تعريف، مفهوم الشعور في الفلسفة خصائص الشعور ووظيفة الشعور ومستويات الشعور
تعريف الشعور في الفلسفة باك 2022
مفهوم الشعور
خصائص الشعور
وظيفة الشعور
مستويات الشعور
النظرية التقليدية في الشعور
أقوال حول الشعور
مفهوم الشعور
بحث حول الشعور في الفلسفة
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ تعريف، مفهوم الشعور في الفلسفة خصائص الشعور ووظيفة الشعور
.
الإجابة هي كالتالي
مفهوم الشعور
تعريف الشعور
الشعور بالشيء هو إدراكه والعلم به على سبيل الفطنة لا على سبيل الاستدلال ويرادفه الحدس ، فهو حدس الذات لأفعالها وأحوالها . فأنا اكتب وأدرك أنني اكتب وأفكر وأدرك ذلك ، كما اعلم أن كنت حزين أو مسرور . إلا أن هذا الحدس يكون متراوحا بين الشدة والضعف وبين الوضوح والإبهام فهو نشاط نفسي يتميز بوعينا بما نقوم به من أفعال . يعرفه موريس برادين Mourice Pradines ( 1874 ـ 1958 ) بقوله يعتبر الانتباه بصفة خاصة جهدا نفسيا غايته تركيز أفكارنا نحو هدف عقلي أو إدراكي " ويعرفه لالاند : " الشعور على وجه التقريب كما يلي: هو حدس العقل التام الواضح لأحواله وأفعاله "
وظيفة الشعور
يحدد نوع المنبهات الخارجية والداخلية التي نتعامل معها ، ونحتاج إليه لتنسيق وضبط الأداء ، وبه نحدد الأولويات التي نقوم بها ويمكننا من الأداء الذكي.
مستويات الشعور
هل يكون الشعور دائما على درجة واحدة من الانتباه والتركيز ؟ أليست له درجات ومستويات تتراوح بين القوة والضعف ؟ إن الاهتمام بالدرس لا يمنعك أحيانا من سماع بعض الأصوات في الخارج ، فهل يكون الشعور في نفس المستوى بين الدرس والأصوات الخارجية ؟ لا ، إن الشعور متفاوت وهذه مستوياته .
الشعور التلقائي ( العفوي )
ويحدث بشكل عفوي فنطلع على أحوالنا وأفعالنا النفسية ، أو نتعرف على ما تنقله لنا الحواس ، دون بدل أي مجهود فكري .
الشعور التأملي
التأمل هو النظر المركز الطويل نسبيا حول موضوع واحد ، أو حالة نفسية عن طريق الاستبطان عندما تنعكس الذات على نفسها مصحوبة بالانتباه واليقظة والتركيز .
الشعور الهامشي
هو مجال الحياة النفسية التي ليست موضوع للشعور التأملي والتي سبق أن كانت موضوعا له ، ويمكن أن تعود إذا توجه الانتباه إليها بشكل إرادي .أو تفرض نفسها حسب توفر العوامل التي تساعدها على الطفو على ساحة الشعور ، مثل شدة المنبه وتكراره وتغيره المفاجئ وحركته .
خصائص الشعور
1 ـ متغير
أي لا يثبت على حال ، يقول باسكال بليز (1623 ـ 1662 ) pascal blaise " الزمن يشفي من الآلام والمنازعات والضغائن لأن الإنسان يتغير ويتبدل من حال إلى حال فلا الجارح ولا المجروح بباقيين على حالتهما الأولى " وفي نفس المعنى يقول وليام جيمس William James (1842 ـ 1910 ) فيلسوف أمريكي : " فنحن على الدوام ننتقل من إحساس بصري إلى إحساس سمعي ...ومن استدلال إلى بث ومن تذكر إلى رجاء ومن الحب إلى البغض ...وباختصار فإن شعورنا يتخذ عدة أشكال متعاقبة "
2 ـ متصل
تغير الحالات الشعورية لا يعني وجود فراغات تفصل بين الحالات المختلفة بل هو متصل رغم النوم وحالة الغيبوبة فالشعور يستأنف مجراه ويندمج ، فهو عند وليام جيمس متصل بشكل محسوس ويعبر برغسون Bergson عن الاتصال في الشعور بالديمومة ويعني بها اتصال الأحوال الشعورية واندماج اللاحق منها بالسابق أثناء جراينها بحيث تصحبها فكرة الكيف لا فكرة الكم التي تجزئ المتصل ويعمد إليها الإنسان عند التفكير أو التواصل مع الغير .
3 ـ انتقائي
انتقال الوعي من موضوع إلى آخر لا يعتمد على عنصر المفاجأة ، بل هو عملية قصدية انتقائية حسب الاهتمام يقول وليام جيمس : " إن الشعور يهتم اهتماما غير متساوي الدرجات بمختلف عناصر مضمونه فيقبل البعض ويرفض البعض الآخر . فالتفكير هو القيام باصطفاءات " وتتجلى هذه الخاصية في العمليات العقلية العليا وهذه الخاصية هي سبب اختلاف الناس في تسجيل انطباعاتهم حول شيء ما .
4 ـ كيفي
الأحوال النفسية التي تشعر بها غير قابلة للتقدير الكمي وإنما توصف فقط من حيث الشدة والضعف والوضوح والغموض .
5 ـ ذاتي
الشخص هو المؤهل لمعرفة أحواله النفسية ومحاولة معرفة ذلك عند الغير لا يعدو مجرد تخمين وهذا ما يفسر اختلاف ردود أفعال بين الأشخاص حول مثير معين .
