تحضير الدرس الثاني حول اللغة والفكر .
.
الدرس الثاني حول اللغة والفكر
مقدمة : طرح المشكلة
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ الدرس الثاني حول اللغة والفكر
الإجابة هي كالتالي
الدرس الثاني حول اللغة والفكر
مقدمة : طرح المشكلة
هل اللغة هي ما يصدر عنا من أصوات فقط ؟ هل تعتبر الإشارات لغة ؟ أليست اللغة عبارة عن إشارات ورموز نبدعها لتساعدنا على تنظيم حياتنا الداخلية ، وعلى تحقيق التواصل مع غيرنا ؟
I ـ طبيعة اللغة
إذا لم تكن اللغة مجرد تعبير انفعالي و لا نشاط حيوي ، ففيم تتمثل طبيعتها ؟
أولا : أشكال التعبير
( حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون) . النمل 18. كيف حدث التواصل بين النبي سليمان و النملة ؟ الغرض أن سليمان عليه السلام فهم قولها وتبسم ضاحكاً من ذلك وهذا أمر عظيم جداً ، في هذه الآية إشارة إلى حوار بين النمل ينتقل من مرسل إلى مستقبل حاملا رسالة ، ثم انتقل محتوى الرسالة إلى الإنسان ممثلا في شخص النبي سليمان . فهل للنمل لغة ؟ وما هي طبيعتها ؟ وهل هناك قواعد تحكمها ؟ وهل يمكن فهمها من قبل كائنات أخرى ؟
التعبير يتم عادة بـ :
1 ـ الأصوات ( ألفاظ ، صياح ..الخ )
2 ـ إشارات ، حركات ، إيماءات
مقارنة بين لغة الحيوان ولغة الإنسان
الدراسات العلمية أثبتت إن ما تفعله النحلة حين تخبر أفراد مملكتها بمكان الطعام وبعده عن الخلية و الاتجاه الذي ينبغي عليها إن تطير فيه، من خلال الرقصات الدائرية ، لا يعدو كونه نظاما اشاريا مغلق من نوع بدائي، فلم يثبت أن النحل لديه طرائق يشير بها إلى كمية الطعام أو نوعه أو لون الأزهار أو غير ذلك من المعلومات التي تتصل بالطعام أو بغيره ، والصيحات التي يطلقها قرد مثلا إذا كان أمام ثعبان ، هل يعني بصيحاته " ثعبان " أو "خطر " أو احذر ثعبان " أو أن هذه الأصوات مجرد صيحات تنبيه من دون أن تحمل أي معنى محدد؟ . أنها في جميع الحالات لن ترقى إلى لغة البشر ، إن لغة الإنسان من اعقد مظاهر السلوك ، لهذا لا يمكن التعامل مع اللغة عند الكائنات جميعها بنفس المستوى من الفهم .
إن التعبير عند الكائنات الحية متنوع ، فالحيوانات تختلف وسائل الاتصال بينها حسب أنواعها ، فمنها ما يعتمد على الصياح وإصدار الأصوات المختلفة ، وبعضها يعتمد على الحركات والتغيرات الفزيولوجية على مستوى الجسم ، والبعض الآخر يستخدم الروائح ، أما الإنسان فانه وان كان في حاجة إلى كل ما سبق ذكره ، فانه يوظف فضلا عن ذلك الرموز بمختلف أنواعها سواء كانت طبيعية يتقاطع فيها مع الحيوانات الأخرى، أو رموز اصطلاحية اتفق مع غيره على دلالاتها .
ثانيا : تطور أشكال التعبير
اللغة تستعمل بغرض التكيف وحفظ استمرار النوع ، لكنها قد تتجاوز هذه الأغراض البيولوجية إلى أغراض معنوية عند الإنسان ، وذلك عندما يريد التعبير عن أفكاره وأحواله النفسية. ومنه تصنيف أشكال التعبير إلى قسمين .
أ ـ اللغة الطبيعية :
وهي التي لا تحتاج إلى تعلم ، لأنّ للإنسان ملكة فطرية تساعده على فهمها ، فهي مجرد انعكاس شرطي لمنبه داخلي أو خارجي . فالتبسم وبشاشة الوجه ، أو عبوسه والصراخ والبكاء ، تعتبر عند اللغويين علامات طبيعية . فنحن نفسر التبسم وبشاشة الوجه على أنّه علامة على السرور والفرح والرضا ، بينما يعني الصراخ والبكاء التألم والحزن .
