مراجعة اشكال العلاقة بين الانا والاخر / ادغار موران
موقع تعلم الفلسفة في تونس اشكال العلاقة بين الانا والاخر / ادغار موران
تحليل نص اشكال العلاقة بين الانا والاخر / ادغار موران بكالوريا تونس 2022 /2023
اشكال العلاقة بين الانا والاخر / ادغار موران
النص:
الغير هو في الوقت نفسه المماثل والمباين لي ,انه المماثل بسماته الإنسانية أو الثقافية المشتركة . والمباين بخصائصه الفردية أو فروقه العرقية . وفي الحقيقة يحمل الغير المباينة والمماثلة في ذاته . وتسمح لنا خاصية الذات من إدراكه في تشابهه وتباينه . فمركزية الذات في انغلاقها تجعل لنا الغير غريبا ، والانفتاح الغيري يجعله لنا اخويا . إن الذات بطبعها مغلقة . نحن في علاقة ملتبسة أمام شخص مجهول ، نتردد في التعاطف و الخوف ، لا ندري إن كان سيظهر لنا صديقا أو عدوا .
ولجعل العلاقة سليمة ومتجهة نحو الصداقة ونتبادل معه حركات مجاملة . أما في حالة العدوان فإننا نتأهب للفرار وللدفاع أو الهجوم (...) إن العلاقة مع الغير قائمة بالقوة في علاقة الذات بذاتها , يبين المبحث القديم للطبيعة المزدوجة والمتجذر بعمق داخل نفسيتنا ومعناه أن كل واحد منا يحمل داخله أنا آخر يكون في الوقت نفسه غريبا ومطابقا لذاته .( إننا نصاب بالذهول أمام المرآة, إذ نشعر بغربتنا عن أنفسنا ونتعرف على أنفسنا في ذات الوقت ). فلكوننا نحمل داخلنا هذه الثنائية حيث يكون "الأنا هو الأخر " فإننا نستطيع إقحام الآخر وإدماجه في الأنا الذي يخصنا ، بالتعاطف والصداقة والحب .
إن الحاجة إلى الآخر جذرية , إذ تشهد بعدم اكتمال الأنا حينما يكون فاقدا للاعتراف به وفاقدا للصداقة والحب . لقد كان " هيقو" على حق حين قال : " إن الجحيم كله في كلمة العزلة " وعبارة سارتر " الجحيم هم الآخرون" تصدق خصوصا على الوسط الثقافي الباريسي .
ادغار موران،انسانبة الإنسانية
نظام الحجاج:
1 - التماثل والتباين بين الأنا والآخر
2 - أشكال العلاقة بين الأنا والآخر
تحليل نظام الحجاج:
1 - التماثل والتباين بين الأنا والآخر
ا - التماثل:
التماثل بين الأنا والأخر من جهة الخصائص الإنسانية : في هذا الإطار يتماهى الأنا مع الغير من حيث الإنساني او الانسانية اي عبر جملة من الخصائص المشتركة لدى الافراد او المجتمعات مثال : كل الافراد كائنات عاقلة وهذا يعني ان الانا يماثل الاخر من خلال خاصية العاقلية . ان العقل سمة انسانية كلية ، يقول الفيلسوف الفرنسي ديكارت : "ان العقل اعدل الاشياء توزعا بين الناس " ==) التماثل عبر الإنساني بما هو كلي .
التماثل بين الأنا والآخر من جهة الخصائص الثقافية : في هذا الإطار يتماهى الأنا مع الغير من حيث الثقافي ذلك ان الانسان هو " كائن ثقافي " وهذا يعني ان الثقافة خاصية تميز بها الانسان عن غيره من الكائنات الاخرى ، انها سمة انسانية كلية رغم ان لكل فرد او شعب ثقافته الخاصة ==) التماثل عبر الثقافي بما هو كلي .
ب- التباين :
التباين بين الأنا والآخر من جهة الخصائص الفردية : في هذا الإطار يتباين الأنا مع الغير من حيث الفردي وهو ما يحيل إلى النسبية والتعدد والاختلاف سواء على الصعيد النفسي ( اختلاف المشاعر والأحاسيس من فرد إلى آخر ) أو الاجتماعي ( الثراء والفقر مثلا ) أو الفكري ( الجاهل و المتعلم مثلا )==) التباين عبر الخصائص الفردية .
التباين بين الأنا والآخر من جهة الخصائص العرقية : في هذا الإطار يتباين الأنا مع الغير من حيث العرقي وهو ما يحيل إلى النسبية والتعدد والاختلاف على الصعيد الطبيعي أو البيولوجي فلكل فرد خصائصه الوراثية من خلال وجود مدونة وراثية خاصة بكل فرد ( لون العين مثلا ) ==) التباين عبر الخصائص الوراثية .
==) نفي الهوية القائمة على التماثل المطلق أو الاختلاف المطلق واثبات الهوية المركبة.
التخلص الإشكالي : الأنا والآخر بين الصداقة و العداوة ، بين الانغلاق والانفتاح؟
2 - أشكال العلاقة بين الأنا والآخر :
ا - العداوة : وجه سلبي لعلاقة الأنا بالآخر ( الغريب / العدو ) نتيجة المركزية الذاتية و انغلاق الذات على ذاتها وهو ما يعكس هوية بسيطة قائمة على التطابق أو ضرب من " الشعور بالأنا " حسب تصور ابن سينا للإنسان أو قل بلغة الفيلسوف الألماني هيغل : " وجود لذاته بسيط ، مساو لنفسه ، ينفي من الذات كل ما هو آخر ، فماهيته وموضوعه المطلق هما بالنسبة إليه الأنا ". وفي هذا الإطار يمكن استدعاء المقاربة الديكارتية التي تجعل من الأنا وعيا متعاليا لا يشترط الآخر وجوديا ومعرفيا .
ب - الصداقة: الوجه الإيجابي لعلاقة الأنا بالآخر يتجاوز الانغلاق الذاتي إلى "الانفتاح الغيري " . إن أسلوب الحجاج الذي يستخدمه الكاتب في هذا المستوى هو الاستنتاج المباشر ( قضية واحدة – نتيجة ):
القضية : " ان كل واحد منا يحمل داخله أنا آخر يكون في الوقت نفسه غريبا ومطابقا لذاته " أي أن الهوية الذاتية مركبة او ثنائية تجمع بين الغربة والمطابقة والكاتب يقدم مثال المرآة لابراز هذه الجدلية القائمة في صلب الإنسان .
النتيجة : " فاننا نستطيع اقحام الاخر وادماجه في الانا الذي يخصنا " وهذا يعني ان شرط العلاقة السليمة بين الأنا والآخر هو هذا الإدماج او الإقحام للآخر في الأنا عبر تجربة الصداقة والتعاطف والحب . بناء على هذا المنطق التركيبي فان الصداقة لا تقوم على التباين المطلق او التماثل المطلق وانما هي تركيب من التماثل و التباين .