النظرية التقليدية في الشعور
يرى مين دي بيران Maine de Biran أن الشعور يستند إلى التمييز بين الذات الشاعرة والموضوع المشعور به وهو شرط مشترك وضروري لكل ما سواه من الفعاليات الذهنية وهذا ما نجده عند ديكارت René Descartes ( 1596 ـ 1650) حيث يرى أن كل ما هو نفسي هو شعوري .
إن التسليم بثنائية الجسم والنفس ، يقود إلى التسليم بأن النفس تعي جميع أحوالها ، وأن الشعور والحياة النفسية مفهومان متكافئان ، وأنه لا يوجد خارج الحياة النفسية إلاّ الحياة العضوية (الفيزيولوجية) ، فالنفس لا تنقطع عن التفكير إلاّ إذا تلاشى وجودها والشعور حدس بل هو صورة للظواهر النفسية ، وهو بذلك معرفة أولية مباشرة مطلقة ، صادق الحكم لا يخطئ أبداً ، على عكس الإدراك الذي هو نسبي من حيث أنه يقوم على الإحساس ، أمّا الشعور فلا واسطة بينه وبين الحوادث النفسية، فإذا شعرت بحالة ما ، كان شعوري بها كما هي ، لا كما تصورها لي حواسي . وبذلك فإن الشعور يتّسع لكل الحياة النفسية وهو مستقل عن البدن ، وليس وراءه شيء . ويرى ديكارت أنه من التناقض القول بأن النفس تشعر بما لا تشعر ، فهي تشعر لأن الحادثة التي تشعر بها موجودة ، أمّا إذا كانت الحالة النفسية غير موجودة فإنه يستحيل الشعور بها .
ونفس الرأي نجده عند بيار جاني Pierre Janet (1859 ـ 1947) فالشعور عنده مجموعة من الارجاع وردود الأفعال التي يقوم بها الشخص تجاه أفعاله لتنظيمها ومراقبتها . وهو عند سارتر Jean Poul Sartre (1905 ـ 1980) . شعور بشيء دائما ، بمعنى أن الشعور موجود ولكنه مرتبط في وجوده مع الموضوع المشعور به . إلا أن ابن سينا يرى إمكانية وجود الشعور بشكل مستقل فلا علاقة له بالموضوع المشعور به ولا علاقة له حتى بالجسم حتى انه يمكن تصور جسم مفرق إلى أجزائه ومع هذا يبقى على شعوره يقول : " إذا تجرد ـ الإنسان ـ عن تفكيره في كل شيء من المحسوسات أو المعقولات حتى عن شعوره ببدنه فلا يمكن أن يتجرد عن تفكيره في أنه موجود وانه يستطيع أن يفكر " وإجمالا يرى العقليون أن الشعور حقيقة موجودة وله وظيفة نفسية فعالة وليس إضافي يمكن التخلي عنه . وان الحياة النفسية متطابقة مع الحياة الشعورية.
موقف النظرية المادية
لكن التجربة النفسية تكشف بوضوح أننا نعيش الكثير من الحالات دون أن نعرف لها سبباً ، والمنطق السليم يقول أن عدم وعي السبب لا يعني عدم وجوده. فالسبب موجود ولكنه مجهول فنحن نخضع للجاذبية ولكننا لا نشعر بها،ونحبّ أشياء دون أن نعرف لماذا؟ ونكره أشياء دون وعي الأسباب ، ونميل إلى أفكار دون أن نفقه العلة ، والعقل يقرّ أنه لا تحدث ظاهرة أو واقعة أو حادثة إلاّ بوجود سبب كاف يُوجدها .
لذلك رفض التجريبيون هذه النظرة للشعور ، لأن الشعور عندهم لا يزيد عن كونه تلك الانطباعات الحسية ، والدليل على هذا أن زوال الانطباع الحسي يؤدي إلى زوال الشعور ومنه فلا وجود للانطباع الذي يسبق الانطباع الحسي ، فهو مجرد استجابة لمؤثر ما وليس وظيفة . يرى مودسلي Moudsley أن الشعور قد يشهد الحادثة النفسية لكنه لا يحدثها ، وهكذا اعترضت المدرسة السلوكية بزعامة واطسون John Watson (1878 ـ 1958) على ما جاء في النظرية التقليدية . فالشعور عندهم خرافة ميتافزيقية وهذا تماشيا مع مذهبهم المادي الذي ينكر وجود النفس والروح فإنكار الشعور حسب بيار نافيل يعود إلى عدم إمكانية ملاحظته يقول : " حل الشعور والأحوال الشعورية محل النفس ، لكنها كانت تفلت من الملاحظة مثل النفس" بمعنى ، لا داعي لمواصلة البحث في هذا الميدان ، ميدان الشعور والأحوال الشعورية فهي لن تحقق أي نجاح يذكر وهذا بالقياس مع الأبحاث السابقة حول النفس والروح ذلك لبعدهما عن الملاحظة الحسية التي يتمتع بها الجسد .
وتدعمت هذه النظرية بأبحاث ريبو Théodule Armand Ribot (1839 ـ 1916) الذي جعل كل أحوال النفس تابعة للدماغ . فالشعور عنده هو مجرد انعكاس للنشاط الكهربائي في الدماغ عند قيامه بوظيفة عقلية . إلا أن ما يؤخذ على هذا الموقف التجريبي المادي انه لم يقدم تفسير مرضي لعملية تخدير المريض أثناء العملية الجراحية ، فالمعلوم أن الغاية من ذلك هي جعله يفقد الوعي أي الشعور وليس القصد منها فقدانه للجملة العصبية وهذا ما يؤكد وجود الشعور. ثم إن الانطباع الحسي لا يزول بزوال الانطباع الحسي انه متصل ومتغير وبالتالي ينتقل إلى موضوع آخر وهذا لا يعني زواله .