرلوبونتي" [إن الفكر لايوجد خارج الكلمات]. وهذا ماجعل الفيلسوف الألماني "هيجل" يعتقد بأن الكلمة تعطي للفكر وجوده الأسمى وأن الرغبة في التفكير بدون كلمات محاولة عديمة المعنى. لذلك يقول أحد المفكرين [عندما نفكر فنحن نتكلم بصوت خافت, وعندما نتحدث فنحن نفكر بصوت عالي]. وبذلك فاللغة هي ذاتها الفكر.
اما الحجة الثانية فتتمثل لا لغة بدون فكر لأن الكلمات والعبارات التي لا تدل على معاني وتصورات هي في الحقيقة كلمات ميتة لا حياة فيها لذا يقول "إدوار سايير" [فالفكر بالنسبة إلى اللغة يمكن تعريفه بأنه المضمون المستتر أو أعلى طاقة كامنة للكلام].
للأطروحة السابقة خصوم وهم أنصار الإتجاه الثنائي وخاصة الفيلسوف الفرنسي "برغسون" الذين يميزون بين اللغة والفكر ويفصلون بينهما فصلا كاملا واضحا لأنهم يعتقدون بأن الفكر سابق عن اللغة وأوسع منها, فالإنسان يفكر بعقله أولا ثم يعبر بلسانه ثانيا, فقد تتزاحم الأفكار في ذهن الإنسان لكنه يعجز عن التعبير عنها, مما يجعل اللغة عائقا للفكر, وبالتالي فاللغة عاجزة عن إبراز المعاني والتصورات الفكرية إبرازا كاملا حيث يقول "برغسون" [اللغة عاجزة عن مسايرة ديمومة الفكر, وبالتالي المعاني أسرع من تطور الألفاظ].
لكن هذا الموقف تعرض لانتقادات عديدة لأنه ينطوي على سلبيات أهمها: لقد بالغ هؤلاء الفلاسفة في موقفهم حين ميزوا بين اللغة والفكر وفصلوا بينهما فصلا تاما لأنه إذا الفكر سابق عن اللغة من الناحية المنطقية فهو ليس سابق عنها من الناحية الزمنية بدليل أن الإنسان يشعر بأنه يفكر ويتكلم في نفس الوقت. كما أنهم بالغوا في تمجيد الفكر والتقليل من شأن اللغة الأمر الذي جعل الفكر نشاطا أخرس, والواقع يؤكد أن التفكير لا يتم بدون لغة, فالفكر بدون لغة مجرد مجرد شعور باطني لا معنى له, لهذا فالمشكلة ليست في اللغة إنما في الإنسان الذي لايمتلك قاموس لغوي للتعبير عن أفكاره بدليل أن المعنى الواحد قد نعبر عنه بعده ألفاظ وكلمات خاصة الأديب الذي يمتلك ثروة لغوية أكثر من بقية الناس.
يمكن الدفاع عن هذه الأطروحة القائلة بأن اللغة والفكر متصلان بأدلة شخصية أهمها: اللغة تستطيع التعبير عن كل أفكار الإنسان, لأن هناك تطابق وتناسب بين الأفكار التي تشير إليها الألفاظ وبين دلالتها الحقيقية.
كما أن علم النفس يؤكد بأن الطفل يكتسب المعاني والأفكار والصور حين يتعلم اللغة أي أنه يتعلم اللغة في وقت يتعلم فيه التفكير, وما يؤكد ذلك تجارب اللغوي الروسي "فيغوتسي" التي أكدت أن نمو فكر الطفل ولغته يكونان متوازيين لمدة سنتين ثم يصبحان متطابقين بعد ذلك, أي لهما نفس النمو مما يدل على وحدة اللغة والفكر وهذا ما أكده أنصار الأتجاه الأحادي ومن بينهم "واسطون" الذي يقول [إننا نتكلم بفكرنا] و "دولاكروا" في قوله [اللغة تصنع الفكر, في نفس الوقت الذي يصنع فيه من طرف اللغة].
خاتمة
إذن نستنتج بأن الأطروحة القائلة {إننا نتكلم بفكرنا ونفكر بلغتنا} أطروحة صحيحة, لأن اللغة والفكر متصلان, لأن التفكير لغة داخلية واللغة تفكير طاهر, وبالتالي يمكن تدعيم هذه الأطروحة والأخد برأي مناصريها لذلك يقول الدكتور "زكي نجيب محمود" [الفكر تركيب لفظي أو رمزي لا أقل ولا أكثر].