لكن بالرغم من كون هذه العلامات تحمل معنى غير ظاهر ، إلاّ أنّ هذا لا يبرر اعتبارها علامة لغوية ، وسبب ذلك أن التبسم والضحك أو الصراخ والبكاء علامات غير قابلة للتحليل والتفكيك ، أي أنها كتلة واحدة لا تتجزأ ، ولو حاولنا تفكيكها ستفقد قدرتها على الدلالة، فلا تصير ذات معنى ، فالصوت (أيْ) لو جزء إلى : ( أ ) و ( يْ ) ، لما فهما منه أنه يشير إلى الألم .
ب ـ اللغة الاصطلاحية :
وهي نسق من الرموز الاتفاقية المكتسبة بالتعلم ، وهذه الرموز والإشارات يتواضع عليها البشر ويتفاهمون من خلالها ولا نجد لها مثيلاً في عالم الحيوان الأمر الذي يبرر حصر اللغة في الإنسان ، والإقرار بوجود لغة عند الحيوان أمر فيه توسع مبالغ فيه وغير مقبول.
ثالثا : خصائص اللغة الإنسانية
ويمكن حصر مميزات اللغة الإنسانية فيما يلي :
1 ـ تتسع لغة الإنسان للتعبير عن تجاربه و خبراته و معارفه .
2 ـ اللغة الإنسانية رموز عرفية اصطلاحية.
3 ـ لدى الإنسان وعي بالعلامات التي يستخدمها قصدا، على أنها وسائل لتحقيق الإغراض .
4 ـ يستخدم الإنسان اللغة للتعبير عن الأشياء العيانية كما يستخدمها في التعبير عن أشياء أو أحداث بعيدة عن المتكلم زمانا ومكانا.
5 ـ يعمم الإنسان الألفاظ التي يستخدمها في الإشارة إلى أشياء متشابهة .
6 ـ لغة الإنسان مركبة تتألف من وحدات ومن قواعد .
7 ـ يستطيع الإنسان أن يبدل كلمة بأخرى في منطوق معين إذا تغير الموقف علي ضرب محمد . محمد ضرب علي .
8 ـ لغة الإنسان محكومة بقواعد يفرضها عليه المجتمع الذي ينتمي إليه.
9 ـ تتنوع لغة الإنسان بتنوع الجماعات التي يستخدمها بفعل عامل الزمان و المكان
10 ـ يكتسب الإنسان لغته من المجتمع الذي يعيش فيه .
11 ـ مفردات لغة الإنسان كما تشير إلى الأشياء في الواقع تشير إلى الأفعال والأفكار المجردة، ويمكنها تعميم الاسم على الأشياء المتشابهة في الجوهر والمختلفة في التفاصيل وهذه صفة لا تتوفر لأي حيوان .
12 ـ اللغة البشرية قابلة للانتقال من السلف إلى الخلف عن طريق الاكتساب، أما لغة الحيوان فانتقالها تتكفل به آلية الوراثة في الغالب .
والصفة الأساسية للغة حسب تشومسكي هي مقدرة لغة البشر على الخلق أو الابتكار والمقصود بهذه الصفة هو انه بمقدور الإنسان لا أن يركب من الأصوات المفردة مئات الألوف من المفردات فحسب، بل أن يركب من مفردات اللغة المختلفة عددا لا يحصى من الجمل وأشباهها مما لم يسمع به من قبل وذلك حسب الموقف والظروف التي تتطلب الكلام، كما باستطاعته أن يفهم عددا لا حصر له من الجمل وأشباهها عندما يسمعها .
II ـ اللغة بنية رمزية
يتصل الناس فيما بينهم و يخاطبون بعضهم بعض عن طريق اللغة ، فهل يمكن استبدال اللغة بكلمة " اللسان "؟ وهل الكلام مرادف للغة ؟ ما الأسس التي تقوم عليها اللغة بوصفها بنية رمزية تطبع نشاط الفكر وتترجم إبداعه ؟
أولا : اللسان والكلام واللغة
1 ـ مفهوم اللسان
إذا كانت اللغة تطلق على كل وسيلة يمكن استخدامها كوسيلة للتواصل ، فاللسان يطلق على لغة خاصة بجماعة معينة .فنقول " بلسان عربي مبين " اللسان الانجليزي، اللسان الفرنسي ، واللسان بهذا يكون اخص من اللغة ، انه الموروث اللفظي من مفردات وكلمات وما يتصل بها من قواعد نحوية وصرفية ، ويذكر القرآن اللسان بهذا المعنى في سورة إبراهيم الآية 4 " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " . " وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْعَالِمِينَ " الروم 22 " وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ " (103) النحل .
2 ـ مفهوم الكلام
الكلام ما كان مُكْتَفِياً بنفسه وهو الجملة، و لا يكون إلا أَصواتاً تامة مفيدة .فالكلام هو القدرة على التفاهم بين الناس عن طريق علامات صوتية تتيحها لغة معينة .لذلك يتطلب الكلام وجود اللغة واللسان بالإضافة إلى سلامة الجانب البيولوجي الذي له صلة بالكلام.
3 ـ مفهوم اللغة
اللغة مشتقة من اللغو وهو الكلام الفارغ . واصطلاحا هي مجموعة من الإشارات والرموز ذات صبغة اجتماعية للدلالة على معنى من المعاني لأجل التواصل بين البشر فهي تتميز عن إشارات التواصل الموجودة عند الحيوان بتجددها وتنوعها، أما عند الحيوان فهي ثابتة . يعرفها الجرجاني بقوله " هي ما يعبر به كل قوم عن أغراضهم " أو هي مجموعة من الكلمات والأصوات والقواعد الثابتة، وبها يتحقق الكلام وقد تكون بطرق أخرى غير الكلام مثل الحركات . وهي ظاهرة معقدة وموضوع دراسة عدة علوم ( الفيزيولوجيا ، السوسيولوجيا ، السيكولوجيا ، اللسانيات و الانتربولوجيا ) ويعرفها لالاند بقوله : " هي كل جملة من الإشارات والتنبيهات يمكن أن تكون وسيلة للاتصال " وللغة شروطها فلابد من متكلم ومخاطب ولابد من سلامة الجملة العصبية لثبوت العلاقة بين اللغة والدماغ فالحبال الصوتية وحركة اللسان والشفتين تتحكم فيها المراكز العصبية. ويعرفها دو سوسير 1857 ـ 1913 " بأنها نتاج اجتماعي لملكة اللسان ومتواضعات ملحة وضرورية للمجتمع ، لتسهيل ممارسة هذه الملكة عند الأفراد.
وتتكون لغة الإنسان من وحدات صوتية أساسية خالية من المعنى وتعرف بالفونيمات ومن وحدات صوتية أعلى ذات معنى تعرف بالمورفيمات ، وتنتج عن اجتماع الفونيمات جمل متعددة وفقا لقواعد النحو والصرف.
ثانيا : الرمز والدلالة
الرمز :
الرمز مثير بديل ، يستدعي لنفسه نفس الاستجابة التي قد يستدعيها شيء أخر عند حضوره ، وهو نوعان : رمز لغوي ، ورمز غير لغوي.
والرمز يكون بناء على اصطلاح بين جماعة من الناس مثل اصطلاحهم على إشارات المرور الضوئية، وعلامة صح √ وعلامة خطأ X وعلامات الموسيقى ♫ ومفردات اللغة مثل: شجرة، حصان، كتاب، صدق، قتل. وأصوات الأبواق والأجراس.فهذه و أمثالها هي ما يعرف بالرمز . واللغة مجموعة من الرموز .
وكل رمز له مرموز إليه ، فلا يوجد لفظ إلا وله ما يدل عليه ، بمعنى اللغة تتألف من الدال والمدلول والعلاقة بينهما تسمى الدلالة.
الدلالة :
الدلالة هي العلاقة القائمة بين اللفظ وما يدل عليه، فلا يوجد لفظ إلا وله ما يدل عليه سواء كان حسيا أو معنويا ، ولكي تكون الدلالة يجب توفر عنصرين احدهما يدل على الآخر، العنصر الأول هو الدال والعنصر الثاني هو المدلول . مثال : الطرق على الباب دال يدل على وجود مدلول ( شخص ). والقلم كلفظ دال ، وما يقابله من شيء يستعمل للكتابة مدلول، والعلاقة بين الدال والمدلول هي ما يعرف بالدلالة . وهي نوعان :
أولا : دلالة الإشارات : مثل ما نجده في قوانين مرور السيارات .
.تابع قراءة تحضير الدرس الثاني حول اللغة والفكر
على مربع الاجابة اسفل الصفحة التالية